2 0

00 11 سس ف

يكوا سرك لوخ 5 ظ - 5 و 0 66 و 20 م( كك 1 5-5 ر عد وك 6 0

كسد ةا ره م دما #7 مر 4 بالا 2 كيه ونم ع هه 7 ل د سخ ل سي ل غ 1 به كلهي م 1 َأَمَاأ ا 0 و هر هه 121 20 7 سا هه 2

أ أ

ل

أليت للعار فا سسيري عير الوهاب /مشعالي

م 2 هو ف

72

3 0-7 0 ا مارت ؛ مر ا 2 فر ا 68 لوس :

١‏ سرس مرا" 0 ل > ُ سورية.دمشق

ا

هه *# ا هزه * يع لون #وقرنة لايسمح بإعادة نشر هذا الكناب أوأي جزء منف وبأي شلكل منالاشكال : أو تنسشكخشة : أو حفظه لي أي نظام إلكتروني أو ميكانيكي يمكن من استرجاع الكتاب أو أي جزرء منه ؛ وكذلك ترجمته إلى آي لغه أخرى دون

/ 23

م للطباعة

سوريا . دمشق .

- 571١854 هاتف:‎

٠ فاكس:‎

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 0

5 م 300 ل

الحمد لله العلي شآنهء الجلي برهانه» القوي سلطانه؛ الذي خلق سبع سماوات» ومن الأرض مثلهن بكمال قدرته. وجعل الأمر يتنزل بينهن ببالغ حكمته. وكرم بني آدم بالعقل الغريزي» والعلم الضروريء» وأهلهم للنظر والاستدلال. والارتقاء فى مدارج الكمالء ثم أمرهم بالتفكر ترات والتدبر في مصنوعاته؛ ليؤديهم إلى العلم بوجود صانع قديم. قيوم حكيمء واحد أحدء فرد صمدء منزه عن الأشباه والأمثال. متصف بصفات الجلال والكمال» غني عما سواه مقتقر إليه كل ما عداه. توحد بالقدم والبقاء؛ يفعل مايشاء؛ ويحكم ما يريد .

والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله يييةِ حبيب الله الأكرمء ورسوله المعظمء. ختم سبحانه به الرسل» وجعله سيد البشر: وأرسله إلى الأسود والأحمرء وخصه بالشفاعة العامة في يوم المحشرء صلى الله وسلم عليه وعلى اله وأصحايه ومن اتبع ستته إلى يوم الدين ما هلل حاج وكبر.

ويعد :

فإن أرفع العلوم وأعلاهاء وأحراها بعقد الهمة بهاء وصرف الهمة إليها علم الكلام» المتكفل بإثبات الصانع وتوحيده» وتنزيهه عن مشابهة الأجسامء واتصافه بصفات الجلال والإكرامء وإثيات التبوة التى هي أساس الإسلام؛ وعليه مبنى الشرائع والأحكام .

فعلم أصول الدين - ويقال له علم الكلام - هو أشرف العلوم محجةء وأمعتحيا حجة»«لأاتشهو الكاشف عن أسثار الألومعية؛ والفارق نين الثين والمتنبىء. فكان الاشتغال به أحسن الاشتغال» والمذاكرة والمباحتة فيه خير القيل

ه و_-

5 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

والقال؛ لأنه وسيلة السعداء إلى مقاربة الملا الأعلىء وجنة الخلد وملك لا يبلىء من تمسك به ققد اهتدىء ومن أعرض عنه فقد هوى وضل ضلالاً بعيداً.

وكتابنا هذا وإن لم يكن على الطريقة المتبعة في علم التوحيد لكنه يصب في هذا اليابء فمن خلال عنوانه ومن قراءة أبحاثه تراه تارة ينفي عن الله الجسميةء وتارة ينفي عنه تعالى الحلول والاتحاد» وتارة التحيز» وهذ! في الحقيقة هو الغاية من علم التوحيد؛ لذلك كان اعتياره من علم التوحيد أمر معقولاً غير مستغرب .

هذا وقد أكرمني الله بخدمة هذا الكتاب خدمة أرجو الله أن أكون قد وفقت فيهاء وأن أكون قد أسهمت من خلاله فى خدمة العقيدة السليمة التي ارتضاها لنا رب الأرباب .

وأخيرا أسآن الموك عر ول أن يكون' هذا العمل مقيولا غنده تعالى مرضي عنه عند القارىء المصنف ؛ فهذا جهد المقل؛ وعمل العبد المعتلء وآخر دعوانا أن

الحمد لله رب العالمين .

القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية 7

عملي في هذا الكتاب

-١‏ اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب على نسختين خطيتين كاملتين»: سميت الأولى (أ) والثانية (ب) وجعلت (أ) هي الأصلء وآثيت من الفروق ما يستأهل الذكر .

؟- عزوت الآيات الواردة في الكتاب إلى أماكتها من السور.

*- عزوت الأحاديث الواردة في الكتاب إلى أماكنها من كتب السنة مع نقل الحكم عليها من كلام أثمة التخريج إن احتاج الأمر.

4- ترجمت للمؤلف ترجمة مختصرة تليق بحجم الكتاب. والمؤلف أشهر من أن يعرف به.

د- ترجمت للأعلام الواردة في الكتاب ما لم تكن مشتهرة كالأئمة الأربعة ومشاهير الصحابة رضي الله تعالى عنهم ترجمة مختصرة أيضاً.

5- شرحت ما وجدته 8 م الكلمات والمصطلحات مستعيئا بكتب المعاجم والمصطلحات .

- أضفت بين معكوفين ما وجدته مناسباً لتقويم العبارة منبهاً على ذلك .

4- أضفت للكتاب عناوين أخذتها من مضمون كلام المصنف. فكل ما فيه من عناوين فهي من إضافتي» لكني لم أجعلها بين معكوفين محافظة على جمالية إخراج الكتاب .

4- فعلت للكتاب فهارس علمية مشتملة على فهرس للأحاديث». وفهرس للأشعارء وفهرس للموضوعات.

أخيراً أسأل المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه تعالى» وأن يغفر لي ذنوبي وأخطائي. وهو أرحم الراحمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 4

اسمة و لسيية :

هو الشيخ الإمام العامل العابد الزاهد الفقيه المحدث الأصولي الصوفي المربي المسلك عبد الوهاب ين أحمد ير نمع نسبة إلى الإمام محمد ابن الحئفية أبن علي بن أبى طالب رضى الله عنه.

مولده ونشأته :

ولد الشعراني في دار جده لأمه بقرية من إقليم القليوبية تسمى «قلقشنده" عام (444ه) ثم جيء به إلى بلدة أبيه وهي "ساقية أبي شعرة» بإقليم المنوفية بعد أربعين يوما من ولادته» وإليها انتسب فسمى بالشعرانى أو الشعراوي كما ورد فى بعضص كتبة ومؤلفاته .

طلبه للعلم:

شرع الشيخ كما تقدم في السابعة من عمره بالعلم فحفظ القرآن الكريم ومتن أبي شجاع في الفقه الشافعي ومتن الأجرومية في النحو.

ثم انتقل إلى مصصر سنة إحدى عشرة وتسعمئة وهو مراهق فقطن بجامع الغمري وجد واجتهد فحفظ عدة متون منها المنهاج في الفقه الشافعي للومام النووي» وألفية ابن مالك» والتوضيح شرح آلفية ابن مالك لابن هشام الأنصاري» والتلخيص فى البلاغة للقزوينى: والشاطبية 1 القراءات. وقواعد ابن هشام الأنصاري. حتى أنه حفظ متن الروض في فقه الشافعية إلى باب القضاء وهذا شيء عزيز ليس بالسهل . () انظر ترجمة الشعراني في «شذرات الذهعب؛ (8/ 79737 و#الكواكب السائرة'" (ص545): و'قهرس

القيارس» (5/ 31١19‏ ووالأعلام؟ للرركني (4/ لخرال وامعجم المؤ قبن 1 لستالفة 0

ل القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

ثم شرع في القراءة فأخذ عن الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري قرأ عليه شيئأ كثيراً حتى كان من جملة مقروءاته عليه الكتب الستة .

وقرأ الكثير على الشمس الدواخلي والئور المحلي والنور الجارحي وملا علي العجمي وعلي القسطلاني والأشموني وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وهو أجل شيوخه والشهاب الرملي .

وحبب إليه الحديث فلزم الاشتغال به والأخذ عن أهله ومع ذلك لم يكن عنده جمود المحدثين» بل هو فقيه النظرء صوفي الخبرء له دربة بآقوال السلف ومذاهب

00

الخلف ‏ عقلاء .

حو

ا رن ب لسر د ترح فيكت الطللاس» واشرح ألفمة : لفية العراقي" ودغاية الوصول شرح لب الأصول"' توفي سنة (4755)

الأشموني: علي بن محمد بن عيسى الفقيه النحوي الشافعي كان متقشفاً في مأكله ومليسه وفرشه» من كشه : شرح ألفية اين مالك" وهو من أحسن شروحها وأوصعهناة ونظلم #المنهاج» في القشّه الشافعيء وشر جه ونظم الجمع الجوامع» توفى فى حدود سنة (419ه).

الشهاب الرملي : أحمد بن أحمد بن -جمرزه الفقيه الشافعي الكبير والد الإمام المشهور شمس الدين الرملي. كان عالما عاملاً ورعاً كبير القدر من كبار تلاميذ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري» من كتبه: #فتمرم اح الجواد بشرح منظومة ابن العماد» و«الفتاوي! جمعه ايئه الشمس الرمليء توفي سنة (9681ه).

أمين الدين: محمد بن أحمد بن عيسى النجار الدمياطي ؛ كان ممن جمع بين العلم والعمل. وكان في علوم الشرع إمامأ وفى علوم الحقيقة قدوة» وكان لا يترك قيام الليل صيفاً ولا شتاء. وكان يقرأ الرويات الأربع عشرة. توفي سنة (978ه).

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية ١‏

الدواخلي: شمس الدين محمد الدواخلي العلامة المحقق المحدث. كان مخصوصاً بالمصاحة فى قراءة الحديث وكتب الرقائق والسيرء كريم التفس : حلو اللسان. كثير الصيام : يحي ليالى رمضاكت كلها مؤثر الخمول وعدم الشهرة رهقو ذلك من خزائن العلمء توفي سنة (519ه).

تصوخه ومحاهلته :

قال تلميذه المناوي: ثم أقبل على الاشتغال بالطريق فجاهد نفسه مدة ع العا ذ ثق الدنيوية ومكث سنين لا يضطجع على الأرض ليلاً ولا نهاراً بل اتخذ حبلاً بسقف خلوته يجعله في عنقه ليلا حتى لا يسقط وكان يطوي الأيام المتوالية ويديم الصوم ويقطر على أوقية من الخبز. ومحممع الخروق من الكميان فيجعلها مرقعة يسجر بهاء واستمر كذلك حتى قويت روحانيته وصارت له أحوال عجيبة ‏

وكاك يفتتح مجلس الدكر عقب العشاء فلا يحتمه إلا عتدك الفجر .

ثم أخذ عن مشايخ الطريق فصحب الخواص والمرصفي والشناوي فتسلك بهم .

مؤلفاته :

كان الشيخ من المكثرين في التأليف الذين بارك الله في أوقاتهم وأعمارهم. كتب الصوفية مع مشاركته في غيرها. ٠‏

فمنها: «الأجوبة المرضية عن أثمة الفقهاء والصوفية»”'ء و9إشارد المغفلين من الفقهاء والفقراء إلى شروط صحبة الأمراء:”"*'. و«الأنوار القدسية في معرفة آداب الي وااكشهف العهة 3 اد 3 وامشارق الإأنواق القدسية في بيان العهود المحمدية””'» و«مفحم الأكباد في مواد الاجتهاد»'" . و«حد الحسام على من أوجب العمل بالإلهام»”" وااتتبيه الأغبياء على قطرة من بحر علوم الما 0 () ذكره في اكشف الظترن؛ .)١/1(‏ فرق ذكره في #كشف الظنون» ,)١/1(‏ (*) «كشف الظنوت» /١(‏ 194), (4) «قهرس الفهارس» (19089/7). (5) ؛فهرس الفهارسشه ,)1١81١/5(‏ (5) «فهرس الفهارس» (؟/81١1١).‏

(ا) «قهرس القهارس؛(75/١ل١١),‏ 2 “إيضاح المكنون؟ (1/ 557),

١‏ القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

و#درر الغواص في فتاوى سيدي علي الخواص”": و«الدرر المنئورة في بيان زبدة العلوم المشهورة”''» و«ردع الفقراء عن دعوى الولاية الكبرى» "0 و«السر المرقوم فيما الختص به أهل الله من العلومة”*'. و«الأخلاق الزكية والعلوم اللدنية””'. و«الأخلاق المتبولية المفاضة من الحضرة المحمدية»*' » و«البحر المورود في المواثيق والعهود»'"'. واعلامات الخذلان على من لم يعمل بالقرآن:” .

من كلامه: دوروا مع الشرع كيف كان لذ مع الكشف فإنه قد يخطىء.

ومنه: ينبغي إكثار مطالعة كتب الفقه عكس ما عليه المتصوفة الذين لاحت لهم بارقة من الطريق فمنعوا من مطالعته وقالوا إنه حجاب جهلا منهم.

وقال: كل إنسان لا يعذب في النار إلا من الجزء الناري الذي هو أحد أركان بدنه .

وقال: الجبر آخر ما تنتهي إليه المعاذير وذلك سبب مآل أهل الرحمة إلى الرة

وفاته :

توفي الشعراني رحمه الله تعالى (91!5ه) بالقاهرة ودفن بزاويته؛ وقيره يزار للتبرك بهء وذلك بالمسجد المسمى بأسمه في باب الشعرية.

)570/1( اإيضاح المكنوثة‎ )١( -)41594/1( فق «إيضاح المكتون"‎ .)2 210 /1١( رع «إيضاح المكنون؟‎ ,)١١ /5( «إيضاح المكنون»‎ )5( ,)7575/1( ؟هدية العارقين»‎ )5( .)94/1( "اهدية العارفين؟‎ )5( .)559/1١( الهدية العارفين؟‎ )10( (ىم) اهدية العارفين1 (1/ر558),‎

القواعد الكشفية الموضحة لمعانئي الصفات الإلهية ول

وصف النسخ الخطية

اعتمدت في إخراج هذا الكتاب كما ذكرت انقا على نسختين خطيتين» وكلاهما كاملتان بحمدة تعالى .

النسخة الأولى: وهى نسخة كاملة. وهى نسخة من المكتبة الأزهرية» ذات الرقم (عام - خاص 0 5 خطها نسحي معتادء وهي لسححةه جيدة ١‏ خطها

تتألف هذه النسخة من )١١4(‏ ورقةء عدد السطور )7١(‏ سطرآء عدد كلمات الشطر: الواح 59) كلمة تقرياء ورت لها 2( :

النسخة الثانية: نسخة كاملة أيضاء ومن المكتبة الأزهرية أيضأء ذات الرقم (عام 04 خاص 8) خطها تسبحى .

تتألفت هذه السخة هن:(111١)‏ ورقة. عدد السطور (507) شطراء غدد كلمات السطر الواحد (8) كلمات تقريبء. وهذا إلى الورقة (لا/ا) وبعد ذلك يختلف الخط فيصبح أصغر بحيث يوجد في السطر الواحد )١7(‏ كلمة تقريباً بخط أجمل لكنه

لضت لماخ السنات ايك

//للعا رللعارفباستقاميديا 7 3

عبد عبدا لوهاب البشعا ا 5 0

١7

ذا المسا بل الت اكز لد ؤنا لقف لسسشهعيا و دق مداركهاوا ودوأعيباى مزالت وبزعغ لليا: ل ام منسا وفيا ودونا عجن عجناع الما فسلاء إجاد الكا نامل ااي يميم م زرط مزال جونذ 0 وان جا اض الفا وبيلام لسك

52 والشع عو لا قصاح 1 بفدرمسهمورارة علر و كلوت ماجاب دس لحو ابر يمن مقا عله لبعد ا عن ذوق مقام كيف برت لإريا إيحزوعلا دمأ ملي ا عل الخورط فمك رخ كد ألم لإجاريزء ياب لزت ١‏ 00 نفع ا لخدن يوسا رما لمزم ِ اكلام الزاتالنس ناع1 افاي 2 يجواب اوضع من جوالىي في هذا الكنا عاب ا

ليََواسوله وايتوأيجلانا مراك ومو ات

1 ولدسب العا مي عأدي دك راخكتابا اك 0 الرعفحة اما 0

واتكا لمر ال 0

0 ا

لصلا هذا 8

7 .7 8 ف انه رام لبوا م ا ل ال ل ممت

0

سح _-ى

كنا * الإيبية تصنيف سبيد ناوسوانا الماك , " ١‏ 5 © ألرباان ولخت قا لصررافى الكوعبك . 0 سد * الرهابالشحراي اعادالس م , » مادعا اكات , م ازناسسمالطاءة وإمرئا + م بمددةجالرييًا رلاخرة 6 * وذزمرروحم وخر د نار اير رتوت ١‏ دا ني

م

4

ويمدا عسرجدا! علرالعل! قفشلا عن احادالنا مرفتا لا وجي مادكرتد ذلك هذه الاجوية ه 1" الوب * كا نخد عيبا د الله فا ن كل عبد! نما يجيب قى» الاحكام المسكوت المع عن لاإؤصام بها بدن رويعه ودايرة عله وقد يكون مااحا م به عن حدما ىا م فسا من مقا ١‏ لهرولء لبعده عند وق مهاه كيف يوب الا رابجإ وعلا وماحم لزعل لرورط وَيكل د لل الا الحيدة الاواضة عليجاب الحىَّيَعامنَ! ن بقراحد نالحد بن فإ دا ده وصفاءة علجها قال ىم فطلا عركلامه علإلزاتا ودس تأعل ذ لكاي وانتم اده كا وعلله عوابا وض منجوابي قف هن ١أكك‏ ل نو لى مد انا وهداا< . حمسن وخ ننه 0 مر أعرا كفم اموز مما فالصفات الالبية ومس الى !ده علىسيد ناج حرا لبربة على الهم ىا ميايء ١‏ ال مرفنيم لج 7 وكات الاي صن نقإنا كور[ لديف سوام عكلور من الع ء النبويم علوساح امين يأ اودزااصلاة والسا

/ ظ

القواعد الكشقية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 15

1

5 5 2 5 0

1 [1/ب]

الحمد لله رب العالمينء وأشهد أن لا اله إلا الله الملك الحق المبين» وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله إلى جميع المكلفين.

اللهم فصل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين» وعلى الهم وصحبهم أجمعين : صلاةٌ وسلاماً دائمين أبد الآبدين ودهر الداهرين» أمين آمين أ

وبعد فقد كان سبى مني تأليف كتاب عظيم في الأجوبة عن الأنبياء والمرسلين» والصحابة والتابعين. وتابع التايعين الين عصرنا هلا وهو سئة إحدى وسعين وتسعمائة»ء فما تركت من شيء بلغني أنه نقل عن الأنبياء ومن بعدهم. لا يقبل المأ ويل ع.” ا العلماء إلا وأجيب عنهء وقرديء بحضرة طلية العلم مرات»؛ واستحسئوه وهو في مجلدين صضخمين .

وهذا كتاب ذ5 كرت فيه الأجوبة عن صفات الحق جل وعلاء ورذ ما يتوهمه الملحدونء وضعماء الحال في العلم بحسب مقامي ؛ غيرةٌ على جئاب عق جل وعلا أن يتوهم أحد فيه ما لا يليق بجنابه تعالى .

وقد أطلعت عليه بعض العلماء الأكابر فاستحسنهء وقال: هذا كتاب حقه أن

وهو صادق فيما قال؛ فإن جميع ما فيه إنما منزعه'" الكشف الصحيحء المؤيد بالآيات والأخبار. وفواعد المتكلمين» وقد سميثه :

ب١القواعد‏ الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية» نفع الله به المسلمين أمين. وقد خحبب إلي أبن لديا أخي نبذةٌ من شروط من يتصدر للجواب عن

)00 كذا فى المخطوطات». ولعل الصواب (عتد). 2 المنزع : ما يرجع اليه الرجل من رأبه وآمره وتدبيره ‏ تاج العروس (نزع) .

7 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

الأمور التي يتوهمها الملحدون والعوام في جانب الحق جل وعلاء فأقول ويالله التوفيق :

اعلم يا أخي أن من جملة شروط من يتصدر للرد على الملحدين في آيات الصفات: أن يكون متيحرا في جميع علوم الشريعة المطهرة» من تفسير وحديث. وفقه وأصول. ونحو ومعاني وبيان ولغةء عالما بالخلاف العالي والتازلء ويما عليه جمهور أهل السنة والجماعة؛ وما عليه من خالفهم. مطهراً من جميع الذنوب الظاهرة والباطنة”''ء بحيث لا يكون في سريرته شيء يكرهه الله عز وجل .

وذلك ليصح له الجواب عن جناب صفات الله عر وجل؛ ويدخل حضرة الله تعالىء. ويعرف آداب أهلها مع الله عز وجل وصفاتهء فلا يُضيف إلى جانب الحق تعالى شيئأء لا يضيفه إليه أهل الحضرة من الأنبياء والأولياء [؟/ ب] والملائكة .

فعلم أن من كان في سريرته شيء يكرهه الله تعالىء أو لم يتبحر في علوم الشريعة واللغةء أو كان يجهل شيئاً من مجازات العرب واستعاراتها؛ فلا يصح له مقام العلماء بالله. ولا مقام الجواب عن أهل حضرته لعدم دخوله لها.

وكان سيدنا على الخواص””؛ رحمه الله يقول: من لم يدخل الحضرة فلا يصح

له الجواب عن أحد من أهلهاء بل ربما كان جوابه عنه كالهجو له؛ قال: وأمهات آداب الحضرة الالهية عندي عشرة آلاف أدبء وأما فروعها فلا تنحصر.

0

وسمعت سيدي علياً المرصفي”' رحمه الله تعالى يقول: يحتاج من يريد

)١(‏ كيف هذا وقد قال سيدنا محمد ة: كل اين آدم خطاف وخير الخطائين التوايون»؛ اللهم إلا أن أعلم .

(؟) على الخواص : هو على البرئسى الخواصء أححد العارفين بالله تعالىء كان أميأ لا يقرأ ولا يكتبء ومع ذلك كات يتكلم على الككتاب والسنة وأحوال القوم ومقاماتهم يكلام نفيس عالٍ» ويتكلم على خواطر الناس ويكاشقهم- ترفي سنة (9598).

(؟) علي بن خليل المرصقي الشيخ العالم الصالح المربيء السالك الرباني ولي الله تعالى؛ العارف بهء لور الدين المر صفي ١‏ كان متجمهعا ملازما للذكر والعبادة والتواضع والخشير» اجتمع عليه الفقراء بمصر وصار هو المشار إليه فيها لانقراض جميع آقراند. اختصر الرسالة القشيرية بكئاب سماه: «الورد العذبس" وكان يقرىء فيه المريدين. توفى يوم الأحد حادي عشر جمادىي الأولى سلة 4*0

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 5"

الجواب عن الصفات إلى كشف تام؛ بحيث يتكلم بالأمور على ما هي عليه في نفسهاء لا يخالطه في ذلك فكرء ولا إمعان نظر في كتبء كلاماً"''. جامعاً بين جميع ما قاله المتكلمون سلقاً وخلقا؛ بحيث يُدخل حاصل معتمد كلامهم كله في ذلك الجواب» ولا يخالفه شيء من كلامهم .

وسمعته [1/5] رضي الله عنه يقول: إذا كان من يجيب عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قلّ أن يوافق مقامهم على المطابقة: فكيف بمن يتكلم على صفات الحق جل وعلاء الذي لا يحيط الأكاير به علماً؟!

وسمعت شيخنا شيخ الإسلام زكري" على العالم بالله عز وجل إذا أجاب الملحدين في جانب الصفات» ورد أقوالهم» أن يستشعر الخجل من الحق جل وعلاء ويقول في نفسه: والله لولا الغيرة على جناب الحق جل وعلا من الخوض في صفاته تعالى بغير علم ما جوزنا لأمثالنا أن يجيب عن ذلك .

وكان أخى أفضل الدين رحمه الله إذا سمع أحداً يخوض فى آيات الصفات وأخبارها بغير علم يقول: دستور يا الله أن أجيب هذا الملحد في صفاتك بقدر

١ ىعسو‎

وكان يقول: يجب على كل عارف أن ينهى إخوانه عن الخوض في معاني آيات : زفرفق 5 : ّ 5 الصفات بجهلهم بمعانيهاء وهذا النهي واجب مالم يصل أحدهم إلى مقام

وكان سيدي على الخواص و ححمك الله يعول: كن مع ربك في حال وجودك كما كنت معه في حال عدمك» قإن جميع الأمور التي تقع في عالم الدنيا وعالم الآخرة

. كذافي (أ) وفي (ب): كلامنا. ولعل الصواب (كاملاً)؛ والله أعلم‎ )١(

(؟) زكريا بن محمد بن أحمد الأنصاري السنيكي المصري الشاقعي» أبو يحيى شيخ الاسلام: الفقيه الأصولي المتكلم اللغويء نشأ فقيراً معدماً كان يجوع في الجامع الأزهر فيخرج بالليل ينتقط قشور البطيخ فيغسلها ويأكنهاء ولاه السلطان قاتيباي الجركسي قضاة القضاةء فلم يقبله إلا يعد الحاح ومراجعة؛ من مؤلفاته الكثيرة لأسنى المطالب شرح روض الطالب» ."قتح الوهاب بشرح منهج الطلاب" واغاية الوصول شرح لب الأصول» و؛شرح ألفية العراقي» و#شرح إساغوجي 08 توفي سنة (دكة).

() كذا في التسحتين؛ وفي هامش (): لعله نجهلهم .

ف القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

قن كنسيت» ونعوتٌ أحوية: كيف تجتلب يبحركات» أو تنال بسعايات». وص ذلك فقد غَيِّىِ الله سبحاته وتعالى عئا المقاديرء ومكننا من القعل والترك دفعاً للمعاذير: وعلق الجزاء على الأعمال الدتيوية» وجعلها سببا للجزاء الآخروي كما ا سا اللي ص سل و عم 59 كال عا لوجر كل نفس يما كَسَبَتْ 4 [العناتة: ]ونا عتللت» ؤمال تعالى في أهل الجنة : جر با 6 نوا يحَمَنْونَ* [السجدة: 17]. وقال في أهل النار: جاه با كانوأ يَايينا دون » اه 4]. وقال فى الحديث القدسى: «إنما هى

أعمالكم آردها عليكمء فمن وجد خيراً فليحمد اللهء ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه”"" وإن لم يكن ذلك من الحق تعالى حباً وتقريباً فهو ابتلاءٌ وامتحان؛ لتسيرة لعباده صدقهم في دعواهم الأدبت معه ٠)‏ أو كذّبهم فيه [4/ ب].

فمن قال عن شىء من مقدورات الحق تعالى: إنه ناقصء أو لو قعل الحق تعالى خلافه كان أولى فهو كافرء وكأنه ادعى أنه أعلم وأحكم من الله تعالى.

ومن تمنى غير ما أوجد الله تعالى فكأته يقول: يارب غير جميع ما سيق في علمك لأجل عقلى. وهو جهل وخطأ بإجماع + جميع الملل .

وسمعت سيدي علياً المرصفي رضي الله عنه يقول: وظيفة العبد في هذه الدار إنما هو الاشتغال بالعمل بما أمره به ربه لا غيرء باط السهل يقير ذلك ققد يع عمره فى الباطل » ومن توقف عن العمل بشيء حتى يعلم ماذا أراد الله به فهو ضعيف الإيمان» وقد ورد في الصحيح برفوعا: لد(حفت الأقلام وطويت الصحف»”' أي : مضت المقادير بما سبق به علم الله تعالى في الأزلء فلا يزاد فيه ولا يتشص .

فإن قلت: فإذآً السعادة والشقاوة لا أول لها؛ لأن العلم الإلهي لا أول لهء وإذا )١(‏ أنخرجه مسلم في الحديث المشهور (81/9؟) الذي في أوله: ايا عيادي إني حرمت الظلم على

نفسي . . . الك وفيه #إنما هي أعمالكم أحصيها. . .»: وأخرجه ابن أبي شيبة (171//9) عن

حساد بن عل قال بلجي أك ابه اكبار لك وتمالن يفو يوم القيامة ياايني اذم إنا ود الت لك امن

خلقتكم إلى يومكم هذا قأنصتوا لنا تقرأ أعمالكم عليكم فيمن وجد خيراً فليحمد الله. ومن وجد

شرا فلا يلومن إلا تفسه؛ فإنما هي أعمالكم نردها عليكم' . (؟) أخرجه بهذا اللفظ للطبراني في «الكبير" (984؟١)0‏ وأخرجه الضياء في «المختارة» )52/٠١(‏

بلفظ «جقت الأقلام؛ ورقعت الصحف»: والترمدي (5015) بلفظ: ارفعت الأقلام وجفت

؟فحصلا‎

القواعد الكشغية الموضحة لمعانى الصغات الإلهية وف

كان لا أول للسعادة والشقاوة فما معنى حديث: «والشقي من شقي في بطن لكب

فالجواب [أن]”' معناه: من سبقت شقاوته عن السؤال عنه وهو في بطن أمه حين يقال: #أشقي أم سعيد»”" وهذا لا ينافي أن الشقي شق الأزلِء وإنما قال ذلك ضيه لأنه أول زمن اشتهار أمره لملائكة كا وإلا فلله تعالى أن يظهر على شقاوته أو ل بن ا ا 1 العارفين أنه كان يقول: ! لم أزل أعرف تلامذني وأربيهم في الأصلاب من يوم: للست لك ريد 4 [الاعراف: 7 ونقل أيضاً عن بعض الأولياء أنه كان يقوم لوالد سيدي إبراهيم المتبولي”*' كلما مر عليه؛ ثم ترك فقيل له في ذلك» فقال: إنما كنت أقوم لولي كان في صلبهء وقد اتتقل الآن إلى بطن أمه. انتهى [5/أ].

وقال بعض أشياخي أيضاً: إن أول ما يظهر لملائكة التخليق سعادة عبد أو شقاوته من تكوينه في بطن أمه؛ فهناك يُطلع الله تعالى على ذلك الملائكة. أو من شاء الله من الخواص؛ كما يطلعهم على رزقه وأجله كذلك وهو في بطن أمهء ولا مرقى لأحد ممن ذكر في العلم بسعادة أحد وشقاوته قبل وجوده في بطن أمه؛ لأن ذلك من علم سر القدر الذي انفرد الحق تعالى بعلمه دون خلقه إلا من ارتضىء ألا ترى ملاتكة تخليق النطفة في الرحم كيف تستخرج ما عند الله تعالى من علم حالٍ تلك النطفة بقولهم: "يارب فما الرزق. وما الأجل وشقي أو سعيد؟». قال النبي )١(‏ أحخرجه الطبراني في #الكبيره (07*57. و"الصغير؟ (774). والبزار »)١441/(‏ وقال السبوطي في

«الدرر المطرة» عي ؟5١):‏ رواه الطبراني في #الصغير؟؛ واليزار بسند صحيح . (7) زيادة من المحقق (4 طرف حديث أخرجه اليخاري (1597): ومسلم (27148.

2 إبراهيم بن علي , بن عمر برهان الدين الآنصاري المتبولي ثم القاهري الأحمدي» قدم من يلده متبول من الغربية إلى صنتدا فأقام بضريحها مدة ثم تحول إلى القاعرة» ونزل بظاهر الحسينية فكان يدير بها مررعة»ء ويباشر بنقسه العمل فيها من عزق وتحويل؛ وغير ذلك من مصالحهاء سكن زاوية بالقرب من درب السباع وصار الققراء يردون عليه فيهاء ويقوم بكلفتهم من زرعه وغيرهء فاشتهر أمره وتزايد خيرهء وكثرت أتباعه بحيث صار يخير لهم كل يوم زيادة على أردب. وهرع إليه الأكابر قضلاً عمن دونهم لزيارته وا! لتبرك بهء ونزاحم عليه الناس في الشفاعات» فكان يقوم بها على أكمل

وحة؟ توفى سنة (/ا/ام) .

3 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

. «فيقضى الله تعالى ما شاء»''؟ أي: يظهر من قضائه ما شاء مما سيق به علمه وحمكمه: وتعلقت به إرادته .

وكان أبو المظفر السمعاني رضي الله عنه يقول: سييل معرفة هذا الباب التوقيف على ما ورد فى الكثاب والستة» دون محخحضص القياس ومجرد العقول». ومن عدل عن التوقيف فقد ضل, , وتاه في بحار الحيرة؛ ولم يصل م ا لأنه أي : العلم الذي استأثر الله تعالى به إنما هو من علم سر القدر الذي ضَربت دونه الأستاره قلا يعلمه لبي مرسلء ولا ملك مشرساء قلا تصل إليه 006 الخلق» [ه/رب] ولا تصل إليه معارقهمء ومع ذلك فيجب على العبد التسليم لأحكام الله تعالى فيهء وعدم الاعتراض» وإقامة الحجة لنفسه.

فإن قال قائل: فكيف قال يتل في حديث مسلم: #فحج أدم موسى" برفع الميم من أدم حين اجتمع بع موسى هو وآدم في السماءء وقال له * ديا آدم أنت ا النمير الذي خلقك الله بيكدة ١‏ باس الك لكيه ٠‏ كيف أكلت مر ن الشجرة وأخرجتنا من الجنة؟ فقال له : وأنت يا موسى الذي اصطفاك الله تعالى بكلامه وكتب لك التوراة نلف اتلرسكى علي أمثر فدره اللكقي انه غير قط أن علقي ادي او وكيف ساغ لآدم عليه الصلاة والسلام أن يعبّر عن تقدير الله تعالى القديم بأربعين سنة مع سعة علم الأنبياء؟

فالجواب: أن مراد آدم عليه الصلاة والسلام أربيعون فأكثر ٠‏ أو أن مراده ال اد التي ظهر ها للا التقدير في اللوح المحفوظ. لا في أمُ والسلام قال * لايأا موسى بكم وجدت 0 كتب التوراة قبل خلقي؟ قتال: بأربعين سنة»ا *“"قيذه الروانة مص ينان العراد بالتقديو ولا يجوز أن د يراد جليقة علم القدرء فال تعدير الله تعالى المقادير للا أول له

وأما معنى قول نبينا جظة 8 افحاج ادم موسى» برقع الميم من آدم كما مرء

)١(‏ طرف من حديث البخاري ومسلم السايق.

(5) فى (س): عقول.

2 أخربية مسلم (5537) وهو متفق عليه بألفاظ أخرى.

(4) هذه الرواية أخرجها مسلم أيضاً ضمن الروايات التي ذكرها في ياب (حجاج آدم وموسى عليهما السلام) ,

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية ه

ثبت من ا والسنة؛ من وجوب التوبة والندم من كل ذنب» وعدم الاحتجاج على الله تعالى بأنه قدر ذلك علينا قبل أن تخلق.

ومن هنا قالوا: نؤمن بالقدر ولا نحتج بهء وقد فتح آدم عليه الصلاة 00 فيد الثينات لتويفه يسولته؟ لازنا طن لس رإن اد كم لا ريمن لون ين لْحَسِرِنَ ‏ [الأعراف: 3] فقام بأدب العبيد مع ربهمء مع علمه عليه الصلاة ا ل ل ا من الشجرة كان بقضاء وقدرء لا مرد له كما

تي إيضاحه في أول الياب الثاني إث شاء الله تعالى . ء في الكلام على الجواب عن

7 آدم عليه الصلاة والسلام. 9 أكله من الشجرة تعك النهى [1/6].

فعلم أن أحدنا لو وقع في معصية؛ وقال هذا: أمر قدره الله علىُء لا أقدر على دفعدء فلا يجب على توية منهء فهى حجة داحضة» لا يخرج بها عن اللوم واستحقاق العقوبة. وإن كان قوله هذا صدقاً؛ لأنه يجب علينا أن نؤمن بالقدرء ولا نحتج به.

وقد قلت مرة لشيخنا شيخ الإسلام زكريا رحمه الله تعالى : إن قوله تلة: افحج آدم موسى"! برفع الميم يوهم ما لا يخفى من إكامة عذر العبد عند ربه في

شم هة - 1

فقال رضي الله عنه: هذا لا يكون إلا لو وقع هذا القول من ادم في دار التكليف؛ لأن من المعلوم أن وقوع هذه المحاجة ما كان إلا بعد موت آدم ومو سى ١‏ [/ب] وذلك الموضع ليس موضع تكليف» حتى يصح اللوم الذي وقع من موسى لآدم عليهما الصلاة والسلامء ولا لوم على موسى؛ أنه لا يجهل مثل ذلك؛ أما العاصي مثا الآن فإنه في دار التكليف» وجار عليه أحكامٌ المكلفين» بخلاف آدم عليه الصلاة والسلام؛: فكأن في وقوع اللوم على أحدنا والزجر له والعقوبة زجر لغيره من العصاة.

قال: ومما يؤيد أن المحاجة المذكورة كانت في غير دار التكليف: المع تسليم موسى لآدم؛ وغدم , اعتراضه عليه لما احتج عليه بالقدر. ولدذلك ورد مرفوعاً «إذا ذكر القدر مكو ا(؟) أي : عن الاحتجاج اتتهى .

)١(‏ أخرجه الطيرانى فى “#الكبيره (/1؟55١)ء‏ والحارث كما فى الزوائد؟ (57/)» وقال العراقى فى سخريج أحاديث االإحياء : روام الطبرانى من حديث ابن مسعود بإسثاد حجن 5

3 القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية

وسمعت سدع عليا الخواض رححمة الله يقول: فى قوله: اافحج آدم موسى "١‏ أي: غلب آدم موسى بإقامة الحجة عليه؛ من حيث إن آدم علّم بنيه يما قاله لموسى الأدب 0 كه فكأنه يقول لموسى: يا ولديي انظر أولاً 0 906 لا ا ا ل انتهكت حرماته» فأراد آدم أن يخفف عنه بشهود تقدير الله تعالى السابق» وأن من جملة كمال الوجود أن يكون فيها طائع وعاصي؛ لتحكم حضرات الأسماء في أهلها بالك والتله بوز نهم وبر الح ذو وق دنفر بالكام هنأكو ركماك الجر دما هو عليه من حيث الحكمة الألهية» وامتثل ما أمر الله به وانتهى عما تهى الله.

قال وفي بعضص الكتب المنزلة : أنا الله لا إله إلا أناء قدرت المقادير. وديرت التذابير: وأحكمت الصنع . فمن رضي فله الرضى مني حتى يلقاني. ومن سشخط فله

وفي الحديث القدسي يقول الله عرز وجل: اإن من عبادي من لا يصلح له إلا الفقرهء ولو أغنيته لفسد حالهء وإن من عبادي من لا يصلح له إلا الغنى؛ ولو أفقرته لفسد حاله. وإن من عبادي من لا يصلح له إلا البلاع. ولو صححت بدته لفسد حاله0”' . انتهى

فإياك يا أخى والاعتراض على شىء من أفعال القدرة الإلهية الا بطريق شرعى»ء فيقبح القبيح. و بحسن الحسن عند ذلك تبعاً للشارع .

وقد بلغنا أن يعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ابتلاه الله تعالى بالفقر والجوع والقَّمّل عشر سنين» فكان لا يتهثى بأكل ولا نوم» فكان يشكو حاله إلى الله تعالى قلا يجيبهء فقال: يارب أما تنظر |! لى ما أنا فيه من البلاء» فأوحى الله عز وجل إليه: كم تشكو على حالك؟ هكذ! كان بدو أمرك عندي فى أم الكتاب قيل أن أخلق الدنياء أفتريد أن أغير ما سبق في علمي من أجلك؟ أم تريد أن أبدل ما قدرت )1١(‏ أحخرجه أبو تعيم في #الحلية' (18/8*) عن سيدنا أنس رضي الله عنه. وقال صاحب "كنز العمال»

)٠١١/1(‏ فيه صدق ابن عبد الله السمين؛ ضعفه أحمد واليخاري والنسائي والدارقطني» وقال أبو حاتم محله الصدق» وأنكر عليه القدر فقط.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 7

عليك» فيكون ما تحب فوقٌ ما أحب أناء ويكون ما تريد قوق ما أريدء [5/أ] وعزتي وجلالي لئن تلجلج هذا فى صدرك مرة أخرى لأمحون اسمك من ديوان الوه" + أحين للارت]:

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: من كمال الوجود تفاوته فى المقامات وفي الذوات؛» فمنه الرئيس والمرؤوس» ومنه العامي والعالمء لالخ والأصلح. والطاهر والأطهرء والنجس والأنجسء وكل ذلك كامل من حيث بروزه من -خزانة الجود والفضلء كما أشار إليه الإمام الغزالي”"* رحمه الله تعالى بقوله: ليس في الإمكان أبدع مما كان" أي : لا يصح أن يرقى مخلوق عن الحالة التي

سبق بها العلم الإلهى أبداء ٠‏ فالنبي نبي في الأزل» والولي ولي في الأزل» والكافر كافر في الأزل» والمنافق منافق في الأزل. والعاصي عاصي في الأزل. وهكذا.

ومن قال: إنه يمكن أن يكون في الإمكان أبدع مما كان» يقال له: فهل هذا الإبداع مما كان تضمته العلم الإلهي أم لا؟ فإن قال: مما تضمّته العلم الإلهي» قلا له: وهذا عين ما قلناه» وإن قال: مما لم يتضمنه العلم الإلهي» قلنا له: هذا محال للزوم الجهل بالأمور في جانب القدرة الإلهية . انتهى .

وسمعته رضي الله عنه يقول أيضا: قد عم جود الحق سيحانه وتعالى الوجود كله أعلاه وأسفله. فلم يخص بجوده وفضله أحداً دون أحدء فالملائكة يستمدون من جودهء والأولياء يستمدون من جودهمء والمؤمنون يستمدون من جود والعصاة يستمدون من جودهء والكفار والمنافقون 0 كما أشار إليه قوله تعالى: طكْلا جِدُ عؤْلة وَسَؤْلَةِ ين عَطَةٍ ري وَمَا كن عَطَلهُ نيك عَطون > [الاسراء: .]٠١‏

)١(‏ لا يشقى عليك أن هذا الكلام إن لم يصح بسند صحيح فهو باطل» ذلك لأن سيدنا محمد ضيه استعاذ من الققر ومن الجوع. وقال: اسلوا الله العافية»: وقال: «عافيتك أوسع لي0. والله أعلم.

(؟) الغزالي: محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي.؛ أبو حامد» حجة الإسلامء الفقيه الأصولي ٠ 00‏ أستاة الأساتيذ؛ الفيلسوف الكيير: والعالم النحرير»ء رحل إلى تيسايور ثم إلى بغداد فالحجاز قبلاد الشام فمصرء وعاد إلى بلدته؛: من أشهر كتيه: إحياء علوم الدين» و«الاقتصاد في الاعتقاده و«مقاصد الفلاسفة» واتهاقت الفلاسفة؟*» توفي سلة (208ه).

() كلمة الإمام الغزالي هذه قد اختلف العلماء فيها بين مؤيد لها وراقض حتى ألف في ذلك رسائل؛ منها رسالة لبرهات الدين ابراهيم بين عمر البقاعي المتوفى سنة (865ه) سماها: اتهديم الأركان في ليس في الإمكان أبدع مما كان"

14 القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله يقول: صدقة الحق تعالى عامة سابغة على جميع عباده؛ فتارة يتصدق من خزائته بالجواهر مثلاء وتارة بالذهبء وتارة بالفضة. وتارة بالفلوس» وأعلى ما تصدق به الحق سبحانه وتعالى على عباده هو محمد يفي ثم سائر الأنبياء والأصفياء. على اختلاف طبقاتهم.ء فالأنبياء مثال للجواهر النفيسة» والأولياء مثال للذهب» والمؤمنون مثال للفضة. والفلوس مثال للعصاة حال عصيانهم»: فقد علمت أن جوده سيحانه وتعالى مطلق» بحسب ما سبق به العلم. وذلك لإنفاقه وتصدقه على عباده يجميع ما قسمه لهم. من التحف ال في خرائئه .

فإن قلت: فما وجه صدقته علينا بالكفار؟

فالجواب: وجه ذلك ما نأخذه من بعضهم من الجزية في الدنياء وكون أحدنا يُعطى يوم القيامة كاقرأًء ويقال له: هذا فداؤك يا مسلم من النار”"'. فاعلم ذلك.

وإياك أن يخطر في نفسك رائحة اعتراض على فعل القدرة الإلهية» وتقول: فلم لم يجعل الحى تعالى الخلق كلهم سعداءء ولم يُحوج المسلمين إلى فداء.

فإنا نقول لك: إن هذا لم يسيق به العلم الإلهي» وما سبق إلا أن يكون الكافر فداء لناء فكان ذلك من كمال الوجودء فمن تمنى غير ذلك فهو من أجهل الجاهلين بكمال صنع الله تعالى وتدبيره؛ وكأنه يقول: يا رب غير ما [8/ ب] أبرّزته وأبرزه على كذا دون كذا لأجلي.

فاعلم ذلك يا أخي واعمل على جلاء قلبك من الصدأ والغبار»ء حتى تصير ترى ما فعله الله تعالى أحسن مما تطلبه أنت.

وكان الشيخ محي الدين رحمه الله تعالى يقول: إياكم والاعتراض على شيء من أفعال القدرة الإلهية. فيخشى عليكم الكفر.

وسيآتي في عقيدته 1/1أ] أول الباب الآتي قوله رضي الله عنه: اعلم أنه تعالى )١(‏ كنذا في التسختين» والأولى (التي)ك والله أعلم.

(؟) الحديث أخحرجه اين ماجه يلفظ: «دفع إلى كل رجل من المسلمين رجل من المشركين فيقال هذا

فداؤك من النارا. قال صاحب امصياح اند جاجة؟ : إستاده ضعيفه لضحتتبت كثير وجبارة. وقد أغعله اليخاري. انتهى. وأخرجه مسلم (59/57) يلفظ : ؟إذا كان يوم القيامة دقع الله إلى كل مسلم يهوديا

أو نصرانياً فيقول هذا فكاكك من التار" وقريب منه عند امام أحمد وغيره.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 1

صنع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه»ء فإن أنعم فُنْعُمِ فذلك فضلهء وإن أيلى فعذّب فذلك عدلهء لم يتصرف في ملك غيره حتى ينسب إلى الجور والحيف» ولا يتوجه عليه لسواه حكمء فيتصف بالجرع لذلك والخوف. كل ما سواه فهو نحت سلطات شهرهء ومتصرف عن إرادته وأمره: لا يحكم عدله في فضله. ولا فضله في عدله .

أخرج العالم قفبضتين ١‏ وأوجد لهم منزلين. فقال: هؤلكء للجنة ولا أبالى. وهؤلاء للنار ولا أبالى. ولم يعترض عليه معترضص هناك ؟ء إذ أيه موجود كان ثم سواهء فالكل تحت تصريف أسمائه: فقبضة تحت أسماء بلائه: وقبضة تحت أسماء عفة

لو أراد أن يكون العالم كله سعيداً لكان. أو شقياً لما كان في ذلك من شانء لكنه سيحاته لم يرد ذلك. فكان كما أرادء فمنهم الشقي والسعيد هنا وفي يوم المعاد.

فلا سبيل إلى تبدل ما حكم به القديم: وقد قال تعالى في حديث فرض الصَلذة كن كفس وام عتسموزن عاتيتدك الغول/لكين 19 نوما أناايظاذم للشيدة ولم تعثر عليها الأفكار والضمائر إلا بوب إلهي . وججودٍ رحماني لمن اعتنى الله تعالى به من عباده » وسيقى له ذلك فى حضرة اشهاده .

فعلم حين أعلم أن الألوهية أعطت هذا التقسيم» وأنه من رقائق القديم.

عع عه سر م

فسبحان من لا قاعل سواهء ولا موجود بذاته إلا إيَاه #وَالَهُ حَلَفَكْ وَمَا تََمَلُونَ © [الصافات: 45]+ ولا مَل عا يفعلُ وَهُم لوت )4 [الأنبياء: 171 ليه ليد الله هو سآ لَهَدَسَم أَمَوِينَّ» [الأنعام: ]١55‏ فما في الوجود طاعة ولا عصيان. ولا ربح ولا خسران؛ ولا شيء من جميع المتضادات والمختلفات والمتماثلات إلا وهو مراد للحقء تعلقت إرادته في الأزل بإيجاده.

لو اجتمع الخلق كلهم على أن يريدوا شيئاً لم يرده الله تعالى لهم أن يريدوه ما

(41 في هامشى (1): أي لعمائه . (؟) أخرجه اليخاري (787) و(7154): ومسلم .)١15(‏ وأما قوله: «وما أنا يظلام للعبيد. . .الخ" فليست من الحديث» وايله أعلم .

0 القواعد الكشفية الموضحة لمعاتى الصفات الإلهية

أرادوه» أو أن يفعلوا شيئاً لم يرد الله تعالى لهم إيجاده: وأرادوه ما فعلوه ولا استطاعوه؛ لعدم إقداره تعالى لهم عليه.

فالكفر والإيمان والطاعةء والعصيان من مشيئته وحكمه وإرادته. ولم يزل سبحاته موصوفاً بهذه الإرادة أزلاً والعالم معدومء ثم أوجد العالم من غير تفكرء ولا تدبر عن جهل فيعطيه التفكر والتدبر عِلَم ما جهل .جل وعلا عن ذلك؛ بل أوجده عن العلم السابق»: وتعيين الإرادة [8/ ب] المنزهة الأزلية؛ القاضية على العالم بما آوجدته عليه من زمان ومكانء وأكوان وألوان: فلا مريد في الوجود على الحتيية مراك اذهو العائزر ستعائه: لزنا كائرة :له أن ينه إن5.: [الإسان” ]٠‏ وأطال الشيخ في ذلك في "الفتوحات المكية» فراجعه.

وسمعتث سيدي عليا الخواص رضي اللد عنه يقول: من سوء الأدب مع الله تعالى إضافةٌ الصفات التى وصف بها نفسه إليه تعالى» على حد ما يتعقّله الناس» أو تأويلها يشا ورد به ضرع الأدن كن السللا. إذا وروت قن عكر إرجان بها على علم الله تعالى فيهاء فإن العلم لم يضف تلك الصفات إلى ربهء وإنما الحق تعالى هو الذي أضافها إلى نفسه على ألسنة رسله. سواء صفات الكمال في العرف» أو ريا #الانعيواء انيس زذه. والكدام الك والفياف رتجر ذلك فإناغيده الصفات وإن كانت تقصاً فيناء فهي كمال في جاتب الحق تعالى.

وكان يقول [6/أ]: من عرف الله تعالى بصفات التنزيه فقطء أو التشبيه فقطء فهو على التض من مقام المعرقة» .والكامل من :غرف الله تعالئ من دين الطريقين؛ أما التنزيه فهو الأعدلة وأما الصفات التي يعطي ظاهرّها القربَ من صفات الخلق؛ فإنما ذلك تنزل لعقول عياده. رحمة بهم ليتعقلوا معالي''' صفاته. إلا آنهم يضيفونها إليه تعالى على حدٌّ ما يتعقلونه؛ فإن ذلك مُحْدَث لا يليق بجنابه ان

ومن هنا أجمع أهل الكشف والنقل؛ من الفقهاء والمحدثين والأصوليين وغيرهم على أنه لا يخرج أحد عن الجهل المذموم بالذات المقدس إلا بوحي أو كشف»ء وقالوا: كل شىء لخطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك» وقالوا: إن هذا هو اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة» كما سيأتي بسطه في الكتاب في مواضع .

)١(‏ كذا في (أ) وفي (ب): معاني. وكلاهما جائزء دالله أعلم.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية ل

فرحم الله من أمعن النظر في هذه الشروط والضوابط الذي”''' ذكرناها قبل مطالعة الكتاب؛ فإنها تعين العبد على طهارة القلب من الأدناس؛ ليستتير قليهء ويشرف على ما تيسر له في عالم الغيب» ويصير حجايه كالزجاجة الصافية» فيرى الملائكة والجانٌ من ورائهاء فلا يكاد يخطئ فيما يصفهم به من الأحوال؛ بخلاف من كان باطنه ملطخاً بالأدناس؛ فإن حجابه مظلم لا يرى ما خلفه» والله تعالى

أعلم .

هرك كذا في المخطوطين» والأولى: (التي) ‏

ضن التواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصقات الإلهية

شروع في مقصود الكتاب

ولنشرع في مقصود الكتاب» فأقول وبالله التوفيق: بيان”') جملة صالحة من الأجوبة عما يتوهمه الجهلة والملحدون في جانب الحق القدوس وأسمائه وصفاته. مصدراً ذلك بعقيدة جامعة - مع شدة اختصارها - لأمهات عقائد الأكابر؛ من أهل السئة والجماعة؛ ليرجع إليها من استشكل شيئاً من الأجوبة الآنية؛ فإنها مزيلة إن شاء الله تعالى جميع إشكالات المحجوبين» وزاجرة لجميع الملحدين [١٠/ب].‏

فأقول وبالله التوفيق: يجب على كل مسلم أن يعتقد اعتقادا جازماً:

أن الله تعالى إله واحد لا ثاني معه.

وأنه تعالى منزه عن الصاحبة والولد.

وأنه تعالى مالك لا شريك له؛ ملك لا وزير لهء صانع لا مدبر معه.

وأنه تعالى موجود بذاته من غير افتقار إلى موجود يوجدهء بل كل موجود في الأرض والسموات مقتقر إليه في وجوده؛ فالعالم كله موجود بهء وهو تعالى موجود بذاتهء لا افتتاح لوجوده و لانهاية لبقائه؛ بل وجوده مطلق مستمر قائم بنفسه.

وأنه تعالى ليس يجوهر فيقدر له المكان. ولا بعرض فيستحيل عليه البقاءء ولا بجسم فيكون له الجهة والتلقاء: مقدس عن الجهات والأقطار.

مرتي للمؤمنين بالقلوب والأبصار.

إذا شاء استوى تعالى على عرشه كما قاله» وعلى المعنى الذي أراده: كما أن

العرش وما حواه به استوى .

وله الآخرة والأولى.

ليس له تعالى مثل معقولء ولا دلت عليه العقول؛ لا يحده زمان ولا يُقِلَه مكان؛ بل كان ولا مكان ولا زمان: وهو الآن على ما عليه كان. خلق التمكن والمكان: وأنشأ الزمان وقال: أنا الواحد الحي الذي لا يؤده حفظ المخلوقات.

ولايقية خكا مد مناتة صنات المحلثات:

)١(‏ كذافى المخطوطينء وقيه حذف. وأصله: هذا بيان: أو إليك بيان. والله أعلم.

القواعد الكشقية الموضحة لمعاتي الصقات الإلهية ون

تعالى أن تحله الحوادث أو يحلهاء أو تكون قيله أو يكون قبلهاء بل يقال: كان الله ولاشيء معه؛ فإن القبل والبعد من صفات الزمان الذي أبدعه.

فلا ينبغي أن يطلق عليه إلا ما أطلقه تعالى على نفسه. فهو القيوم الذي لا ينامء والقهار الذي لا يُرام: ليس كمثله شيء [1/4] وهو السميع البصير خلق الله تعالى العرش وجعله حد الاستواء» وأنشأ الكرسي وأوسعه الأرض والسماء. اخترع اللوح والقلم الأعلى» وأجراه كاتبا بعلمه في خلقه إلى يوم الفصل والقضاء.

أبدع العالم كله على غير مثالٍ سَبَقَه وخلق الخلق. وأخلق ما خلقء أنزل الأرواح في الأشباح آمناءء وجعل هذه الأشباح المنزلة إليها الأرواح في الأرض خلفاء؛ وسخر لها ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه. فلا تتحرك ذرة إلا إليه وعنهء خلق الكل من غير حاجة إليه؛ ولا مُوجبٍ أوجب ذلك عليه؛ لكن علمه بذلك سيقء فلا بد أن يخلى ما خلى.

فهو الأول والآخرء والظاهر والباطن. وهو على كل شيء قدير.

أحاط بكل شيء علماء وأحصى كل شيء عددأء يعلم السر وأخفى» يعلم خاتنة الأعين وما تخفي الصدورء كيف لا يعلم شيئاً خلقه. #ألا يَعْلَمْ من حاق وهو ليث غير )4 [الملك: .]١4‏

علم الأشياء قبل وجودهاء ثم أوجدها على حد ما علمهاء فلم يزل عالماً بالأشياء كلهاء لم يتجدد له علم عند تجدد الاتقاء تعلهه أنعني الأشماة وأحكمهاء ويه حكم عليها من شاء وحكمها.

يعلم الكليات والجزئيات على الإطلاق: قلا يحتاج علمه بها إلى تفصيل 3/س] كما هو علم خلقه. فهو عالم الغيب والشهادة؛ تعالى عما يشركون» فعال لما يريدء فهو المريد لجميع الكائنات في الأرضين والسموات.

لم تتعلق قدرته بإيجاد شيء حتى أراده»ء كما أنه تعالى لم يرده حتى علمه؛ إذ بلتصيل أن ييل سبحافه,وتقالن هالا يعني أى افمل'الخير السمكن عن ترك ذلك الفعل ما لا يريده» كما يستحيل أن توجد هذه الحقائق من غير حيء كما يستحيل أن تقوم هذه الصفات بغير ذات موصوفة يها. (‏ كذا في (أ) وفي (ي) الأشياء . (؟) كذا في النسعختين» وكتب في هامش (أ): في نسخة: الغير.

ع القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

فما في الوجود طاعة ولا عصيان» ولا ربح ولا خسران» ولا عبد ولا حرء ولا برد ولا حرء ولا حياة ولا موتء ولا حصول ولا فوتء ولا نهار ولا ليلء ولا اعتدال ولا ميلء ولا بر ولا بحرء ولا شفع ولا وترء ولا روح ولا شبح؛ ولا ظلام ولا ضياءء ولا أرض ولا سماءء ولا تركيب ولا تحليلء ولا غداة ولا أصيل”'': ولا بياض ولا سوادء ولا سهاد”” ولا رقادء ولا ظاهر ولا باطن؛ ولا متحرك ولا ساكنء ولا يابس ولا رطبء ولا قشر ولا لب.

ولا شيء من جميع المتضادات والمختلقات والمتمائلات إلا وهو مراد للحق جل وعلاء وكيف لا يكون مراداً له وهو أوجده؟ أم كيف يُوجد المختاز ما لا يريد؟! لا راد لأمره. ولا مُعقب لحكمهء يؤتي الملك من يشاءء وينزع الملك ممن يشاءء ويعز من يشاءء ويذل من يشاءء ويهدي من يشاء» ويضل من يشاء.

ما شاء الله كان» وما لم يشأ لم يكنء لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئاً لم يرد الله لهم أن يريدوهء أو أن يفعلوا شيئاً لم يُردٍ الله تعالى إيجاده وأرادوه» ما فعلوه ولا استطاعوهء ولا أقدرهم تعالى عليه.

فالكفر والإيمان. والطاعة والعصيان» والتوفيق والخذلان؟ كله من مشيئته وحكمته وإرادته» ولذلك قال أهل السنة: إن الحق تعالى إذا أراد من خلقه شيئاً لم يقسمه لهم؛ لم يقدروا على إيجاده؛ بخلاف ما إذا أراد بهم ذلك. ففرقوا بين ما يريد بهم ويريد منهم»ء وهو أمر دقيق.

لم يزل سبحانه وتعالى موصوفاً بالإرادة أزلاً والعالم معدوم؛ ثم أوجد العالم من غير تفكر ولا تدبر عن جهل» فيعطيه التدبر والتفكر عِلمَ ما جهل؛: جل وعلا عن ذلك» بل أوجده عن العلم السابق» وتعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على العالم بما أوجدته عليه ]1/١١1‏ من زمان ومكان وأكوان وألوان» فلا مريد في الحقيقة سواه؛ إذ هو القائل سبحانه وما تَمَآمُونَّ إل أن ييه أذ [الإنسان: ]٠‏ وأنه تعالى كما علم فأحكمء وأراد فخص» وقدر فأوجد.

كذلك سمع ورأى ما تحرك أو سكنء أو نطق في الورى من العالم الأسفل

03" العدادة ماييى ملؤة القدر وطدرع العبين ع والاسينق: الرقت بعد التمي إلى اتوت * زدرة السهاد: الأرق.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

والأعلىء» لا يحجب سمعه البعد فهو القريب» ولا يحجب بصره شدة القرب فهو

البعيد.

يسمع كلام النفس في النفس. وصوت المماسة الخفية عند اللمس» يرى السواد في الظلماء؛ والماء في الماء» لا يحجيه الامتزاج؛ ولا الظلمات [؟١/‏ ب] ولا النورء وهو السميع البصير.

تكلم تعالى لا عن صمت متقدم». ولاعن سكوت متوهمء بكلام قديم أزلي كسائر صفاته؛ من علمه وإرادته وقدرتهء كلم به موسى عليه الصلاة والسلام. سماه التنزيل والزيور والتوراة والإنجيل والقرآن؛ من غير تشبيه ولا تكييف؛ لأن كلامه تانق من عون لهام" أولة اسان كما أن ممح كدالن عن غير امتمكة'"" ولا آذافة كما أن بيصره تعالى من غير حدقة ولا أجفان» كما أن إرادته من غير قلب ولا جنان. كما أن قدرته من غير اضطرار ولا نظر في برهان» كما أن حياته من غير بخار تجويف قلب حدث عن الأركانء كما أن ذاته وصفاته لا تقبل الزيادة ولا . النقصان .

فسبحائه سبحانه من بعيد دان» عظيم السلطان» جسيم الإحسان؛ عميم الامتنان» كل ما سواه فهو عن جوده فائضء وقضله وعدله الباسط له والقابض» أكمل صنع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه: لا شريك له فى ملكهء ولا مدبر معه في خلقه .

إن أنعم فَتَعْم فذلك فضله» وإن أبلى فَغذَّبَ فذلك عدله» لم يتصرف في ملك غيره فينسب إلى الجور والحيف» ولا يتوجه عليه لسواه حكم فيتصف بالجزع لذلك والخوفت.

كلما سواه فهو تحت سلطان قهرهء ومتصرف عن إرادته وأمرهء فهو الملهم لنفوس المكلفين التقوى والفجورء أي لتعمل بالتقوى وتتجنب الفجور» وهو المتجاوز عن سيئات مَنْ شاء هنا وفي يوم النشورء لا يحكم عدله في فضله. ولا فضله في عدله؛ لعدم صفاته كلهاء وتنزهها عن الحدوث. )١(‏ اللهاة: لحمة حمراء في الحنك معلقة على عكدة اللسانء واللهاة: من كل ذي حلق اللحمة

المشرقة على الحلقء واللهاة: أقصى القم. لسان العرب (لَهَا) . (؟) الصماخ: خرق الأذن.

لف القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

أخرج العالم قبضتين. وأوجد لهم منزلتين. وقال: هؤلاء للجنة ولا أبالي» وهؤلاء للنار ولا أناليء ولم يعترض عليه معترض هناك؛ إذ لا موجود كان ثم سواه» فالكل تحت تصريف أسمائه: فقبضة تحت أسماء بلائه» وقيضة تحت أسماء آلائهء لو أراد تعالى أن يكون العالم كله سعيداً لكان» أو شقياً لما كان في ذلك من شانء لكنه تعالى لم يرد ذلك فكان كما أراد.

فمنهم الشقي والسعيد هنا وفي يوم المعاد. فلا سبيل إلى تبدل ما حكم عليه القديم. وقد قال تعالى في حديث فرض الصلاة: «هي خمس وهن خمسون لا يبدل القول لدي""'' وما أنا بظلام للعبيد؛ لتصرفي في ملكي. وإنفاذ مشيئتي في ملكي. وذلك لحقيقة عميت عنها البصائرء ولم تعثر عليها الأفكار ولا الضمائرء إلا بوهب إلهي وجود رحماني لمن اعتنى الله تعالى بهء واصطفاه من بين عياده؛ وسيق له ذلك في حضرة إشهاده» فعلم حين أعلم أن الألوهية أعطت هذا التقسيم» وأنها من رقاتق القديم .

فسبجان من لا قاعل سواءء .ولا فوجود بذاته إلا إبآء هوَافَهُ حلفي وما صَملُونَ © [الصافات: 157 /١8[‏ ب] #لا يْكَلُ عَما يفل وَهُم مستلوت 43 [الأنبياء : 7]ء «طكل مَنَّهَ ليد لبيعَةٌ فلو سه لَهَدَسَكُم أََهِينَ4 [الأنعام : 144] [١1/أ].‏

وكما أجبنا فى ضمن هذه العقيدة عن الله تعالى» ورددنا كلام الملحدين في ذاته وصقاتهء كذلك تُجب عنه تعالى» ونرد كلام الملحدين في شرعه وشرع أنبيائه» وما يترتب على ذلك من الاثار في ضمن قولنا.

وكما شهدنا له تعالى بالوحدانية» وما يستحقه من الصفات العلىء فكذلك نشهد لرسول الله يله بالرسالة إلى جميع العالمين» فإن في ضمن ذلك الجوات عن الله تعالى؛ اقتضاء بحكم التعليق والخصوصية.

فتشهد له أن الله تغالى أرسله يشيراً وتذيراء وداغيا إلى الله اباذتة وسرلجا

رعذ

جح سر سه

منيراًء وقال تعالى في حقه: لمن يطِع الرَسُولَ همد أطَاعَ أسَّهَ [النساء: ]8١‏ وقال: إن الت بََايمُويَكَ إِنَمَا ايت أنه [الفتح: .]٠١‏ وتشهد أنه ويه بلغ جيم ما الوك إليه من ريهء وأذتى أمانتف ونصح أمَثه

قباسلا الحديث تقدم تتريجه + وعذا الكلام معظمه قل مر في كلام الشيخ ابن عر بي‎ )1١(

القواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية يفن

ووقف في حجهة الوداع على كل من حضره من الأتباع» فخطب وذكره ووعظ وأنذرء وخوّف وحذّره ووعد وأوعدء وأمطر وأرعد. وما خص بذلك التذكير أحداً دون أحدء عن إذن الواحد الصمدء وقال: «ألا هل بلّغت؛ ققال السامعون جميعاً: قد بلغت يا رسول الله فقال يفة: «اللهم أشهد:”''.

ونؤمن بكل ما جاء به رسول الله يل مما علمنا معناه» ومما لم تعلم معتاه.

فمما علمنا وتحققنا من جملة ما جاء به وَقُرّرَ: أن الموت عن أجل مسمى عند الله تعالى إذا جاء لا يؤخرء فنحن مؤمنون بهذا إيماناً جازما. لا ريب فيه ولا

كما آمنا وصدقنا وأقررنا أن سؤال منكر ونكير في القبر حى.

وأن عذاب القبر ونعيمه حق+ وأن البعث من القبور حق.

وأن العرض على الله تعالى حقء» وأن الحوض حقء» وأن الميزان حقء وأن تطاير الصحف حقء وأن الصراط حقء وأن الجنة حقء» وأن النار حق. 1

وأن فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير حق .

وأن كرب ذلك اليوم على طائفة حقء وطائفة لا يحزنهم الفزع الأكبر حق.

وأن شفاعة الأنبياء والملائكة وصالحي المؤمنين حق.

وأن شفاعة أرحم الراحمين حقء» وصورتها كما أعطاه الكشف الصحيح: أن أسماء الححَتّان واللطف والرحمة تشْفْمٌ عند أسماء الانتقام والجبروت والقهر.

ونؤمن بأن إيمان أهل اليأس لا ينقع صاحيه. ولا يسعد به لعدم قبوله: وذلك كإيمان فرعون ونحوهء ممن أمن وقد حضره الموت وعاين أسبابه؛ لأنه إيمان في غير محل التكليف. فأشبه إيمان أهل النار.

وكذلك نؤمن [4١/ب]‏ يأن جماعة من أهل الكبائر من الموحدين يدخلون الثار ثم يخرجون منها بالشفاعة .

وأن كل ما جاءت به الأنبياء عن الله تعالى عُلم معناه أو جهل حق.

وأن التأبيد للموحدين في النعيم المقيمء والتأبيد للكافرين والمنافقين

والمتكبرين والمعطلين والمجرمين [في العذاب الأليم]”" حق.

.)١795( و(17717). ومسلم‎ )١1521( أخرجه البخاري‎ )١( . (؟1) زيادة يقتضيها النمن‎

م القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة إلى قيام الساعة» وهي بحمد الله تعالى عقيدتناء عليها حبينا وعليها موت » نفعنا الله بهذا الإيمان» وثيتنا عليه عند الانتقال إلى الدار الحيوان» وأحلْنا دار الكرامة والرضوان» وحال بيننا وبين دار سراييلٌ أهلها القطران”"*. وعلنا دن الفضانة اتن تاقد كتبها بالآيناة» ومن اقلت من الحخوض وهو ان ورُجح له الميزان؟ إنه المئعم الممحسات»: آفيث اللهمء آمين يا رب العالمين .

]/١1١[‏ ثم لا يخفى عليك يا أخي أن مدار جميع عقائد أهل السنة والجماعة

أحدهما: الشيخ الإمام أبو منصور الماتريدي”" .

والثاني: الشيخ الإمام أبو الحسن الأشعري”؟' .

فكل من تبعهما أو أحدهما اهتدىء وسلم من الزيغ والفساد في عقيدته.

وقد ظهرت أتباع الماتريدي فيما وراء نهر سيحون فقط .

وظهرت أتباع الشيخ أبي الحسن في أكثر البلاد؛ كخراسان والعراق والشام يقولون: إذا مدحوا عالماً فلان عقيدته أشعرية صحيحة» وليس مرادهم نفيَ صحة عقيدة غير الأشعريء من الماتريدية وغيرهم من أئمة الكلام السايقين على )1١(‏ السريال: القميص من أي جنس كان. لسان العرب (سريل». والقطران: دهن من تركيب كيماوي

قديم عند اليشر يصنعونه من غلي شجر الأرز وشجر السرو وشجر الأبَهُلء يتخد للتداوي من

الجرب للإيل وغير ذلك» وجعلت سرابيلهم من قطران لأنه شديد الحرارة يؤلم الجلد الذي بقع

عله إه. بحدذاف من تفسير ابن عاشور . (؟) الريات: ضد العطشان. لسان العرب (روى) . عرف محمد بن محمد ين محمود من كبار علماء الإسلام» كان يقال له: إمام الهدى. من كحبه:

«التوحيد» والمقالات» وابيان أوهام المعتزلة؛ و١تأويلت‏ القرآن» وهو كتاب لا يوازيه فيه كنابء بل (4:) أبو الحسن الأشعري: شيخ المتكلمين على بن إسماعيل بن إسحاق من نسل الصحابي الجليل أبي

موسبى الأشعري» مز سس مذعب الأشاعرة» وإمامهم؛ تلقى مذهب المعتزلة وتقدم فيهم ثم رحجع

وجاهر بخلافهم؛ قيل بلغت مصنفاته ثلاثمئة منها: «إمامة الصديق» و«الرد على المجسمة»

ولامشالاات الإسلاميين؟ و#الايانة عن أصول الدينه و«اللمع في الرد على أهل الزيغ واليدع»؛ ثوفي سنة (5515).

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 0

الأشعري. كما أشار إلى ذلك في «شرح المقاصد»”'' بقوله: واعلم يا أخي أنه ليس بين المحققين من كل من الأشعرية والماتريدية اختلاف محقى؛ بحيث يَنسب كل من الفريقين إلى الآخر البدعة والضلال» وإنما ذلك اختلافا””'' في بعض المسائل» كمسألة الاستثناء في الإيمان بالله تعالى في قول القائل: أنا مؤمن إن شاء الله تعالى» ونحو ذلك . انتهى .

واعلم يا أخي أن علماء الإسلام ما صنفوا كتب العقائد؛ ليثبتوا في أنفسهم العلم بالله تعالى» وإنما وضعوها إرداعاً للخصوم الذين جحدوا الإلهية» أو الصفات أو بعضهاء أو الرسالة أو رسالة محمد يي بخصوصهاء أو حدوث العالمء أو الإعادة في هذه الأجسام بعد الموت؛ أو أنكروا النشر أو الحشرء أو نحو ذلك مما لا يصدر إلا من المكذبين للرسل والكتب.

فطلب علماء الإسلام إقامة الأدلة القطعية عليهم؛ ليرجعوا إلى اعتقاد وجوب الإيمان بما جاءت به الرسل عن ربهم عرّ وجل لا غيرء وإنما لم يبادروا إلى قتلهم بالسيف رحمة بهمء. ورجاء لرجوعهم إلى طريق الحقء فكان البرهان عندهم كالمعجزة التي يتناهون بها إلى دين الإسلام» ومعلوم أن الراجع بالبرهان أصح من الراجع بالسيف؛ إذ الخوف قد [60١/ب]‏ يحمل صاحبه على النفاق. وصاحب البرهان ليس كذلكء فلذلك وضعوا علم الجوهر والعرض””» وبسطوا الكلام في ذلك.

ثم لا يخفى أن الشخص إذا كان مؤمناً بالقرآن. قاطعاً بأنه كلام الله عز وجل» فالواجب عليه أن يأخذ عقيدته منهء من غير تأويل ولا عدول إلى أدلة العقول المجردة عن الشرع؛ فإن القرآن كله دليل قطعي. سمعي عقلي.

فقد أثبت أنه سبحانه وتعالى منرّه عن أن يشبهه شيء من المُخدثات» أو يشبه هو شيئاً منها بقوله تعالى : للْبْسَ كُئِْ تق وَهُوْ ليع لبر [الشورى: ١‏ وبقوله تعالى: طسْبَحَنٌ رَيْكَ رت الْهِزََّ عَنّا يصِفْوت 4)©3 [الصافات: .]18١‏

رحمه اللهء وهو من أهم كتب علم الكلام على مذهب أهل السنة والجماعة. (؟) كذافي المخطوطات» ولعل الصواب: اختلاف؛ اذ لا داعي للنصب» والله أعلم . (؟) الجوهر: هو ما قام بنفسه؛ مثل الكتاب والجدارء والعرضص: ما قام بغيره كاللون والحركة.

1 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

وأثبت رؤيته في الآخرة للمؤمنين بقوله تعالى: «مُيٌ يمد © 3 2 05 5 [الغيامة -75] وبمفهوم قوله تعالى في الكفار 200 : يَومدٍ لحجْونَ 469 [المطففين : 6 فدل على أت المؤمنين يرونه.

وأثبت نفي الإحاطة بقوله تعالى: لا تُدَرِكُدُ الأَبصَّرٌ؛ [الأنعام: ]٠١‏ وبقوله تعالى : #وكات أنه يكل مه ميطا7”4' [النساء: 173].

وأثبت كونه قادراً بقوله تعالى: لوَانّهُ عَلَ كل شَيْرِ مدر [البقرة: 144] ونحوها من الآيات.

وأثبت كونه تعالى عالماً بقوله تعالى: #أَاطً بَكُل شَيْهٍ علا [الطلاق: ؟١1].‏

3

وأئبت كونه تعالى مريداً بقوله تعالى: قَمَال لِمَا يريد [هود: .]٠١0‏ وآثبت كوته تعالى دتي كا مقوله قد م 0 5 موك فى رَوْجِهَاك

5

[المجادلة: ]١‏ الآية.

وأثبت كونه تعالى بصيراً بقوله تعالى: #وَاشّهُ يما تَمَلُونَ يَصِيْرٌ 4 [البقرة: 5 ؟] وبقوله: أل مم بن أ رك > [العلق: 2]1١5‏

وأثبت [١/أ]‏ كونه تعالى متكلماً بقوله تعالى : موَكُلَّمَ أله وى تَحكلِيمًا 4 [النساء: .]١55‏

وأثبت كوته تعالى حباً بقوله تعالى : #آّه له إله إلا هو البَنّ يوم [البقرة : د

1

ثبت تعالى إرساله الرسل يقوله تعالى: #وما أَرْمسَلَنا من قَبَيِكَ من رَسُولٍ وَل 0 0 ؟0] وبقوله تعالى: لوَمَآ أَرَسَلْنَا من قَبْيِكَ إِلَّا رجالا نوي الب 74" [يوسف: .]١٠١9‏ وأفيك د وؤمالة تكو ندد وي وعم ا قله عالىه يه مُحََدُ وول لل [الفمح : 5 وأثبت أنه يل آخر الأنبياء بعثاً بقوله تعالى: #وَقَائَمَ ألييسن» [الأحزاب: 4].

)00( في المخطوط : (والله بكل شيء محيط): وهو من سهو القلم. (؟) فى المخطوطات #إيوحى© بالياءء وهى قراءة؛ ما عدا حفصاً من القراء .

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 4.3

وأثبت أن كل ما سواه خلقه تعالى بقوله تعالى : #وَآشَهُ حَلفَ حلفي وما لون © * [الصافات: 47] وبقوله: #أنَّهُ حَيقٌ كُلْ َنم [الرعد: .]١١‏

وأثبت الجن بقوله تعالى: رما حلت لِلَنَّ والإنل إلا يذه © »* [الذاريات: 25].

وآثبت دخولهم الجنة بقوله تعالى: طلَرْ يَظِِتنٌ إِذْلُ مَجَلْهُمْ وَلَا جَآن 4

[الرحمن: 65]. وأثبت حشر الأجساد بقوله تعالى: #أفلا بعلم إذا بَعيْرَ ما في الفبور © [العاديات: 8].

وغير ذلك من أحوال الآخرة التي يجب الإيمان يها قال تعالى: #مَا مر لكب من ع [الأنعام: 8"].

وأثبت المعجزة لنبينا يقةِ بقوله تعالى : نوا سورد من مَنَلء4 [البقرة: *؟] فإن القران كله معجزته يه .

فَعْلِمْ أن من أراد حفظ عقيدته من الزيغ والفسادء والشبه والضلاللات؟؛ فليأخذها /١17[‏ ب] من القرآن العظيم ؛ فإنه كله متواتر قطعي معصومء وانظر يا أخي إلى نبينا محمد يي لما قال له اليهود: انتسب لنا ريك يا محمد كيف تلى عليهم سورة الإخلاص”"“2. ولم يُقَم عليهم من أدلة النظر دليلاً واحداً.

فقوله كال © لاقل كو انه لت 4: [الاخلدسض: 1]أقرت الوجوى الح لحل ونفى العدد.

وقوله: #أنَّهُ ألصَحمَّدٌ» [الإخلاص: ؟] نفى الجسمية.

وقوله: #الَم صَلِد وَلَمٌ يكن [الإخلاص: *] نفى الوالد والولد.

وله «رل ب أه كيرا لحت45» [الأخلاضس.: 4] تفن الشريك والصاحبة .

أفيطلب صاحبٌُ الدليل العقلي من المؤمنين البرهان على صحة هذه المعاني بالعقل بعد ثبوتها بالدليل النقلي؛ إن ذلك لجهل .

ويا ليت شعري من يطلب معرفة الله بالدليل» ويُكقر كل من لا ينظر في

)22 أحخرجه الترمدي (714). وأحمد (77/5١)ء‏ والحاكم في لالمستدرك»؟ (؟رهقمة).

1.3 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

الأدلة؟! كيف كان حاله هو قبل النظرء وفي حال النظرء هل هو مسلم أم لا؟ وهل كان يصلي ويصوم أم لا؟ وهل كان ثبت عنده أن الله تعالى موجود؟ وأن محمدا رسول الله أم لا؟ فإن كان معتقدا لهذا كله فهو حال العوام. فليتركهم على ما هم عليه من الإيمان» على قَذْر ما عندهم في الفطرة .

وإن لم يكن معتقداً لهذا الأمر إلا بعد نظره في أقوال المتكلمين» فنعوذ بالله من هذا المذهب؛ حيث أذّاه سوء النظر إلى الخروج من الإيمان.

وسمعت شيخنا شيخ الإسلام زكريا رحمه الله تعالى يقول: عقائد العوام صحيحة بإجماع كل متشرع صحيح العقل» وهم مسلمون ولو لم ينظروا في كتب المتكلمين؛ لأن الله تعالى قد أبقاهم على صحة العقد بالفطرة الإسلامية؛ إما بتلقين الوالد المتشرع أو الإلهام؛ وهم من معرفة الحق تعالى وتنزيهه على حكم المعرفة والتنزيه الوارد في القرآن. وهم على صواب ما لم يعتقدوا ما يقدح في إيمانهم» أو يتطرق أحدهم إلى التأويل» فإن اعتقدوا ما يقدح في إيمانهم فحكمه ظاهرء وإن تطرق إلى ذلك خرج عن حكم العوامء والتحق بأهل النظر والتأويل» فهو على حسب تأويلهء وعليه يلقى الله تعالى: فإما مصيب. وإما مخطئ بالنظر إلى ما يناقض ظاهر الأدلة . انتهى .

وقد بسطنا الكلام على ذلك في مقدمة كتابنا المسمى ب"اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر» [5١/أ]‏ وهو مجلد ضخى ما صنف في الإسلام مثله فيما أظن» والحمد لله رب العالمين.

فتأمل يا أخي في هذه العقيدة العظيمة» وأجب عن جناب الياري جل وعلا كل من يلحد في ذاته وصفاته بما ينافيها؛ فإن كل ما كان بالضد مما فيها فهو إلحاد» وإن عسر عليك إخراج الأجوبة عن الباري جل وعلا من صدر ألفاظها؛ فعليك بطلب أستاذ عارف يرشدك إلى ذلك بطريقه الشرعي» فانظر في هذه الأجوية المرتية على الأسئلة ؛ فإنها كلها رد /١11[‏ ب] على الملحدين .

القواعد الكشفية الموضحة لمعاتى الصفات الإلهية وف

الجواب عن توهم أن نفون الأقدار الإلهية متوقف. على وجود الخلق,

فمما أجبت به من يتوهم أن نفوذ الأقدار الإلهية متوقف على وجود الخلق» ولولا الخلق لما نفذ للحق تعالى أقدارء وهذا مؤذن برائحة افتقار في جاتب الحق تعالى .

والجواب: أن هذا توهم باطل؛ فإن الحق تعالى له الغنى المطلق عن خلقهء وعن نفوذ أقداره النافذة فيهم» فكما أنه كان غنيا عن إيجادهم» وعن إخراجهم من العدمء فكذلك هو غني عنهمء وعن نفوذ أقداره النافذة فيهم» كما يعرفه أهل الله عز وجل» وإن كان ذلك صعب التصور على أهل العقول المحجوبة عن شهود كمال الحق جل وعلاء فافهم ذلك؛ وإياك أن تتبع ظاهر قول من قال من أهل السكر بالحال: فلولاه ولولانا ما كنا وما كانا.

وقوله أيضاً: الكل مفتقر ما الكل مستغني هذا الحق قد قلنا ولا نكني فإن تركت غنياً لا افتقار به فقد عرفت الذي في قولنا نعنى.

فإننا ولو حملنا ذلك من قائله على وجه: أن الخلق كلهم معلوم علمه تعالى. ولا يقال من معلوم علمه أنه يصح رفعهء قلا يخفى ما في اللفظ من رائحة سوء الأدب مع الله تعالى» وقد قالوا: من علم الحقائق ما هو أحسن ما يعلمء وأقيح ما يقال: والحمد لله رب العالمين.

3 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من توهم أن محبة الله لشيء كمحبتنا له

ومما أجبت به: من يتوهم أن محبة الله لشيء من الذوات» أو الأقوال أو الأفعال. أو كراهيته له على حد صورةٍ محبة لكلل العض بعضاًء أو كراهتهم. وذلك مُوْذْنْ بعدم مباينة صفات الحق تعالى لصفات خلقه.

والجواب: أن الحق تعالى خالق للشير والشرء وهو الفاعل المختارء فلا يبرز في الكون شيء على غير مراده» كما هو صفة الخلق» وإنما أخبرنا بمحبته لشيء؛ وكراهته لشيء ليحصل عندنا الباعث على فعل ما يحبه تعالى+ فيثيينا عليهء وتركٌ ما يكرهه ليثيبنا عليه ٠‏ فرجع أثر المحبة إلى الخلق» ٠‏ لا إلى الحقء وذلك لحديث: «أحب الكلام إلى الله: سيحان اللفء والحمد لله ولا إله إلا اللىفء والله أكبر»"") وحديث: «لخَلوفٌ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك»'' فمعنى هذين الحديثين أنه تعالى يحب لكم ذلك أي: يثيبكم عليه؛ لترغبوا في الثواب فتيادروا تذلك المحبوب» لساري عي للد ك0 |

وسمعت سيدي عليا المرصفي رحمه الله تعالى يقول: يجب على كل عيد أن يحب جميع الأقدار الإلهية؛ ويرضى بهاء سواء حسنت لديه أو شنعت عليهء ويجب عليه النظر إليها ثانيا من حيث التكليف. فتحب الطاعة وتكره المعصية» تبعا للآنبياء والعارفين بالله تعالى في ذلك .

فهي كلها بالإضافة إلى الله تعالى كجراب محشو مسكاً وطيبأء وبإضافتها إلى الخلقء فمنها ما هو مسكء» ومنها ما هو رجس؛ بالنظر للطاعات والمعاصي.

فاعلم ذلك؛ وإياك أن تحمل صفات الحق تعالى على حد صفات خلقه؛ فتجهل وتسيء الأدب» والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 1

جواب من توهم أن أحدا يعلم الله علم إحاطة

ومما أجبت به من /١48[‏ ب] يتوهم أن أحداً من الخلق يحيط علماً بالحق جل وعلا إحاطة لا جهل فيهاء فيساوي علمه علم ربه عز وجل بتفسه. قال تعالى : ##ولَا محيطوت بيء عِلْمَاف [طه: .]1٠١‏

وقول امول" يحم الله تجالق : 1ذ|سخط الى تعالى ادا عم خلقابة أحاط .

معناه : أنه يحيط به أنه تعالى لا تأخذه الأاحاطة ؛ تنظمر قولهم: العجرز عن درك الإدراك إدراك» والفرق حيتتل بين إحاطة هذا بالحقء. وبين إحاطة الحق تعالى بنفسه: أن إحاطة العبد محدثة مفتقرة إلى الله تعالى؛: وإحاطة الحق تعالى قديمة» والله تعالى أعلم .

وإيضاح ذلك: أن المراد بالإحاطة بالحق تعالى» ليس هو على حد الإحاطة بالخلى» فيصح للمصحيط أن يكون قبل المحاط به ويكون بعدةء وهذا محال فى حق الحق جل وعلا؛ لأنه الأول والآخر من غير أولية وأخرية تحكم عليهء فيكون بقل لا ليان الى بالله هن لك علو ا كبيرا:

ومن ادعى أنه يحيط بالحق علمأ فكأنه يقول: أنا كنت قبل اللهء وأكون

فإن قال قائل: فما صورة إحاطة الحق تعالى بنفسه؟

قالحواب: صورتها حينئذ على هذا المعنى : أن الحق تعالى يحيط بنفسه أنه لا )١(‏ دلف بن ححدرء وقيل: جعشر بن يونس + المعروف بالشبلي؛ الصالح المشهورء الخراساني

الأصل. البغدادي المولد والمئشاً؛ كان جليل القدرء مالكي المذهبء صحب الشيخ آيا القاسم

الجليدء ومن في عصره من الصلحاء؛ كان مبدأ أمره والياً في دنباوند. فلما تاب في مجلس خير

النساج مقى إليها وقال لأهلها: كنت والي بلدكم فاجعلوني في حل؛ ومجاهداته في أول أمره فوق الحدء» وكان يبالغ فى تعظيم الشرح المطهرء وكان إذا دخل شهر رمضات الميارك حد فى الطاعات»

ويقول هذا شهر عظمه ربى فأنا أولى بتعظيمهء توفى ستة 03*5(‏

53 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

تأخذه الإحاطة» تنزيهاً لقدس جلاله» فإن من توهم أن الحق تعالى يحيط بتفسه على حد إحاطة الخلق بالخلق» فكأنه يقول: إن الله تعالى كان قبل ذاته؛ ويكون موجوداً بعدهاء وذلك محال» فهو تعالى يعلم أن ذاته لا تقبل الإحاطة لا له ولا لغيره؛ لا أن عدم إدراكه تعالى الإحاطة بتفسه عجزء تعالى الله عن ذلك؛ ما علمه تعالى بما هي ذاته. فلا شك عندنا في علمه تعالى بها على حد ما هي عليه.

وهذه المسألة يغلط فيها كثير من الناس» فيبادر إلى الجواب بأن الحق تعالى يحيط بنفسه على حد ما يحيط الخلق ببعضهم بعضأء وذلك جهل بما يجب للحق تعالى من التنريه .

فإن قال قائل: فما القفرق بين إحاطة الحق تعالى بنفسه على هذا التقديرء وإحاطة خلقه به؟

فالجواب: أن الفرق قد تقدم. ويمكن الفرق أيضاً بأن علمنا بذلك إيمانء وَعلم الحق سبحانه وتعالى بذلك ليس بإيمان كعلم خلقه؛ إذ الإيمان متعلّقُه الخبرٌ فافهم .

فيتبغي للعارف إذا سئل : هل يحيط الح تعالى بنفسه؟ أن يقرل: نعم؛ تنزيها له تعالى عن الجهل» ثم يقول عقب ذلك: لكن لا على حد ما يتعقل عباده؛ تنزيها لقدسه تعالى» رولك دكي الا جياه عن رجات لاو تعد يهان اليه كيدا قال تعالى: #رَفِيمٌ أَلدَّبَحَتِ4 [غافر: ]١5‏ فمتَعَلّق هذه الإحاطة وعدمها الزمانٌُ لا المكان؛ فإن الحق تعالى ليس بجسم حتى يقال: كيف الاك كا جد وقد كان تعالى موجوداً قبل خلقه الزمان والمكان.

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: إذا كان العقل لا يقدر على تعقل أول الوجود المخلوقء ولا على انتهائه» فكيف يقدر على تعقل خالقه؟! [/س] فإن كل شىء وقف العقل على علمهء من العلويات والسّفليات» ويقية الخيات انك لت النقان ما يقد قلا بد أن عقلك يقول لك: وما بعد ذلك؟ فإن قلت له: فضاء أو جسم آخرء يقول لك: فما وراء ذلك؟ وهكذا أبد الأبدين» ودهر الداهرين»؛ فلا يكاد العمل يتعقل يتعقل قولهم: ليس وراء العرش خلاء والاملدء ابد

.وقد سمعت مرة هاتفاً يقول: إذا ركعت للصلاة فقل: سبحان من كان جميع ما عرفه الخلق من عظمته كذرة في هواء؛ ليبن لة:منققه نولا آرمن أو :

القواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 537

وهو مأخوذ من معنى حديث «أما الركوع فعظموا فيه الرب»''' فإن هذا من جملة تعظيمنا له فافهم .

وبالجملة من فهم قوله قناز لل كترود ك7 14[ الختورف 1 ده الحق جل وعلا عن صفات خلقه [7١/أ]‏ وعن كل ما يخطر باليال» والحمد لله رب العالمين.

دلق أحخر جه مسلم (48/ا): وأبو داود (كلام)» وأحمد (519/1),

م2 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من توهم نسبة الجهل إلى الله بالعالم قبل إيجاده

ومما أجبت به من يتوهم أن الله تعالى خلق الوجود من عدم في علمه أخذاً من قوله تعالى: #أوَمَدٌ خَلَفْتَلَكَ من قَبَلُ وَلَرْ تلك شما [مريم: 4] ومن قول جمهور أئمة الكلام: إن المعدوم ليس بشيء» ومن قولهم: أوجد الوجود من عدم؛ وهذا يؤدي إلى نسبة الجهل إلى جناب الحق جل وعلا بالعالم قبل إيجاده.

والجواب: أن العدم عدمان: عدم محضص» وعدم إضافي.

فالعدم المحضى ليس فيه ثبوت عين حتى يتعلق بها علم الله تعالى .

وأما العدم الإضافي فهو الذي له عين ثابتة في علم الله تعالى.

فيجب حمل الآية وكلام المتكلمين على هذا الثاني» ويكون المراد بقول الحق: لوَلرَ تلكُ شَّيماك. وبقول المتكلمين: إن المعدوم ليس بشيء؛ في علم الخلق» لا في علم الله تعالى. فإنه لا يعزب عن علم الله تعالى شيءء وقد قال تعالى : أنه حَيِقُ حكُلٍ غَوْمْ وَمْرَ عَكَ كل تئر ككل 46 [الزمر: 57].

ولا يقال: إن القدرة الإلهية تتعلق بلا شيء» مما ليس ثابتا في العلم الإلهي+ فافهم فإن هذه مسألة زلت فيها الفلاسفة» فقالوا بقدم العالم من حيث إن العالم هر معلوم العلم القديم.

والحق أن العالم قديم في العلمء حادثٌ في الظهورء أي: إلى عالم الشهادة» كما بسطنا الكلام على ذلك في مؤلف مستقل؛ والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 5

جواب من يتوهم أن النسياة ونحوه في حق الله كالنسيان في حقنا

ومما أجبت به: من يتوهم من إضافة الحق تعالى إلى نفسه النسيان أو الاستهزاءء أو الخداع أو اللوكرية تسر ذللفه انما علن سد ماثرضنافت إلى الكلق:

والجواب: أنه لا يجوز إضافة مثل ذلك إلى الحق على وجه إضافته إلى الخلق. بإجماع أهل الكشف والنقل؛ لأن هذه الصفات وأمثالها صفاتٌ نقص في الخلق فقط؛ وأما بالإضافة إلى الحق جل وعلا فهي صفات كمال. يجب الإيمان بها على حذ علم الله تعالى فيهاء لا على حد ما يتعقله عباده.

قاعلم ذلك: وعليك بالإيمان بكل ما ورد من عند الله تعالى على ألسنة رسله وإن لم تتعقلهء والحمد تله رب العالمين.

6 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

جواب من يتوهم أن أحدا من الخلق يساوي علمه بالله تعالى علم الله بذاته

ومما أجبت به من يتوهم من نحو قوله تعالى: لوَمَا حَلَنْتُ لَلَنّ وَألإنك إلا ليعسذوه 4 [الذاريات: 31] على تفسير العبادة هنا بالمعرقة أن [١؟/‏ ب] أحداً يعرف كنه''' الذات المقدس» ويخرج من وصقه بالجهل به تعالى جملة» ويساوي علمه بالحق تعالى علم الحق تعالى بنفسه.

والجواب: أن هذا التوهم باطل بإجماع أهل الكشف والنقل» وقد أجمعوا على أن كل شيء خطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك» وذلك أن غاية ما تصل العقول إلى معرفة كنهه - ولو بوجهٍ ما - الأجسامٌ والجواهر والأعراض؛ ومعلوم أن الحق تعالى ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض» قلا يصح لعبد أن يعرف ربه معرفةٌ لا جهل فيها بحقيقته أصلاً؛ قال تعالى : #ولا محيطوت بو عِلْمّا» [طه: .]١٠١‏

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: لم يكلف الحق تعالى أحداً من خلقه بمعرفة كنه الذات أبداً؛ لأن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق» فلا يجتمع في خلقه في حدٌ ولا حقيقة ولا نسبةء ولا جنس ولا فصل”". انتهى.

بل الذي أقول به تبعاً لأهل الكشف: إن العبد منّا لا يعرف كنه نفسه أبداً؟ لأنه تعالى جعل النفس مرتبةٌ تعجيز دونه تعالى» وكأنه يقول تعالى: إن عرفتم كنه نفوسكم فأنتم تعرفوني» مسرم اع الم ملق عر ماله غرف كته اسه

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله تعالى يقول: لو صح لأحد معرفة كنه نفسه لعرف كنه الذات». ولا قائل بذلك من المحققين. [9١/أ]‏ ويؤيد ذلك ما

ار حي جيل

قد يشير إليه قوله تعالى: 8أمَّنِ أهْتّدئ فَإِنَمَا يَمِتَى لنَفيِيء» [الإسراء: ]١2‏ أي: غاية

امدكد

)00 الكنه : حقيقة الشىء وتهايته. التعاريف .)١١١‏

(؟) الجنس عند المناطقة : اسم دال على كثيرين مسختلفين بالنوعء كالحيوان فإنه يطلق على الإنساث والغرس واليقر وغير ذلك. والفصل : كلي يحمل على الشيء في جواب أي شيء عو في جوهره كالتاطي والحساس. التعريفات .)5١4‏

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 6١‏

ما يصل إليه العبد من المعارف لا يتعدى معرفة تفسهء بل هو محيوس في دائرتها.

وفي بعض الهواتف الربانية» يقول الله عز وجل لبعض الخواص في سره: قل للعارفين بي :إن رجعتم تسألون الزيادة من المعرفة فما عرفتموني» 1 رضيتم بالقرار على ما عرفتموه من صفاتي فما عرفتموني: وعزتي وجلالي ما أنا عين ما عرفتم» ولا عين ما جهلتم . انتهى .

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله تعالى يقول: غاية ما عرفه العارفون بهء إنما هو آثار صنعه في العالمء من إيجاد وإعدام» وولاية وعزل» وغير ذلك.

فإن قلت: فإذاً لا ينبغي لأحد أن يطلب من الحق تعالى أن يعرفه بماهية ذاته .

قلنا: نعمء وهو كذلك كما يؤخذ بطريق الإشارة من قوله تعالى: 9أوَيُسَْرَكُمْ امد تَنْسَمٌ 4 [آل عمران: 158 يعني: أن تتفكروا فيهاء بقرينة قوله ج8ةِ أيضاً: اكلكم حمقى في ذات الله" أي: في معرفة كيفيتها.

وذكر الشيخ محي الدين رضي الله عنه في باب الأسرار من كتاب «الفتوحات» ما نصه: اعلم أن المخلوقات كلها معلولة» والكيفية في كيفية ذات الحق تعالى مجهولة؛ ولا بد من وجه جامع بين الدليل والمدلول في قضايا العقول» والحق تعالى غير مُدرَّكُ بالدليل» فليس إلى معرفة كنه ذاته من سبيل .

وقال في موضع آخر من هذا الباب: اعلم يا أخي أن الذات [١5/ب]‏ [مجهولة: ليست بعلة ولا معلولة: ولا هي للدليل مدلولة» ومن شرط وجه الدليل أن يربط الدليل بالمدلول» والذات لا ترتبط كما أنها لا تختلط . انتهى.

وقال في موضع آخر: اعلم أن الذات]”'؛ المقدس لا تدخل تحت إحاطة علم الخلى ولا إدراكهم.

وقال في الباب السادس من «الفتوحات»: حيث أطلقنا العلم بالله تعالى في كلامناء فمرادنا العلم بوجودهء ويما هو عليه من صفات الكمال» وأما العلم بحقيقة )١(‏ هذا الحديث ذكره التاج السبكي في طبقاته (17/ ؟4؟) في أحاديث #إحياء علوم الدين؟ التي لم يعثر

لها على سند . (؟) مايين معكوفين ساقط من (ب).

5 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

ذاته فهو ممنوع بين المحققين» لا يُعلم بدليل ولا ببرهان» وغاية معرقتنا به علمنا بأنه ليس كمثله شيءء وأما الماهية فلا علم لأحد بها . اتتهى .

وقال في الباب السادس عشر منها أيضاً: لا خلاف عندنا أن الذات لا تعلم بالكون أصلآاً؛ لأن الكون لا تعلق له إلا بالمراتب دون الذات؛ كالاسم الخالق يطلب وجود مخلوق. والرازق يطلب وجود مرزوق» والرحمن يطلب وجود مرحومء وهكذا.

وقال في الباب الرابع والأربعين وماثة منها أيضاً: اعلم أنه ليس للفكر حكمء ولا مجال في ذات الحى جل وعلاء لا عقلا ولا شرعاء وسيب ذلك ارتقاع المناسبة بين ذاتنا وذات الحق تعالى.

وقال في الباب الثامن وثمانين منها أيضاً: أجهل الطوائف بالله تعالى من يطلب معرفة كنه الذات.

وقال في الباب التاسع وسبعين وماثتين: اعلم أن التجلي الذاتي في غير حجاب ممنوع بين أهل الحقائق» وجميعٌ التجليات الواقعة لقلوب الخلق إنما هي جسور يعبر عليها بالعلم. فيعلمون عند وقوفهم على آخر هذه الجسور أن وراء ذلك المشهد أمرآء لا يصح أن يُعلم ولا يُشهدء وأنه ليس وراء هذا المشهود الذي لا يشهد ولا يعلم حقيقة ما يعلم أصلا.

وقال في الباب الثاني والعشرين وثلاثمائة منها أيضاً: اعلم أن كل من خاض بفكره في الذات فهو عاص لله ولرسوله؛ لتعرضه لأمر قد نهاه الله عنهء مع شهود عجره عن معرفة ذلك» وما أمر الله تعالى بذلك أحدا.

وقال في الباب الثاني والثمانين وثلاثماتة [1/18أ]: اعلم يا أخي أن للحق تعالى بنفسه علماً. ما هو عين ما حكم به العقل» ولا هو عين ما شهد به البصرء ولا هو عين هذين الحاكمين .

وقال في الباب السادس والستين من الفتوحات: لا يعرف أحد منا حقيقة ذات الحق تعالى ولو هلك من شدة الفحص ؛ لأن بيننا وبين حضرة الذات سبعون ألف حجاب من نور وظلمة؛. ونحن على الدوام خلف هذه الحجب» لا يمكتنا أن نرقى عن ذلك: مع كون الحق تعالى أقرب إلينا من خبل الوريد.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصمات الإلهية عم

وقال الشيخ في شرح كقاية العسي ااثكيات الأعو كل الخلق وافترن خلف كتاب العزة الإلهي» لا يصح لأحد أن يتعدى هذا الحجاب إلى معرفة كنه الذات . انتهى .

وقال في الباب السايع والسبعين ومائة من الفتوحات: قد حارت العقول في معرفة كنه ذات الحق جل وعلاء وتعالى الله عن إدراك الحواس. وعن إدراك العقول .

وقال في الباب الحادي والخمسين ومائتين: فسبحان من لا يُعلم إلا بإذنه يَعلمء وكفى بذلك تنزيهاً للحق تعالى [751/ ب]ء وتمييزاً له عنا.

وقال في الباب الرابع والخمسين ومائتين: إذا كانت حجاب الحق تعالى علينا دائماً لا يرفع» والستر علينا دائماً مسدل» فلا تقع عيننا إلا على حجاب دون الكنه والحقيفة:

وقال في الباب التاسع عشر وثلاثمائة: اعلم أن الذات لم تزل مجهولة» وأنى للمحذت معرفة القديم؟

وقال في الباب الستين وثلاثمائة: إنما حرم العلماء بالله التفكرٌ في ذات الله؛ لأن ذلك التفكر لا يصل إلى معرفة الذات أبدآء وإنما يودي إلى ما تُحَشى عواقبه .

وقال في الباب التاسع والسبعين وثلاثمائة: وإذا كانت ذات الحق تعالى غير معلومة» فالحكم عليها بأمر ما دون أخر جهل عظيم .

وقال في الباب التاسع والستين وثلاثماثة: ما سمى الحق تعالى نفسه بالباطن إلا لبطون العلم بالذات المقدس لخلقه. فهو من وراء كل معلوم انتهى .

وقال في «لواقح الأنوار»”" للشيخ محي الدين: اعلم آن أكمل العلماء بالله

4١‏ كال في «كشف الظنونه (747/1): #ترجمان الأشواق في الغزل والنسيب»؛ المنشوب إلى الشيخ محي الدين ابن عربي صدر عنه في غرة شهر رجب وشعبان ورمضان سنة (511ه) وشرحه وسماء «فتح الذخائر والأغلاق ذكر فيه أنه نظمه بمكة المكرمة فى حال اعتماره وأشار به إلى معارف ربانية وأنوار إلهيةء وجعل العبارة عن ذلك يلاك الخزل والتشبيب لتعشق التقوس هده العبارات فتتوفر الدواعي إلى الأصغاء إليها . اه والكتاب مطبوع ,

)١(‏ كتاب الواقح الأنوار القذبية المتتقاء من الفتوات المكيةة ماعو الشيع الشعرا: صاحيه كتابنا هذاء اختصر فيه #الفتوحات المكية» للشيخ محي الدين ابن عربي. ولم أجد من عزا كتابا بهذا العنوات للشيخ ابن عربي فلعل المراد أنه قال ذلك في أصل هذا الكتاب» أي في #الفتوحات", والله أعلم .

3 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

عتد علماء الكلام مَنْ أوغل في تحرير الآدلة؛ وكلما قام يباطته أمرٌ نفاه من ذهنه. وغاية هذا أنه وقف بعد التعب العظيم مع قوله تعالى: ظلَيْسَ صئْي. نتف * [الشورى: ]١١‏ وضيّع عمره في التفكر فيمن لا تصح معرفته بالفكرء وشغل قلبه بما نهاه الله تعالى عنه من طريق الإشارة بقوله تعالى: ##وَيسَيْرِكُم أنَدُ تسم » [آل عمران: ]١8‏ وأن أكمل الناس أدبا مع الله تعالى مَنْ كان هذا الأمر بدايته التي ترفى عنهاء فاستراح من الخوض في ذات ربه بغير علم من أول قدم. وفرّعْ المحل فبقي فاعلم ذلك وتأمل في هذا المحلء فإنه نافع جداً والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 7

جواب من يتوهم أن من علم ريه صار يعرقه بلا حجاب علم

ومما أجبت به من يتوهم أن معرفته بالعلم بالحق معرفة بالحق تعالى؛ وأن حجاب العلم يرتفع بين العبد وربهء فيصير يعرفه بلا حجاب علم.

والجواب: أن حجاب العلم بين العبد وربه لا يصح رفعهء فالعالم هو العالم بالحق تعالى لا العيد.

وعبارة الشيخ محي الدين في الباب الثاني من "الفتوحات»: لا يعلم أحد الحق تعالى إلا بواسطة العلمء قالعلم هو العارف بالحق تعالى لا العيدء فما عرف ربك إلا العلم لا أنت؛ فإنما علمك دائما حاجب لك عن معرفتك بحقيقة كنه ذات ريك» قأنت خلف علمك محبوس في دائرته .

فإياك إن جريت على أسلوب الحقائق أن تقول: إنك علمت المعلوم؛ فإنك ما علمت إلا العلمء والعلم هو العالم بالمعلومء وبين العلم والمعلوم بحور من الذوقيات لا يُدرك قعرها”'2؛ ]]/١4[‏ فإن سر التعلق بينهما مع تباين الحقائق بحرٌ مركبّه عسيدرٌء لا تركبه العبارة أصلاً ولا الإشارة» ولكن يدركه أهل الكشف من خلف حجب كثيرة» لا يحس بها أنها على عين بصيرته إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام» وَكُمّل ورثتهم من الأولياء؛ لدقتها بغموضهاء وإذا كانت هذه [57/أ] الحجب عسرة المدرك كما بيئّا فأحرى من خلفها . انتهى .

ومن هنا قال بعض العارفين: إن العلم حجاب عن الله تعالى» إخبارا بالواقع» فظن بعض الفقهاء أن ذلك على سبيل الذم للعلمء فأخطأ فى حق العارفين بغير علمء وكيف يذم العارفون العلم الذي مدحه الله تعالى؛ وجعله أساس الطريق إلى حضرته؟! فافهم ذلك» وإياك والغلط. والحمد لله رب العالمين.

)١(‏ في هامش (أ): نسخة قرارها.

كه القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

ومما أجبت به من يتوهم من الفقراء أو الفقهاء أن مراقية الذات لا تصح لأحد من القوم.

والجواب: أن مراقبة الذات الأحدية لا تصح لأحد: فإن الله تعالى هر

- 53 1 2 . المراقب اسم فاعل لا المراقب اسم مقعول.

وإيضاح ذلك أن تعلم يا أخي أنه قد ثبت وتقرر: أن العلم بأمر ما لا يكون إلا بمعرفة أخرى. قد تقدمت قبل هذه المعرفة بأمر آخرء يكون به بين المعروفين

وقد ثبت وتقرر عند العلماء بالله: أن لا مناسبة بين العبد وبين ريه بوجه من الوجوه. فليس بأيدينا علم متشدم يشيء من ذلك» حتى ندرك به ذات الح تعالى وتقدس؛ لما بينهما من المناسبة. فلا يُعلم تعالى لنا بعلم سايق آبدأء وكيف يصح لعبد معرفة ذات ربه حتى يراقبها.

ومن المعلوم أن العقل لا يدرك كنه نفسهء فضلاً عن كنه ذات ربه جل وعلا الضرورة أو التجربة: والحق تعالى غير مُدرّك بهده الأصول الثلاثةء» وإنما يدرك بها أن الحق تعالى موجودء وأن العالم كله مفتقر إليه افتقاراً لا محيص له عنه .

وإذا كان الأمر على هذا الترتيب» قلا يصح لأحد مراقبة ذات الحى تعالى أبداً؛ لأنه تعالى ا دا ولا أين»ء ولا متى ٠‏ ولا وضع ء ولا إضافة؛ ولا )1١(‏ قوله: (لا كيف ولا أين. . .) هذه ما تسمى بالمقولات العشر عند المتكتمين» والكيف: هو مالا

يقبل القسمة واللاقسمة لذاته؛ ولا يتوقف تصوره على تصور غيره كالألوان؛ والأين: هو حصول

الشيء في المكان. ككون زيد قي البيت أو المدرسة؛ والمتى: هو حصول الشيء في الزمان؛ أو

ظرفه وهو الآن»ء وذلك ككون الكسوف فى وقت كلك والوضع: هو هينه حاصلة للجسم يسيب لسبتين ٠‏ اكتسية يعض أجزاثه إلى بعف. بالغرب والبعد والمحاذاة وغيرهاء كالقيام والااستلقاء

والقعود؛ إذ القيام مثلاً يعتبر قيه نسبة أجزاء الجسم بعضها إلى بعضى. والإضاقة : هى النسبة العارضة للجسم بالقياس إلى نسبة ألخرى كالأبوة العارضة للأب والنبوة العارضة للابنء فإن كلا -

القواعد الكشغية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية لاه

عرض0ء ولا جوهره. ولا كم وهو المقدارء ولا ثمّ في الوجود إلا فاعل مجهول عينه مرئيٌ أثرهء ولا يُعرف خيره؛ ولا يُعلم عينهء ولا يجهل كونه: فلمن يراقب أحدنا وما ثم من تقع عليه عين. ولا من يضبطه خيال» ولا من يحدده زمان. ولا من يعدده صفات وأحكام. ولا من تكيفه أحوال» ولا من يميزه أوضاع» ولا من تظهره إضافة .

وكيف تصح مراقبة من لا يصح في حقه شيء من هذه الصفات» وقد أجمعوا على أن من شرط العلم أن يرفع الخيال» فالكامل في المعرفة من عَظمت في الله تعالى حيرته» ودامت حسرتهء ولم ينل منه مرادهء ولم يتحصل على أمر يضيطه منه في نفسه .

فاعلم ذلك يا أخيء ونرّه ربك عن الخيالات والأشكال» حال مراقيتك وغيرها؛ فإن الحق تعالى بخلاف ذلك بإجماع أهل الكشف. والتقل والحمد لله رب العالمين.

- 2 منهما نسبة تعقل بالقياس إلى الأخرى. والعرض: ما استحال بقاؤه. والجوهر: ما قام ينفسه؛ أي صح وجوده من غير محل يفوم به. والكم: هو ما يقبل القسمة لذاته. وهو قسمان: متفصل كالأعداد: ومتصل تالمقادير وهي الزمان والخط...؛ وبقي ثلاثة لم يذكرها المؤلف وهي: الملك: وهو هيئة حاصلة للشيء يسيب ها يحيط به أو يبعضه وذلك كالتعمم والتقمص . وأن يفعل : وهو كون الشيء مؤثراً في غيره كالقاطع ما دام قاطعاً. وأن ينفعل: وهو كون الشيء متأثراً عن غيره كالمتتتط ما دام متقطعاء

مه القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من يتوهم صحة الإشسن بالله تعالى لأحد

ومما أجبت به: من يتوهم صحة الإنس يالله تعالى لأحد من الأولياء.

والجواب: أن ذلك لايصح لأحد من الأولياء؛ لما تقدم من الجهل بكنه الذات»ء وقد قال الولى الكامل سيدي على بن وفا رحمه الله تعالى [74// ب]: لا عله :لاسن الله يفال لأعد تو الحمفيو: وما أنس من أنس به إلا بما مته التقريبات”''2, لا بذات الله تعالى . انتهى [١؟1/7أ].‏

وهكذا نظير ما قدمناه آنقاً في عدم صحة مراقبة الذات.

قلت: وقد أجمع أهل الطريق على ما قاله سيدي علي بن وفا"") وعيه الله تعالى : وقالوا الإنس لا يصح إلا بالمشاكل والمناسب» وليس بين الخلق وبين ربهم مشاكلة ولا مناسية» تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

وكان الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه يقول كثيراً: إن الذات المقدس لا تدخل تحت إحاطة علم ولا إدراك» وكان يقول: غاية علم الأولياء بالله تعالى أن يصل إلى مقام محصول التجليات لا غيرء وأما كيفية تجليه لأحدء فلا يصح لأحد علمهء لأنه من خصائص علم الحق تعالى بنفسه.

وإيضاح ذلك: أن الذات مجهولة في الأصل. فَعِلمٌ كيفية تجليها غير حاصل» ولا مُدرَك لأحد. انتهى.

فاعلم ذلك يا أخيء وإياك أن تقول: إنك قد أنست بالله تعالى عيناء فإن ذلك

وقد سمعت مرة هاتفاً يقول: إذا كان كل شيء خطر يبال عبدي فأنا بخلافه. فكيف يصح له مناجاتي على الكشف والشهود أو الإنس بي؟! انتهى؛ والحمد لله رب العالمين .

)١(‏ كذا في الممخطوطتين» ولم يتبين لي معناهاء والله أعلم.

(؟) غلي بن محمد بن محمد بن وفا أبو الحسن القرشي الأنصاري الشاذلي المالكي من كبار الصوفية فى عصره إسكندري الأصل ولد وتوفيى بالقاهرة» من مؤلقاته: «الوصاياه و#الباعث على الخلاص من أحوال الخواص» و“«الكوثر المترع في الأبحر الأربع» في المقه و«مماتيح الخزائن العليةة و(المسامع الربانية» فى التصورف'ء توفى ستة (/ا ع4 ه).

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية ةن

جواب من يتوهم أن لله تعالى صورة يمكن أن تعقل لأحد

ومما أجبت به: من يتوهم أن الله تعالى صورة تُعقل لأحد فى هذه الدار على وجه الإاحاطة» أهذا من ظاهر حديث: إإن الله خلق آدم على صورته:” ا ومن قول علماء التعبير لمن رأى ريه في المنام: رؤيتك حىء وقالوا قد ورد: «خير الرؤيا للعيد المؤمن أن يرى ربه في منامه»”'' .

والجواب : أن هذين الحديثين لا ينافيان تنزيه الحق تعالى؛ لأن الرؤيا إذا وقعت لا تكون مكيّفة للحق حل وعلاء فالعبد يرى ربه من حيث صحت له رؤيته من غير تكييف ولا تمثيلء وذلك لأن من خصائص تجليات الحق جل وعلا أنه لا يثبت منها شىء غير أن واحدٍ كلمحة بارق» والتكييف إنما يكون فى شيء ثيت اضف 506 انين فاكثر . المحققين» فما بقى للحق تعالى صورة تعقلء بل هو تعالى لا تقبل ذاته الصورة أبدا .

وأما حديث: «إن الله تعالى خلق آدم على صورته» فقال الجلال السيوطي”)

)١(‏ أخرجه مسلم )١517(‏ ولفظه: #إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورنه".

(؟) لم آجد هذا اللفظ فيما بين يدي من المصادرء وفي مجمع الزوائد للهيثمي (/7/ 19/54): عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي بثة قال : “رؤيا المؤمن كلام يكلم به العيذ ربه في المنام'؛ رواه الطبراني؛ وقبه من لم أعرفه.

(*) الآن: هو اسم للوقت الذي أنت فيه؛ وهو ظرف غير متمكن. وهو معرفة. ولم تدخل عليه الألف واللام للتعريف لأنه ليس له ما يشركه. «التعريفات؟» 58).

(4) السيوطي : عبد الرحمن بن أبي بكر الخضيري السبوطي جلال الدين الإمام الحافظ المؤرخ الأديب المفسرء نشأ في القاهرة يتيمأ ونما بلغ الأريعين سنة اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس على النيل منزوياً عن أصحابه جميعاً كأنه لا يعرف أحداً منهم فأئف آكثر كتبدء وكان الأغنياء والأمراء يزورنه ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردها» وطلبه السلطان مرارا قلم يحضر إليه

5 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصمات الإلهية

رحمه الله وغيره: إن الحديث وارد على سببء وذلك أن رسول الله ب رأى شخصاً يلطم وجه علانه في يدن ادق المدينة» فقال له: لا تفعل؛ فإن الله تعالى خلق آدم على صورته»”'' فالضمير في صورته راجع على هذا إلى الغلام؛ فمعتى الحديث لا تلطمه على وجهه؛ لشبهه للسيد آدم عليه الصلاة والسلام انتهى .

وسيأتي أنه ورد في الحديث: «أن لكل ما خلق الله تعالى صورةً مخصوصة في ساق العا ار الله تعالى لإسرافيل» وأن خلق الله تعالى آدم عليه الصلاة والسلام على صورته»”” ا التى هي منقوشة في ساق العرش

وأما حديث: "فإن الله تعالى خلق آدم على صورة 9 إفاعلية عدف مشباك:

وقال بعضهم: فليس المراد به أنه خلقه على صورة الذات!؛ إذ لا صورة لهاء وإنما المراد به صورة الأقعال /١0[‏ ب] والأخلاق مع تباين الحقائق» فإن الله تعالى جعل لآدم وبنيه الأمر والنهيء والتولية والعزل بإذن الله عز وجل؛ إذ الصورة تطلق ويراد بها الشأن والأمر والحكم أي: خلق الله تعالى آدم عليه الصلاة والسلام وأولاده إلى يوم القيامة» يأمرون وينهون. ويُولون ويعزلون بإذني» لا بحكم الاستقلال. كما قال تنبلاه و العام + واد عقن أل كُهَيْنَة لير يدق مح ها نبا ون علا يدق 111/)] ترط الشكنة والاريت ِإِذْنِ مَإِد مي الموقٌّ اذ» ايو 1

وقد سألت مرة سيدي علياً الخواص عن رؤية الحق جل وعلا في المنام في صورة. مع أن الحق تعالى من حيث ذائّه لا تقبل الصورة» فقال رضي الله عنه: من شأن الخيال يجسد ما ليس من شأنه التجسد؛ لقوة سلطانه فإنه يريك المعاني كلها

-2 وأرسل له الهدايا فردها وبقي على ذلك إلى أن توفي» من مؤلفاته: «الإتقان فى علوم القرآن» و«الدر المنثور » و؟تفسير الجلالين» واجمع الجوامع" وااصمع الهوامع" و«الجامع الكيير؟ . توفي سنة

(1وه). )١(‏ هكذا نقل ملا علي القاري في كتابه امرقاة المفاتيح» (8/ 5354) عن السيوطي حيث قال: كذا في

(؟) لم أجد هذا الحديث فيما توفر لدي من المصادرء والله أعلم, زفرفق رواه الطيرائي ف فى «الكيير؟ ( رت 0/1 : قال الهيئمي في المجمع الزوائد؟ (4/ ٠5‏ 00 : رواه الطبراني ورجاله وجا الصحيح غير إستحاق بن إستناعيل الطالة ٠‏ وهو ثقة وفيه ضعف .

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصعّات الإلهية 4١‏

صوراً قائمة» فيريك العلم لبناًء والإسلام قبةء والثبات في الدين قيداء ويريك الحق تعالى في صورة مع أنه تعالى لا يقبل الصورة. انتهى .

وقال في الباب الثامن والستين من «الفتوحات المكية": اعلم أن أدنى حجاب يُحجب العيد عن معرقة كنه ذات ربه عز وجل هو الصورة التي يقع في ذهن العبد التعجلي فيهاء فإنه سبحانه وتعالى ما هو عين تلك الصورة التي تقع في الذهن ؛ غإنها متجسدة متحيزة؛ تأخذها الحدود والجهات وتعالى الله عن ذلك انتهى .

وكا ا دا وليس تثال الذات في غير مظهر 2 ولوهلك الإنسان من شدة الحرص

أي: لا تعقل الذات في هذه الدار إلا فى مظهرء وأما رؤية العبد إذا شاء الله فهى من وراء العقلء كما يشير إليه قوله 55 الورٌ أنى أراه)27 أي: كيف أرا 0 سئل: كيف رأيت ربك؟ وتعالى الله عن تلك المظاهر المقيدة.

وضمعت مكيدي عللياً الخواض وحمه الله تعالى يقول + إذا كان لا بد من حجاب العظمة في جنة عدن كما ورد في الصحيحء مع أن تلك الدار ليست بدار حجاب؛ فكيف بدار الدنيا؟ فقد ورد: «فليس بين العباد وبين أن يروا ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" ورداء الكبرياء هو عدم الإحاطة.

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله تعالى يقول: كل من زعم أنه يرى ذات الحق جل وعلا في الآخرة على وجه الإحاطة»: وعدم الجهل بها بوجه من الوجوهء فلا بد أن يظهر له في الآخرة خطأ ظنهء ويرى الأمر على خلاف ما كان ع

وكان رضي الله عنه يقول: لو علمنا الذات لبطلت أحكام الربوبية» وبطل سر القدرء فاعلم ذلك يا أخيء ونزّه ربك عن كل ما يخطر في البال. والحمد لله رب العالمين .

.)137 /5( أخرجه مسلم (1074): والترمتي (5587): وأحمد‎ )١( .)18*( أخرجه البخاري (/4391)ء ومسلم‎ )1(

7 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

جواب من توهم اتحاد الخالق بالمخلوقات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

ومما أجبت به من يتوهم أن كل ما وقع عليه بصر العبد هو الله عز وجل في نفس الأمرء كما عليه بعض من يدعي أنه من أهل الوحدة المطلقة» زاعمين أن ذلك من جملة تنزيه الحق» تعالى عن 711/ ب] التحيز والجهة.

والجواب: أن هذا مذهب مخالف لأهل الملل والنحل» فضلاً عما أجمع عليه الأنبياء والمرسلونء والأولياء والمؤمنون: وقد أجمع أهل الكشف على أن الوجود لا يعقل إلا بوجود عبد ورب أزلاً وأبداء فإن العالم كله لم يزل في علم الحق جل وعلاء على اختلاف تطوراته ممكناء [و]''' كما لا افتتاح لعلم الحق جل وعلاء فكذلك لا افتتاح لمعلومه.ء من حيث تعلقه به كما سيأتي بسطه في مبحث القول بحدوث العالم .

وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: لم يزل العالم معلوما للحق جل وعلاء لا يعزب عن علمه منه شيء؛ والمراد بخلقه إياهم إخراجهم من مكنون حضرة علمه إلى عالم الشهادة؛ فما شهدوا نقوسهم؛ ولا غيرهم إلا بعد إخراجهم من عالم الغيب» فهناك ذاقوا لذة الوجودء وعرفوا مقدار ما أنعم الله تعالى به عليهم» ومن فهم ما ذكرناه علم أن العالم عند الحق تعالى؛ من حيث أصل تعلق العلم به [75/أ] على حد سواء؛ في حال كونه معدوماء وفي حال كونه موجوداً.

وقد تقدم ذكر إجماع أهل السنة والجماعة على أن كل شيء خطر يبال العبد قالله تعالى بخلافه» هذا اعتقاد آهل السنة والجماعة إلى قيام الساعة؛ فإذا قامت القيامة كان للخلق في معرفة ربهم أمر آخرء أرق وأصفى وأعلى مما كان لهم في دار الدنياء فإِن النصوص قد جاءت برؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى في الدار الآخرة» فوجب الإيمان بهاء ولكن لا يعرف كيفية تلك الرؤية حتى نتكلم عليها الآنء والكشف عن الأمور الذوقية لا توضحها عبارة .

صصنلا زيادة الاستقامة‎ 41١(

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ب

واب وخسر والله أولتك البعض الذين يدعون أنهم أهل الوحدة المطلقة أن”'' قد رفضوا جميع قواعد الشرائع والأحكام التي كلف الله بها عباده.

وسيأتي أن أبا القاسم الجنيد''' رضي الله عنه كان يقول: لو كنت ذا سلطان لضربت عنق كل من يقول: ما ثم إلا الله؛ لأنه ينفي بذلك أنبياء الله وملائكته وأحكامه؛ ويعطل جميع أحكام الأسماء والصفات وذلك كفر بإجماع المسلمين. انتهى .

وقد دخل عَلَّىَ شخص من فقراء العجم وأنا مريض» فقلت له: من تكون؟ ققال: أنا إبليس» فقلت له: كيف؟ فقال: أنا الله. وأنا النبي» وأنا الخنزير» وأنا كل شيء في الوجودء وما رأيت عندي قوة أمسكه بها حتى أجد من يشهد عليه فقلت له: أنت حاضر العقل؟ فقال: نعمء فقلت له: فكيف قلت ما قلت؟ قال: لأن الوجود كله صدر عن الله حين لم يكن هناك إلا الله وإليه يرجع» فقلت له: إن هذا اعتقاد فاسدء قد تنرّه إبليس عنه فضلاً عن غيره؛ فإنه صرح بأنه مخلوق بقوله: لقني ين تار [الأعراف: ]1١‏ فلم يجد هذا الزنديق جواباء وفارقني على اعتقاده الفقاسد الخبيث؛» تسأل الله العافية» فاعلم 91؟/ ب] ذلك وإياك والخروج في اعتقادك عن أهل السنة والجماعة؛ والحمد لله رب العالمين.

)١(‏ كوله: (أن قد) أي: لأنهم قد . . . . إلخ والله أعلم.

(؟) الجتيد ين محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز أبو القاسم سيد الطائقة وكبير الصوفية على الإطلاق مولده ومتشأه بيغداد أصل أبيه من نهاوند» عرف الجنيد بالخْراز لأنه كان يعمل بالخْرء قال أحد معاصريه: ما رأت عيناي مثله الكتبة يحضرون مجلسه لألفاظه والشعراء لفصاحته والمتكلمون لمعانيه وهو أول من تكلم في علم التوحيد ببغداد: وقال ابن الأثير في وصفه: إمام الدنيا في زمانه من كلامه طريقنا مضبوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ القرآن ونم يكتب الحديث ولم ينفقه لا يقتدى به؛ له «رسائل» منها ما كتبه إلى بعضى إخوانهء ومنها ما هو في التوحيد والألوهية والغتاء ومسائل أخرى» وله «دواء الأرواح» رسالة صغيرة» توفي سنة (/5913 ه).

34 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من يتوهم أن نزوله تعالى إلى السماء الدنيا نزول بذاته

ومما أجبت به من يتوهم من نحو حديث: «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه سؤاله0”'' إلى آخر ما وردء أنه نزول بذاته» ويزعم أن له تعالى ذاتأ توصف بالذات التقليدية: ويزعم أن الحق تعالى يتجلى في صفة التشبيه لعباده؛ حتى يروه بقلوبهم ويتلذذوا بمشاهدته تعالى» ويزعم أن للحق تعالى أن يختصر من ذاته الأحدية ذاتاً أخرى» جامعة لما في الكبرى» ويتجلى لعباده فيهاء وأن هذه الصورة هي الصورة التي خلق آدم على صورتهاء وأنها هي الصورة التي يراها النائم في منامه كما أشار إليها خبر الطبراني #خير الرؤيا أن يرى المؤمن ربه أو ا

كما سمعت جميع ذلك من أهل الشطح.

والجواب: أن هذا اعتقاد فاسد لا يجوز بحال. ثم إنه يقال لهذا الملحد: ما دليلك على ما قلته؟ فلا يجد له دليلاً واحداً يشهد لهء وكذلك يقال له: اختصر الحق تعالى من ذاته الأحدية ذاتاً أخرى؛ جامعة لما في الكبرى من الصفات. فهل صارت الكبرى بلا صفات» من حياة وعلم؛ وإرادة وقدرة» وسمع ويصر وكلامء أم هذه الصفات باقية فيها بحكم الأصل. أو بحكم القرع؟ وهل هي عينها أو غيرها؟ ولعله تندحض. حيكه 'الداشمة” '* بالكل

فاعلم ذلك وإياك أن تضيف إلى الحق جل وعلا ما لم يصفه إلى نفسه على ألسنة رسلهء فتفارق أهل السنة والجماعةء أو تكفر وتدخل الجحيم الأكيرء وقد رأيت نحو ذلك في «شرح المشاهد» لسيدة العجد؛”*': ولبعض الصوفية الأقدمين

تبية في منامه؟

,2738( و(3197). ومسلم‎ )٠١94( أخرجه اليخاري‎ )١(

(1) تقدم تخريجه (ص35).

(*) الداحضة: أي الياطلة .

(4) المشاهد رسالة لمحي الدين ابن عربي واسمها #مشاهد الأسر ار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية» لها عدة شروح. منها الشرح المذكورء وقد فرغت من تأليفها قي صفر ستة (427ه) وهي ست -

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية د

53 ]] ولفظه: اعلم أن الإله الذي جاء بوصفه ونعته الشارع؛ ما هو الإله الذي أدركه العقل؛ إذ الإله الذي أدركه العقل لا يحتاج إلى تأويل شىء من صفاته» بل هو موصوف بصفاتنا كلهاء يتنزل تعالى لعباده فيها؛ ليعيدوه ويعرفوه. وأطال ني ذلك.

ثم قال: فمن عرف ما قلتاه جعل صفات التنزيه كلها للذات الأصلية» وصفات التشبيه كلها للذات الفرعية؛ ولم يحتج إلى تأويل شىء من آيات الصفات! لأن التأويل ما جاءنا إلا من اعتقاد: أن الحى تعالى لا يتنزل لعقول العباد في صفات

ولا يخفى مافيهء وقد تقدم تأويل حديث (إن الله تعالى خلق ادم على ا فراجعه. وكن يعدها لربك عن كل ما تخيلته في بالك ؛ قإته شو الأمر الح في الدنيا والآخرةء والحمد لله رب العالمين.

- 0 العجم بنت النفيس بن أبي القاسم البغدادية» متصوقة فاضلةء انتقلت من يغداد إلى حلب وبها ألنت الشرح المذكورء نوفيت بعد سنة (881ه)ء انظر كشف الظنون .)١191/9(‏ 220 تقدم تخرييجه (ص59).

55 القواعد الكشغية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من توهم أي العالم قديم من حيث إنه معلوم لله تعالى

ومما أجيت به من يتوهم قدم العالم بالذات: من حيث إنه معلومٌ علم الله تعالىء فكما لا افتتاح لعلمه تعالى». فكذلك لا افتتاح لمعلومه» ويزعم أن العالم مساو للحق تعالى في الوجود.

والجواب: أنه لا يجوز اعتقاد قدم العالم بالذات من حيث إنه معلومٌ علم الحق تعالى؟ فإن الحى تعالى له رتبة الفاعلية» ورتبة الواجب الوجود لذاته؛ والعالم له رتبة الإمكان والمفعوليةء ولا يمكن لأحد أن يرقى بالعالم إلى رتبة الفاعلية» ورتبة واجب الوجوب لذاته [18/ ب] أبدا. فصح حيتئذ قول الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى: ليس في الإمكان أبدع مما كان؛ لأنه ما ثدٌ”'2 لنا إلا رتبتان قدم وحدوث؛ فالحق تعالى له رتبة القدمء والعالم له رتبة الحدوث» فلو خلق تعالى ما خلق؛ فلا يخرج عن رتبة الحدوث؛ فكلام الغزالي رضي الله عنه في غاية الوضوح .

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله تعالى يقول: لا يجوز اعتقاد مساواة العالم للحق تعالى في الوجود والعدم بوجه من الوجوه؛ لأن وجود العالم مستفاد من موجد أوجده. وهو الله تعالى» فمن المحال مساواةٌ العالم الحقٌّ تعالى في الرتبة ولو كان العالم هو معلوم علمه تعالى» الذي لا افتتاح له؛ فإن حقيقة الموجد لغيره: أن يُوجد ما لم يكن موصوقاً عند نفسه بالوجودء وهو المعدوم؛ لا أن يوجد ما كان موجوداً أزلا؛ فإن ذلك محال. انتهى .

ويؤيد [ذلك]” قول الشيخ محي الدين قي باب الأسرار من كتاب «الفتوحات:: لو كان العالم مساويا للحق تعالى في الوجود؛ لاقتضى ذلك وجود )١(‏ في (ب): ماتمٌ. (؟) زيادة يقتضيها النصص.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ا

العالم لذاته» ولم يتأخر منه شيء من محدتاته [و]”'“لو كان العالمٌ له رتية القدم لاستحال العدم عليهء والعدم واقع فلا تداقع .

وقال: في هذا الباب أيضاً: ما قال بالعلل إلا 0 بأن العالم لم يزل» وأنى للعالم القدمء وما له في رتبة الوجود الوجوبي قَدمْ.

وقال في الباب الثالث والتسعين من «الفتوحات»: ل أن شبهة من توهم قدم العالم من : الفلاسفة: وجود الارتباط المعنوي الذي بين الرب والمريوب» والخالق والمخلوق» وغيرهما من سائر الأسماء؛ إذ الرب 58 المربوب؛ والخالق يطلب المعلوق» والرازق تظدية المزؤزوق زلا لكر الأسماء قديية ولا يعفلن الرت والخالق مثلاً إلا بوجود المربوب والمخلوق.

فهذا هو الباب الذي دخل منه من توهم قدم العالمء وغاب عن الفلاسفة أنه لا يلزم وجود هذا الارتباط مساواة'"' العالم للحق جلا وعلا؛ فإن الله تعالى هو الفاعل» والعَالمُ كله مفعوله تعالى. وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن المراد بارتباط العالم [15؟/1أ] بأسماء الحق تعالى: أن العالم مرتبط بالحق ارتباط عبودية بسيادة. لا ارتباط مساواة في الرتبة» ومن لم يعتقد ما قلناه زلت به قدم الغرور في مهوات التلف ؛ إذ الأعيان الثابتة في العلم الإلهي لم نزل تنظر إلى الحق تعالى بعين الافتقار أزلا؛ ليخلع عليها اسم الوجوده ولم يزل الحق تعالى ينظر إلى استدعائها بعين الرحمة؛ ليجيبها إلى سؤالهاء فلم يزل تعالى ربا لها في حال عدمها كحال وجودها على حد سواءء فالإمكان لنا دائمٌ كما أن الوجود له تعالى دائم . انتهى.

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: كل أمر رأيته يطلب الكون من الحضرات الإلهية؛ فهو من حيث كونه تعالى إلهأ وغافراً وراحماً. وكل أمر رأيته لا يطلب الكون كالاسم الأحد أو الغني؛ نهو من حيث كونه تعالى [9؟/ب] ذاتأء فمهما أتاك من الصفات والأسماءء فزنه بهذا الميزان يتحقق لك الأمر فيه . '

فقلت له: ما قلتموه من أن الأسماء الإلهية تطلب أهل حضراتها لتحكم فيهم مضاوء قد يضاهي العلة والمعلول.

صنلا زيادة يقتضيها‎ )١( . وفي هامش غ2 : لعله لا يلزم من وجود هذا الار رتباطء انتهى‎ ٠ كناخ في المخطوطتين‎ )9(

146 القواعد الكشقية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

فقال: ليس مضاه لهما؛ لأن العلة والمعلول أمران وجوديان عند الفلاسفة» وأما الألوهية ونحوها فهي عندنا نسبة عدمية لا وجودية» فإياك يا ولدي والغلط .

فقلت: فهل يجوز أن يقال: إن الحق تعالى موجد العالم أزلاً من حيث إنه معلومٌ علمه القديم.

فقال رضي الله عنه: لا يجوز ذلك. فيقال: إنه تعالى مقدر الأشياء أزلاء ولا يقال: إنه موجدها أزلاً؛ لأن ذلك محالء بيان ذلك: أن كون الح تعالى موجدء إنما هو أن يوجد ما لم يكن موصوفاً بالوجود. لا أن يوجد ما هو موجود؛ فإذاً من المحال أن يكون العالم أزلي الوجود؛ لأنه يرجع إلى قولنا: العالم المستفيد من الله المعو ع عقيل طن الله "الوتوفق»

فقلت له: فلم ش شنع الأشعرية به على الحكماء ء في قولهم بالعلة والمعلول؟ مع ا 10

فقال: إن الأشعرية ما شئعوا على الحكماء إلا من حيث إطلاق لفظ العلة على الله تعالى؛ فإنه لايجوز لنا أن نطلق على الحق تعالى من الأسماء والصفات» إلا ما أطلقه على نفسه على ألسنة رسلهء وإلا فالذي هرب منه الأشعرية يلزمهم في

سبق العلم؛ لكون”'' ذلك المعلوم؛ فإن سبق العلم يطلب كون المعلوم بذاته ولا

بد. ولا يعقل بينهما كون مقدرء ولا يلزم كما لا يلزم مساواة المعلولٍ علتّه في جميع الأحوال؛ إذ العلة متقدمة على معلولها بالمرتبة؛» سواء كان سبق العلمء » أو ذات الحق جل وعلاء فلم أن المخلوق لا يصح أن يكون في رتبة خالقه أيدا. انتهى .

فقلت له: سد الجاري في كلام العلماء؟

فقال: هو عبارة عن نفي الأولية لله تعالى المعقولة؛ إذ الحق تعالى لا أول لوجودهء فأوليته غير تعترلة” فهو الأول لا بأولية تحكم عليه؛ فيكون تحت حيطتها ومعلولاً عنها كالأوّليات المخلوقة» والله تعالى أعلم.

وقد بسطنا الكلام على ذلك في كتاب مستقل فراجعه. والحمد لله رب العالمين .

)20 كذا في (أ) وفي (ب): بكون ‏

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 54

جواب من توهم حلول العالم في ذاته تعالى

ومما أجبت به من يتوهم من أرباب الغيبة بغلبة الحال أن الله تعالى لما أمر أوجد العالم بعد أن لم يكن أوجده في ذاته؛ لأنه ما ثمّ غير ذاته تعالى حتى أن بعضهم أنشد في حال غيبته في مناجاته بيت شعر: قطعت الورى من نفس ذاتك قطعة ولا أنت مقطوع ولا أنت قاطع [8؟/1]

والجواب: أن هذا الكلام لا يجوز اعتقاده بإجماع المسلمين؛ فقد أجمع القوم على أنه لا يجوز أن يقال: إن الحق تعالى مصدر للأشياء؛ لإيهامه وجود المناسبة بين الممكن والواجب. وبين من يقبل الأولية وبين من لا يقبلهاء وبين من هو مفتقر في إيجاده إلى غيره وبين من هو غني بذاته. ولو أن العالم كان صادراً عن ذات الحى جل وعلا [١7/ب]‏ كما تقدم. لكان حكمه حكم خالقهء ولم يرد لنا شرع بالإذن. بكون الحق تعالى يجوز أن يطلق عليه أنه مَصدرٌ للأشياء» إلا أن يكون المراد أنه صادر عن قول الحق تعالى له: كنء فهذا لا بأس به.

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله تعالى يقول: من الأدب إذا سثل أحدنا عن العالم من أين جاء به الله تعالى؟ أن يقول: لا نعلم؛ فإن الله تعالى أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئاً من أحوالنا السابقة على وجودنا. انتهى.

وسمعته رضي الله عنه مراراً يقول: إن الله تعالى أوجد الكائنات موافقةً لما سبق به العلمء بعد أن لم يكن لها وجود في أعيانها عند تفسهاء كما لا علم لها بنفسهاء ثم إنها آنيطت بموجدها سبحانه: ارتباط ممكن فقير عاجزء بغني واجب الوجود قوي عزيزء ولا يعقل لها وجود إلا به سبحانه وتعالى انتهى .

وقد ستل الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه عن العالم هل يقال فيه: إنه صادر عن الله عز وجل؟ فقال: هذا لا يجوز إطلاقه على الله تعالى؛ لأن العدم لو كان أمراً وجودياً يشار إليه؛. لكان المكن صادراً عن الحق جل وعلاء فيكون صادراً من وجود إلى وجودء ويكون له عين شخصية قاتمة في الأزلء وذلك محال . انتهى .

7 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

فإن قيل: كيف صحت مخاطية الحق تعالى للمعدوم بقوله: #كن» ‏

فالجواب: أن الله تعالى على كل شيء قدير» ومن قدرته أنه قال للممكنات في حال عدمها عتدتاء ووجودها في علمه تعالى ما من معناه: اظهري من مكنون علمي إلى عالم الشهادة. وإلا فالعدم المحض ليس فيه عين يتعلى علم الله عر وجل بإيجادها منه؛ لعدم ثبوتها في علمه فافهم؛. وسيأتي بسطه قريباء إن شاء الله إلى آآخره فراجعه.» والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية الا

جواب من توهم أنه لوا توحيدنا لله تعالى لما عرفت وحدانيته

ومما أجبت به من يتوهم من أهل الشطح أو غيرهم أنه لولا توحيدنا للحق جل وعلا ما فهمت وحدائيته. واستدل يبحديث: «كنت كنزاً لم أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني»”'". انتهى .

والجواب: أن الإجماع على أن الحق تعالى واحد بنفسه» لا بتوحيد موحد كما أشار إليه قوله: (فبي عرفوني) أي: لا بأنفسهم» أي: عرفوا أنني واحد لنفسي.

وكلام هذا الشاطح ربما يُؤذْنَ يأن الحق مفتقر قي وجود صفاته إلى غيره كما مرت الإشارة إليه أول الأجوية. فهو كلام صدق من جاهل بالله تعالى؛ فإنه لا يصح إلا في حق من لم يكن واحداً في نفسه لنفسهء والحق تعالى بإجماع الملل كلها واحد لنفسهء وليست وحدائيته بتوحيد الموحدين له؛ إذ لو كانت وحدانيته بتوحيد الموحدين» لكان الحق تعالى الذي هو المقدس والمنزه محلاً لتأثير هذا الموحد فيه» وذلك محالء فتفطن يا أخى لهذه التكتة الععجيبة؛ فإنك لا تكاد تتجدها في كتاب . ْ

فإن قال قائل : فما الدليل على ذلك /71١[‏ ب] من 00

فالجواب: من الدليل قولّه تعالى : سهد أَمَّهُ أَتَمُ لآ إِلَهَ إلا هُوَ وَالْمَلَهِكَدٌ يوا فرق [1/5] [ال عرانة 18 ] فاحير تعالى أنه ا لنئسة» أى: أنه المخبر عن كونه تعالى واحداً في الألوهية» وأما عباده فإنما شهدوا على شهادته تعالى لنفسه لما أوجدهم من حضرة غيبه. ولا يصح لهم أن يشهدوا مع شهادته تعالى لنفسه في حضرة لا افتتاح لهاء إنما يشهدون بعد علمهم بشهادته تعالى )211 قال السخاوي في "المقاصد الحسنة» :)07١7/١(‏ قال ابن تيمة إنه ليس من كلام النبي يله ولا

يعرف له سند صحيح ولا ضعيف وتيعه الزركشي وشيخنا أي ابن حجر العسقلاني. وانظر الأسرار

المرفوعة فى الأخبار الموضوعة /١(‏ ”/؟)ء وتئزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة .)١ 4/1‏

ف القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

لنفسه. فكانت شهادتهم له بالألوهية؛ إنما هي على سبيل الاعتراف والإذعان قاقهم . فإذا قال قائل: فَلِمَ قال تعالى: #اوَْونُوا اللي [آل عمران: ]١8‏ ولم يقل: وألو الإيمان؟

فالجواب: أنه إنما قال تعالى ذلك» دون أولي الإيمان؛ لأن متعلق الإيمان إنما هو الخير بواسطة عن وقوع أمرء فيسمع المؤمن ذلك عن الله تعالى فيؤمن يه وإخباره تعالى عن نفسه بالتوحيد ليس هو عن إخبار» فاستفدنا من إضافتهم إلى العلمء دون الإيمان الإعلامٌ من الله تعالى لناء بأن المراد بأولي العلم هنا هم أهل التوحيدء الذين حصل لهم ذلك من طريق العلم النظري» أو الضروريء لا من حصل له ذلك من طريق الخبرء كأنه تعالى يقول: وشهد الملائكة #وأوأوا لير » بتوحيدي؛ بما جعلته عندهم من العلم الضروريء الذي استفادوه من التجلي الواقع لقلوبهم. وقام نهم مقام النظر الصحيح في الأدلة. انتهى .

فإن قال قائل: فلم عطف تعالى الملائكة 8وأُونُاْ اليل على نفسه بالواوء وهو حرف يقتضي الاشتراك حتى في الوقت؟

فالجواب: صحيح ذلك؛ ولكن لا اشتراك إلا في الشهادة دون وقتهاء لأن شهادة الحق لم تكن في زمان» والله أعلم .

القواعد الكشفية الموضحة لمعاتى الصفات الإلهية سن

جواب من توهم جهة الفوقية لله تهالى

[طه: 5] ما يسبق إلى أذهان العوامء من أنه تعالى في جهة الفوق دون جهة التحت . 4

أوالحواب: أن ذلك إنما يقع من جاهل بالله. فلا يقع مثل ذلك؛ لاعتقاده جزماً بأن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائقء فليس استواؤه تعالى على عرشه كاستواء الخلق» وإنما يجب تنزيهه عن صفة المحدثات» فلا يصمح أن يكون الخالى كالمخلوق أبداً.

وقد بلغنا عن سيدي أحمد بن ال 7 رضى الله عته أنه قال: صعدت فى الفوقيات إلى سبعماتة ألف عرشء فقيل له: ارجع لا وصول لك إلى العرش العظيم السغليات. حتى جاوزت سبعمائة ألف أرضص»ء فقيل لي: ارجع لو مكثت تجاوز الأراضي عدد رمال الدنياء ما وصلت إلى الأرض الكبرى الحاوية لجميع الأراضي» فرجعت. خلق الله تعالى [7/ ب] الدنيا إلى يوم القيامة: لله تعالى بعدد كل رملة منه مديئة قدر دنياكم هذهء لا بد لكل ولي حقّ له قدمُ الولاية من دخول هذه المدائن» والإحاطة بأهلها وحيواناتهاء ومعرفة أسمائهم وأنسايهم وطبائعهم انتهى .

وحيث صح النقل فهو من بعض وسع معلومات الله تعالى» التي يطلع عليها من يشاء من عباده» والله واسع عليم . )١(‏ أحمد بن علي بن يحيى الرفاعي الحسيني أبو العباس الإمام الزاهد مؤسسن الطريقة الرقاعية ولد في

قرية حسن من أعمال واسط بالعراق وتفقه وتأدب في واسط وتصوف فانضم إليه خلق كثير من

الفقراء؛ كان لهم به اعتقاد كبير وكان يسكن باليطائح وتوقي بها وقبره إلى الآن محط الرحال لسالكى طريقته وقد صنف كثيرون كتباً خاصة به وبطريقته وأتباعه. توقي سنة (51/4 ه).

* القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

وسمعت سيدي الشيخ عبد القادر الدشطوطي”''' رحمه الله يقول: من تأمل الوجود المعقول للخلق كلهم وجده متناهياًء» فهو بالتسبة لمعلومات الله تعالى التي

لا تتناهى ؛ كذرة طائرة فى هواء» لا سقف له ولا سفل . انتهى. وهذا يؤيد ما سبق عن سيدى أحمد ين الرفاعى» بل لو ضرب سيعمائة ألف

عرش » وسيعمائة ألف أرض فى مثلهاء عدد الرمال وأوراق الشجرء وعدد ما علمه

الخلق من المخلوقات [77/أ] لوقف الأمر على شيء محصوره ولقال لسان حال

العقل: يمكن أن يقول لصاحبه: فما وراء ذلك أيضاً؟ وسمعت سيدي علي الخواص رحمه الله تعالى يقول: غالب الخلق جاهلون

بعظمة الله عز وجل» ولا يعرف شيئاً من عظمته تعالى المصطلح عليها عتد القومء إلا

من نفذ من الأقطار أجمعهاء وتجاوز حد الرفع والخفض» وما دام العبد يشهد فوقه

سقفاً وتحته أرضاء يصح الاستقرار عليهاء فهو لم يعرف عظمة الله عز وجل . انتهى . ويؤيده قول سيدي علي بن وفا رحمه الله تعالى :

وقد نفذت من الأقطار أجمعها وقد تجاوزت حد الخفض والرفع يَدَكُرُ ما أتعم الله به عليهء من باب التحدث بالنعمةء وإظهار عظمة الله تعالى»

قكأنه يقول: جلت في الملكوت هذا الجولان العظيم» ومع ذلك فما أحطت علماً

بائله تعالى . وفى حديث رواه [الحكيم] الترمذي”'' فى انوادر الأصول» مزفوعا: إن الله

تعالى احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار وإن الملا الأعلى يطلبونه كما

تطلبونه أنتم»”" . اتتهى .

)١(‏ عبد القادر بن محمد الدشطوطي الشيخ المعمر المعتقد المجرد العفيف العارف بالله المقبول الشفاعة في الدولتين الجراكسية والعثمانية كان متقشغاً يحب سماع القرآن وكلام الصوفية انتشر اعتقاده بين المصريين وكانوا يشاهدون منه كرامات وأحوالاًء قال الشيخ زين الدين الشماع من أكابر أرباب الأحوال. توفي ستة (9514ه).

(؟) محمد بن علي بن الحسن أبو عيذ الله الحكيم الترمذي» باحث صوفي عالم بالحديث وأصول الدين من أهل ترمذ نفي منها بسبب تصنفه كتاباً خالف فيه ما عليه أهلها فشهدوا عليه بالكفر قجاء إلى بلخ فقبلوه لموافقته إياهم في المذهب من مؤلفاته #غرس الموحدين؟ و«المسائل المكنونة» و«الصلاة ومقاصدها». توفي سنة (750 ه).

فرق لم أجده في النسخة المطبوعة من «توادر الأصول»» ولا في المصادر التي بين يدي والله أعلم.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية و؟*

أي كما تطلبون الحق تعالى في جهة السفليات» وكان الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه يقول: مِن أعجب الأمور أن المؤمن يقول: ليس الله تعالى فى جهة دون أخرى» ثم بعد ذلك يُغلبٍ وهمه على عقلهء ولا يتعقّله إلا فى جهة

الفوق مال معاطكه لكسالن قن بالدعاده برقيو ممداق "لمر اف افون وقد سئل الشيخ محي الدين رضي الله عنه مرة عن قوله تعالى: # ليحن من عل

مقن استوك © [طه: 5] فأنشد:

العرش والله بالرحمن يعر وأيْ خحولٍ لمخلووق ومقدر جسم وروحٌ ع وأقوال ومقرتبة [8/ ب] وهم ثمانيةٌ واللهُ يعلمهم محمد ورضوانٌ وخازنهمُ وألحقْ يميكال إسرافيل ليس هنا هذا هو العرش إن حققتّ صورتّه

١4 ع‎

وكناي قو وتنا التسون عل لولاءُ جاة به شرعٌ وتنزيل تائم فيدر لني رثيت تسيل واليوم أرشية ما لعييم تاويتل وآدم ومتلعيجل م حتحويبل

والمستوى به الرحمنٌ مأمولٌ انتهى . 1 أي: إن مجموع هذه الأمور هو حقيقة العرش الذي وقع عليه الاستواء في التصريف» لا العرش العظيم الذي وقع عليه الاستواء المطلقء فإذا اجتمعت هذه الأمور قام العرش على ساق» واستوى عليه تصريف خالقه فيه. وأطال في ذلك ثم قال: واعلم يا آخي أن الحق تعالى لما كان هو المُلك العظيم: ولا بد للملك مِن حضرة معينة» يقصله عبده فيها لحواتجهء مع أن ذاته تعالى لا تقبل المكان أصلاً؛ اقتضت المرتبة له تعالى أن يخلق عرشاء ثم ذكر لعباده أنه استوى عليه» أي: حضر عندهء فمن سأله فيه أجايه نظير قوله #ة: «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة» فيقول: هل من سائل فأعطيه سؤالهء هل من مبتل فأعافيه»”'' الحديث . )١(‏ الحديث تقدم تخريجه بدون فوله: «هل من مبتل فأعافيه؟ فإنها ليست من هذا الحديث وإنما وردت في حديث آخر أخرجه ابن ماجه (1788) قيما جاء في ليلة التصف من شعبان» ونصه: «إذا كانت

ليلة النصف من شعبان فقوموا ئيلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى

7 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

مع أنه تعالى يسمع دعاء عيده في كل وقت من ليل أو نهارء ولكن الشرع يجري على العرف في كثير من الأحكام؛ تنزّلا لعقول العبادء فإذا انقضى حكم ذلك النداء؛ كان يمثابة انفقضاض موكب ملوك الدنياء وإسدالهم الحجاب بينهم وبين رعيتهم وخدامهمء ولله المثل الأعلى. ولولا ذكره تعالى لعياده ذلك» وتنزّله لعقولهم لبقي أحدهم حائرأء لا يدري أين يتوجه إلى سؤال ربه في حوائجه؛ فإن الله تعالى ما خلق الخلق إلا للمراتب في العبادة [1/78] كما في قوله تعالى: #وَمَا عَلَنَت لْلْنَّ والإنن إِلَّا يدون كك [الذاريات: 35] دون الأعيان؛ لغنائه تعالى عن العالمين . انتهى .

وهو كلام عظيم يكتب بنور الأحداق.

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: إنما كان المحجوبون عن عظمة الله تعالى» لا يكاد أحدهم يشهد ربه إلا فى جهة الفوق؛ لأن الحق تعالى خلق العبد ذا جهةء فلا يتعقل ربه إلا في جهةء اللهم إلا أن يمن الله تعالى على بعض أصفيائته بنور الكشف عن عظمة الله تعالىء بحسب استعداد العيدء فهناك يندرج تور عقله في نور كشفه وإيمانه. فيتساوى الجهات الست عنده من غير ترجيح» ويعلم كشفاً ويقيئاً أن الحق تعالى لا يقبل التحيّز. ولا تأخذه الجهات. انتهى .

وقال الشيخ ممحي الدين في باب الأسرار من «الفتوحات1: اعلم أن المراد من استواء الحق تعالى على العرش» أو نزوله إلى سماء الدنيا كل ليلة» إنما هو كناية عن إعلامه بعبده'”'' بإذنه في مناجاته ومسامرته بالدعاء» والسؤال في حوائجه: والاستغمار عن ذنوبه فإن استواءه تعالى ونزوله صفة من صفات ذاتهء وصفاته قديمة» والعرش والسماء [5/ب] محدثات بإجماع» فلم يزل موصوفاً بالاستواء والنزول قبل خلق العرش والسماءء فما كنت تتعقله من صفة الاستواء والنزول قبل خلق العرش والسماء فهي الذي ينيغي تعقله يعد خلقهما.

وأطال في ذلك ثم قال: وكما أذن لهم في مسامرته؛ كذلك هو تعالى يسامرهم - كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر؟ قال في مصباح الزجاجة: هذا إسناد فيه ابن أبي سبرة واسمه أبو بكر

ابن عبد الله بن محمد بن أبي سبرةء كال أحمد وابن معين: يضع الحديث. )١(‏ كذا في التسختين. وفي هامش (أ): لعلها لعبده.

القواعد الكثفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية يف

بقوله تعالى : هل من سائل""'' إلى آخرهء فهو تعالى يقول لهم ويقولون لهك كأنهم فى مجلس واحد؛ ولله المثل الأعلى» وأنشك: إن الملوك وإنْ جلت مراتبها لهامغَالسُوقّةالأسرارٌ والسُمرٌ وسمعت سيدي علياً المرصفى رحمه الله تعالى يقول كثيراً: إنما أخبرنا الحق تعالى أنه يتنزل كل ليلة إلى سماء الدنياء وإن كان النزول على وجه التقل محال في حقه تعالى؛ ليعلّمنا التواضع مع العبادء ولا ترى نفوسنا على أحد منهم . وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: فوقية الحق تعالى حيث ما وردت» المراد بها فوقيّة المكانة والرتية» لا فوقية المكان» تعالى الله عن ذلك علواً كبيرأء وإذا كانت فوقية مكانة ورتبة» فلا فرق بين العلوٌ والسفل» فمن قصده فى سجوده كان قاصداً جهة الفوقية» كما قالوا في عروج الملائكة: إن نزولهم من السماء بالوحي عروج لحضرة الحقء وهنا أسرار يعرفها العارقون» لا تسطر في كتاب . قال: فكما لا يلزم من إئيات الفوقية للحق جل وعلا اثيات الجهة. فكذلك لا يلزم من استوائه على العرش إثبات الجهة والمكان. وقد انعد الإجماع على ذلك. على ه» ع 3 5 2 ٠.‏ وحم عل اس 5 م فإن قال قائل: فما المراد بقوله تعالى في الملائكة: يفون ربجم ين فوفهمٌ © [التحل: .]15١‏ فالجواب: المراد يخافون ربهم أن يُنزل عليهم عذاباً من فوقهم» فالفوقية راجعة إلى العذاب» لا إلى ربهم جل ولا ؟ لاستحالة التحيّز فى حقه تعالى» ولو كانت الفوقية فى الآية راجعة للحق جل وعلاء لما كان لقوله يل: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد:”") معنئ ولا خصوصيةء فما قال يط ذلك إلا ليتبّه أمته على أن الحق تعالى لا يتقيد بالعلو دون السفل ولا عكسهء بقريئة قوله تعالى: #وَهُوٌ أَنَهُ في ألشَمووَتِ َف لض [الأنعام : 7]» فلم يخصٌ تعالى نفسه بجهة علوٌ ولا عكسهء [54/أ] وفي الحديث' مرقوغاً + «لو ذليتع بحبل لوبط على الله" . انتهن 220 تقدم تخريجه (ص14). (0) أسترجه مسلم (5407). زهرق أحخر جه الترمدي (7154) عن أبي هريرة رضي اجلّه عله ١‏ كم قال: قال آبو عيسى : هذا حديث غريب من هذا الوجه ويروى . . . وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا: إنما هبط على علم الله -

ا القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

أي: كما يعلم الله تعالى سركم وجهركمء حال كونه موصوفاً بكونه في السماءء كذلك يعلم ذلك متنكم» حال كونه موصوفاً بكونه في الأرضء على أن أهل الكشف كلهم أجمعوا على أن فوقية الحق جل وعلا لا توصف بظرف زمان ولا مكان؛ لمباينتها لظرفية الخلق . انتهى.

فإن قال قائل: فإذا كان العلو والسغل في حق الحق جل وعلا واحداً فأي فائدة للؤسراء ترسوك الل كلل إلى السوات ومااكوقها؟ فإنه يؤذت أن لعلو خضروضة على السفل .

فالجواب: أن الذي أجمع عليه المحققون من العلماء بالله عز وجل: أن الإسراء لم [75/ ب] يكن ليزداد رسول الله علما بربه عز وجل» بل عين ما علمه من صفات ربه عز وجل فى السماء؛ هو عين ما كان يعلمه فى الأرضء ولذلك قال تعالي ليق ين نانك 4 [الإسراء 1١‏ فاحيو تعالى أن الأسراء بإلملاكان لرؤية الآيات. أي العلامات» فلم يتغير صورة اعتقاده في ربه تعالى عما كان يعرفه منه تعالى فى دار الدنياء وغاية الأمر أنه عرف بذلك الإسراء اختلاف المواطن» وأن الله تعالى له حضرة خاصة؛ يخاطب بها من شاء من عباده» وحضرة لا يخاطب أحداً م

فإن قلت: فهل كانت رؤيته يَللِِ لربه عز وجل منزّهة عن الأين والكيف والجهة؟

فالجواب: نعم قد أجمع على ذلك جميع العلماء بالله عز وجلء والله أعلم.

فإن قلت: فما أسلم العقائد في آيات الصفات وأخبارها؟ 0

فالجواب: أسلم العقائد فيها أن يؤمن العبد بها على علم الله تعالى فيهاء وهي كآية الاستواء: وكالئزول إلى سماء الدثياء والإتيان والمشى والهرولة؛ والضحك والتتجيع دا ناميا 61 الله تعالن لم ركلقنا يجقيقة مكرقة وه نس الممامالنة جل وعلا. - وقدرته وسلطانه. وعلم الله وقدرته وسلطائه في كل مكتان» وهو على العرش كما وصف في كتابه .

ا ه. قال ابن الجوزي في العلل المتناهية: هذا حديث لا يصح عن رسول الله يُقةِ والحسن [أي

راوي الحديث] لم يسمع من أبي هريرة وكان الحسن يروي عن الضعفاء» وروى هذا الحديث أبو

جعشر الرازي عن قتادة عن الحسن ء قال أحمد ين حتبل : أبو جعفر مضطرب الحديث ‏ «العلل المتناهية» .)58/١(‏

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية "7

فإذا سئلت: كيف استوى ربنا على العرش؟ أو كيف نزوله إلى سماء الدنيا؟ أو كيف يتعجب؟ أو يضحك مثلا؟

قلنا: هو تعالى بنفسه عليمء وهو الصادق فيما أخبرء ونحن مؤمنون بما جاء من عند الله على مراد اللهء وأما علم الكيّف في ذلك فتكله إلى الله تعالى .

فإن قال قائل: فهل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مثلنا في ذلك» لا يعلمون كيف نسية هذه الأمور إلى الله تعالى» أم يعلمون ذلك؟

فالجواب: قد أجمع أهل الكشف على أن غاية علم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن يعلموا لماذا تجلى تعالىء وأما كيف تجلى فلا يصح لمخلوق علمه؛ لأنه من علم سر القَدَرٍ الذي طُوي علمه عن الخلائق» فلا يعلمه إلا الله عز وجل أنتفئ:

قلت: ويحتمل أن الله تعالى يعطى حواصٌ أنبيائه ذلك؛: من حضرة الإطلاق الغ يحون علمه متها ااقاء لمو كاد كنا أكنان إلبة قوله تحال > 58لا يعون تّنَءِ مّنْ ليود إِلَّا يمَا كآه4 [البقرة: 190] على وجه الكرامة والخصوصية» والله أعلم .

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: قد يكون الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛: يسلمون لله تعالى في علم تسبة الصفات إلى الله تعالى: كما تسلمها نحن من غير تأويل» وقد يعطيهم الله تعالى العلم بذلك. من باب الخصوصية والاصطفاء.

وسمعته رضي الله عنه يقول مراراً: الاستواء المصطلح عليه عند بعض القوم على العرش العظيم خاص بالصفات. كالرحمة والخلق لا الذات؛ لأنه تعالى قال: # ليحن عل الْمَرشٍ أستوى )4 701 1] [طه: 5] فلم يذكر الاستواء إلا للاسم الرحمن» والاسم هنا عندهم هو عين الصفة» وقال تعالى: للْذِى خلق السَمْوْتِ 1 ب] والأرض وما ينهم فى سِنَّة أَتَاوِ د اشتوئ عل الْمَرشٍ4 [السجدة: 4].

وليس لنا أن تقول: إن الحق تعالى استوى على العرش بذاته وإن كان الصفة لا تفارق الموصوف. أو قلنا إن الصفة في جانب الحق تعالى عين ذاته؛ لمباينة صفاته لصفات عباده» كما سيأتي إيضاحه في مبحث الجواب عن معاني الأسماء» عنه رضي الله عنه» ولم يرد لنا في كتاب»ء ولا سنة أن الح تعالى استوى على العرش

ىم القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية

بذاته» فلا نقول على الله تعالى ما لا تعلم ‏ انتهى

وسمعث سيدي علياً المرصفى رحمه الله تعالى يقول: الذات الإلهية متزّهة عن الاستواء: أو التزول والمشي والهرولة. وإنما ورد ذلك على سبيل التنرّل للعقول.

وسسنعة أنضا قول: من رحمة الله تعالى ببعض خلقه أن أراهم صفاتهم في مرآات العلم الإلهيء فشهدوا نفوسهم فيهاء وزادهم علما حتى ترّهوا الح تعالى عن كل ما يخطر ببالهم: لكن لما لم يزد آخرين علما؛ شهدوا نفوسهم فيهاء فظنوا أنها صفات الحىّ جل وعلاء ولو اتسع علمهم بالله لنزّهوا الحق تعالى عن كل ما يخطر بيالهم . انتهى

فإن قيل: إن جمهور أئمة المتكلمين يقولون إنه ليس وراء العرة 0 ولا مَلاء وقد قال تعالى: #وبَرىٍ المتيكة عقت مِن حول لمش » [الزمر 56 من خارجه فكيف الحال؟

فالجواب: حيث سُلَم ذلك [ف]”''إن الجواب في ذلك مثل الجواب عن استوائه تعالى على العرش ١‏ وإن اختلف الأمر في ذلك. فكما يجب علينا الإيمان يآية الاستواء وإن ! لم نتعقل كيفيته؛: كذلك يجب علينا الإيمان بكون الملاتكة حافين من حول العرش ١‏ ونكز علم كيف ذلك إلى الله عرز و+ل»ء ويشهد لذلك حديث الترمذي في شأن القبضة”"؟ فإن آدم عليه الصلاة والسلام عينه في القبضة» حال شهوده نمسه خارجها. انتهى

وكان أبو طاهر القزويني' " أحد أئمة الكلام يقول: العرش هو مجموعة الكائئات» قلا يَعمّل وراءه حلا ولا ملاع وكل من ظنّ أن وارء العرش اشالاء أو مللاء كقد وهم وليس ذلك هو العرش, الذي وقع عليه الاستواء الرحمانى .

قال: ولم يبلغنا في كتاب ولا سنة أن الله تعالى خلق وراء العرش شيئاًء وإن )١(‏ زيادة من المحشق , زفرق أخرجه ا لترمذي (59255) ونصه : عن أبي موسى الأشعري رضي الله عته قال قال رسول الله يي :

“إن الله تعالى خلق آدم من قيضة فيضها من جميع الأرض + فعجاء بتو آدم على قدر الأرضص »+ فجاء

منهم الأحمر والأييض والأسود. وبين ذلك» والسهل» ٠‏ والحرّنء ٠‏ والخبيثء والطيبي».

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية م

مع ممم ره

كما في قوله تعالى : #وَلَما بلغ سدم وَاستوي 4 [القصصص : ]١4‏ وكما في قوله تعالى: # قريج َخْرِجَ نَطتَمٌ هََارْرْهُ فَآسْتَْلط كَأسَتوَى عَلَ سُوقِه# [الفتح: 14؟] وأولى ما يفسر القرآن بالقرآن» قال: وهذا أحسن ما قيل فى معنى الاستواءء لحلوه عن الإشكال. ا ل ا ا ال ا ار

ولعل قاتلا يقول : إنك ابتدعت للآية تفسيراً خلاف ما قاله جميع المفسرين.

فتقول له: : نعم قد أطلع الله تعالى بعض المتأخرين على ما لم يطلع عليه أحداً من العلماء المتقدمين [لال/رب]ء وإذا رأى الإنسان معنى خا ركفا عن الإشكال» الفطام عما تلقّاه العبد عن آبائه ومشايخه عَسِر جداء التهىء 2

فإن كال قائل : فما معتى قوله تعالى: #ركات عر م عل امه [هود: 17 فإنه يقتضى أن بحت العرش مامه وإذا كات تححته مام 0 قولكم: ليس خارج العرش خلاء ولا ملاء؟ على معنى أن ١كان»‏ هنا ليس الوجودية [1/أ] التي في تجو قوله تعالى : وكات ال ل ع عليمًا © [الأحرّاب: .]5٠‏

فالجواب: قد أجمع أهل الكشف على أن «على» هنا بمعنى «في! أي: كان

رش في الماء مستوياً فيه فبالقوة”"' ثم برز منه بعد ذلك بالفعل» ونظير ذلك أن ل متيدداء فإذاً الماء أصا ل الموجودات كلهاء ء قال 5 تعالى: #وحعلنا مِن الماء كل شَنْهِ عن أيل يمون * [الأنبياء : ]٠‏ وقال رسول الله يكل لمن سجاءة يسأله عن كل شي : «زكل شيء] حلى من الا 20

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله تعالى يقول: الماء أصل ظهور عين الملك كلهء فكان له كالهيولي”؟'» ظهر فيه صور العالم كلهء الذي هو ملك الله تعالى. ولا يقال: فمن أي شيء يرز الماء؟ لأن ذلك من علوم سر القدر.

وقال الشيخ أبنو طاهر في كتايه المسمى باسراج العقول»: العرش أعظم )١(‏ خبط عشواء: هي الناقة التي في بصرها ضعف تخبط إذا مشت لا تتوقى شيناً. لسان العرب

(خبط). (؟) كذا في النسختين : والأولى : بالقوة. بدون الفاء. () أخرجه أحمد (5؟/ 595): وابن حبان (5529؟). والحاكم في المستدرك (7/ 0159 (4) الهيولي: لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادةء وفي الاصطلاح: هي جوهر قي الجسم قايل لما -

5" القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

المخلوقات»؛ لاستوائه على كل ما خلق الله تعالىء فلا يصح خروج شيء من الخلق عنهء والحق تعالى فوق هذا العرش فوقية مرتبة» لا فوقية مكان.

وذلك أننا إذا نظرنا فوقنا وجدنا الهواءء وإذا نظرنا فوق الهواء؛ نظرنا سماء فوق سماءء ثم إذا نظرنا بقلوينا فوق السموات وجدنا الكرسيء وإذا ترقينا ببصرنا إلى ما فوق الكرسي وجدنا العرش العظيم» الذي هو منتهى المخلوقات» التي بجملتها تدل على الخالق جل وعلاء ثم إننا لو تدرجنا إلى ما فوق العرش لم ثْرَ للفكر مرقاة البتة: فيقف فكرنا هناك ضرورة؛ إذ نظر الفكر ينتهي بانتهاء الأجسام» وهناك نرى بقلوينا وعقولنا حضرة تصريف الرحمن عز وجل في جميع خلقه. وإمدادهم بالوجود لذواتهم وصفاتهم ؛ فإن رتبة الخالق فوق رتبة المخلوق بلا شك» وهي فوقية مكانة كما تقدم» تباين فوقية العرش على ما تحته من الكرسي والسموات والأرضين؛ إذ فوقية العرش وما تحته لا يكون إلا بالجهة والمكان. انتهى .

فتأمل يا أخي في هذه الأجوبة؛ فإنك ربما لا تجدها في كتاب» والحمد لله

- يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانقصال محل للصورتين الجسمية والنوعية. #التعريفات» 5١‏ ).

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية م

جواب ما قد يتونهم من قوله تعالى: :وَل سْتْنَا لَآَيِسَا كلَّ تفي هده

ومما أجبت به من يتوهم من قوله تعالى: #وَلَرْ سْتْمَا لَأيِنَا كل تقين هُدَنْهًا» [السجدة: ]١١‏ أن ذلك ممكن في حضرة التقييد والإيمان» ويقول: لو أن الله تعالى فعل كذا لكان أحسن .

والجواب: أن هذا جهل من قائله؛ فإنه يؤدي إلى تغيير ما سبق به العلم الإلهي في الأزل وهو محال.

وإيضاح ذلك أن للحق تعالى حضرتين:

حضرة إطلاق يفعل منها ما يشاء.

وحضرة تقييد لا يخلف فيها الميعادء ولا يغير ما كان. فلا تجعل الكافر [68/ ب] نبياً ولا عكسهء بل جفت فيها الأقلام: وطويت الصحفء. ومن كلام أهل السئة والجماعة: ما كل ممكن للقدرة الإلهية واقع»ء وقي بعض طرق الحديث القدسي السابق: إن من عبادي من لا يصلح له إلا الغنى» ولو أققرته لفسد حالهء وإن من عبادي من لا يصلح له إلا الفقره ولو أغنيته لفسد حاله» وإن من عبادي من لا يصلح له إلا السقمء ولو لم أسقمه لقسد حالهء وإن من عبادي من لا يصلح له إلذ الصسة بوكو أمضعه ند حالة)*" وعذد: عاق أشياءج

فإياك يا أخي ثم إياك والاعتراض على شيء من أفعال القدرة الإلهية إلا أن تشهد قواعد الشريعة فتنكر بالشرع نصرة للشرع» بوجهين مختلفين» فتشهد أخذ الحق تعالى بناصية عبده إلى ذلك الفعل» [7"/أ] وتشهد وجه تكليف العبد بعدم فعل ذلك الأمرء قتنازع أقدار الحق تعالى بالحق للحىء كما قاله الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله تعالى عنهء وقال: الرجل هو المنازع للقدرء أي على حذف المضاف إذا خالف الشرعء لا الموافق له. انتهى .

() تقدم تخريجه (ص52)

4 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

وسمعت سيدي علي الخواص رحمه الله تعالى يقول: بلغنا أن بعض الأكابر من أنبياء بني إسرائيل ١‏ ابتلاه الله تعالى بالجوع والفقر والقمل عشر سنين؛ وهو يشكو حاله إلى الله عز وجل فلا يجيب دعاءهء فقال : يا رب أما ترى حالي ومرضي وفقري وجوعي؟ فأآوحى الله عز وجل إليه: كم تشكو إلي حالك» هكذا كان بدو أمرك في أمَّ الكتاب عنديء قبل أن أخلق الدنياء أفتريد أن أغير خلق الدنيا كلها من أجلك؟ أم تريد أن أبدل ما قدرته عليك؟ فيكون ما تحب فوق ما أحبء ويكون ما تريد فوق ما أريدء وعرّتي وجلالي لئن تلجلج هذا في صدرك مرة أخرى لأمحون اسمك من ديوان النبوّة.

وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك بعبارة أخرى» وهذا من حضرة الإطلاق» وإلا فالنيِوَةَ وهبٌ لا كسبء وما كان وهباً من الحق تعالى فلا يقع فيه سلبٌء كما قاله أهل الكشفء والله أعلم.

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: من كمال الوجود كونه متفاوتاً في الذاتٍ والصفات؛ لأنْ ذلك من كمال القدرة الإلهية» قال تعالى: بل درن عل أن شَوَكَ 6 (46 [القيامة: 2 لي أراد الخلق كلهم أن يطيلوا إضبعاً خلقه الله تعا! لى ناقصاً في الطول #عق احم لآ يقدوون ةوقال تماد عاعن تسن يم سكب في الجيزة ادا وفنا بتع رق بَنضٍ بجت لسَتََخْدَ بَعَضهم بعضًا سُكْرِئا © [الزخرف: 7"] ونحو ذلك من الآيات» فكان ذلك من كمال الوجود» أن يبرز من حضرة الغيب على صورة ما سبق بيه العلمء من عالم وجاهل. وفقيرء ورئيس ومرؤوسء. وعالم وأعلم. وصالح وأصلح.ء وزاهدٍ وأزهد. وهكذا فى جميع ما خرج صورة من خزانة الوجود والفضل .

فْعَمّ جوده سبحاته وتعالى الأعلى والأدنىء ولم يخص بجوده وفضله أحداً دون أحدء فالملائكة [984/أ] يستمدون من جودهء والأنبياء يستمدون من جودهء وكذلك القول في خواص الأولياء: وفي المؤمنين والكافرين» كما أشار إليه قوله تعالى: طلا يد عتؤلة وَعَوْلة بن عط يكذ وما 6 عط ريك عَثا )> ال ا

فإن قيل: قد جعلتم ملاذ الكافرين في الدنيا استدراجا. وجاء النص يأنهم

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية م

يُزادون عذاباً في الآخرة”" » وأنهم يردون إلى أشد العذاب'"» وأنهم لا يخفف عنهم ما هم 0 وأنْ صفات الحق تعالى لا تتناهى ء فأين رحمته للكفار حيلئل؟

فالحواب : أنه تعالى يقدر على تعذييهم بأشدذ من الأشد المهبّأ لهمء المشار إليه بالألف واللام انتهى .

وسمعتهة مرة أخرى يقول: صدقة الحق تعالى غامرة سابغة على جميع العياد» ولكن تارة يتصدق على بعضهم بالجواهرء وتارة بالذهب» وتارة بالفضةء وتارة

وأعلى ما تصدق به الحق تعالى على عباده إيجاد محمد يل ثم سائر الأنبياء على اختلاف طبقاتهم؛ ثم الأتقياء على اختلاف طبقاتهم» من سائر الدعاة إلى دين الله عر وجل

فالأنبياء مثال الجواهر [*#/ أ] النفيسة على اختلاف أثمانها .

وخواص الأولياء مغال الذهب.

والمؤمنون مثال الفضة .

والقلوس النحاس مثال العصاة.

وتقدمت الإشارة إلى نحو ذلك بعبارة أخرى عن سيدي علي المرصفي

فإن قيل: فما وجه صدقته تعالى على عباده بالكفار؟

فالجواب: وجهه كما تقدم أن يدفع إلى كل مسلم يوم القيامة يهودي أو )١(‏ ورد ذلك في قوله تعالى: #ألّيرت كَقْروا وَصَحَدُوا عَن سَيِلٍ لَه دنهم عَذَاهِا قوق لعَنَايِ ينا مكَانوا

بحُت (7ج)4 [النحل: 117 وفي قوله تعالى: وين يبد مه مه لشهد ومن يشل َّ جمد هم

ركه من دوتدء ومشر هم وم لعيئمَة عَلك وبعوههم غميا ويكا وصما 0 1 كلم حت زدتهر

سَعِيا 489 [الإسر اء: /اة].

55 ع م 3 م سر سرصم مش وام 520 5 5

زفق ورد ذلك في قوله تعالى ٠:‏ «ثُم أنشم هلوا متلورت 1 حك وَعَرْجُونَ ميقا يِسَكُم ين دِكَرهِم

حر

تظهَرُونَ عَلَِهِم ا 1 وَإِنْ 2 5 6 وَهْوَ ترم عَلِكُمْ عْرَاجْهُمْ أَفُنؤْمِسُونَ 5 بم الكتب و بتقين كماع من يعثل للك شك إل جف الكن الدنا وم اليتمة 7 و إل من الاك 000 بِعَاظِلٍ عنما تَعْمَلو د 27> [البقرة: 38].

(9) ورد ذلك في قوله تعالى : يدن ذِيّا لا ميث ع عَنهْمْ ألتدَاث ولا م يمطزوت وإ »* [البقرة: ,]١57‏

ا

45 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

نصراني» فيقال له: هذا قداؤك من النار”"'"؟؛ وربما يقع ذلك في حق العصاة الموحدين من أهل جنة الميراث» فقد علمت كمال الوجودء وأن جوده تعالى مطلق لا تحجير فيه؛ لإنفاقه تعالى» وتصدقه على عياده بجميع ما أعذه تعالى لهم في خزائنه؛ لا يدخر عنهم شيئا مما فيها لهم.

فإياك يا أخي ثم إياك من الوقوع فيما فيه رائحة اعتراض على أفعال الحق سبحاته وتعالى» فربما مسخ الله صورتك صورة خنزيرء كما وقع في زمن السلطان محمد بن قلاوون» فاعترض إتسان على ربّهء وقال: لو أنه فعل كذا لكان أقضل» قمسخه الله تعالى في الحال على صورة خنزير؛ ثم خرج من دمشق إلى البراري» فاتقطع خبره؛ والله يحفظ من يشاء؛ كيف يشاءء والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية /ام

جواب من يتوهم أن غضب الله تعالى كغضب الخلق

ومما أجبت به من يتوهم من غضب: الله تعالى:على من جعل له تعالى زوجَة وَيتدا: :وافتال + لمن الله ا [المائدة: 14] و#إنٌ أنه مَيَوٌّ َك أَمْنَيَة4 [آل عمران: ]18١‏ إنه على ورَانِ!!) غضب الخلق على من خالف 5 وأساء الأدب معهم وذلك وهم ياطل.

والجواب: أن الذي أجمع عليه أهل الحق: أنه تعالى ما أجرى على ألسنة بعضض عباده كلمات الكقر بالله تعالى» أو بما فيه سوء اموا الادتها لعباده؛ ليعلمهم تعالى الجلّم على من خالف أمرهم؛ فَإِنَ الربوبية .لا تنتقم لنفسهاء لكونها خالقة لأفعال العباد وأقوالهمء وإنما تنتقم تأديباً للعصاة من العيادء وزجراً لغيرهم أن [40/ ب] يقعوا في مثل ما وقع فيه غيرهمء وإذا كان سيد المرسلين سيدنا محمد يليه لم ينتقم لنفسه قط؛ تشر عا لأمته وتعليماً لهم ؛ ليتحمّلوا من آذاهم

بقول أو فعل» ولا يقابلونه بنظيره» فكيف برت الأرباب؟

وقد علمت بذلك يا أخي سوء أدب من قال حين وة قع الخلق في عرضه. وقابلهم بنظير ذلك: إذا كان الحق تعالى لم يحتمل”'2 قول من قال فيه البهتان بل توعده بالنار فكيف بمثلي؟ انتهى

فإن مثل هذا لا يجوز فهمه في جانب الحق تعالى أبدأء بل اللائق أن يقول العبد: إنما قضى الله تعالى على بعض عبيده بسوء الأدب معه؛ لأجْلنا حتى لا يقع أحدنا فيما وقعوا فيه» ويكاد أحدنا يذوب من الخجل من الله تعالى» وممّن وقعوا في سوء الأدب مع الله تعالى؛ لأجلنا لجعلهم عبرة لناء ولكوثهم كانوا سببأ في 10 الراك لكين معن وار وقد يطلق على النظيرء وقد يطلق على مرتبة الشيء إذا كان متساوياً .

«الكليات؛ 954). (؟) كذا في النسختين» وفي هامش (أ): نسخة: يتحمل.

14 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

الشرعي .

فافهم؛ فإن هذا موضع تزل فيه الأقدام؛ فإِنَ كل من تأمل وجد جميع من غضب الله عليهم» لهم - أي لوجودهم - الفضل عليه'''» الذين كانوا سبباً في تنفيره من الوقوع في نظير ما وقعوا فيه وإن لم يقصدوا هم شيئاً من ذلك» وهنا أسرار يذوقها أهل الله تعالى» لا تسطر في كتاب لعلو مراقيهاء والحمد لله رب الدالمية:

سر ان

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 44

جواب من يتوهم أنه يمكن أن يكلفنا الله بما لا طاقة

5 0 25

ومما أجبت به من يتوهم من . قوله تعالى: #ريَنَا وَلَا تُصَمَلنَا ما لا طافّةٌ لَنا بد [اليقرة: 87؟] أن الله تعالى قد يكلف عبده بما لا طاقة له بوجه من الوجوه. [1/]] ولذلك شرع لنا سؤاله أنه لا يكلفنا بذلك .

والجواب: أن هذا توهم باطل؛ فإن أفعال الحق تعالى؛ كلها عين الحكمة؛ لا بالحكية كمامة» قل كوة الضكمة غلة لهاك :وتعالت أفتان الله تعائى عن الخلل؛ وَالدون والسلس ل 7 :

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: لو صم أن يكلف الله تغالى عدا نما كو كلاقفه ا كان لله التححة البالعة علن 'عنادةه هد قال اثله تعالى : لاقل يي لَلَْبَهُ لَه [الأنعام: 144] وقال تعالى: الا يُكَنْكُ أَمَّهُ تنما لا ومعها» [البقرة: 7 وقوله تعالى صدق وحَق لا شك فيه. انتهى.

فقيجب على كل عبد الإيمان والتصديق بما وعد الله عز وجلء وبما أضافه إلى عباده من الأفعال التي يؤاخذهم عليها إلى أن يكشف الله تعالى عنه الحجاب في الدنياء أو في يوم القيامة» ويعلم الأمر ية يقيناًء ويعرف وجه نسبة الفعل إلى الله تعالىء ووجه نسبته إلى العبد بطريق محقى لا شبهة فيه» ولولا خوف إثارة الفثنة من المحجوبين لأظهرنا ذلك لإخوانناء وسيأتي نبذة من ذلك في الجواب الآتي )١(‏ الدور قسمان: سيقي ومعي. فالسبقي هو توقف الشيء يمرتية أو مراتب على ما يتوقف عليه بمرتية

أو مراتب. مثال التوقف بمرتبة توقف وجود زيد على وجود عمروء وتوقف وجود عمرو على

وجود زيد؛ ومثال التوقف بمراتب توقف وجود زيد المتوقف وجوده على عمر على يكرء وتوقف

وجود بكر على وجود زيدء وهذا هو الدور المستحيلء والدور المعي هو تلازم الشيئين في الوجود بحيث لا يكون أحدهما إلا مع الآخرء وذلك كتوقف أبوة زيد على بنوة عمرو وبالعكس أي توقف بنوة عمرو على أبوة زيد. وهذا الدور غير مستحيل ‏

واللسل.: هو توقف وجود الشيء على وجود أشياء عرتبة غير متناهية. انظر «الكليات؟ 57 4) وفضوابط المعرفةة .)١532‏ و"التعريفاته .)48١‏

7 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

بعدهء إن شاء الله تعالى» فالله تعالى يمن عليهم بكشف الحجاب» و يو ممن يقيم الحجة على نفسهء دون ربه باطناً وظاهراًء آمين اللهم آمين.

فعلِمَ أن من توهم في الله تعالى أن يحمّله من التكاليف ما فوق طاقته [41/ب]ء فهو مسيء الأدب مع الله تعالى؛ لما في ذلك من رائحة إقامة الحجة على الله تعالى فى سرّهء ولا يليق بالعبد إلا أن يفدي الحق تعالى بنفسهء فى كل ما فيه رائحة اعتراض على شىء من أفعال القدرة الإلهية؛ فإن الله تعالى قد أضاف الفعل إلى العبد» كما أضافه تعالى إلى نفسهء وهو تعالى صادق في كلا الإضافتين» فلا بد لذلك من محل يتكشف للعبد فيه الأمر.

فجزى الله الأشياخ عن الأمة خيراً في عملهم»ء على كشف حُجب المريدين» حتى يخرجوا عن النفاق» ويصير أحدهم لا يقول شيئاً بلساته إلا وهو مصدق به بقلبه؛ أو مشاهد لهء وذلك في مقام الإحسان ومقام الإيقانء وما دام العبد لم يدخل هَدين التقاميخ + فمن الواجت عليه الإبماة هنا أخين الله تعالى يد لا أاَرّل من ذلك» قما بعده إلا الكفر بالله والله عليم حكيم.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 5١‏

جواب ما فد يتوهم من

قوله تعالق: بر تقل قل فيل ل ألبللعَة ]

ومما أجبت به من يتوهم من نحو قوله تعالى : قل مِنَهْ أَمّدُ البيئة» [الأنعام: ]١59‏ أن المراد بها تعليمنا الأدب معه تعالى» لا تحقيق المَتَاط”'' كما قالوا في المثل السائر: يذ لا تقدر على عَضَّها فقبّلهاء وربما قال هذا المتوهّم أيضاً فيه : كيف يؤاخذني الله تعالى على أمر قذره الله علي قبل أن أخلق مع علمه تعالى بعجزي عن رد أقداره النافذة فيّ؟

وربما قال أيضاً: إن الله تعالى هو الخالق لذواتنا ولصفاتنا ولقواتاء فلا نتحرك إلا إن حرّكتنا قدرته تعالى» فأين وجه إضافة الأقعال إليناء ولكن قد أحسن من قال: ألقاه في اليم مكتوقاًوقالله إياك إياك أن تبتل بالماء

والجواب: من هذا كله أنه كلام ساقط. لا يقع إلا من جاهل بالله تعالى وبأحكامهء وقد قالت الرسل عليهم الصلاة العامة الذين هم أعلم الخلق بالله تعالى وبأحكامه: هالا رَيّنا لآ أضك وَإِن لَر صَْفرَ لا وَرََََنا لكين من الْخَِرنَ © [الأعراف: 77].

وقال موسى عليه السلام: #رَبَ إن ظَلَمْتٌ تَفِيى تَأغْفْرٌ لي» [القصص: .]١5‏

وقال يونس عليه الصلاة والسلام في الظلمات [5/أ] #أَن لآ | إلَه إلد نت 5 سْبَحَتَكَ إِنّ كنت يِنّ الظَبلِيينَ4 [الأنبياء: 417]» فأضافوا الظلم إلى أنفسهم دون الله تعالى؛ إضافة محققة مفهومة لهمء ولا شك أن ل والسلام أعرف بمعاني كلام ربّهم من جميع العارفين من جميع الأولياءء فضلاً عن

وقد أيدهم الله تعالى وصدقهم على إضافتهم الظلم إلى العباد بقوله تعالى:

)١(‏ المناط: موضع التوطء وهو التعلق والإلصاق: من ناط الشيء بالشيء إذا ألصقه وعلقه به.

1 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

«ومَا ظَلتَتَهَُ وَلكن كانوا أَنَفسَمْ يَظِمُونَ4 [التحل: ]١١8‏ وبقوله تعالى: لإإرك أله لا يميد ما بَِوْرٍ حي يَيروأ ما شيم [الرعد: ]١١‏ وبقوله تعالى: ©وَا ظلتَهم وَلكن كنا هم أطَددِييتَ (وج)4 [الزخرف: 77] وبقوله تعالى: لوَمَا رَيّكَ طلم لِلمتِيدِ4 [فصلت : 55].

وحاشا الحق جل وعلا وأنبيائه أن يُحْبَروا ويُخبروا إلا بالواقعء فآين إيمان هذا المتوهم المذكور بأخبار الله تعالى» وبأخبار أنبياته» ولعل غالب الناس من العامة واقعون في هذا التوهم.

فإن قال قائل: فلأي شيء قسم الحق تعالى عبيده إلى شقيَ» وإلى سعيد؟ ولم يجعل العالم كله سعيداً [41/ ب]؛ وعلى ما قررتموه فالعبد هو الذي أشقى نفسهء كرف الجال؟

فالجواب: أن مثل ذلك من علم سر القدّرء ويكفينا الإجماع أنه لا فاعل في الو جر يرا ولا تسوه كلانه الكإناء يانه حلقكى وَمَا منود )4 [الصافات: 7 9لا يْدلُ عما بفْعَلُ وَهُمْ يلوت © [الأنبياء : *5]ء 8لهََم لَلْيّهُ الْبَيعَدٌ هلو قله لَهَدَسَي بَمَهِنَ4 [الأنعام: 1144ء طول َه رَيْكَ لَآمَنَ سن فى الْأيضٍ كلم جما قت مَكْرُِ النّاسّ حقٌّ يَكوْوأ نؤونيت 9©* [يونس: 144 وَل ضَهَ ريك مَلَ الس أمدٌ وَسِدَهٌ ولا الو يِف © إلا م يَحِمَ رَبْكَ وَلدَِكَ حَلَمهُمٌ وَنَسّتَ

جك معي ١‏ عاص برعل

ةك لأملان جه ين البمنّة ولاس يت 50 [هود: .]١١9-1١١8‏

وأمًا قول هذا العبد كيف يؤاخذني الله تعالى على أمر قدّره علي قبل أن خلق» مع علمه بعجزي عن رذ أُقُدَاره النافذة فِيْ؟

فالجواب: آنا نقول لهذا العبد: أَمَا أنت محل لجريان أقداره عليك أزلاً في علمه» كما هو مُشاهد؟ فلا يسعه إلا أن يقول: نعم أنا محل لجريانٍ أقداره فىّ» فتقول له: قد أنصفت إذا وسقط اعتراضك حيث كنت كذلك في الاقتتاح ولا يمكن تغيير ما سبق به العلم .

وإن قال بقول المعتزلة: إنه يخلق أفعال نفسهء قلتا له: فإذاً يقام عليك ميزان العدل في قوله تعالى: #لهامَا كيت وَعَلََا مَا أكْمَّتَا4 [البقرة: 181] فَلَمْ نفسك. ولا تَلُم ربّك؛ فإنك ادعيت أنك أنت الذي تخلق كلما يقع على يديك من الأعمال والأقوال.

أ

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية كل

يؤاخذني الحق الى عاق جل 0 أن أخلق. ا أقداره النافذة فيْ؟ فقال له الشيخ : فهل تعلق علمه تعالى بك إلا على صورة ما أنت عليه في نفسك؟ فقال: نعم لم يتعلق علمه ب بى إلا على صورة ما أنا عليهء فقال له الشيخ: فإذاً لَّمْ نفسك» ولااتلع الحو جوع فإنه ما نَسَجَ لك إلا ما عَزْلتَهُ من رقيق أو غليظ. أو نفيس أو خسيسء أو حرير أو مشاقةٍ كتان. انتهى ‏

ومن فهم ذلك عرف صدق قوله تعالى: #وُمًا رَيّكَ بطر لِلَبِيد» [فصلت: 5]] 2وَمَا ظلمتهم ولكن ظَلمواأ شب » [هود: ا يا من الآيات» وأنّ ذلك من باب تحقيق الأمرء لا من باب تعليم الخلق الأدب مع ربّهم .

فإن قلتَ: فما وجه إتيانه بصيغة ظلام دون ظالى فإنه [3"/ أ] إذا انتفى الظلم عن الحى مرة واحدة ؛ انتفى عنه الظلم مرات من باب أولى؟

فالجواب: أنه تعالى إنما جمع بالنظر لمجموع أفراد العالمء فلا يظلم هذاء ولا هذا ولا هذا فما أتى بصيغة الجمع إلا ردّاً لما يتوهمه كل عبد من المتوهمين فى زعمه الباطن. ولا يقدر على التلفظ به فافهم» على أنه لا يصح وصفه تعالى بالظلم لعبده بوجه من الوجوه؛ أنه مالكه وحمالفه» ولكن لما كانت هذه الدار دار حجاب؛ فربما خطر على بال العبد شىء من الاعتراضء وتأمّل إذا كشف الله تعالى الحجاب عن الخلق. فأمر القيامة أن تقومء ويهلك الخلق كلهم [57/ ب] بالنفخة» كيف لا يخطر على بال أحدٍ الاعتراض أبدأً؛ لاتكشاف الحجاب عن الخلق كلهم.

فإن قال قائل: فإذا كان كل شيء يقع من العالم»: سَبِقَ به علم الله تعالى القديم

ع و ل طش

الذي لا افتتاح لهء فما معنى قوله تعالى: وتوت حَقٌ تَكلَم» [محمد: .]7١‏ فالجواب : أنه تعالى يعلم أن المجاهدين قبل الجهاد مجاهدون بالقوقء» وحين العا ال وقال بعض القوم: إنه تعالى ما قال ذلك إلا دهليزأ”' لإقامة الحجة على العباد (1 قوله: (بالقوة: وبالفعل) هذان اصطلاحان عند المتكلمين والمراد بالقوة: كون الشيء مستعداً لأن يوجد ولم يوجد. والمراد بالفعل: هو كون الشيء خارجاً من الامتعداد إلى الوجودء وذلك

كالخمر قإئه مسكر في الكأس بالقوة؛ ومسكر بالفعل عند الث الشر ابا #الكليات؟ واي زهرةق الذهليز: فارسي معربا ما بين الياب والدار. السان العرب"ا (دهلر).

4 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

تنزّلاً لعقولهم؛ ليريهم تعالى بيان صدقهم في دعاويهم المحبة لهء أو الرضى بأقداره؛ أو الصبر تحت بلائه» مع إجماع سائر الملل والنحل أنْ الله تعالى عالم بجميع ما يقع من عباده في مستقبل الزمان» دنيا وأخرى؛ لأنه تعالى خالقهم وخالق أفعالهم. وقد قال تعالى: #إألا يَعْلَّمّ مَنْ خَلَقَ* [الملك: :]١5‏ ولكن لما كان كل أحد لا يقدر على دوام شهود لهذا العلم ابتلاهم الله تعالى» ومعلوم عند كل عاقل: أن الحجج إنما تقام على المحجوبين عن حكمة أسرار أفعال الله تعالى في العالم» بخلاف من رفع حجابه كالأنبياء» وأهل الكشف لا يقام عليهم حجة لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ لشهودهم الكمال في أفعال الله تعالىء ولإقامة الحجة على نفوسهم.

فعُلم مما قررناه أنه يجب على العبد أن يعلم: أنه لا يجري عليه إلا ما كان هو عليه فى علم الله عز وجل القديم» وما فوق إقامة الحجة هو موضعٌ: إلا يشلُ عَم يفعل وهم لوت © [الأنبياء: 77].

وإنما كانوا يسألون دونه تعالى؛ لأنّ الحق تعالى إذا أطلعهم عند السؤال على الحالة التي كانوا عليها في العلم الذي لا افتتاح له؛ تحققوا أن علمه تعالى ما تعلق بهم في الأزل إلا بحسب ما هم عليه قيه. وأنه ما حكم عليهم إلا ما كاتوا عليه؛ فإن وجودهم بأحوالهم في العلم الإلهي لا يقال: إنه مخلوق» وإنما المخلوق خروجهم عن مكنون علمه الأزلي إلى فضاء عالم الشهادةء فهذا الذي يقال فيه: مخلوق .

من هنا كان اعتقاد من يعتقد أنه تعالى خالقاً بالاختيار والإرادة» لا بالذات» وإياك والغلط .

واسع يا أخي في تحصيل مقام الاطلاع على هذا المشهد النفيس؛ لتصير تقيم الحجة لله تعالى على نفسك بحق وصدقء ولا يكاد يخطر في يالك رائحة اعتراض على أحكام ربك .

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: كل من لم يُطلعْه الله تعالى على الحكمة في أفعاله تعالى. فمن لازمه الاعتراض غالباً؛ بخلاف من أطلع على تلك الحكمة؛ فإنه يصير يعترف بالحجة البالغة لله عليه من ذات نفسهء طائعا مختارء كشفاً ويقيناء لا أدباً وتسليماً من غير ذوق» كما هو شأن العوام.

5

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 4

وسمعته رضي الله عنه مراراً يقول: لو كنت ذا سلطان لضريت عنق كل من رأيته ينشد قول القائل [/1/19]: ألقاه في اليم مكتوفاً وقالله إياك إياك أن تبتل بالماء

لما فى ذلك من رائحة إقامة الحجة على الله تعالى» والمُرُوق''' من تحت طاعته الختياراً . انتهى .

حا [لستريعن لكر عدر اين كارفو اتلد تصاري : لأن العارف سناه نميه" أدبٌ مع الله تعالى» وأنَّ حجة الله تعالى قائمة على كل مؤمن .

وعبارة [45/ ب] الشيخ محي الدين رضي الله تعالى عنه في «الفتوحات» في

معنى قوله تعالى: #ثْلٌ َه لَليَهُ ألَْدمَةُ» [الأنعام: :]١49‏ اعلم يا أخي أن أكثر الناس لا يعلمون وجه هذه الحجةء وإنما يأخذونها على وجه الإيمان بها والتسليم»؛ ونحن وأمثالنا إنما نأخذها عِيّاناً ويقيناً؛ لعلمنا بموقعهاء ومن أين جاء الحق بها. انتهى . ثم إن من علامة من يأخذْ حجة الله تعالى عليه على وجه الإيمان والتسليم» دون الذوق والعيان أن لا يتخيّل الحجة عليه على وجهه حقيقة؛ بل ريما لسان حاله يقول: لو مكنني الحق تعالى من الاحتجاج حين يسألني عن ذلك لقلت له: يارب أنت الذي فعلت ذلك حقيقة: أو قدرته على في الأزل قبل أن أخلق» فلا يصح مني تركه بأن لا يقع على يديء ولكن الأدب منا أن لا نسألك يا رب عمًا تفعل وتضيفه إليناء ومثل هذا القول لا يقع إلا من جاهل بالأمر على ما هو عليهء بل لله الحجة البالغة مطلقا. وقد قال الشيخ محي الدين رضي الله عنه في الباب السايع والخمسين وأربعمائة في قوله تعالى: 9مَنَِّ لَليمَةٌ ألبِئَةُ4 [الأنعام: ]١44‏ اعلم أن الحجة البالغة ما كانت يالغة علينا إلا من جهة كون العلم تابعاً للمعلومء وما تميّز علم الحق تعالى عن المعلوم إلا من حيث كوته تعالى له رتبة الفاعلية على العالم كله [ف]”؟'إن العالم كله مفعوله. ل ا 0 : والمارقة : الذين مرقوا من الدين لغلوهم فيه (؟) السدى: الأسمل من الثوب . واللحمة: الأعلى من الثوب . لسان العرب (لحم). 67 قي النسختين: لا. (4) زيادة لاستقامة التص .

4 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

فإذا قال المعلوم شيئاً أو فعله كان لله الحجة البالغة عليه» لو قال2'0: كيف يؤاخذني بأن يقول له تعالى: ما تعلق علمي بك إلا على ما أنت عليه في حال عدمك وحال وجودك. فما أبرزتك إلى الوجود إلا على قدر ما أنت عليه في ذاتك» وعلى قدر قبولك واستعدادكء وحينئذٍ يعرف العبد أن ذلك هو الحقء وتندحض حجة الخلق كلهم في موقف العرقان الإلهي الخاص بالأكابر.

وأمَا موقف العرفان في العموم+ فالأمر فيه قريب» ويختلف الحكم فيه بحسب

قهم الرجال. فما كل أحد تقام عليه حجةء هي عين ما تقام على عبد آخر أبداً؛ بل لكل عبد حجة عند الله تعالى. ٠‏ تقام عليه كما يليق بمقامه. وذلك ليُظهر الحق تعالى لهم فضله عليهم. أو ليظهر لهم مقام كونه تعالى هو القاهر فوق عباده؛ فإنه ما قهرهم إلا بالحجة البالغة عليهم» وهو الحكيم الخبيرء فيظهر لكل عبد ما يقيم تعالى به الحجة عليه فلولا إطلاق التكليف ما جعل نفسه تعالى محاجّاً لناء ولا اا اياي وهذا من جملة إنصاف الحق تعالى عباذه؛ ليطلب منه الَنُضُفا.

وقال في الباب السابع 0 والماتة في معنى قوله تعالى : قل م فيلو يد يد 0

لْبَمَه 4 [الأنعام : 4 اعلم أن في هذه الآية أعظمَ دليل على أنه تعالى ما كلف عباده إلا ما يطيقوته عادةء ولم يكلفهم بنحو الصعود إلئ السماء بللا سيب» ولا بالجمع بين [45/ ب] الضدين”"': ولو أنه تعالى كان كلقهم بذلك لما كان يقول: يت أَلَيمَهُ الْبِئَُ4 بل كان يقول: فلله أن يفعل ما يريدء كما قال: طلا يْمْتلُ عَنَّ يفعل وهم لوت يت 49 [الأنبياء: 11 [1/58أ] في أصل القسمة الأزلية؛ فهذا موضع 5 ملُ4.

)١(‏ قوله: لو قال. ..إلخ. كذا في النسختين والظاهر أن في الكلام سقطأ قبل (لو) ولم أهتد إلى تشديرهء والله أعلم .

() الضدان: هما ما لا يجتمعان ويمكن أن يرتفعاء مثل القيام والقعود فإنهما لا يجتمعان في شخص واد وتكن ب تثعاف أن يكون ال لشخص مضطجعاً.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية كك سّمعت وقيل بهاء وإن عدل الشرع عن مذهيها؟ ' فإنه تعالى ل َكَل عَمَا يفل وَهُمْ علوت علوت 2 4. ولكن أكثر الناس لآ يشعروت.

وأطال في ذلك ثم قال: ومثل التلفّظ بهذه المسألة لا يكون جهاراء ولا ينبغي التكلم بها إلا إشعاراء مع أنه لو جهر بها لكانت علماًء ب ا وأورثت فى العؤاد كلم" '' دونه تخرٌ القمم؛ لما يؤدي ذلك إليه مب 0 ' الطويق ا الذى واخلية عام الأمدة وإن كان كل , دابة هو أخل بناصيتها فافهم .

وقال في الباب الخامس والثلاثين وثلاثمائة في قوله تعالى: وما لمهم ولكن كانُوا أَنَقسَمُمْ يَظيِمُونَ4 [التحل: ]١١8‏ مَنْ فهم موّاقع خطاب الله ان ا في شيء أضافه الحق تعالى إلى نفسه أو إلى عباده: فإن قوله تعالى: #ولكن كانوا سيم يط مُونَ# لا بد لها من و ا 07 أن تكون هذه في حى الطائعة الذين يقولون: نحن نخلق أفعال تفوسناء فيقال لهم : إذَاً أنتم الذين ظلمتم أنفسكم انتهى .

وقد أجمع أهل الملل , والنّحَل على أن الله تعالى عالم بكل شيء ألا يَعلَمُ عَلَقَّ؛ [الملك: .]١5‏

وقال في الباب الرابع والخمسين من «الفتوحات»: اعلم أن الح تعالى لا يعزب عن علمه شيء بإجماع أهل الملل والنّحَلءه حتى الذين قالوا ابتدَاء: إِنَّ علم الحى تعالى يتعلق بالكليّات دون الجزتيّات؟ فإنهم لم يقصدوا بذلك نفي علم الحق تعالى بالجزئيّات» وإثما قصدوا أنه تعا! لى يعلم الجزئيّات في ضمن علمه بالكليات» ولا يتوقف علمه بها على تفصيلها بالعدد. كما يحتاج إليه خلقهء ققصدوا التنزيه الع على النظلاج. وا سطار اولمعي بدا برع اق لمرادء .ولو أن مع تصت الخلاف بيننا وبين الفلاسفة فهم ما ذكرناه”” *': ما كقّرهم بذلك وإن كانوا كفاراً من عو ار

)١(‏ الكلم: هو الجرح.

(؟) درس الشيء: عفاء ودرسته الريح: محته. لسان العرب (درس) .

زفق كي لبان لحر باعل تعنان امه تعل أنسبها لما هنا: الأمم بمعنى اليسير . والله أعلم .

(4) هذا الكلام من الشيخ دس سره لابد له من أحد أمرين إما أته مدسوس على الشيخ رحمه اللهء وإما أنه قاله ساهياً عن أن المكقر لهم هو حجة الإسلام الغزالي رحمه الله وإلا قكيف يتسب الإمام الغزائي إلى عدم فهم قصدهم وهو الذي حجرهم في أقماع السمسم؟!

م4 القواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

وقال في باب الأسرار: اعلم أنه ليس في علم الح تعالى إجمال؛ إذ الإجمال في المعاني محال؛ وإنما الإجمال في الأقوال والأفعال.

وقال في الباب الحادي عشر وأربعماثة من «الفتوحات»: من المحال أن يتعلق العلم الإلهي إلا بما هو معلوم عليه في نفسهء فلو أن أحداً احتج على ربه وقال: قد سبق علمك في بأن أكون على كذا وكذاء فَلِمَ تؤاخذني؟ لقال له الحق عز وجل: وهل تعلق علمي بك إلا على ما أنت عليه؛ فلو كنت على غير ذلك لعَلِمتك» فارجع إلى نفسك. وأنصف في كلامك .

فإذا رجع العبد إلى نفسهء وفهم ما ذكرناه. علم أنه محجوج. وأنْ الحجة [47/ ب] البالغة عليه لله تعالى. بل يصير هو يقيم الحجة لله تعالى عليه أدبا حقيقة. وهناك يلوح له أن قول الحق جل وعلا: #وَمَا ظَلَتَهَُ وَلكن كنا أنفسيمْ ظيِمُونَ4 [التحل : ]١١8‏ حق وصدقء كشفاً ويقيئاً.

ومعنى هذه الآية أن الحق تعالى يقول: وما ظلمناهم؛ لأن عِلْمنا ما تعلق بهم في الأزل إلا على صورة ما ظهروا به في الوجود من الأحوال؛ ولا تبديل لخلق الله.

وسمعت سيدي علياً الخواص رضي الله عنه يقول: من فهم قوله [89/أ] تعالى: وما ظَلَمتَهُمْ ولكن كنوا نمم يَظيِمُونَ4 [النحل: ]١١18‏ لم يقل قط اللهم احفظني من الوقوع في المعاصي؛ فإنك تعلم عجزي عن رد أقدارك النافذة فيْ؛ لما فيه من رائحة إقامة الحجة على الله تعالى» وذلك معدود من الجهل بالله تعالى وسوء الأدب معه. انتهى ‏

وكان سيدي إبراهيم المتبولي رضي الله عنه يقول: طلبت مرة من الحق تعالى أن يكشف لي عن أمر الخلق وأعمالهمء فرأيث أنه تعالى لما خلق الخلق وأوجدهم. خَلَقَ لهم أعمالهم ثم خيرم فيهاء فاختار كل عبد منهم عملا معينأء ثم إنه تعالى طوى تلك الأعمال فيهم: وطواهم في الغيب» ثم لما أظهرهم إلى عالم الشهادة حجبهم بالعقول» وأجرى على كل عبد ما اختاره لنفسه» فبذلك وقعت الحجة عليهمء ثم لم يكشف له*'' عما قلناه اليوم فسيتكشف له غداً. انتهى .

)١(‏ في هامش (أ) أي للعبد.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية فى

فإن قيل: فإذا كان تعلق علم الحق تعالى بالخلق قديماء وهم معلومٌ علمهء ومعلوم العلم لا يقارق العلمء فبم تميز الحى تعالى عن خلقه؟

فالجواب: قد تقدم في هذه الأجوبة أن الحى تعالى تميّز عن خلقه بكونه خالقاء والعالم كله مخلوق» قلولا إخراجه تعالى للعالم كله من مكنون علمه إلى الوجود الخاص بنا؛ لما قدر أحد من العالم أن يخرج نفسه من العدم.

وقد ذكر الشيخ رضي الله عنه هذه المسأئة في الباب الحادي عشر وأربعماثة وأطال بيانها ثم قال: وهذا يدلك على أن العلم تابع للمعلومء [و]''ما هو المعلوم تايع للعلمء وش مسالة ذشقة ما تج على أن :اهيا ننه عليه من أهل الله تعالىء إلا إن كان وما وصل”'"' إليناء وما من أحدٍ إذا تحققها يمكنه أن يتكرهاء وفرق بين أن يكون الشيء موجوداً فِيقدّم العلم بوجوده»ء وبين كونه على هذه الصورة حال عدمه الأزلى له: إذا لذ" يعقّل بين العلم والمعلوم بوزن زماتى » وما ثم تمييز إلا بالرتبة ققطء وهو أن العالم كله مفعول للهء والله تعالى هو الفاعل له.

قال: ولو لم يكن في كتاب «الفتوحات"» إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل ذي نظر شديد»ء وعقل سليم» وأطال في ذلك ثم قال في حديث: «إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعء فيسيق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيد خلها»”" .

اعلم أن الحق تعالى ما كتب إلا ما علم؛ وما علم إلا ما شهد من صور المعلومات على ما هى عليه فى أنفسهاء ما يتغير منها وما لا يتغيرء فهو يشهدها كلها فى حال عدمها على تنويعات تغيراتهاء فلم يوجدها إلا على صورة ما هي عليه في علمه القديمء فما ثم كتاب يسبق إلا بإضافة الكتاب [/41/ ب] إلى ما يظهر به )١(‏ زيادة لاستقامة النص. (؟) هكذا العبارة في المخطوطتين؛ ولعل قوله (وما) من زيادة التساخء ويكون أصل الكلام: إلا إن

كان وصل إلينا. أي إلى متامئاء والله أعلم. (59) أخرجه البسخاري (3+85) و(53134): ومسلم (53145).

0 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

ذلك الشيء» فتكون الكتابة حاكية صفته التي هو عليها في الأزل لا غيرء قيلم العبد في الأزل قبل أن أخلق؟ كما يقع فيه بعض الجهلة. ومن فهم ما ذكرناه: علم علماً يقيناً صحة وصف الحق تعالى نفسه بأن له الحجة البالغة» لو نوزع تعالى»

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية ام

جواب من ينوهم أن الظلم الواقع في الكون من غير إرادة الله تعالى ومما أجبت به: من يتوهم من قوله تعالى : ظومً أ يُرِيدُ ظُمًا للِبَادِ» [غافر: ١‏ أن الظلم الواقع في الوجود عن غير إرادة منه. والحواب: أن الإرادة لا تتوجه إلا على معدوم لتوجدهء وكل شىء ف الوجود موجود في علم الحق تعالى. فلا تتوجه عليه الإرادة» فلا يريده تعالى لأنه عدمء

وما ثم إلا ظلم نسبى للخلق؛ دون الحق تعالى.

ا القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

جواب من يتوهم أن الله قد يستفيد علماً لم يكن عنده تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

سو عي 9 ا ل لس و 1 عنده [40/أ]ء كما قد يقع من أهل الفهم السقيم من نحو قوله تعالى: # تون حي ننْرِ 4 [محمد: .]"١‏

والحواب : أن ذلك فهم لآ يجوز اعتقاده؛ لأن الحىق تعالى لم يزل عالماً ا ) وجودها في عالم الشهادة: ثم إنه أوجدها لعالم الشهادة على حد ما علمهاء لم يتجدد له علم بها عند تجدد الأشياء؛ كما تقدم في العقيدة أول الباب : ولم تزل الأمور كلها معلومة للحق تعالى في مراتبها بتعداد صورهاء هكذا إدراكه تعالى للعالم كله حال عدمه ووجوده. فتنوعت الأعيان في خيال الممكنات: لا في علمهاء ثم لما كشف لها عن نفسها وهي في العدمء ايتقادك العام بباءلم يكن عندهاء لا حالة لم تكن عليها؛ فإن الله تعالى ما أوجد الأعيان إلا ليكشف لها عن أعياتها وأحوالهاء شيئاً بعد شيء على التو الي والتتابع

واعلم يا أخي أن العلماء قد اضطربت أفهامهم في قوله تعالى: 9وَلنَبلُوَئي حقٌّ تَعلمَ» وذلك لأن من أشكل العلوم إضافةً العالم الإلهي إلى المعلومات؛ والقدرة إلى المقدورات» والإرادة إلى المرادات» وظاهر ما يقتضي ذلك كون !١‏ لحق تعالى جعل نفسه يستفيد العلم من المعلومات اخلن وأشكل عند أهل القصور من الفهم . فما اضطربت أقهام العلماء إلا فى تأويل ذلك للقاصرين بما تقبله أقهامهم؛ لأن من أعطاك العلم بنفسهء ولا يعلم هو نفسهء ولا ما يعطيك من العلم لا يكاد العقل يتعقله على ظاهره أبداً؛ فإن الحق تعالى لولا أنه أعطى الموجودات العلم بنفسها ما كانت عرفت نقسها.

وأطال الشيخ محي الدين رضي الله عنه في الكلام على هذه الآية في الباب الرابع وأربعماثة من االفتوحات» ثم قال وسيب اضطراب عقول العلماء في فهم هذه الآية إنما هو من حيث حدوث التعلق: أعني تعلق كل صفة بمتعلقهاء

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية دل

حيث العالم والقادر والمريد مثلاء فإِنْ المعلومات والمقدورات [48/ب] والمرادات لا افتتاح لها في العلم الإلهي؛ إذ هي معلوم علمه تعالى» الذي لا افتتاح له كما تقدم بسطه في هذه الأجوبة.

وأطال في ذلك ثم قال: ولمَا كان الأمر على ما أشرنا إليه.» وعثر على ذلك من عثر من المتكلمين» كابن الخطيب قال بالاسترسال المعبّر عنه عند الأشعرية بحدوث التعلق» فلذلك قال الله تعالى من هذا المقام: حو تعر » أي : حتى يظهر لكم علمنا بما علمنا من أحوالكم قبل ابتلائكم؛ فهو تنزل للعقول؛ كايات الصفات التي يعطي ظاهرها القرب من صفعات التشبيه ؛ والله أعلم .

وقال في موضع آخر: ا 0 قحول العلماء في فهم قوله

عر عمجيس

تعالى: لحن تَثَمَ» إلا لاضطراب أفكارهم: حتى إن من بعض القدماء أنكر تعلق العلم الإلهي بالتفصيل» وذلك لعدم التناهي عنده في ذلك» وغاب عنه أنه تعالى محيظ أن مكلوفاته لأ صباعق عد تعلق عليه ايها كذنك:

قال الشيخ: وأما نحن فقد رفع الكشفٌ عندنا الإشكال في هذه المسألة. فألقى في قلوبنا أن العلم نسبة بين العام والمعلومات» وما ثم من له القدم وعدم الحدوث إلا ذات الحق تعالى فقطء وهي عين وجوده تعالى» ووجوده تعالى ليس له افتتاح ولا انتهاء؛ لأن نفي البدء والنهاية من جملة درجاته التي تميز بها عن خلقه قال تعالى: لأرَفِيعٌ لدََّحَتِ ذو ألْعَرْشُ* [غافر: 1١5‏ ثم لما كانت المعلومات [51/أ] متعلق وجوده تعالى » فتعلق ما لا يتناهى وجوداً بما لا يتناهى معلوماً ومقدو ورا ومراداً وغير ذلك» فتفطنوا أيها الآخوان لهذا الأمر الدقيق» ولعله ما طرق سمعكم قبل ذلك .

فعلم أن ذات الحق تعالى لا تتصف بالدخول في الوجود المتناهي؛ إذ كل ما دخل في الوجود المتناهي متناهء والياري جل وعلا هو الوجود الحقيقيى. فما هو داخل في هذا الوجود المخلوق؛ لأن وجوده تعالى عين ماهيته. بخلاف وجود غيره. وعلى هذا تأخذ المقدورات والمرادات وغيرها.

فإن قيل: هل وصل أحد من العلماء بالله تعالى إلى معرقة سبب بدء العالم .

فالجواب: قد قال الشيخ محي الدين في الباب الرابع من «الفتوحات» ما نصه: اعلم أن أكثر العلماء بالله تعالك لبي كاله نان يبو العالم» إلا تعلق

1 القواعد الكشغية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

العلم القديم به لا غيرء فيُكوَّنٌ سبحانه وتعالى من العلم ما علم أنه سيكون» وهنا انتهى علمهم .

وأما نحن فقد أطلعنا الله تعالى على ما فوق ذلك» من طريق الوهب الإلهىء وهو أن الأسماء الإلهية هي المدبرة في أهل حضراتها من جميع العالمء وهي المعبر عتها بالمفاتح الأول التى لا يعلمها إلا هوء ولا أدري أأعطى الله تعالى ذلك غيري البالغة لله تعالى عليه؛ فإن الأسماء ما دبرت في العالم وجودهء وإتما دبرت خروجه

فإن قلت: فإذاً حضرة العلم على التحقيق هي حضرة المعلومات» وهي نسبة بين العالم والمعلوم .

فالحواب: لعم وهو كذلك كما ذكره الشيخ في الياب الثامن والخمسين وخمسمائة من «الفتوحات» فليس للعلم أثر في المعلوم؛ لتأخره عنه عقلاء ونظير ذلك المحال؛ فإن المحال لا أثر لك فيه من حيث علمك به؛ فإنه إذا أخطاك العلم بنفسه. أعطاك العلم به أنه محال.

ومن تحقى بعلم ما قلناف علم أن جميع أعيان الممكنات صدرت عن القول الإلهي؛ كشفا وشرعاء كما صدرت عن القدرة الإلهية كشفاً وشرعاً وعقل؛ وأنها لم تظهر عن العلم الإلهي. وإنما ظهر الممكن في عينهء فتعلق به عقلاً علم الذات العالمة به ظهوراً لا إيجاداًء فلم يتعلق به معدوماً ما''' عندها أبداً.

وكذلك من تحقق بعلم ما ذكرناه. فهو العالم بقوله تعالى: #وْمًا ظَلْمْنَهُمَ ولكن كبوا أَنْفسَهُمْ يُظيِمُوت4 [النحل : ]١١8‏ وليس فوق ما ذكرناه من العلم لمن سوانا من هذه الأمة في اعتقادنا إلا ما هو جهل فتأمل .

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله تعالى يقول: ليس بين علم الحق 5 -. 22# 5 0 : 2 507 تعالى وبين معلومه بَوْنَ © يعقل أبدا من الرّمان. فلم يكن بينهما إلا التميز بالرتبةء ولا يصح أن يكون الخلق في رتبة الحق أبداء كما لا يصح للمعلول أن يكون في للق قوله: (ما) ساقطة من (ب). (؟) البون والبون: مسافة ما بين الشيئين . لسان العرب (يون).

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ل

رتبة العلة» من حيت ما هو معلول قيها؛ إذ العلم الإلهيى يطلب كون المعلوم بذاته ولا بدء ولا يعقل بينهما زمان مقدر و لا يلزمء كما لا يلزم مساواة المعلول علته في سائر المراتب؛ وكيف يتصوّر علم بلا معلوم به؟ انتهى .

وقد تقدم الكلام على قوله تعالى: #ومَبلونج حن 4235 [ححنة: ]انه اله

يصح من العالم الخبير سبحانه وتعالى أن يستفيد علماً من المعلومات. وجعل"© اال ام مه ا ا وَلتَبَلوتم حَقٌّ بده 4 من أن معنى الخبير هو [175/أ].مَنْ يُحصل العلمّ بعد الابتلاء لا قبله. بل هو تعالى العالم بجميع ما يكون من العبيد قبل كونه أي ظهورهء وهي من رحمة الله تعالى التنزل لعقول عباده: كما يتنزل لعقولهم في آية الاستواء» والنزول إلى سماء الدنيا'"“» ونحو ذلك مع أن ظاهر ذلك كله ينافي صفات التنزيه التي هو تعالى عليها.

فإن قيل: فإذاً يجب الإيمان بما أخبر به تعالى عن نفسه وإن لم يتعقل ذلك.

فالجواب: نعم يجب الإيمان بذلك» ومن لم يؤمن به فاته من العلم بالله حظ وافرء وهو على النصف من مقام المعرفة بالله تعالى. فإنه تعالى تعرف إلينا بصففات التنزيهء وبصغات التشبيهء ولا سبيل لنا إلى رد صفات التشبيه؛ لورودها في الكتاب والسنة . ْ

وقد سُئل الشيخ محي الدين رضي الله عنه عن قوله تعالى: #وَلنبْلوْئحْ حَقٌ دم وكان السائل له ابن أبي الصيف اليمني الشافعي”" في الحرم الشريف المكي ا ا فإن العلم يتغير بتغيّر المعلومء ولا يتغيّر المعلوم إلا بالعلم بهء فكيف الحكم [١ه/ب]؟‏ وأطال في ذلك .

ثم قال: هذه مسألة حارت قيها العقول. وما دل عليها منقول. ولكن قد يستفهم العالم تلميذه؛ ليعرفه مقام علمه وأدبه وإيمانه. )00 قوله: (وجعل) كذا في النسختين ولعل الصواب: وجل . والله آعلم. (؟) حديث الترزول إلى السماء الدنيا تقدم تخريجه (ص54).

(67 محمد بن إسماعيل بن علي؛ أبو عبد الله ابن أبي الصيفء فقيه شافعي يمني له علم بالحديث أصله

سن زبيدء أقام وتوفي يمك ٠له‏ كتب ملها: : «الأربعون حديئاًة جمعها عن أربعين شيخاً من أربعين حديثهء وكتاس سماه: #زيارة الطائف؛. توفى ستة (599ه).

3 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

وقال فى باب الأسرار من «الفتوحات»: من أعجب ما فى الابتلاء من الغتن قوله تعالى: #وَلَنَبَوْتَكُ! وهو العالم بما يكون قبل أن يكونء ولكن إن من الله تعالى عليك بفهم ذلك فاكتم» وإن سُئلت عنه فقل : لا أعلمء فإن من علوم الحقيقة

وقال في موضع آخر من هذا الباب: لما أخبر الحق تعالى عن نفسه بانتقال العلم إليه من الكون عق تم سكت العارف بالله تعالى وما تَكَلَّمْه وتأوّلٌ عالم إلا بالنظر”' لهذا القول حذراً مما يتوهُمْء وَمْرض قلب المتشكك وتألّم؛ وسُرٌ بذلك العالم بالله ولكنه يتكنّمء وقال كقول الظاهري: الله أعلم . اتتهى.

فَعْلِمَ آنه يجب على كل مؤمن الإيمان بذلك على علم الله تعالى فيه. وإن عاندت يا أخي في ذلكء فتأمل في قوله تعالى: حت تلم وبما حكم الحق تعالى الواسطة في الوسوسة لجميع العصاة بالمعاصي؛ فإنه بلغنا أنه قال: يا رب كيف تريد منى السجود لآدمء ولم يسيبق ذلك في علمك؟ ققال له الحق جل وعلا: متى علمت أنه لم يسيق في علمي السجود. قبل الإبائية أم بعدها؟ قال: يارب بل بعدهاء فقال له الحق جل وعلا: وبذلك أخذتك”' .

فتأمل يا أخى فى هذا المحل؛ فإنه يكتب يتور الأحداق. والحمد لله رب العالمين .

كا

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية يكل

جواب من يتوهم أن عموم البلاء ليس بعدل وأنه ينبغي نزوله على العاصي فقط

ومما أجبت به من يتوهم أو يخطر بياله أن تزول البلاء على أهل محلة المعاصى لد هو بعدل» ويقول: كان الأولى نزول البللاء على العاصضنى واجدفق أو يقع في ذلك بعض المتجرّئين على الله تعالى» كابن الراوندي”'' ومن تبعه فيورث

عند العامة رائحة اعتراض على الله تعالى . والحواب: أن نزول البلاء على أهل مكل العاصى ١»‏ أو أهل بلدة من جملة

رحمة الله تعالى بالعاصى ؛ فإن العقوية لو أنزلها الله تعالى على العاصى وحده؛ لكان

فيه هلاك لغالب الأمة» فما منهم من أحد إلا وريما وقع في معصية [47/]] بحسب مقامهء وقال الله تعالى: ولو تُوَاحِدُ أله أَلنّاسَ يما كَسَبْوا ما تَرَلىَ عَلَ ظطهرها من دَآبَةٍ» [فاطر: 55] فْتَرى الحق تعالى يوزع ذلك البلاء النازل بسبب المعصية على الألف من الناسء فيخصٌ كل إنسان جزءاً خفيفاً بالنسبة لما دفع الله عنهء ريما

لا يكاد يحس به.

ف]لع ام 5 0 5< العام خلا 35 ولذلك قالوا: البلا عام والرحمة خاصفق فيُئزّل الله تعالى على المطيع الرحمة؟ لكونه فاعلا للطاعةء. ولا يتال جيرانه منها إلا اليسير ويتزل الله تعالى على العاصي اليسير من العقوبة» ويوزع الباقي على أهل محلته؛ أو بلده أو

إقليمه .

)١(‏ ابن الروانئدي: أحمد بن يحيى بن إسحاق: أبو الحسين. فيلسوف مجاهر في الإلحاد. قال ابن في مدةٌ مشامه علد كتابة الذي تسناة لالدامع للقرآن؟. وقال ابن الجوزي: أبو الحسين الريوندي» الملحد الرّنديق. وإنما ذكرته ليعرف قدر كفره فإنه معتمد الملاحدة والزنادقة ثم قال وكنت أسمع عنه بالعظائمء حتى رأيت ما لا يخطر على قلب أن يقوله عاقل» منها 9'فضيحة المعترلة» و'التاج» و«الرَمرّد» وانعت الحكمة» و*قضيب الذهب» والدامخ» المتقدم ذكره؛ توفي سنة (88 ؟'ه),

ل القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

وسمعت أخي فضل الدين رحمه الله يقول: لو نزل بلاء المعصية على صاحبها فقط [01/س]؛ لهلك غالب الناس» وتعطلت حضرات الأسماء الإلهية الخاصة بذلك الفعل؛ كالمنتقم والمذل والصبور والحكيم ونحو ذلك» فكان توزيع البلاء على العاصي وغيره؛ أكمل مما يطليه بعض المعترضين على أفعال القدرة الإلهية» التي هي عين الحكمة لا بالحكمة.

وليتأمل المعترض نفسه إذا وقع في شرب خمر مثلاء وأمسكه الوالي وساعده أهل حارته في المغارم» أو قله الآذى بطيبة نفسء كيف يصير يشكر الله تعالى على مساعدتهم لهء ويقول: الحمد لله الذي لم يجعل تلك المغارم كلها عليّ. كفي

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله تعالى يقول: في توزيع الناس المغارم على بعضهم بعضاً؛ بسبب وقوع أحد منهم في معصية عمل بحديث الطبراني وغيره مرفوعاً: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"”'' فلو نزل البلاء على العاصي وحده لربّما هَلَّكُء وفات أهلّه وجيرانه وأصحابه الأجرُء الذي جعله الله في مقابلة مشاركتهم له في البلاء» الذي رغُب فيه الشارع به بقوله: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا شكي منه عضو تداعى له جميع الجسد بالحمى والسهرة”" .

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: من أطاع الله تعالى فقد أحسن إلى جميع أهله وجيرانه. وأهل بلده أو إقليمه» بحسب مرتية تلك الطاعة وكثرة نفعهاء ومن عصى الله تعالى فقد أساء عل © جميع أهل بلده. أو جيراتة أو أهله. بحسب قبح تلك المعصية» وكثرة ضررها في الوجود.

ومن فهم ما ذكرناه علم أن الرحمة عامة أيضاًء كالبلاء على حد سواء» وفي )١(‏ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (9/49/9) و«الصغير» (/401)» والييهقي في اشعب الإيمان»

فض قال الهيئمي في «مجمع الزوائد» :)5548/1١(‏ رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة

الزسين وهو مفروة:

(؟) أخرجه البخاري (2110): ومسلم (5085), (؟) كنذا في النسختين »* والأولى : (إلى).

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ٠‏

ذلك سرّ خفي؛ وهو أن الحق تعالى أطلع الطائع على كثرة ما نزل عليه من الإمداد ولم يطلع العاصي على كثرة ما نزل عليه من البلاء؛؟ بتوزيعه على الناس رحمة بكل منهماء وذلك ليقوي يقين المطيع» فيزيد في الطاعات» وأما العاصي فلو أطلعه الله على كثرة ما نزل من البلاء بسبب معصيته» لربما كان يفوت نفسه من المعاصي جملة. فكان يبطل حكم القضاء والقدر فى حقهء وذلك لا يصح . انتهى فتأمل في ذلك؛ فإنه نفيسء والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاتى الصفات الإلهية

جواب ما يتوهم من حديث «من عرف نفسة عرف ربةء

ومما أجبت به من يتوهم من حديث: امن عرف نفسه فقد عرف ربه!'' أن من

عرف ذلك لساوى علمه علم الحق تعالى نفسه» وأنه ليس فوق معرفته بنفسه مرتبة

والجواب: أن هذا القهم خاض بمقام بعضي العامّة. لا الخواصء أما الخواص

فعرقون أن تلفق تاك نيه علما! اه ندا علي تعركة عن عرق يدن فرضنا ذلك» حتى ولو كان من أنبيائه وأصفيائه نهدء فضلاً عن أوليائة .

وقد قال الإمام أبو بكر الباقلانى”'': إن لله تعالى وصفاً أخصٌ 451/أ] لا

سبيل لأحد من الخلق إلى إدراكه .

000

شق

فرق

22)

عزاه في ؛حلية الأولياء» )3١١/5١(‏ إلى سهل بن عبد الله. وذكر ساحب تنزيه الشريعة )8٠7/5(‏ انه حديث مو ضوع .

الباقلاني: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القسمء المعروف بالباقلاني؛ البصريء كان على مذهب الأشعري» ومؤيداً اعتقاده وناصراً طريقته كان في علمه أوحد زمائف وانتهت إليه الرئاسة في مذهب الأشعرية؛ وكان موصوفاً بجودة الاستباط وسرعة الجواب» صنف التصانيف المشهورة في علم الكلام وغيره؛ فمتها: "إعجاز القرآن» و«الإنصاف» و«مناقب الأئمة» و#الملل والنحل؟؛ توفي سنة (407ه).

لا يصح أن يكون الضمير عائداً إلى أبي , بكر الباقلاني؛ إذ لم يذكر في ترجمة أحدٍ منهما أن أحدهما أخذ عن الآخرء وكل منهما إمام متفرد بل إن الباقلاني توفي قبل الإسفراييني يخمسة عشر عاماً كما سيتيين لك من خلال ترجمتهماء ولو كان الباقلاني تلميذاً للإسفراييني لوجب أن تذكر منقبة للإسغراييني إذ الباقلاني هو من هو في أهل السنة عامة والأشاعرة خاصةء والله أعلم.

أبو إسحاق الإسقراييني هو : إبراهيم بن محمد ين إبراهيم بن مهرانء الإسقراييني» الملقب ب #ركن الدين؛ الفقيه الأصولي المتكلم: الإمام الكبيرء وهو المراد بالأستاذ عند الإطلاق في كتب الأصول والكلامء يقال إنه بلغ رتية الاجتهاد: من كتيه: «جامع الحلى في أصول الذين والرد الملحدين» و#تعليقة في أصول الشقههء توقي سنة (418).

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 1١‏

رحمه الله تعالى لكن تقل الشيخ سعد الدين”'' عن أبي محمد الجويني'" أنه كاد

رضي الله عنه ‏ يقول: للعقل مزيةء فلا يبعد أن الله تعالى يكرم بعض العتلاء

]1 وتعنة. بالعدية كمال كز وإشانة كن النظر* "" انتهن واولا تكفى ما فيه وكان أخي فضل الدين رحمه الله تعالى يقول: قد مات غالب الئاس بحسرة

معرفة الروحء وكيضية مجىء النوم للإنساكن ورواحة عنهف - أن الروح جاهلة امع

بنفسها؛ لأنها لا تعقل نفسها قط مجردة. وكان الشيخ محي الدين رضي الله عنه يقول كثيراً: اعلم أن اللطيفة الإنسانية

لا توجد دنيا وأخرى إلا مدبرة لمركب. ولا يصح أن تنزل لحظه واحدة لمشاهدة

بسيطهاء وهي غريّة عن مُرَكبها من غير علاقة أبدا. قال : وهذا بعخللاف ما يرام بعض ‏ المتصوقة والفلاسفةء مم له علم لهم به

الأمر عليهء فإن النفس لا يصح أن تتصل أبد الآباد بالمنزْهِ البسيط الأعلى؛ لأذ

تدبيرها لمركّبها وصف لازم لهاء فلا تتفرغ لغيره. وقال الشيخ في باب الأسرار من "الفتوحات»: اعلم أن الحق تعالى لا يُعقز

قط إلا إلهاً منزّهاً غير معقولٍ» ولا يمكن في العلم به تعالى تجريده عن العالم

المربوب. وإذا لم يُعقل مجرداً عن العالم لم تُتَعْقّل دأته. ولم يشهد قط من حيث شهود العلاقة التى بين نفسك وبدنهاء كذلك لا يتلخص لك معرفة العلاقة التى

بين الله تعالى وبين العالم.

)١(‏ مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني» سعد الدين » الأصولي المتكلم» المتطقي البلاغيء ماحم المؤلفات الناقعة الشهيرة في الكلام والأصول وغيرهماء من كتبه: #شرح المقاصد» واشرح العقائد النسفية» و«التلويح إلى كشف غوامقى التنقيح» و«المطولة» توفي سنة (1ةلاه) .

(؟) عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف الجويني الفقيه الشافعي والد إمام الحرمين» كان إماما ني التفسير والفقه والأصول والعربية والأدب» تصدر للتدريس والفتوىء فتخرج عليه خلق كثير عنهل ولده إمام الحرمين» كان مهيباً لا يجري بين يديه إلا الجدء وصنف التفسير الكبير المشتمل على أتواع العلوم؛ وصنف في الفقه «التيصرة؛ و#التذكرة» واممختصر المختصره وغير ذلك: توقي مسة (4غه).

() في (): المنظرء والصواب ما أثبته من (ب).

يحل القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

وأطال في ذلك ثم قال: فكل من قال بتجريد النفس عن تدبير هيكل ماء قما عنده علم بالنفس ما هِيّه لأنها لا تعقل قط نفسها إلا في مركب . انتهى . ْ

فإن قال قائل: فما سبب الحيرة في الله تعالى؟ ومعلوم أن من لازم صاحب الحيرة الجهل بالله تعالىء وقد أمرنا الح تعالى بمعرفتهء وبالخروج من الجهل .

والجواب: أن سبب الحيرة في الله تعالى طلب معرفة ذاته تعالى بأحد هذين الطريقين:

إما بالأدلة العقلية ‏

وإما بطريق تسمى المشاهدة.

قأما الدليل العقلى فهو يمنع من المشاهدة.

وأمًا الدليل السمعي فقد أومأ إليها وما صرح. وقد منع الدليل العقلي من إدراك حقيقة ذاته تعالى عن طريق صفاتهء من طريق الصّفة الثبوتية النفسية”''» التي هو تعالى في نفسه عليهاء فلم يُدرك العقل بنظره إلا صفات السلوب'"'» وقد سمى القوم رضي الله عنهم ذلك معرفة. وقالوا كلما زادت الحيرة في الله تعالى زاد العيد في العلم به؛ كأنه يقول: الله أجل وأعظم أن يحيط بعظمته عقل» ومن هنا كانت حيرة أهل الكشف أعظم؛ لإدراكهم اختلاق التجليات مع الآيات» قلا يستقر لهم في معرفته تعالى قدم.

وقال: في “لواقح الأنواره: وليس عند الفلاسفة» ولا أصحاب الأفكار علم بنقوسهمء فضلاً عن غيرها من حقائقهم؛ فإنهم سلكوا بالفكرء فما برحوا من الكونء. فما عندهمء غيرهم وتعالى الله عما يتخيلونه في نفوسهمء ويولدونه فق الصفة النفسية: هي التي لا يحتاج وصف الذات بها إلى تعقل أمر زائد عليها كالإنسانية والوجود

والشينية للإنسان. ويقابلها الصفّة المعنوية وهي ما يمحتاج وصف الذات بها إلى تعقل أمر زائد على

ذات الموصوف كالتحيز والحدوث. والصفة الثبوتية هي ما يشتق للموصوف بها اسمء أو هي التي

انصف بها الذات لقيام معني به كاتعلم والقدرة والإرادة. "الكليات؛ (ص2!7 3).

(؟») الصفة السلية: هي التي يمتنع الاشتقاق لا لغيرفف وبعبارة أخرى هي التي توصف يها إلذات من غير قيام معنى يه مثل الأول والآخر والقابضي والباسط «الكليات: (0417).

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ١‏

بعقولهم؛ [*5/ب] فإن الله تعالى قد أخيرنا يأنه لم يلد ولم يولة [1/48] تمل ولادة البراهين والأدلة والأفكارء وما نحتوه بأفكارهم. وإذا كان الدليل لا يعرف إلا بالدليل؛ فما إلى معرفته تعالى سبيل؛ فإنّ من علمت به معلوماً ما وجهلته» فما علمته لأنك ما علمته بهء وقد قالوا لكل عقل عقل مثله؛ وليس للحق تعالى حق مثله: فمن عرفه تعالى بعقله وفكره فما عرفه.

وقالوا: من كمال المعرفة بالله تعالى معرفته من طريق التنزيه. ومن طريق صفات التشبيه معا. ومن عرفه بأحدهما فهو على النصف من المعرفةء إن التنزيه مثل» والتشبيه مثل» والاعتدال هو ما بين هذين؛ وذلك لا يوجد في العين» وقالوا: إياك أن تدعي معرفة خالقك؛ فإنك في المرتية الثانية من الوجود.

وقال الشيخ في الباب العشرين وثلاثماثة من (الفتوحات؟: جميح من خاض في معرفة الذات فهو عاص لله ولرسوله. وما أمر الله بذلك أحداء لا النافي ولا المثبت» بل لو ستل من يطلب معرفة كنه الذات عن تحقيق معرفة ذات واحدة من العالم نا شرف ذللكه ولو فيل لهة كيف تين تفشك يدنك؟ [3]!” امل هن داخلة فيه أو خارجة عتهء أو لا خارجة أو لا داخلة؟ أو هل الزائد الذي يتحرك فيه هذا الجسم الحيواني» ويسمع ويبصره ويتخيل ويتفكرهء لماذا يرجع؟ هل لواحد أو كثيرين؟ وهل ذلك يرجع إلى جواهر أو عرض أو جسم؟ ويطالبه بالادلة العقلية على ذلك. فضلاً عن الشرعية لما عرف لذلك دليلاً عقلياً أبدآء ولا عرف بالعقل أن للأرواح بقاة ووجوداً بعد الموت أبدا.

وقال: في باب الأسرار: اعلم أن العبادة لله لا تصح إلا بعد نوع من المعرفة؛ قلا بد من تعلق العبد بما هو مشهود. أو بما هو كالمشهود؛ كما أشار إليه «اعْبْدٍ الله كأنك تراهل””'» فلا سبيل إلى العبادة مع الغيب المحض أبداء ولو يؤاخدذ تعالى أصحاب التقييد للحن تعالى بعقولهم لأهلكهم. فإن كل صاحب عقل قد قيد ربّه؛ وحصره في كذا دون كذاء ولا ينبغي لله تعالى إلا الإطلاق» ولولا ذلك لكان بعض

() زيادة يشتضيها النص . (؟) أخرجه البخاري (30). ومسلم (5).

11 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

العيند يعد عذماء من نيت إنه تعالى إذا وُعَنْد عتك عبد يكون امتقودا عند العبد الآخرء ولكن من رحمة الله تعالى أنه عفى عن الجميع؛ حيث بذلوا وسعهم في فقهم آيات الصفات .

وأخبارها وقد بسطنا الكلام في ذلك في كتاب «اليواقيت والجواهر» فراجعه. والسمه للدري العاليي::

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية دل

جواب من توهم أن في التسبيح لحوق: صفات النقص لك سبحانه وتعالى

ومما أجبت به من يتوهم أن في التسبيح تنزيهاً للحق تعالى عن النقائنصء وأنه لا يصح تنزيه إلا مع تعقل تجويزء آي: إمكان لحوق صفات النقص له تعالى. ولك ضهان .

والجواب: أنه لا يلزم من التسبيح تعقل لحوق صفات النقص له تعالى»: ومن هنا قالوا: يجب على كل مسبّح أن لا يسبح [54/ ب] الله تعالى إلا امتثالاً لأمرهء لا غير ومن توهم أن صفات الحدث تلحقه تعالى بوجه من الوجوف ثم صار ينزهه عنها؛ فهو جاهل بما يجب لله تعالى من صفات الكمال.

ومن هنا قال الشيخ محي الدين رضي الله عنه في باب الأسرار: التسبيح تجريح أي: لأن من لا يلحقه نقص لا يُنَزهه وأما تسبيح العلماء بالله تعالى من الأنبياء. وكُمّل أتباعهم؛ [57/أ] فهو حكاية عن قوله الله تعالى عن نفسه لا غيرء رلك ملن ل الا

وأفان فى :ذلك تقال ملم أن الكنريه إن التعديين التق ديه العبد آن يعلمه. أو يقوله؛ ليس هو التنزيه أو التقديس الذي ينرّه الحق تعالى به نفسه أو يقدسه؛ وذلك لأن تنزيه الأمر مُركبء والمأمور بذلك مخلوقء ولا يصدر عن المخلوق إلا مخلوق» لكن لما تعيّد الحق تعالى عباده بالتنزيه والتقديس أقروه في موضعهء وقالوا كما أمرهم على جهة القربة إليهء مع اعتقادهم الجازم أنه ليس كمثله في

فإن قال قائل: فما الفرق بين التقديس والتنزيه؟

فالجواب: أن التقديس هو الذي يكون مع شهود صفات الكمال والجمال؛: ولا يكون فيه استشعار لحوق نقص بالجناب الإلهي: بخلاف تنزيه العوام .

وسمعت سيدي علياً المرصفي رضي الله تعالى عنه يقول: تنزيه الأكابر لله تعالى لا يكون مع استشعار نقصء فهو كالتقديس على حد سواء التهى .

١5‏ القواعد الكشفية الموضحة لمعاتى الصفات الإلهية

وسمعته يقول مرة أخرى : اعلم أن تقديس العباد لربهم أكمل من تنزيههم له تعالى؛ لأن التنزيه الواقع من العوام+ لا يكون إلا مع استشعار لحوق نقص كوني للحىء وذتك محال؛ فلأجل هذا الخاطر الذي هو كلمحة بارق شرع التنزيه؛ وإن كان غير مستغرق القلوب . انتهى.

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: إنما شرع لنا التكبير أول الصلاةء وحيث وقع؛ رفعاً لما يتوهمه العبد ويخطر في بالهء من أن الحق تعالى هو ما تخيله العبد في قلبهء فكأن العبد يقول بلسان قلبه: الله أكبر عن كل ما يخطر ببالي من الصور والمعارف. وأنه يجل عن كونه في جهةء قالوا: وإنما شرع الحق تعالى التوجه إلى الكعبة في الصلاة رحمة بعياده؛ ليجمع همهم عليه؛ لتلا تتفرق قلوبهم: وإلا فسائر الجهات في حقه تعالى واحدة.

وسمعت سيدي علياً المرصفي رضي الله عنه يقول: الخاص بالتوجه إلى الكعبة إنما هو الجسم فقطء وأما القلب فهو متوجه إلى الله تعالى؛ فَمُقَيّد لمقيّد ومطلق ما لمطلق.

قال: ولا يخفى أن من وقف في صلاته. وأخلى باطنه عن وجه الحق تعالى» وجعل الحق فى وهمه كالدائرة المحيطة به؛ فهو جاهل بالله عر وجل ؛ لتحيّز الحى تعالى في وهمهء فاعلم ذلك ونرّه الحق تعالى مع شهود الكمال. كما تقدسه على حد سواءء والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية ١11‏

حواب عن تههم أن الحق تعالى إذا وعد بشيء لم يجز له الرجوع عنه

ومما أجبت به أن الحق [55/ ب] تعالى إذا أوجب على نفسه شيئاً لا يصح له الرجوع فيه .

والجواب: أن للحق تعالى من حيث ما أخبر به عن نفسه. لا من حيث ذاته حضرثين : حضرة تقييدء وحضرة إطلاق: وكلاهما يجب الإيمان به. ويحتاج ناك هذا الايمات إلى عش

عين ينظر بها إلى ما قيّده الحى تعالى فيقيّده .

عين ينظر بها إلى ما أطلقه الحق تعالى فيطلقه .

قال تعالى: ##يْفر لمن يناه وَعَوْبٌ عن ممه » [آل عمران: 4؟١]‏ فهذا من حضرة الإطلاقء وقال تعالى: #إنَّ أنه لا يُمْفِرٌ أن شْرَكَ بد» [النساء: 54] فهذا من حضرة #الققيلة رهن العقيية فوله تعالق أيقيا- 7# 20-04 ا أليحَمَة4 [الأنعام : 5 وقوله تعالى: #وَكانت حَقًا عَلَنَا نَصَرٌ الْمُوْمِنينَ؛ [الروم: ].

وقد أجمع العارفون بالله تعالى #«علي أنها تفالى اذا أوغت على افيه شهلا يدخل تحت حد الواجب على عباده فيه؛ لأنه يفعل ما يريد [/41/أ] يخلاف العيد؛ فإنه تحت التحجير والتكليف» فيآئم إذا ترك ما أوجبه على نفسه؛ كالنذر مع القدرة عليه عقوبة له.ء حيث زاحم الشارع في التشريعء وأوجب على نفسه شيئا لم يواحيه الله صلنة-

وقال الشيخ محي الدين في الباب الثالث والثلائين من «الفتوحات» في قوله تعالى : #وارت عَنَا مكنا تند الثزبيين 4 [الروم: 507].

فإن قال قائل: إن الحق تعالى لا يجب عليه شيء؛ فكيف قال: #وكات حَمًا َناك ؟!

فالجواب: أن المراد بالوجوب هنا ما وجب من حيث النسبة. وذلك أن العلم

14 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

لإلهي إذا تعلق أزلاً بما فيه سعادتناء كان ذلك الوجوب على النسبة من هذا الوجهء أي لا بذ من وجوب تلك الطريق الموصلة إلى ذلك الأمر؛ الذي تعلق به العلم الإلهي .

وأجمع أهل الحق كلهم على أن الحق تعالى له الرجوع عمًا أوجبه على نفسه. فهو فضل منهء وإن لم يوف فلا اعتراض عليه .

فإن قال قائل: هذا إذا كان الوفاء منه بما وعد من الخيرء فإن كان بما توعد فيه العصاة من الشر فما حكمه؟

فالجواب: أنه ما ثم شيء صادر عن الحق تعالى إلا وهو خيرء ولكن الخير على قسمين :

خيرٌ محض وهو الذي تحيه النفوس ولا تكرهه.

وير ممتزج وهو الذي فيه ضرب من الشر كشرب الدواء الكريه»ء قصاحب هذا الخير كالمعذب المرحومء يجد عذابه رحمة من الله تعالى وتأديباً لى. هذا حكم عصاة الموحدين؛ وأمًا من حقّت عليه كلمة العذاب من الأشقياءء فذلك في شر محضء لا خير فيه بوجه من الوجوه الشرعية» إلا من حيث الحكمة الإلهية. ناي لللقا: .اناك رالخلظ.

ومما وقع أن إبليس - لعنه الله تعالى - اجتمع بسول بن عبد الله لكام 31 رضي الله عنهء وجادله في قوله تعالى: #وَيَحْمَتٍ وَمِيعَتَ كُلَّ سَنَة» [الأعراف: 7 فقال إبليس : هل أنا شيء؟ فقال: نعمء فقال: فبأي دليل تقولون: إن رحمته لا تنالني؟ قال سهل: فغصصت بريقي» وصرت أردد ل زعانا فرايت الحق تعالى عقبها [21/ ب] بقوله”" تعالى : لصَأْحَيها لِلَدِنَ ينعن ويؤوْت التكر» [الأعراف: ]!١57‏ إلى آخر التسقء فقلت له: خذ جوابك؛ فقال له: قد عرفت ما عزمث على قوله؛ فإن الحّ ولو كتب على نفسه شيئاً فله الرجوعء والتقييد صفتك لا صفتهء قال سهل: فغصصت بريقي». ولم أرد له جوابء ثم قال لي: يا سهل. )١(‏ سهل بن عبد الله بن يونس بن يونس التستري الصالح المشهور لم يكن له في وقته نظير في

المعاملات والورع وكان صاحب كرامات وكان له اجتهاد وافر ورياضة عظيمة سكن البصرة زماتا

وعبدان مدةء توفي ستة (21"ه). (؟) قوله: (بقوله) كذا في التسختين» والأولى (قوله) لأن الفعل متعدٍ بدون حرف الجر.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 11

والله ما كنت أظن بك هذا الجهل العظيم بالله» ليتكْ سكثء. ليتك سكت؛ ليئك سكتٌ. انتهى كلام سهل .

ولو كنت مكاك شهل لفلك له «#وتشكي ونعة لحن #مخصوطلة بحق كان مؤمناً؛ كما يشهد له قواعد الشريعة» فلا يصح أن تناله رحمة الله تعالى أبداً بإجماخ من السلف والخلف ؛ إذ التقييد ولو كان صفتي دونه وهو مطلقء فنؤمن بان الإطلاق صفةء لكن لا يفعل ما يخالف ما أخبر بسبق العلم به؛ لأن تغبير ما سيق به العلم محال» وحيئئدٍ فتقطع الحجة؛ لأنه يعلم استحالتهء والحمد لله رب العالمين.

حل القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

الجواب عمن يقول إن الله تعالى غني عن إيجاد الخلق لا عن وجودذهم

ومما أجبت به من يقول: إن الحق تعالى غنيَ عن إيجاد الخلقء لا عن وجودهمء وقد أشكل ذلك على بعض العلماء.

والجواب: أن الله تعالى غني عن العالمين مطلقاًء وجوداً وإيجاداً. هذا اعتقادنا حتى نلقاه سبحانه وتعالى. [54/أ] ويؤيد ما ذكرناه قول الشيخ محي الدين رضي الله عنه في الياب الحادي والستين وثلاثمائة من «الفتوحات»: إن الله تعالى غني عن وجود العالم: كما أنه غني عن إيجاده. لكن لما أظهر الله الأسياب» ورتب بعضها على يعض ؛ زل نظر بعضيى التاسء فقال: إن الله غنى عن إيجاد العالمء لا عن ثيوته في علمه» وهذا من أكبر زلات تقع للعلماء؛ فإن كون العالم ثابتا في العلم الإلهي. مع غناه عنه وعن إيجاده؛ لا يصح وصف الحق تعالى بالافتقار إليه.

وإذا تعارض عند المحقق آيتان أو حديثان. أحدهما يعطي التنزيهء والثاني يعطي التشبيه؛ فمن الواجب عليه الأخذ بما يوجب التنزيه» وإن تعارض ذلك عند بعض الناس ؟ فذلك راجع إلى الحق تعالى. لا إلى العبد.

قلت: وإيضاح ذلك: أن العالم لما كان ثابتاً في العلم؛ وقع به الاكتفاء والاستغناء عن إيجاده وعن وجوده؛ فإنه وفى الألوهية حقها بإمكانه.

ولولا أن الممكنات طليت من الله تعالى بلسان الافتقار أن يذيقها طعم الوجودء كما ذاقت طعم العدم ما أظهرها؛ فإنها سألت بلسان ثبوتها في علم واجب الوجود أنه تعالى يخرجها من العدم. ويوجد أعيانها ليكون العلم لها ذوقاً. فأوجدها لها سبحانه وتعالى؛ إذ هو الغني عن وجودهاء وعن كون وجودها دليلاً عليه؛ أو علامة على شوته .

بل الذي نقول به: إن وجودها كعدمها بالنسية للدلالة عليه تعالى؛ فإن كل شيء رحمه الحق تعالى» 51/1/ ب] من عدم أو وجود؛ حصل به المقصود من العلم

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 0

بكمال الله وجلالهء فلهذا قلنا: إن غناه تعالى عن العالم هو عين غناه عن وجود العالم .

وقال سيدي علي المرصفي: وهذه مسألة غريبة ذكرها الشيخ في "الفتوحات'" قال: و”''وجه غرابتها أن فيها اتصاف الممكن بالعدم في الأزل. وكون الأزل لا بقبل الترجيح: وكيف قبله الممكن مع أزليته؟ وذلك من حيث إنه ما هو ممكن لتقينه انتوى فيه القنول للشكمية» 1 وجودء فما كان له الحكم فيه في الحال لغرض فهو مرجح.

فالترجيح ينسحب على الممكن أزلاً في حال عدمه. وأنه منعوت لعدم المرجح». ومعلوم أن الترجيح من المرجح - الذي هو اسم فاعل - لا يكون إلا مع القصد لذلك» والقصد حركة معنوية؛: يظهر حكمها في كل قاصد؛ يحسب ما يعطيه حقيقته ؛ فإن كان محسوساً شغل حيّزاً وفرّغ حيزاً آخر. وإن كان معقولاً أزال معنتى. وأثبت معنى ونقل من حال إلى حال. انتهى

فعلم من جميع ما قررناه من كلام بعضهم: أنه لا يقال: إن الحق تعالى غنيٌ عن تضمين علمه القديم للمعلوم؛ إذ هو معلومٌ علمه تعالى» فهو ملحق بصفاته تعالىء فكما لا يقال: إن الله غنى عن علمهء كذلك لا يقال: إن الله غنى عن قي عله لسا نك عار ا دا لقدم التضمن . ْ

واعتقادنا مع ما قررناه أنه موصوف بالغنا عن العالم؛ وإن كان معلوم علمهء قافهم فإنه أسلمء وأما غناه عن إيجاد العالم فهو محل وفاق.

وقد قال في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة من "الفتوحات» في الكلام على اسمه تعالى الباري : اعلم أن الله تعالى غنيَ عن العالمين» ولكن لا بد من تخيل وجود العالمين؛ ليظهر غنى الحق تعالى في الوجودء كما يقال في صاحب المال:. إثه. غنى عن ,حالة بماله+ إذ المال هو الموجب له علقة الغتى عنه: فلا. بد من وجود العالم في الذهن؛ [54/] ليتعقل صورة الغنا عنهم .

وأطال الشيخ محي الدين في بيان هذه المسألة ثم قال: وهذه مسألة دقيقة نطيفة الكشف. وهى نظير كوننا سبياً للثناء على الله تعالى من حيث وجودناء وأنه أكون نا اشير لعن ده قر بها رت صفاتناء قما تنرّه عن صفقاتنا إلا بنا» وما وقع الثناء

)١(‏ خوله (ووجه): الواو ساقطة من (أ) وأثبتها من (ب).

هن القواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

عليه إلا بناء فهو غنى عنًا بنا فى الدائرة العقلية دون الكشفيةء فَإِنْ كونه غنياً إنما هو بغناه عناء ولا بد من ثبوت هذا الغنى له نعتاً؛ حتى يصح لنا تصوّر غناه عنا؛ لأننا لا نتعقل غناه إلا بنا.

ومن هنا قال سهل بن عبد الله: إن للربوبية سرأ لو ظهر لبطل ظهور حكم الربوبية . انتهى. وهو يؤيد ما نقلناه عن بعضهمء وأمًا على ما قررناه من البرهان قالله تعالى غنى على الإطلاق. والعالم هو الفقير إلى الله تعالى فى وجودهء [54/ب] لا ينفك عنه الافتقار إليه طرفة عين.

فإن قال قائل : فهل يو صف من أعطاه الله تعالى حرف ااكن1 بالافتقار إلى الله 3 0 . 1 عه ولامته 4

فالحواب: أنه لا يصح خروجه قط لصفغة الغتى» وذل”ك لأنّ الله تعالى هو الذي تفضل عليه بحرف ااكن»ء وليس له من ذاته قوة على تكوين شيء».» وأيضاقاثة من أعغطاه الله تعالى حرف كن 1 لا يقول لشي ع كن» حتى يشتهية . فما طلب إلا ماليس عنده ليكون عنده؛ وليس بالأمر لتاقن حق الحق تعالى؛ فإته ما أمر بالتكوين إلا ما هو ثابت فى علمه؛ ليسيغ عليه نعمه إذا أوجده باستدعاء ذلك المعلوم من ريه أن يوجده؛ ويخرجه من العدم .

وهذا معنى قول بعضهم: إِنْ الله تعالى أوجدنا لنا لا لهه فضلا مته إلينا؛ لأنتا مأ ؛ برحنا فى علمه حال وجودتاء وحال عدمنا ‏

فإن قال قائل: فهل الأولى أن يقال: إن فلان غني بالله. أو غنيّ بما من الله.

فالحواب: أن الأولى أن يقال: فلان مستغن بما من الله لا بالله؛ لأن الغنى

بعين الحق تعالى لا يصحء فلو قال العبد: : يارب أنا جيعان أمره بأكل الرغيف. أو ا أمره بشرب الماع وما وضع ع الله تعالى الأسباب سَدىٌء كما أغد ين قا من عباده حقيقة إلا بالكون» ولا يصح أن يكون أحد غنيّاً عن جميع المخلوقين عامةء إنما يصح الاستغناء عن مخلوق ما بغيره فقط .

فقول بعضهم: فلان قد استغنى بالله واستراح. جهل بحقيقة الأمر؛ إذ الحق تعالى من حيث ذاته لا يصح الاستغناء به» كما بسط الشيخ الكلام عليه في الياب الخامس والعشرين ومائة. فاعلم ذلك وتأملهء قإنه نفيس 3 ونزٌه الحق سيحانة وتعالى عن ن كل مأ ثره عنهة نقسف والحمد لله رب العالمين

القواعد الكثفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية وفل

جواب من يتوهم حلولا أو اتحادأ في حق الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا

ومما أجبت به من يتوهم بفهمه السقيم في الحق تعالى حلولاً أو اتحاداً بخلقه. [والجواب]'؟: يا أخي آن الله تعالى واحد لا شريك له. ومقام الواحد يتعالى أن يحل فيه شيءء اوجعل عو ف تقرين أر ويف يني تدولها حاف الله الى العالم لم يحدث بابتداعه في ذاته حادث ؛ إذ ليس هو محل للحوادث؛ فلا تحله الحوادث ولا يحلهاء ويُقال لمن قال أنا الله: إن كنت صادقاً قادفع الموتء أو شيئاً من الأذى عن نفسك. أو أطلق بَوْلِكَ إذا خيسء أو أطلع لنا النيل» أو أنزل لنا المطر مستقلا بلا سؤال لربك؟ فإنه تندحض. حجته» ويعرف أن جميع ما فهمه طول

عمره من كلام العارقين فَهمٌ سقيم [1/90].

مطلب مهم جد نفي الشيخ ابن العربي للحلول والإتحاد في «الفتوحات, في مثة مؤضع

وقد صرح الشيخ محي الدين أبن العربي بمنع الحلول والاتحاد في نحو مائه مو ضع 0 ن «الفتوحات!.

فُقَال ٠‏ في الباب الثالتت »من الالفتوحات!: اعلم أنه | ليس في أحد من الله نشي ءا ولا يجوز ذلك عليه بوجه من | الوجوه.

فقال”"2 في باب الأسرار: لا يجوز لعارف ولو بلغ أقصى مراتب التقريب أن يقول: أنا الله. بل حاشا العارف [54/ب] من هذا القول حاشاهء بل الواجب عليه أن يشول : أتا العيد الذليل فى المسير والمقيل.

وقال في الياب التاسع والستين ومائة: القديم لا يصح أن يكون محلا () من زيادة المحقق. (؟) كذافي النسختين. والأونى : فقال .

4 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

للحوادث. ولا أن يكون حالاً فى المحدث» وإثما الوجود الحادث والقديم مربوط بعضه يبعض ١‏ ربط إضافة العمل وحكمء لا ربط وجود عين ؟ إن الرب لا يجتمع مع العبد في مرتبة واحدة أبدأء وغاية الأمر أن يجمع بين العبد والرب في الوجودء وليس ذلك بجامع ؛ لأئنا إنما نعني بالجامع نسبة المعنى إلى كل واحدء على حد نسيته إلى الآخرث لا إطلاق الألفاظء وهدذا غير موجود انتهى .

وقالت الوليّة الكاملة سيدة العجم في اشرح المشاهده: اعلم أن الربوبية مرتبطة بالعبودية ارتباط مقابلة» كارتياط حرف «لا"؛ لأن كل واحد من هذين الحرقين اللذين قد صار واحداً في النظر متوقفٌ على الآخرء عند وضع حقيقة هذا الحرف. الم

أي فمعرثة العيد لله تعالى لا يعقل إلا بوجود العيد» وأمًا حديث: امإذا أخْبَبتُه كنت سمعه الذي يسمع به6"'' إلى آخرهء فليس المراد به معنى الحدوث في نفس الأمرء كما قاله سيدي علي بن وفا رضي الله عنهء وإنما المراد به أن ذلك الكون الشهودي مرئب على ذلك الشرطء الذي هو حصول المححيةء فمن حيث العرست: الشهودي حاء الحدوث» لا من حيث التقرير الوجودي» وهذا نظير قوله تعالى: ما يأليهم ين كر ين رَيْهِم تُحَدَثْ؟ه [الأنبياء: ؟] فإن المراد به أنه محداثك النزول» للا ميحدثت الوجودء كينا يشال : احدرث الليلة عندنا ضيف »؟ مع أنه عمره قد يكون مائة سنة وأكثر. انتهى .

وقال في الباب الخامس والستين وثلاثماتة: اعلم أنه لولا نداء الحق تعالى لنا ونداؤنا له؛ ما تميّز عنا وما تميّزنا عنهء ففضل تعالى نفسه عنًا في الحكمء كما فصلنا نحن أنفسنا عنهء فاه حلول ولا اتحاد انتهى .

وقال فى باب الأسرار: من قال بالحلول فهو معلولء وهو صاحب مر ضص ل تزوك: ومن فضل بيتك وبييه؟ فقذ أثيت عيتك وغييةة ألا ترئ إلى قوله: اكنت مسمويايكه الذي لسيممع بفها فأثتبتك بإعادة الضمير إليك ؟ ليدل عليك١‏ ولم يمل بالاتحاد إلا أهل الالحاد: فعْلمَ أن من فَضَل فنعم ما فعل» ومن وصل فقد شهد على نفسه بأنه فصل حتى وصلء والشىء الواحد لا يصل نفسه.

(1) أخرجه البخاري (/515239).

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصقات الإلهية مضل

وقال في باب الأسرار أيضاً: لو حل بالحادث القديمُ؛ لصح قول أهل التجسيم القديم. أ" يحل ولا يكون محل .

وفالفقة يفا انث الخبو روه شرل جنار أن قر ل كما قال العافف» انتامنأهوى ومن أهوى أنا [نحن روحان حللتنا ةا

فهل قدر هذا أن سرد العين واحدة» أله والله قإته جهل. والجهل ا يُستطاع تعقله حقاء فلا بذ لكل أحد من غطاء ينتكشف عند لقاء الله تعالى». قلا تقول: أنا هىء وتغالط فإنك لو كنت هو لأحطت بف ولم تجهله ولا شيئاً من مصنوعاتهء ونراك جاهلاً بالله تعالى [55/ ب] ويمصتوعاته [51/أ]. انتهى.

وقال في اليباب الثاني والتسعين وماثتين: من أعظم دليل على نعي العول بالحلول والاتحاد - الذي ريما توهمه بعضهم - علمُك عملا بأن الشمس هي التي أفاضت على القمر الثورء وأن العَّمر لسن كيه من نور الشمس شىء مشهود؛ لأنها لم تنتفل إليه يذاتهاء وإنما القمر محل”" نهاء فكذلك العبد ليس فيه من خالقه شىعء ولا حل فيه. بعد كلام طويل: وهذا يدلك على أن العالم ما هو عين الح تعالى. ولا حل فيه الحق تعالى؛ إذ لو كان عينَ الحقء أو حل فيه لما كان قديماء ولا بديعاً.

وقال في الباب الرابع عشر وثلاثماتة: لو صح أن يرقى الإنسان عن إنسانيتف والملك عن ملكيته . ويتحد بالحق تعالى ؛ لصح انقللاس الحقائق. وحخرج الآله عن كونه إلهاء وصار الخلق دا والحق خلقاكء وما وق عق يعلمء وصار المحال واجبا. انتهى. زديك هذا البيت إنما هو للحلاج الزنديى المارق من ملة الإسلام |! نيشة ٠‏ كما شهد على ذلك علماء

عصره حتى سيد الطائغة الإمام العجتيك؛ قال فى سير أعلام النيلاء (/ كي قال السلمي: بلغني

أنه - أي الحلاج - وقف على الجنبد فقال: أنا الحق» قال بل أنت بالحق» أيْ خشبة تقسد؟ يربد

أنه سيصلبء وقال السلمي سمعت أبا بكر بن غالب يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول لما أرادوا

قتل الحلاج أحضر لذلك القفهاءء فأئره اليرهان؟ فقال: شراهد يلبسها الحى لأهل الإخلاصء

يجدذب في النفوس إليها جاذب القبول». فقالوا يأجمعهم : هذا كلام أهل الزندقة. (؟) في النسختين : (محلاً) ولعله من تحريف التساخ .

١‏ القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

وقال في الياب الثامن والأربعين: الوجود كله رب وعيدء وكل عارف نفى مخلوق في وقت ما ا خرج عن مقام الكمالء وكان صاحب حال وسكرنث لا صاحب علم وتحقيق.

وقال الشيخ في ١الواقح‏ الأنوار»: لا يقدر عبد مقرب - ولو ارتفعت درجته في التقريب إلى حضرة قاب قوسين أو أدنى - أن يقول: إن العالم عين الحق تعالى أبدأء وانظر إلى ذاتك فتعلم قطعاً أنك واحدء لكن تعلم أن عينك غير.حاجبك» ويدك غير رجلك إلى غير ذلك» كما ذكرناه فى كتاب «فرائد القلائد في علم العقائد؛ فراجعه: ومن فهم عين ما قلناه عرف خطأ من قال: أنا اللهء خطأ لا شك فيه. وكذلك من فهم ذلك عرف معنى قوله تعالى: ظثْلٍ ارح يِنْ أمرٍ رَقَ»# [الأسراء: 46]. فالقلوب به هائمةء والعقول حائرة؛ يريد العارفون أن يفصلوه عن العالم من جميع الوجودء مبالغة في التنزيه فلا يقدرون؛ ويريدون الدليل على أن يجعلوه من شدة القرب عين العالمء فاك يتحفشق ذلك لهمء فهم متحيرون ممسكون»ء وأما غيرهم فتارة يقولون: هوه وتارة يقولون: ما هوء وتارة يقولون: هو ماء هو فتحيّروا في ذاته» كما تحيروا فى صقاته وأتشدوا: وتبكيهم عيني وهم في سوادها وتشتاقهم روحي وهم بين أضلعي

نتم : أطلقوه فناء مرادهم في مراده تعالى» فلا يبقى لهم مراد في غير مرضاته» فكأن المرادين مراد ذات واحدة. وأنشدوا:

انتهى . )١(‏ قوله: (وكل عارف نفى . . - فيه) لعله من تحريف النساخء ولعل صوابه: وكل عارف نفى مخلوقاً

في وقت ما خرج عن. . . . إلخ . والله أعلم .

القواعد الكشقية الموضحة لمعاتى الصقات الإلهية 1

ع

أي: كما يقال: فلان بينه وبين فلان اتحادٌّء لا يعنون أن ذاته اتصلت بذات الآخرء فصارت واحدة» وإنما يعنون /15١1[‏ ب] أن كل واحد منهما يراعي مراد الآخر.

ولعمري إن عباد الأوثان - فضلاً عن المسلمين - ما تجرّؤا على أن يجعلوا آلهتهم هي اللى وإتما جعلوها مرتبة دون الله تعالى بقوله: #ما نعبدهم إلا ليقَرّبوتا إلى الله زلفى» [الزمر: 7]ء فكيف يظن أحد بأولياء الله تعالى أنهم [05/أ] يقولون بالاتحاد بالحق تعالى؟ على حد ما يتعقله العوامء هذا كالمحال في حقهمء. وما منهم أحد إلا وهو يعلم ويتحقق في ربه أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق. وأن كل ما خطر بالبال فالله تعالى بخلافهء لا سيما الشيخ الكامل محي الدين بن العربر رضي الله عنه؛ فإنه من أعظم الأولياء تنزيهاً للحق جل وعلاء كما تشهد لذلك نصوصه السابقة في هذا المبحث.

وقد ذكر في الباب الحادي عشر وثلاثمائة من «الفتوحات" ما نصه: اعلم يا أخي أنّي لا أعلم أحداً الآن في عصري تحقق بمقام العبودية الخالص غيري؛ وإن كان هناك أحد فما وصل إليه علمي؛ فإني بلغت من مقام العبودية اللائقة بأمثالي غاية؛ فأنا العبد المحض الخالصء الذي لا أعرف للربوبية على أحد من العالم طمعاً. وقد منحني الله تعالى ذلك هبة منهء ولم أله بعمل» وأرجو من فضله تعالى أن يمسك ذلك علئء حتى ألقاه ليّدَنِكَ فرحا هر حَيرٌ نا تحمَعونَ4 [يونس: 38]. انتهى .

وكان سيدي علي بن وفا رضي الله تعالى عنه يقول: إنما كانت القلوب السليمة تحن إلى التنزيه أكثر من التشبيه؛ لأن التنزيه هو الأصلء والتشبيه إنما هو تنزل للعقولء ومن شأن الذات الإطلاق لذاتهاء وتساوي النسب لصفاتهاء فاعلم ذلك ونرّه ريك عن صفات خلقه. والحمد لله رب العالمين.

١‏ القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

جواب من توهم الأينية لله تعالى

ومنا احد ايه ع عم للك كالى له نارين بد أحذاً من قوله تعالى: #وهر معك أن ما كم [العديد 2]:

والجواب : أنه قد أجمم ع المحققون على أن الحق ق تعالى قديمء والعالم محدثء فكما لا يُتَعقل ا و فكذلك لا يكون له أينية بعد خلقه لهمء وأما قوله تعالى: لِوَهُمَ َهْرٌ مَعَكْدْ أن ما كت 4 فالأينية راجعة للخلق؛ لأنهم هم ل اللازم لهم لا له تعالى: فهو مع كل صاحب أين بلا أين؛ لعدم مماثلته تخلقه بوجه من الوجوه.

وقد قال في الياب الثاني والسيعين من «الفتوحات»: اعلم أنه ليست معية الحق تعالى لنا بأين؛ فإن من لا أينية له لا يقبل المكان. فهو مثل قولهم: ! لا يقل المكان» فإذا كان لا ين الأيق من ' له أن فكيف يكون الأين لمن لآ أين له

وقال في الياب الكائا رالا ”اننا امد الل قماق اللي اتن روجا مقام قربه بقوله: لوَْسْجِدْ وَأقَربِ» [العلى: ]١9‏ وبقوله 0 د ] الند امن وهر تين" إغلاما لناتياث الى تعالى لا تسد فيه الغوقية إليه كنسبة التحت إليه على حد سواءء فالساجد يطلب السفل بوجهه ويديه. ولا يطلب من الله تعالى قط شيئاً من جهة السفل. وإن كان يعتقد فيه تعالى عدم التحيّرزء لككن هكذا مشهد الخلق مع

وقد زل نظر بعضهم من فوقية إمكانه إلى شهود فوقية المكان. فصار يشهدها ثم يصرفها في الحال عن ذهنه. بخلاف الأكابر فإنهم ثبتوا على شهود فوقية المكان ولم يزلّواء فهم يسألون الله من جهة السماء. من حيث إنها قبلة الدعاء - كالكعية قبلة الصلاة - مع اعتقادهم أن جهة الفوق كجهة السفل على حدٍ سواءء

)١(‏ تقدم تخريجه (ص/1/).

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية مل

ومن هنا قال بعضهم: إنما جعل الشارع السجود محل قربة من الحق جل وعلاء يتب الخلق على أن لا يعبدوا الحق تعالى من جهة دون جهة؛ لعدم دخوله”'' في حضرة الكونء تعالى الله عن ذلك علواً كبيرأء فاعلم ذلك فإنه نفيس. والحمد لله رب العالمين .

220 في هامشس 4 وني (ب): دخولهم.

فيل القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

جواب من توهم أن معية الله تعالى معنا معية تحيز

ومما أجبت به من يتوهم أن معية الحق تعالى معنا كمعيّة متحيّزين.

والجواب: أن ذلك محال» وإيضاح ذلك أن حقيقة المعيّة: مُصاحبة شيء لآخرء سواء كانا:

واجبين كذات الحق تعالى مع صفقاته .

أو جائزين كالإنسان مع مثله .

أو واجباً وجائزاً وهو معيّة الحق جل وعلا مع خلقه بذاته وصفاته؛ المفهومة من قوله تعالى: لوَهْرٌ مَمَيِْ» ونحوها من الآيات كقوله تعالى: لوَإِنَّ أله لمم لْسْحِنِينَ4”' [العتكبوت: 0.]19 إن أنه مَمَ أَلصَيرِنَ4 [البقرة: ]١6‏ وذلك لما هو معلوم من أن مدلول الاسم الكريمء إنما هو الذات اللازمة لها الصفات المتعيّنة؟ لتعلقها بجميع الممكنات» وليست كمعيّة متحيّزين؛ اماي ا دان حرم لكان

من لازمهم الجسمية المفتقرة للوازمها الضروريةء كالحلول في الجهة الأينية الزمانية والمكانية .

اس م من الكمال والجلال» وعدم الشبيه والنظيرء اتن كترن اق مقر التي لعج #4 [السوري 111 ركذا اف ها توهمهء هذا المتوهم واتنتفى القول بلزوم الحلول في حيّز الكائنات: على القول بمعية الذات» مع أنه يلزم على القول بمعية الصفات دون الذات؛ لانفكاك الصفات عنهاء وبُعدها وتحيّزهاء وسائر لوازم المعيّة التي لا يصلح إطلاقها على الذات المقدس؛ ولا على صفاته تعالى . َ

وحينئذٍ فيلزم من معية الصفات - التي منها العلم لشيء”' - معية الذات له وعكسه؛ لتلازمهما مع تعاليهما عن المكانء ولوازم الإمكان؛ لأنه تعالى مباين لخلقه تباينا مطلقا. (9) في السكين: إن ن اسدا المسد نم وهو من خطأ النساح , 2 الي سس » والأولى: بشي والله أعلم .

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية شين

وكان سيدي محمد المغربي الشاذلي”'2 رحمه الله يقول: يلزم من القول بأن الله تعالى معنا بالعلم فقط؛ استقلال الصفات بأنفسها دون الذات». وذلك ممنوع: ولعل من قال ذلك إنما قاله قياساً على صفات الخلق؛ فإنه ربما رأى الإنسان يُسلب علمّه وذائّه كاملة. [57/ ب] لم ينقص منها شيءء فظن أن الحق تعالى كذلك» وهو قياس فاسد. وقد قال الشيخ محي الدين رضي الله عنه في باب حضرات الأسماء من «الفتوحات»: اعلم أنه ليس في حضرات الأسماء الإلهية من يعطي التنزيهء على أن الحق تعالى معنا بذاته إلا الأمين الرقيب؛ لأنه من الرقبى» وهو أن تملك رقبة الشيءء ثم إذا ملكت رقبة ذلك الشي يء تبعته صقاتئّه كلهاء وما ينسب إليهء» كما أشار إليه قول الأعرابي , لما قال له النبي 82 : «إن الله 1 ركيد غمّال: أي تعدم 0 من رب اين فإنه أتبع الضحك وا ١‏ وآثاره ‏ وميك سيدئ غلا المرضيقق رمه الله تعال يقول إلنا قال تغالق + وهو مَعَيْدِ أبن ما مم4 [الحديد: 5] إشارة إلى أن الأين في الآية» إنما أطلق لإفادة مع الله تعالى للمخاطبين في الأين اللازم لهمء لا له سبحانه وتعالى» فهو مع كل )١(‏ محمد المغربي الشاذلي الشيخ الصالح العالم الزاهد الورع المسلك المرئي العارف بالله تعالى شمس الدين أخذ الطريق عن أبي العباس المرسي تلميذ شمس الدين الحنني كان بخيلاً في الكلام بالطريق عزيز النطى يما يتعلق بهاء كان كريم النفس دخل عليه السلطان قايتياج اي لووط ررب لز الك تيار فردها وأنشد "اقنع بلقمة وشرية ماء ولبس العفيشء رقل القلنك عتوك الأرفي واخراايفق الك توفي سنة (11قه), زفق ليس هذا حديثاً واحدأء بل جمع الشيخ فيه بين طرفي حمديثين» فحديث ضحك الله ع وجل يوم القيامة ورد في عدد من كتب السنةء منها ما أخرجه مسلم »)١51(‏ وفيه: #فتدعى الأمم بأوثانها وما كنت نجد الأرل الاوك تي , يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنظرون فيقو فيتولون ننظر ربتا فيقول أنا ربكم 5 فيقولون حتى ننظر إليك فيتجلى لهم يضحك. ‏ ع وأما وله : الن تعدم خيراً. فقتس الحديث في إحدى رواياته عند الإمام أحمد )١7/5(‏ : عن النبي يبظ أنه قال ضحك ربنا من قنوط عياده وقرب غيره قال أبو رزين فقلت يا رسول الله أويضحك الرب عر وجل العظيم لن نعدم من رب يضحك خيراً». (7) قوله: (وتوابعه) كذا في النسختين: والأولى (توابعه) بدون الواوء واللّه أعلم .

1 القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية

لها ابتذاء» البوت الأشياء أزلا فى غلم تعالى تغيّناً بلا بذاية؛ لتعلقيا نه تي يستحيل عليه العدم؛ لاستحالة كون علمه الواجب وجوده بغير معلوم؛ واستحالة اواك انوا ل و اس اي أن لم تكن» ٠‏ [25/أ] وكما أنها أزلية كذلك هي أبدية: آي ليس لها انتهاء. فهو معها يعد حدوئها من العدم عيناًء على وفق ما هي في العلم تعيناء وهكذا أينما كانت في عوالم بساطتها وتركيبهاء وإضافتها وتجريدهاء من الأزل إلى ما لا نهاية له انتهى .

وكان الشيخ تقي الدين بن المنصور”" رحمه الله تعالى يقول: المعيّات خمس» ولكن يجمعها المعيّة الجامعة» الشاملة لكونه تعالى معنا أينما كناء في حال كونه في العمىء. في حال كونه تعالى مستو على العرش» في حال كونه في السموات وفي الأرض» في حال كونه تعالى أقرب إلينا من حبل الوريدء ولكل من بكده لكات به نقمي

وأطال في ذلك ؛ ثم قال: واعلم أنه لا يجوز على الذات المقدس معيةء كما أنه ل جور أن م لدان ايكراء "على اعرش وذلك لأنه لم يرد لنا التصريح بذلك في كتاب ولا سنةء فلا تقول على الله ما لا نعلم . انتهى فليتأمل.

وكان الشيخ محي الدين رحمه الله يقول: الأدب أن يقال: إن الله معناء ولا نقول: نحن معه؛ لأننا لا نعلم ذاته: بخلافه سبحانه وتعالى» فإنه يعلمنا ويعلم أصلنا وفرعناء وغاية ما قالوه في المعيّة : إنها معيّة الصفات وإن لم تنفك عن الذات كما مرّ؛ فإن الأسماء تطلب العالم: والذات لا تطلب أحدأء فلا بد من معيّة الخلق مع الصفات؛ ليظهر أثرها فيهمء فرحيم بمن. وعفو عن من. ومنتقم ممن وهكذا.

وقال في باب الأسرار: لا يشترط في المجاورة الجنس؛ لآنه علطم في لبن جار عنده [515/ ب] بالمعيّة وإن انتفت المثلية .

وسمعت”*' سيدي علياً المرصفي رحمه الله تعالى يقول: من الأدب والإيمان

. قوله: (تعلقاً) في التسكتين: (تعلق) ولعله من تحريف النساح‎ )١(

)22 تقي الدين ابن المتنصور ٠‏ وسيرد ذكره مرة تأنية» لكنه هناك - ان ن أبي منصورد. وعلى كل | فلم أجد تر سجمته ‏

زقرة كذا في (5) وقي (ب) استوى .

2 في (ب): وكان سيدي. . .إلخ.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ويل

أن نقول: إن الله تعالى معناء ولا نقول: نحن مع الله؛ لأن الشرع ما ورد به؛ والعقل لا يعطيهء ولولا ما نسبه الحق تعالى إلى نفسه من المعيّة لم يقدر العقل أن يتعقلها؛ فإن الحى تعالى ظاهر المعيّة من الوجه الذي يليق بجلالهء كما أنه تعالى ظاهر الصحبة من الوجه الذي يليق بهء [وقد]”'2 قال ييهِ: «اللهم آنت الصاحب في السّفَّر والخليفة في الأهل»”"' والسفْرُ مأخوذ من الأسفار وهو الظهور.

قال نولا يكف أنمن تقول إن الحق تعالن معنا بصفاته دون ذاته اكثر أدبا ممن يقول: إنه تعالى معنا بذاته وصقاتهء وإن كانت الصفة لا تفارق الموصوف». لأن التصريح بمعية الذات لم يرد لنا في كتاب ولا سنة؛ فأردت أن أورد عليه قوله تعالى : لوَهُوَ مَمَيُب [الحديد: 8] وقوله تعالى: #إد أََّهَ مَمَكا» [التوبة: ]4٠‏ فآنظر جوابه. فمنعتني هيبته. وأنا أعتقد قدرته على الجواب عنه. فتأمل ذلك» والله سيحاته أعلم .

فإن قال قائل: فإذا كان الحق تعالى أقرب إلى العيد من حبل الوريدء فكيف صح قرب إبليس منه - أي: بخ انيح عقن أنه أمر اناد منه؟

فالجواب: أن قرب الحق تعالى لا يكيف؛ لأنه ليس هو بمسافة كقرب الخلق من بعضهم بعضأء وهنا أسرار لا تسطر في كتاب» فاعلم ذلك وكن من أهل التنزيهء والحمد لله رب العالمين .

(؟) أخرجه مسلم (15415): وأيو داود (59948؟).

0 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

عز مجل يمكن أن يضبطه اصطلاح

ومما أجبت به من يتوهم أن الحق تعالى يضبطه اصطلاح؛ فيكون ما يشهده منه زيد؛ هو ما يشهده منه عمروء 0 أن ذلك يؤدي إلى حصر الحق تعالى» وقد قال تعالى عن نفسه: #أوَافه وْسِعٌ 2- كي [البقرة: 1410؟].

والجواب: أن الله ا قال: الى كبو كىن 2 وهر أَلتَمِيعٌ الْبَصِيرٌ 4 [الشورى: ]١١‏ وإذا كان ليس كمثله شيء»؛ فمن المحال ال يطل اس [55/أ] فليس ما يشهده منه عمرو جملة واحدةء وبهذا القول عرّفه العارقفون» كما قال الشيخ في الباب التاسع والستين وثلاثماتة من "الفتوحات»: فلا يتجلى تعالى في شأن واحد لشخصين. ولا في شأن واحد مرتين.

قال: وليس فوق هذه المعرفة مقام يطلب حصوله نضبط به التجليات أبدا.

قال: وأما القدماء من الحكماء والأشاعرة والحتابلة ة والمعتزلة فقد اتفقوا على أمر مضبوط في صفات الحق جل وعلاء وجعلوا ذلك ضابطأ للحق جل وعلاء كل نوا الخلا

والذي نعتقده أن أثئمتهم يقولون: تعالى الله عن التقييد بحال دون حال» ولعلّهم إنما ضبطوا ذلك؛ مصلحة للعوام الذين لا يعرفون مراتب التجليات» ولا يُعرقون بها؛ بخلاف الكمل من العارفين» فإنهم يشهدون تنوّع التجليات لقلوبهم من الأنات؛ على اختلاف طبقاتهم» ولذلك [1/50] كان لا يقدر عارف”"' أن يوصل إلى عارف آخر صورة ما يشهده من ربه عز وجل أبداء وذلك لأن كل واحد يشهد من لا مثل لهء ولا يكون التوصل الا بلا مثال.

فلم أن الحق تعالى لا يثبت له محل في قلوب العارفين أكثر من أن واحدء ومن هنا كان لاا يصح لعبد تكييفه تعالى إذا شهده؛ لأن التجلي لا يمكث لحظة

. في النسختين (عارفاً) وهو من خطأ النساخ والله أعلم‎ )١(

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ديل

حتى يكيفه ويمثلهء وقد أجمعوا على أنه لا يئني على الله عز وجل بأعظم من نفي المثل .

فإن قال قائل: فهل الكاف فى طلَيْسَ كبِئْلِيء 45 [الشورى: ]١١‏ كاف الصفةء أو زائدة؟ ْ

ارات أن الكلام في ذلك فضول؛ لأن العلم الصحيح لا يدرك فيها

تقياس» ولا بالنظرء بل هو راجع إلى ما يعلمه الحق تعالى من ذلك» وهو لم 0 مراده بها - أي الكاف - من كونها أصلية أو زائدة .

وقال الشيخ رة ف اللمره ترات الأسرار من «الفتوحات»: ما حجب الرجال إلا وجود الأمثال» ولهذا ن نف «الحرق اتطالك اهرة تقيينه: العقلة )”نوريا مده تعالن؟ فإن كل ما تصوره العيد أو مثّله أو حْيّله هالك» والله تعالى يخلاف ذلكء» هذا اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة انتهى .

هل القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

جواب من يتوهم أ أسماء الحق: وصفاتهة غير مطلقة

ومما أجبت به من يتوهم أن أسماء الحقٌ تعالى وصفاته غير مطلقة ويعتقد تقييد كل صفة بشيء هو خاص بها دون أخواتها.

[والجواب]: اعلم إن صفات الحق تعالى مباينة لصفات خلقهء وكل صفة لا تتعذى ما جعله الحق تعالى فيهاء فقوة الشمْ مثلا لا تعطي سوى وصول الرائحة العَْطِرَ والنّتنَه ولما رأى بعض المحجوبين ذلك؛ ظنّ أن صفات الحق سبحانه وتعالى كذلك. والحق أنه أَوَلَ من غير ما هو آخر وظاهر وباطن» وآخْرٌ من غير ما هو أزل وظاهرء وباطن من غير ما هو ظاهر وأول وآخر.

وكان الشيخ محي الدين يقول: الحق تعالى أوْل لا بأولية تحكم عليهء وظاهر لا بعد استتارء ولا ينزل بعد ارتفاع كما قد يتوهمه بعضهمء بل هو الظاهر في حال كونه باطناء والباطن في حال كونه ظاهراء واختلاف حكم التجليات إنما هو في حق المتدرّكين والمشاهدين؛ بقدر ما يكشف عن سرائرهم وتعالى الله تعالى عن صفة الأجسامء حتى أنه يظهر بعد استتارء أو يتنزّل بعد ارتفاع .

وأطال في ذلك ثم قال : واعلم أنه تعالى ما أخيرنا بأنه الأول والآخرء والظاهر والباطن» إلا ليرشدنا إلى ترك التعب في طلب معرفة الذات.

أي : الذي يطلبونه من الباطن هو عين ما يطلبوته من الظاهرء ومع ذلك [] فلم تصغ أكثر النفوس من الثقلين إلى هذا الإرشاد» بل كل أمر ظهر لنا من الصفات تطلب خلافه» ولو أنها كانت وقفت مع ما ظهر لها من وجوه المعارف لاستراحت» وعرفت الأمر على ما هو عليه؛ فكان طلبها لما غاب عنها هو عين حجابهاء فما قدّرت [51/ ب] الذي ظهر لها حق قدره؛ لشغلها بما تخيلت أنه بطن منهاء والله ما بطن عنها شيء هو من مقامهاء وإنما حجب كل إنسان يما هو فوق مقامه لا غير . ش

وكان الشيخ أبو الحسن الشاذلي”'' رضي الله عنه يقول: قد محق الله تعالى

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية يفن

الأغبار كلها بقوله: لامر الأيّلّ الي أشي رتل4 [الحديد: ]2 فإن هذه الحضرات الأربع هي مجموع الوجود. انتهى.

وكان سيدي علي المرصفي رحمه الله تعالى يقول: لا يجوز حمل الاسم الظاهر والباطن على محمل النْسَب والإضافات”''» وإئما ينبغي حملها على أنه أمر ذاتي» يوصف به على الوجه الذي يليق بهء ويغلمه تعالى من نقسه. انتهى» فاعلم ذلك والحمد لله رب العالمين.

- 2 وارث شيخه الشاذلي تنصوفاً الأشعري معتقداً من أهل الاسكتدرية. لأهل مصر اعتقاد كبير فيه إلى اليوم» وكان يكرم الناس على نحو رتيهم عند الله تعالى حتى إنه ريما دخل عليه مطيع فلا يحفل فيه. وريما دخل عليه عاص تأكرمهء وله كلام بديع في تفسير القرآنء من ذلك ما قاله قي (الحمد لله رب العالمين): علم الله عجر خلقه عن حمده فحمد نفسه بنفسه في أزله فلما خلق الخلق اقتضى منهم أن يحمدوه ويمجدهء توفى سنة (747ه).

(1) الإضاقة: حالة نسبية متكررة بحيث لا تعقل إحداهما إلا مع الأخرى كالابوة والنبوة» وهي النسبة العارضة للشيء بالقياس إلى نسبة أخرى كالأبوة والتبوة» وهي امتزاج اسمين على وجه يفيد تعريفاً أو تخصيصاً. #التعريفات؛ 85).

14 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من يتوهم أن الله تعالى أمجد العالم من عدم مطلق

ومما أجبت به من يتوهم أن الله تعالى أوجد العالم عن عدم متقدم مطلق كما قال به يعض الأشاعرة .

[والجواب]7'': اعلم يا أخي أنْ العدم عدمان: عدم مطلق» وعدم إضافي.

قالعدم المطلق هو ما لم يتضمّنه علم الله القديمء فهذا لا وجود له البتة؟ لأنه ليس له عين ثابتة في العلم الإلهي .

وعدم إضافي وهو ما تكلم الناس فيهء وهو ما له عين ثابتة في العلم الإلهي» فهو عدم بالنسبة لعلم الخلق» ووجود بالنسبة إلى علم الحق تعالىء ومن هنا قال المحققون: العالم كله قديم في العلم الإلهي. حادث في الظهور.

ولعل مراد بعض الأشاعرة بقولهم: إن الله أوجد العالم من عدم. أي عدم نسبي إضافي. لا العدم المحض الذي لم يتضمّنه علم الله القديم .

فإن قال قائل: فهل العالم مرئي للحق تعالى في حال عدمهء أو لم تتعلق به الرؤية إلا بعد إيجاده في عالم الشهادة.

فالجواب: أن رؤية الحق جل وعلا لكل ما تضمنه العلم القديم رؤية واحدةء لا فرق في رؤيته لهء بين أنْ يكون موجوداً لناء أو معدوماً عندنا؛ لأنَّ الامور كلها لم تزل معلومة مرئية للحق تعالى في مراتبهاء كلها على حد سواء.

وهذه من أعز المسائل المتعلقة يسرٌ القدرء وقليل من الأولياء من عثر عليهاء والممكئات كلها مشهودة للحى تعالى. وإن لم تكن موجودة عندنا قما هي مفقودة عند الحق تعالى» فهي في حال عدمها مرتيّة للحق تعالى» مسموعة له» ولا ينبغي لمؤمن أن يتوقف في ذلك» وإن الله تعالى على كل شيء قدير.

)1١(‏ من زيادة المحمىق.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية يل

فإن قال قائل: هل هذا الذي وصف الحى تعالى نفسه بالقدرة عليه يشمل العدم المطلق. أم هو خاص بالعدم الإضافي؟

فالجواب: هو خاص بالعدم الإضافي كما مرت الإشارة إليه قريباً؛ فإِنّ ما لم يتضمنه علمه القديم؛ ليس هو بشيء قديم ولا حادث» حتى يوصف الحى تعالى بأنه قدر عليه: بل قالوا: لا يتصف الحق تعالى بالقدرة على نفسه؛ لقدمه وإن أطلق عليه شيء .

وقد قال في الباب التسعين من «الفتوحات:: اعلم أن الله تعالى لا يوصف بالقدرة إلا على شيء كما قال تعالى: #إِت أله عل كل َىْءٍ مدر [البقرة: ]7٠١‏ فنقى تعلق القدرة [/79/ ب] على ما ليس بشيء في علمه: وذلك لأن «لا شيء» لا يقبل التسبية'''؛ إذ لو قبلها ما كانت حقيقته لا شيءء ولا يخرج معلوم قط عن حقيقته. فالا شيء؟ محكوم عليه بأنه دلا شيء» أبدء وما هو شيء محكوم عليه بانه شيء أبدا .

ويصح الجمع بين قولي الأشعرية والمعتزلة؛ بأن يحمل قول الأشعرية: إن كل ما وجد عن «كن» وُجد عن عدم [/01/أ]. على العدم الإضافي» لا العدم المطلق. ويحمل قول المعتزلة: إن العالم كله وجد عن ثبوت. أي بثبوت في العلم» لا في الوجود الظاهر؛ إذ العالم قديم في العلم. حادث في الظهور.

وقال في باب الأسرار: العجب كل العجب من رؤية الحق في القدم أعياناً حالها العدم ثم إن الله تعالى إذا أبرزهم إلى وجودهم تميزوا في الأعيان بحدودهمء انظر وحقق ما أنبهك عليه وأشير إليهء أوجد الله تعالى في عالم الدنيا الكشف والرؤياء فترى الأمور التي لا وجود لها في عينها قبل كونهاء وترى الساعة في مجلاهاء والحق تعالى يحكم بين عباده فيها حين جلاهاء وما ثم ساعة وُجدت» ولا حالة مما رآها شهدت. فتوجد بعد ذلك في مرآها كما رآهاء فإنْ تفطنت فقد أرْمِيتُ بك على الطريق» وهذا منهج التحقيق. انتهى .

فإن قال قائل: فما المراد بالحق المخلوق به السماوات والأرض في قوله

)1١(‏ كذا في (أ) وفي (ب): التشبيه.

1 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

تعالى: وما حَلْقنا لسوت وَالأرْصٌ وَمَا بِيتبمَآ إِلَّا بآلْسَي» [الحجر: 85] هل لهذا الحق عين موجودة أم ل؟

فالجواب: أن هذا موضع غلط فيه جماعة من أهل الابتداء في طلب طريق أهل الله تعالى» فجعلوا لهذا الحق عيناً موجودة.

والحق أن الباء هنا بمعنى اللام. ولهذا قال الله تعالى في تمام الآية تَمََىَ أله عَمَمًا شَكُونَ4'' [النمل : 57] من أجل الباءء فمعتى بالحق أي للحق» ومعنى هذه الباء هي معنى عين اللام في قوله تعالى: #ومَا حَلَنَت لِِنَّ والإنى إِلَا يدون © [الذاريات: 05] فإن الحى تعالى لا يخلق شيئاً بشيء حقيقةء وإنما يخلق

وكل باء تقتضي الاستعانة والسيبية فهي لام؛ فما خلق الله تعالى شيئاً إلا للحق. وهو أن يعبده ذلك المخلوق بحسب مقامه. فيجازيه على ذلك يحسب ما سيق له في علمه تعالى» فاعلم ذلكء» واعتقد أن صفات الحق تعالى عالية عن صفات خلقهء والحمد لله رب العالمين.

)١(‏ هذا من سهو القلم فليس من الآية السابقة #تعالى الله عما يشركون4. وإنما هي في سورة التمل كما رأيت: ولعل الآبة التي بريدها الشيخ هي قوله تعالى: #خلق السموات والأرض بالحق تعالى عما يشركون» [النحل : 111ء والله أعلم.

القواعد الكشقية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 1١‏

بجواب من ينوهم أن الله خلق العالم على مثال سايق

ومما أجبت به من يتوهم من كون العالم كان ثابتأ في العلم الإلهيء قبل أن يخلقه الحق جل وعلاء أنه خلقه على مِثَالٍ سابقء فكأنّ هذا يقول: لا فرق بين خلق الله تعالى» وخلق عباده بإذنه .

والحواب : أن هذا المتوهم:

إن كان توهّم أنه تعالى أوجد العالم على حدّ ما علمه فتوهمه حقء إلا أن عيارته فاسدة.

وإن كان توهمه أن الله تعالى لم يعلم صور المخلوقات إلا على حالٍ سابق عن علمه فذلك كفر.

ومعلوم أن العلماء قد أجمعوا على أن الله سبحانه وتعالى أبدع العالم كله على غير مثال سْبَقَء [74/ب] عكس ما عليه عياده؛ فإِنْ الله تعالى إذا أقدر عبدا من عباده على أن يخلق شيئاً بإذنه» لا يخلقه إلا إذا أنشأه في نفسه أوّلاً عن تدبير ورويّةء ثم بعد ذلك تبرزه القوة العمليّة إلى الوجود الحسيء على شكل ما يعلم له مثل ؛ وهذا محال في حى الحق تعالى.

فلم يزل الحق تعالى عالماً بخلقه أزلاًء والخلق لا يعلمون بأنفسهم» ولا يجوز أن يقال: إِنْ الخلق كانوا على صورة؛ ثم علمها الحق جل وعلا قبل خلقهم؛ لأنه يُؤذْنَ بسبق صور العالم على العلم القديمء وأنه تعالى اخترع شيئاً لم يكن يعلمه قبل» وذلك كفر.

وقد ثبت بالأدلة القاطعة على قوله''' تعالى: آلآ يَعَلّ مَنْ خَلَقَّ» [الملك: ]١5‏ وقوله 8إِنّمُ يكل سَىَءٍ عَلِيمُ4 [الشورى: ؟١]‏ أنه عالم بكل شيء. وأنّ علمه تعالى قديمء وأنه تعالى اخترعنا بالفعل على غير مثال سيق. وأننا خرجنا للوجود على حد

. الجار والمجرور متعلقان بمحذوف تقديره: (يناء أو المبنية)» والله أعلم‎ )١(

1 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

ما يعلمه الحق تعالى» وما لا يعلمه لا يريدهء وما لا يريده ولايعلمه لا يوجدهء فنكون نحن حينئذ موجودين بأنفسنا وبحكم الاتفاق» [58/أ] وإذا كنا كذلك». قلا يصح وجودنا عن عدم.

وقد ثبت بالبرهان القاطع وجودنا عن عدم أي إضافي» فإياك أن تفهم من قوله تعالى: #اتتَبَارَكَ أَهَّدُ أَحْسَنٌ نُقَيِقِينَ4 [المؤمنون: ]١4‏ إثبات الاستقلال بالخلق»؛

لتحلى حنت أثنت ت تعالى أن هناك خالقين» ولكنه تعالى أحسنهم خلقاً؛ فإنّ الله تعالى قد قيّد خلق عيسى للطير بقوله: #بِإِدْف» [المائدة: ١١١]ء‏ وقال: # كَهِيَةِ

ألظَيرٍ» [الماتدة : - ولم يقل تخلق طيراً.

وإيضاح قوله : طالَحَسَنٌ لقَئِتِينَ4 هو أن يُعلم أن الح تعالى لا يخلق شيئاً إلا عن شهود فى علمهء فيكسو ذلك المخلوق بالخلق له حلة الوجوده يعد أن كان تعدريا ثى جهو الحلق يخلاك اليد ]3 كلق لفان على بده شي ا المترات رد ب ور اميه ااام عرد قويد أن يخلق ميقليا يبتدع مثلهاء والحق تعالى لم يزل عالماً بالأشياء أزلاًء ال عط آخر؛ لآنّه لا افتتاح لعلمه ولا لمعلومه. كما تقدّم إيضاحه في هذا الباب مراراء وقد حصل الفرق بذلك بين خلق الله تعالىء وبين خلقه العباد بإذنه .

وقد سُثئل أبو القاسم الجنيد رحمه الله عن هذا العالم؛ هل هو قديم أو حادث؟ فمال: هو وجود متردد بين وجود وعدمء لا يخلص لأحد الطريقين» قيالها من حيرة؛ فإنه لو كان موجوداً لا يتصف بالعدم لكان حقاء ولو كان معدوماً لد يتصف بالوجود لكان محالاً. انتهى

وقال الشيخ في الباب الثامن والتسعين ومائة من «الفتوحات» من قال: إن العالم موجود عن عدم صَدَق» ومن قال: إنه موجود عن وجود - يعني في علم الحق - صدقء وأطال في ذلك ثم قال 191/ ب]: قتبتتر رايت الذي راتحا عتلتهشتث مهنا مقنة قف لقتنا وباط ين الأمرآانت كنتقا

قذأئبةتالشيةقولربي لَولمتكنْئهَمَاوجدنًا لولمثكئئمياخبيبئ إذقال كن لمتكئ سمعتا

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

١

نشد أيضاً ف الياب الثامن وثلاثمائة :

عَسجبيْ بِنْ قائل تحن لعدم إن كان قِلمَ قيل له فلقذ بطل كن قدرةٌمَنْ نكيف للعقل ليل والذي فنجِةًالنفس في الشرع قلا واعتصمْ بالشرع في الكشف ققد أممل الفكر ولا تحفل به كلّعلم شهذالشيوعلة وإنا اتيف ايمل فل مفلل ما جهلاللوح الذي

اين

الكون أو كون أنت أنتقا

الذي قيللةلمْيكُئمْ ليكون والكونٌمَالايِنعَسمُ دل بالعقل عليِهاوخَكم قذبناهُالعقلٌ بالكشِض هَنمَ تَُإننَانارأىثْمجَممْ فَازّبالخيرغَبِيدٌقذغصمُ واتركتةمثل لحم ووضه'() طورك الرْمْ مالكمفيهوقام

قال بعضهم: ووجه شعت كم الشيخ كونُ الحق تعالى أضاف التكوين

في قوله تعالى: '#إِنَّمَا رن ىه ل

ردنه أن 0 أ

كه أ َل أ كل سكوْنْ م4 [النحل :

]٠‏ إلى ذلك الشىء الذي يكون. لا إلى القدرة الإلهية؛ فكأنه تعالى قال لمخلوق:

اخرج للصلاة فخرج. انتهى

وقال بعضهم [1/24]: الحىٌ إن للحق تعالى أن يفعل ما يريدء ويكون ذلك من باب خطاب الصفة لموصوفها. انتهى فليتأمل . والذي نقول به نحن خلاف ما قاله هذان الشخصان. ولكن لا يذكر إلا

مشافهة : والحمد لله رب العالمين .

وسمعت سيدي علياً المرصفى رحمه الله تعالى يقول: في بعض الهواتف الرنانة :با تعينك' آنا الثور توعونوه وانكت الطلية النيرية '" لإمكانك:

)١(‏ الوضم: كل شيء يجعل عليه اللحم من خشب أو بارية يوفى به من الأرض . "الصحاح؟ (وضم). (؟) ذكر في لسان العرب (هرج) عدة معانٍ للهرج أنسبها لما هنا (الاختلاط)؛ فالمعنى والله أعلم :

انلكا 6 ا

ل القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

فإياك أن عرض عن شهود ظلمتكء» فتعرض عن إمكانك»: جهلتني ولم تعرقني؛؟ قإنه 5 دليل لك على أنى إلهك وريك عو إمكاتك» وهو شهود ظلمتك. فلا ننظر إلي نظر يغيبّك عني» فتجهل ما خلقتك له» فكن تارة

الى م م

وتارة» وما خلقت لك عيئين إلا لتشهدئي بواحدة» وتشهد ظلمتك بالأخرى.

انتهى . قتمد بان لك بما قررناه القرىٌ بين قعل الله تعالى وفعل عبادهء وإن كان كل

فعل في الوجود يرجع إلى الله وحدهء والحمد لله رب العالمين.

)1١(‏ كذا في النسختين. وفي هامش (أ): لعله: وموجدك.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ١‏

جواب من ينوهم أن صفات الله تعالى عينه أو غيره

ومما أجبت به من يتوهم أن صفات الحق تعالى عين"" .

اعلم يا أخي أن الناس قد اختلفوا في ذلك اختلافاً كثيرأء قال إمام المتكلمين بالمقرب أبو اعد الله الكتاتي'؟؟ رحمةه الله تغالئ : كل من تكلفي دليلاً على كون الفبفات الاتقةعيا ارغيرا قير تاضر» لكو مج قال إنها عرق اكد احا بنع الله تعالى ممن يقول: إنها غير؛ لأن جميع الأسماء والصفات الإلهية نِسَبُ وإضافاتٌ 1[ ] ترجع إلى عين واحدة؛ لأنه لا يصح هناك كثرة بوجود أعيان أخرء كما زعمه بعض التُظام .

ولو كانت الصقات الإلهية أعياتاً زائدة - وما هو إله إلا بها - لكانت الألوهية معلولة. ثم إنه لا يخلو أن تكون الصفات عين الإله» فالشيء لا يكون علة لنفسه. أو لا تكون عيئه: فالكق كعاني :له مكو مونل لذ لعلة لش عدت فَإنْ العلة متقدمة على المعلول بالرتبة؛ فيلزم من ذلك افتقار الإله؛ من كونه معلولاً لهذه الأعيان الزاتدة: التى هي علة له وهو محال؛ فبطل أن تكون الأسماء والصفات أعياناً زائدة على ذاتهء تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً

وقال الشيخ محي الدين في الباب السادس والخمسين من «الفتوحات» اعلم أن الله تعالى عائمٌ قادر خبيرء كل ذلك بتفسه. لا بأمر زائد على ذاته؛ إذ لو كان ذلك بأمر زائد على ذاته - وهي صفاتٌ كمالٍ» لا يكون كمال الذات إلا بها - لكان كماله تعالى بشيء زائدء واتصفت ذاته بالنقص والفقر إذا لم يقم بها هذا الزائد.

قال: وهذا الذي دعا بعض المتكلمين إلى أن يقول في صفات الحق تعالى: إنها عينه ‏

فق كذا في (أ) وفي (ب): غيره. (؟) كذا قي (أ) وفي (ب) الكناني. وعلى كل قلم أجد ترجمته .

.1 القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية

وأما من قال: إن صفات الحق تعالى غيره»ء فدعاه إلى ذلك كونه رأى صفات المعاني كالعلم بقدر''' رفعه مع كمال ذات العالم من الخلق؛ فلمًا أعطاه الدليل ذلك طرده شاهدا وغائباء يعني في حق الحق تعالى؛ كما هو في حق الخلقء قأخطأ كل الخطأ. وذلك لأن الحكم على المحكوم عليه بأمر ما - من غير أن تعلم ذات المحكوم عليه وحقيقته - جهلٌ عظيم من الحاكم عليه؛ فرّجم الله الإمام أبا حنيفة ؛ حيث لم يقض على الغائب بشيء.

وأما وجّه قول من قال: إن صفات الحق تعالى لا هي عيئه»ء ولا هي غيره» فهو أنه رأى العلم صفة للعالم من الخلقء وهي حجاب بينه وبين ربهء لا يمكن العبد أن يرفع الحجاب أبدآء بل هو خلف علمه دائمأء ولذلك قالوا: العلم حجابٌ أي [١5/أ]‏ بين العبد وربهء فما عرف الحق تعالى حقيقة إلا علم العيد لا العيد؛ فلما علم هذا القائل ذلك قال في الصفات: ما هي غيره فقط ووقفاء ثم إِنّه رأى الضنة آمرأ ستف رلا زائزا على اهو وق هذا القائل 'أن"تكورن العفاتك سو وما يدري على أن يثبت هو من غير علم يصعد به. فقال: وما هو غيره» فحار فنطق بما أعطاه فهمه؛ وقال: صفات الحق لا هي هوء ولا هي غيره.

وقال الشيخ محي الدين في الباب السبعين وأربعمائة: وهو كلام خلىُ من الفائدة؛ لا روح فيه يذل على فضول صاحبه في العلم .

وأطال في ذلك ثم قال: ولكن إذا قلنا نحن مثل ذلك القول» لا نقوله على حد ما يقوله المتكلمون؛ لأنهم يعقلون الزائد ولا بدء ونحن لا نقول بالزائد. انتهى.

وقال فى الباب الثامن والخمسين وخمسماتة: إن قلنا النِسَّب أمور عدمية؛ جعلنا للعدم ثرا في الوجودء وإن قلنا إنها أمور زائدة على الذات» وإنها وجودية - ولا كدان" 1 الااري] للح نان اليا ح يننا كباله جالى بغي

وقال فى الباب الحادي عشر وخمسمائة : من قال: إن الصفات هي هو صدق» ومن قال: با فمِنْ هنا قال الأشعرية: صفات الحق تعالى منها ما هي هوء وما نر وذلك الاختلاف الذي يراه الناظر فيها. 6 كذافى'() مسبرطة بالشكل :رفي (ت)+ يقد ولم يمبطها: ولمل هاف '(ت) هو الصرات:

والله أعلم.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 151

أما('' من قال: لا هي هو ولا هي غيره؛ فقد تقدم كلام الشيخ عليه قريباً. انتهى .

فاعلم ذلك» واعتقد أن صفات الحق تعالى عينه لسائر”"' صفات خلقه. وإن لم تصل إلى ذلك إلا بالسلوك على يد شيخ وجب عليك السلوك؛ ليرفع عنك الحجاب؛ وذلك هو الكمال الذي فيه يُعطي الحق تعالى الأدب على الكشف واليقين» دون الظن والتخمينء والحمد لله رب العالمين.

144 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من يتونهم أنه ليس لله تعالى إيلام الدواب والأطفال

ومما أجبت به من يتوهم أنْ ليس لله تعالى إيلام الدواب والأطفال» ويحجر على الحق تعانى في ملكه؛ كما بلغني عن بعضهم .

والجواب: أن مثل هذا التوهم لا يقع إلا من جاهل بالله تعالى وبأحكامه: فإن الله تعالى يتصرف في خلقه بالملك» وله أن يفعل بهم ما يشاءء ولو لم يقع منهم ذنب» كما يقع منه تعالى ذلك حين يأمر إسرافيل بنفخة الصعق» فيميتهم من أولهم إلى آخرهمء إلا من شاء اللهء ولا يصح الاعتراض عليه إلا لو كان متصرفا في ملك غيره»: وقد قال تعالى: #إن حَكُلٌ من في السَّمَوتِ وَالاَرّضٍ إِلَّ ان ابن عَبدًا )4 [مريم: ١14‏ وقال تعالى: هيَنْهْرُ يمن يَكآه وَيْمَيْبُ من ك4 [آل عمران: 8] من حضرة إطلاقه تعالى. كما أنه لا يغفر أن يشرك به من حضرة تقييدهء فالكامل من آمن بهاتين الحضرتين.

ويقرب من هذه المسألة اختلاف الناس في إنفاذ الوعيد بالعذاب» في حق عصاةٌ الموحدين؛ إذا ماتوا على غير توية ‏

وقد قال في باب الأسرار من «الفتوحات:: في قوله تعالى: #ظْهَرٌ الْقَسَادُ في لير لبر بِمَا كَسَيْتْ يُذِى آلثّاين الِذِيقَهُم بَنْضَ الى عَيِلُوا» [الروم : .]4١‏

اعلم أن الله تعالى أخبر في هذه الآية أن كلما حصل للعيد من الأمور المؤلمة فهو جزاء. ما هو ابتلاء» فما البريّة وهي بريّة.

قال: وهذه مسألة صعبة المرتقى» قد اختلف فيها طائفتان كثيرتان من المسلمين» فمنعت إحداهما ما أجازت الأخرى؛ ونصرت واحدة ما قام في غرضهاء وذلك عين مرضها.

قال: وأما الطبقة العليا من أهل الكشف؛ فعلموا الأمر يقيناء وأنه لم يكن في الدنيا أمر مؤلم قطء إل وهو جزاءء ما هو ايتلاء؛ يقول الطبيب إذا تألم المريض من التداوي: والله ما قصدت إلا نفعك بما وصفته لك من الدواء الكريه المؤلم»

القواعد الكشغية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية |

فإذا مرض ) الطبيب»؛ ولم يدر م من أي باب دخل عليه المرضص» 31 /) قال له الحىٌق جل وعلا: إنما أصابك هذا الألم؛ مجازاة لك على ما أدخلته على المرضى من الآلام. فخذ جزاء ما فعلتهء وإن كان ذلك الألم ما قصدته. انتهى فليتأمل [7/7/ ب].

وقال في الباب الثالث والعشرين وثلاثمائة: اعلم أن إنفاذ الوعيد قد نفاه قوم مع أنه واقع في دار الدنياء وأثبته قومء والذي أثبته هو المحق؛ فإِنَ من قال به لم يقيده بوقوعه في الآخرة» فيحصل الصدق بوقوع العقوبة في دار الدنيا يوجه من الوجوه .

فيتبغى حمل كلام من قال بإتفاذه عي الدب بحصول الالام النفسية والحسية فيهاء وذلك عين إنفاذ الوعيد في حقهم؛ لأنه لا بد لكل مخلوق من وقوع ما يؤلمهء فصح قول المعتزلة في مسألة إيلام البريء والطفل؛؟ فإِنْ الأشعري يجوز وقرع ذلك على الله تعالى» وما كل جائز واقع.

وكان الشيخ محي الدين رضي الله عنه يقول: وكل ما احتج به الأشعرية على السمكرلة اليش هو وغلره؟ فإنَ القائلون بإنقاذ الوعيد مصيبون؛: ولكن حيث يعيّنه الحق تعالى في الدنياء أو في الآخرةء فإذا نفذه في الدنيا عرضء أو ألم نفسي أو حسي؛ كان ذلك عقوبة» وكان ستراً له عن عذاب الآخرة. انتهى.

فإذا علمت ذلك فاحمل كلام من قال يإنفاذ الوعيد - ولا بد - على هذه الأمراض والآلام» التي لا يسلم منها أحدء وأنها تكفي في إنفاذ عقوبة الذنوب؛ فإن الله تعالى قد يعفو عن صاحبهاء ما عدا العصابة الذين يدخلون التار من عصاة المرحدية». والحمد للهاري العالمين:

1 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من يتوهم أن قرب الله إلينا وبعده عنا كقربنا وبعدنا من بعض

ومما أجبت به من يتوهم في قرب الحق تعالى من عبدهء أو بُعده مئه أنه مسافة كما هو وصف الأجسام .

[والجواب]: اعلم يا أخي أن شهود البُعد والقرب» إنما هو راجع إلى شهود العبدء لا إلى الله تعالى؛ فإنه على الدوام أقرب إلى العبيد من حبل الوريد: وفي هواتف محمد بن عيد الجبار اليقري”'2 رحمه الله تعالى : يقول الله عز وجل: من شهد قُربي منه تارةء ويعدي عنه تارةً قما عرفني؛ فإن القرب الذي عرفه هكذا مسافة ؛ والبُعد الذي عرفه مسافة. وذلك من صفات الأجسام» وأنا ليس بجسمء فلا نعدي كما يليق يجلالي عرفواء ولا قربي كما يليق بجلالي عرفوا. انتهى .

وقال الشيخ محي الدين في باب الأسرار من "الفتوحات»: من أعجب ما يعتقده أهل التوحيد وصفه تعالى بالقريب والبعيد؛ قريب ممّنء وبعيد عمّنء هو أقرب إلى جميع العبيد من حبل الوريد.

وقال في الياب الستين ومائتين: ليس للبُّعد من الله تعالى سبيل» وإنما البعد منه تعالى أمرٌ إضافي» يظهر في نسب آثار أحكام الأسماء الإلهية. فزمان نسبة أثر حكم الاسم الإلهى في شخص هو زمان اتصافه - أي الاسم - يالقرب من العبد. وقرب العبد منه.

وأمَا الاسم الذي ما له حكم العبد في ذلك الوقت فهو بعيد عنهء فإذا آطاع العبد [77/ ب] فهو قريب من نسبة أثر الاسم العزيز مثلاء وإذا عصى فهو قريب من نسبة أثر الاسم المُذل كذلك. ولا بُعد في الحقيقة من الحقّ بوجه من الوجوه. وإنما ذلك كله راجع إلى شهود العبد؛ وكثيرا ما يتوالى على العبد الطاعات» فيصير يحس يشدة قربه من الله تعالى» فيسأله في حوائجه من غير واسطة؛ وتارة يعصيه )١(‏ لم أعثر على ترجمته؛ ولعل في اسمه هنا تحريقاً. ويكون المراد به التفري صاحب المواقف لا

الهواتف» وسيأتي ذكره قريبا.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ل

قرسا يكيل نفسة عدا "قبناله بالوفااظ مت .أنه يدق ترانيتك الأموات من الأولياء.

وقد تقدم الجواب عن قول بعضهم [1/55]: إذا كان الحق تعالى أقرب إلى عبده من حبل الوريدء فكيف أمر العبد بالاستعاذة من الشيطانء وليس له محل يدخل للوسوسة» وإن الإشكال لا يأتي في جانب الحق تعالى؛ لأنْ قربه ليس كقرب الأجسام؛ لاستحالة الجسمية في حقه تعالى .

قاعلم ذلك فإنه تفيس» وإياك أن تظن بالحق تعالى التحيز في جهة من الجهات كالأجسام فتخطىء» والحمد لله رب العالمين.

١‏ القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من يتونهم أن كلامه تعالى مسبوق بصمت

ومما أجبت به من يتوهم أن كلامه سبحانه وتعالى يكون عن صمت متقدم. أو سكوت متوهم .

[والجواب]”'': اعلم يا أخي أن كلام الح تعالى» قديم مباين كلام عياده ونطقهم؛ لأنه قديم أزلي» لا يكيف كسائر صفاته. من علم وإرادة وقدرةء كلم به موسى عليه الصلاة والسلامء سماه التوارة والتنزيل والزبور والإنجيل» من غير تشبيه ولا تكييف. حتى لو سئل موسى عليه الصلاة والسلام: كيف سمعت كلام ربك؟ لا يقدر على إيصال”'' علم كيفية ذلك إلينا بعبارة؛ لأنه من جملة علوم الأذواق. كما لو قلت لمن ذاق العسل: دونك صف لي طعمه؛ لا يقدر على إيصال صورة ذوقه لك في عبارة .

وإيضاح ذلك أن علوم الأذواق لا تضيطها عبارة؛ كما أن القديم لا تضبطه عبارة» سواء كلام الله: أو غيره من صفاته تعالى؛ فإنه لا يصح تكييفه؛ إذ كلامه تعالى من غير لهات ولا لسان؛ كما أن سمعه من غير أصمخة ولا آذان» كما أن بصره من غير حدقة ولا أجفان.

قال الشيخ محي الدين في الباب السابع والتسعين من «الفتوحات»: اعلم أن أول كلام شى أسماع الممكنات كلمة «كن»؛ فما ظهر العالم إلا عن صفة الكلام. وهو بوجه نفس الرحمن على عين من الأعيانء فتكيف بذلك النفس شخصية ذلك المقصودء فيعبر عن ذلك الكون بالكلام؛ وعن ذلك الشيء المتكون عينه بالنفس ٠»‏ وعين الشيء المتكون فاعل بالعالم.

فعُلم أنْ نفس الحق تعالى لا يُكيف ولا يعقل . انتهى .

وقد وردت [5//م,ب] الإشارة إلى ذلك فى نحو حديث: اإنّ نفسى الرحم؛:

و نا

22 زيادة من المحقى . () في هامش (1): في نسخة : إيصاله.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية ١‏

يأتيني من قبل اليمن»”'2. انتهى. فكأن مراده يُكيةِ بنفس الرحمن تنفسه عنه بالأنصار حين أتوه من اليمن.

وقال في الباب الثاني والثمانين ومائة في قوله تعالى ##وَهو ألتَمِيعٌ ا [الشورى: :]١١‏ إنما قدم الاسم السميع على البصير؛ لأنْ أول شيء علمنا الحق سبحانه وتعالى القول منه» والسماع منّاء فكان عند الوجود. انتهى .

قلم نعلم الكلام إلا بالسمع. فهو أول شيء علمناه من الصفات.

واعلم يا أخي أن مسألة كيفية كلام الله تعالى» والكلام على حدوثه وقدمه من عضال المسائلء وقد حصل بسببها ضرب وقتل للأئمة» فنذكر لك أحسن ما رآينا من كلام المتكلمين» ثم ما رأيناه من كلام العارفين.

فقول وبالله التوفيق : اعلم أن القرآن يطلق على معنيين» كما قاله الكمال ابن أن لون" برحية الله سال

أحدهما: الكلام القائم بالذات المقدس.

الثاني : اللفظ المنزل على محمد كا.

وهل إطلاقه عليهما بالاشتراك»؛ أو هو في الثانى مجاز مشهور؟ [1/167] الظاهر الاشتراك . 0

ثم إن القرآن بالمعنى الأول محل نظر علماء أصول الدينء وبالمعنى الثاني محل نظر علماء العربية والفقه وأصوله.

ووجه الإضافة في تسمية”" كلام الله تعالى» بالمعنى الأول أنه صفة الله تعالى

0

)١(‏ قال العرافي في تخريج أحاديث الإحياء /١(‏ 15): أترجه أحمد (041/5) من حديث أبي هريرة في حديث قال فيه: «وأجد نفس ريكم من قبل اليمين»: قال الشيخ شعيب الأرئاؤوط : صحيح دون قوله: #وأجد نفس ربكم من قبل اليمين» و حا لقلاك يك تمع هر ابن تعيم - وشبيب هذا ا ا حال. ولم يؤثر توثيقة عن غير ابن حبان وباقي رجال الإسناد ثقات .

(1) محمد ب ل ا بو المعالي كمال الدين ابن الأمير ناصر الدين عالم بالأصول من فقهاء الشافعية من أهل بيت المقدس عولداً ووفاة نعته آين العساد بالإمام شيخ الإسلام ملك العلماء الأعلام من تصانيقه «الدرر اللوامع بتحرير جمع الجوامع» في أصول الفقه و«القرائد في حل شرح العقائد» و«المسامرة على المسايرة؛ في التوحيد» توفي سنة (5ظلكه).

(9) كذا في النسختين ولعلها نسميته كلام الله .

1645 القواعد الكثفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

وبالمعنى الثاني أنه تعالى أنشأه برقومه في اللوح المحفوظ ؛ لقوله تعالى: #يل هو ان بيد © ف لوم عَخفُظ (4©7 [البروج : ]750١‏ أو بحروفه في لسان الملك لقوله تعالى : ##إِنَم لول تر كيم © [الحاقة: 0]4٠‏ أو لسان التبي لقوله اا نَل به ألو دمي ١‏ ©) عل قليك4 [الشعراء ]وعدم أنْ المتزرل على القلب» انا قر المت وو اللفظطء لا بمجرّد كونه دالاً على كلامه القديم . نم هل يعتبر في التسمية بالقرآن بالمعنى الثاني خصوص المحل كما قيل: إنه اسم لهذا المُؤَلف القائم بأول لسان اخترعه الله تعالى فيه؛ إذ لا يعتبر في التسمية إلا خصوص التأليف الذي لا يختلف باختلاف المتلفظين . قال [5// ب] الكمال بن أبي شريف”'': الصحيح الثاني ؛ لأنَا نقطع أن كل ما يقرأه كل واحد متك هو القرآن المنزل على النبي ول وعلى الأول يكون مثل 0 اللسان» عي ومن الم 0 مخلوقاً 0 0 إلى القرآن بالمعنى الأولء الذي هو الكلام النفسي القائم بذاته تعالى . انتهى . وقال الشيخ أبو طاهر القزويني رحمه الله: قد أجمع السلف كلهم على أن الراك 0 مخلوق . 5-0 اين هل ذلك القراءة» أو ا والمسلم عليه هو النبي يله من غير بحث أنه شخصه.؛ أو روحه. وأطال في ذلك ثم 1 وبالجملة فالأئمة الكبار من شيوخ السلف. مثل الإمام اتيك وسقيات لفو ”5 0 وأئمة الحديث قاطية؛ رضي الله عتهم أجمعين » كانوا )000 في (ب) زيادة: رحمه الله تعالى وتفعتا به (؟) سقيان الثوري: سفيان ين سعيد بن مسروق الثوري أبو عيد الله أمير المؤمئين في الحديث؛ كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى ولد ونشأ بالكوفة وراوده المنصور العباسي على أن يلي الحكم فأبى وخرج من الكوفة سنة (44١ه)‏ فسككن مكة والمديتة ثم طلبه المهدي فتوارى وانتقل إلى البصرى إلى أن مات فيها مستخفياً من مؤلفاته: ا الجامع الكبير؛ و#الجامع الصغيرة و«الغرائضص؟؛: توفي سنة (171١ه),‏

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية مه

أكثر عقلاً وأغزر علمأء ومن المحال أن يخفى عليهم مثل ذلك. وإنما زجروا أصحابهم عن الخوض في مثل ذلك؛ لدقته وغموضته. كما ذموا الكلام على التوحيد المطلق؛ لعلمهم بأنْ استخلاص الحق من بين فَرْثِ”'' التشبيهء ودم التعطيل عسر جداء إلا من رزقه الله الفهم عنه؛ فإنْ غالب الناس لا يتفطنون للفرق بين المقروء والقران.

فخاف السلف أن يتزلزل على أصحايهم عقاتدهمء فأمروهم بمحافظة الأمر الظاهر؛ والزايمان به قطعاء من غير بحث عن المعنى» إن قد صح إيمان المؤمنين بالله وملائكته ورسلف وهم لم يروا الله وملائكته ورسله. ورأوا لأصحايهم أن السكوت عن ذلك أسلمء وقالوا: البحث عن ذلك بدعة» وقالوا: لهم اقرؤوه كما جاء من غير كيفاء وقولوا: آمنّا بيه وصدقنا.

وأما كلام الصوفية في هذا المبحث؛ فأحسنه كلام الشيخ محي الدين 51// ب] رضى الله عنهء وها أنا أذكر لك من نقوله ما لا تجده عند غالب الأقرانء فأقول وبالله التوفيق:

قال الشيخ في الياب الرابع والثلائين عن «المتوحات»: إنما نَل القرآن كله ليله القدر؛ إشارة إلى أن به تُعرف مقادير الأشياء وموازينهاء وكان فى الثلث الآخر منها [غ5/أ].

وقال في الباب التاسع والستين وثلاثمائة: المراد بقوله تعالى: ما بيهم من كر ين رَيَهِم ُْدَثْ [الأنبياء: ؟] نه محدث الإتيان لهم لا الوجودء فهو قديم في العين» حادث في التيان» فحدث علمه عندهم حين سمعوهء كما نقول: احدث اليوم عندنا ضيف ومعلوم أنه كان موجوداً قبل أن يأتى إليناء وقد جاء القران العظيم في مواد حادثة. تعلق السمع بهاء وكذلك الفهم تعلق بما دلت عليه الكلمات» فله الحدوث من حيث الاتيان» وله القدم من حيث العين .

وأطال فى ذلك» ثم قال: ومما يدل على أن الكلام لله عز وجل» والترجمة

عبر

للمتكلم قوله تعالى مقسماً ظإِنَّمُ4 يعني القرآن العظيم لإِنَمُ لول رَسُولٍ كير »

)١(‏ الفرث: السرجين ما دام في الكرسء "الصحاح*؛ (قرث).

1 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

[الحاقة: ]4٠‏ فأضاف الكلام إلى الواسطة والمترجمء كما أضافه تعالى إلى نفسه يقوله: لقره حَقَّ يَسْمَمَ كلم أنَّو4 [التوبة: 1] فإذا ثلي علينا القرآن؛ فقد سمعنا كلام اللهء وموسى عليه الصلاة والسلام لما كلمه ربه سمع كلام اللهء: ولكن بين السماعين أبعد من يُعد المشرقين؛ قإن الذي يدركه من سمع كلام الله تعالى بلا واسطةء لا يساويه من يسمعه بالواسطة . انتهى .

وقال في الباب الثامن والسبعين وثلاثمائة في الكلام على قوله تعالى: #وَالَدنَ كتروا أله كراب بنِبعَةٍ يَخْسَبْهُ الظَمَتَانٌ 45 [النور: 4"] إلى آخرف أي: وليس بماء: اعلم أن حكم من يسمع كلام الله تعالى كذلك؛ فريما سمع العبد كلام ربه بصوت وحرف إذا رآه في المنام» وليس هو بصوت ولا حرف في نفس الأمرء وإن كان من المحال أن يظهر أمر في صورة أمر آخرء إلا بمناسبة تكون بيتهماء فهو مثله في النسبةء لا مثله في العين.

وأطال في ذلك ثم قال: فكما أن الظمآن إذا جاء السراب لم يجده ماء كما كان 500 كذلك من سمع كلام الله في المنام: لو كشف عنه الغطاء لم يجده بصوت ولا حرف» كما سمعه. انتهى .

وكان رضي الله عنه يقول: مثال ظهور الوحي [/اا/ ب] في الألفاظء مثال ظهور جبريل عليه السلام في صورة دحية”''؛ فإن لم يكن حين ظهر فيها بشراً متخضاء ولا هلكا مقضاء ولا كان بشرأ وملكأ معأ في آن واحدء فكما تبدلت في أعين الناظرين» ولم تتبدل حقيقته التي هو عليهاء فكذلك الكلام الأزلي.: والأمر الأحدي» يتمثل بلسان العربي تارةء وبلسان العبراني تارةء ويلسان السرياني تارة وهو في ذاته أمر واحد أزلي» فالكافر والمشرك يسمع كلام الله. وموسى يسمع كلام الله؛ ولكن بين سماعيهما أبعد من بعد المشرقين»؛ ولو كان سماعهما واحداً لبطل الاصطفاء . انتهى . و اجات كلقي عر الي من صحاية رسول الله للق كان يأني جبريل التبي يَدلة في صورته

أحياناً بعثه رسول الله يَلِيِ إلى قيصر رسولاً سنة ست في الهدنة» حضر كثيراً من الوفانعء وكان

يضرب به المثل في حسن الصورة. وشهد اليرموك وكان على كردوس». ثم نزل دمشق. وسكن المرَة وعاش إلى خلافة سيدنا معاوية ,

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية /ام ١‏

وقال في الباب الخامس والعشرين وثلاثماثة: اعلم أن مادام القرآن في القلب؛ فلا حرف ولا صوتء فإذا نطق به القارىء نطق يصوت وحرف . انتهى.

وقال في الباب التاسع والعشرين وثلاثمائة: اعلم أن القرآن هو الوحي الدائم الذي لا ينقطع من حيث معناهء فهو الجديد الذي لا يبلى» لكنه يظهر في قلوب العلماء على صورة لم يظهر بها في ألسنتهم؛ لأن الله تعالى جعل لكل موطن حكماً لا يكون لغيرهء فهو يظهر في القلب أحدي العين» ثم يأخذه الخيال فيجسده ويقسمهء ثم يأخذه منهء فيصيره القارىء بشاكلة ذا صوت وحرف» ويقيد به سمع الآذان» وقد قال تعالى: طَلرَهُ حَقَّ يَنْمَمَ كلم أنَّو4 [التوبة: 1] فتلاه رسول الله بلسانه أصواتاً وحروفاًء سمعها الأعرابي بسمع إذنه. في حالة ترجمته. فالكلام لله بلا شكء والترجمة به لذلك المتكلم. كائنا من كان. انتهى .

وقال في باب الأسرار: وما العجب إلا مثاء كيف نتلو كلامه وهو قائم بذاته؟! والله إنها لسطور مسدلة» وأبواب مقفلة» وأمور مبهمة؛ وعبارات موهمة. هي مشتبهات من أكثر الجهات انتهى .

وقال في باب الأسرار أيضاً: ذكر القرآن أمان. وبه يجب الإيمان. إنه كلام الرحمن مع تقطع حروفه في اللسان» ونظم حروفه فيما رُقم باليراع”'' والبنان» فحدثت الألواح والأقلام» وما حدث الكلام؛ وحكمت على العقول الأوهام بما عجز عن إدراكه الأقهام .

وقال فيه أيضاً: الذكر القديم ذكر الحق وإن حكي ما نطق به الخلق» كما أن الذكر الحادث ما نطق به الخلقء وإن كان كلام الحقء إذا كان الحق تعالى يتكلم على لسان عبدهء فالذكر قديم ومزاجه بالعبد من تسنيمء لا يعرف الحق في هذه المسألة إلا من كان الحق تعالى قرَّامء ولا يكون قواه إلا إن أيّده وقواه.

وقال فيه أيضاً: لا يضاف الحدوث إلى كلام الله إلا إذا كتبه الحدث أو تلاف ولا يضاف القدم إلى كلام الحادث إلا إذا تكلم به اللهء كموسى ومن شاء الله نحو قوله تعالى: لوََالَ مُوتى4 [الأعراف: 4١٠]ء‏ لوَكالَ فَرعَوُْ4 [يونس: ].

)220 اليراع : القصب»ء #الصحاح" (يرع).

مها القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية

وقال في باب الأسرار أيضاً: اعلم أن أصدق القول ما جاء في الكتب المنزلة؛ والصحف المطهرة؛ ومع تنزيهه الذي لا يبلغه تنزيه؛ نُرّل إلى التشبيه الذي لا يماثله تشبيهء فنزلت آياته بلسان رسولهء وبلّغ رسوله بلسان قومهء وما ذكر صورةٌ ما جاء به الملكء هل هو أمر ثالث ليس هو مثلهما أو مشترك؟

وعلى كل حال فالمسألة فيها إشكال؛ لأن العبارات لخْئْناء والكلام لله ليس هولتاء فقماهو التنزل - والمعاني لا تتنزل - إن كان العبارات فما هو القول الإلهى؟ وإن كان القول فما هو اللفظ الكائن؟ وهو اللفظ بلا ريب» فأين الشهادة والغيب إن كان دليلاً؟ فكيف هو أقوم قيلا وما ثم قيل إلا من هذا القبيل؟ وهو عند علماء الرسوم فتحقق به ولا تنطق. انتهى

فإن قال قائل: فهل كان يجوز لرسول الله كَكْةِ أن يتصرف فيما أتزل عليه يعبارة أخرى؛ فإننا ما علمنا كلام الله تعالى إلا منه يل كنظير ما قاله العلماء: إنه يجوز رواية الحديث بالمعنى للعارف.

فالحواب: اندلا كور لأحد أن يعتقد أن رسول الله 5 كه تصرف في اللفظ المنزل عليه» أو أنه رواه بالمعنى؛ لأنه لو صح في حقه ذلك؛ لكان مبيناً لدا صورة

فهمه :#. لا صورة ما نزل عليهء روك ات م#لْبَينَ لِلنَّاس ما دَرْلَ ِل [التحل: 155 قمن المحال أن يكون ييل غير ر شيئاً من أعيان تلك الآيات التي أنزلت عليه: بل لو فرضص تاك تدم ماني كاذ اه مال »قطي لا يقد عورم من معناهء وعدل عمًا أنزل. فأي قائدة للعدول؛: وحاشاه من ذلك حاشاه. ولو أته صح في حقه تصرّف في صورة ما نزل من الحروف اللفظية؛ لكان يصدق عليه أنه بلغ إلى الناس ما نزل إليهم» وما لم ينزل إليهمء ولا قائل بذلك» فافهم فقد بان لك تنزيه كلام الله تعالى عن صفة كلام خلقهء والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية لحمل

جواب من يتوهر

أة كلام الله تعالى ككلام المخلوقات

ومما أجبت به من يتوهم أن سماع جبريل أو محمد يل كلام الله تعالى: صورته صورة سماع كلام الخلق لبعضهم بعضاًء [56/أ] فتشكل”'2 الحروف اللفظية التي ينطق يها العبد في الهوى. ثم تتصل بمحال السماع» على صورة ما نطىٌ به المتكلم؛ ثم إذا تشكلت في الهواء؛ فحينئل تتعلق بها أرواحهاء قلا يزال الهواء يمسك عليها شكلها وإن انقضى عملهاء ثم بعد ذلك تلتحق يسائر الأمم: فيكون شغلها تسبيح ربها.

والحواب: أن الذي عليه أهل الكشف قاطبة : أن سماع محمد وجبريل عليهما الصلاة والسلام كلامم الرب عز وجل لا يصح تكييفه؛ ولا يقدران على إيصال ذلك إليئا بعبارة؛ لأنه ليس بصوت ولا حرف» ولا هو عربي ولا هو أعجميء ولا يشبهه كلام شيء من سائر الحيوانات والجماد: ولكن يخلق الله تعالى لمن سمع كلامه علماً ضرورياًء لا يشك فيه أن كلام الله تعالى يقذف في قلبه قذفاً لا يدري كيف وصل إليه ولا يتحيز بجهة .

فإن قلت: إذا كانت الحروف المنطوق [4ا/ب] بها في ألسنة الخلق تتطور ملائكة تسبح ربهاء ويكون ثوابها للمتكلم بهاء كما قاله أهل الكشف. فما حكم الكلمات التي نهى الله تعالى عنها؟ هل تتطور كذلك ملائكة تسبح الله تعالى» وتستغفر للناطق بها أو تسيه؟

والجواب الذي عليه أهل الكشف : أن الكلمات إن كانت ترضى الله تعالى فهي تستغفر لصاحبيهاء وإن كانت تسخط الله تعالى فهى تلعن صاحبها» وفي الحديث : «إن العيد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى» ما يلقي لها بالآء يهوى بها في النار 5 ا

وذهب بعضهم إلى أن حروف الكلمة التى نهى الله تعالى عنها تستغفر لصاحبها )١(‏ كذافي التسختين؛ وفي هامش (أ): نسخة: فتتشكل. (؟) ألخرجه ابن ماجه (72970) قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (1/ /ا/1): هذا إستاد ضعيف -

1 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

من عصاة المؤمنين؛ من حيث إنه كان سبباً في ظهور نشأتهاء ولا علم لها بما على صاحيها من الإثم. والحديث ربما يرد ذلك» فإياك والغلط.

وقد سمعت بعض أهل الكشف يقول: إن الأفعال والأقوال التي نهى الله تعالى عنهاء أو أمر بها هي التي تتولى عذاب أهلهاء أو نعيمهم» فتتطور لهم بصورة نحو رضوانء» أو صورة نحو مالك خازن الثار.

فإن قال قائل: فهل يدرك الحروف اللفظية الهوائية موت بعد وجودها؟

فالجواب: قد أجمع أهل الكشف على أنه لا يلحقها موت. بخلاف الحروف الرقمية. والفرق أن الحروف الرقمية تقبل التغيير والزوال؛ لأنها في محل يقبل ذلك؛. ولا هكذا الأشكال اللفظية؛ فإنها في محل لا يقبل التغيير» فكان لها البقاء. انتهى .

فإن قال قاكل: فما المراد بهذه الحروف أوائل السور مثل «المك وتحماء ولف“ وان»؟

فالجواب: قد ذكر الشيخ محي الدين في الباب الثاني والتسعين ومائة من ١الفتوحات»‏ إن جميع الحروف المقطعة أوائل السور ملائكة.

قال: وقد اجتمعت بهم في بعض الوقائع» وما منهم أحد إلا وأفادني علمأ لم يكن عندي» فهم من جملة أشياخي من الملائكة؛ فإذا نطق القارئ بهذه الحروف كان مثل ندائهم فيجيبونء فإذا قال القارئ: «! لم» مثلاء قال هؤلاء الثلاثة من الملاتكة: ما تقول؟ فيقول القارئ ما بعد هذه الحروفء فيقولون له: صدقت. إن

52

كان خيرأء وقال: هذا مؤمن حقاأ نطق بحقء وأخبر بحقء فيستغقرون لهء وهكذا القول في "1 لمص» ونحوها.

قال: ومجموع ذلك أربعة عشر ملكأ آخرهم "ن6.

قال: وقد ظهروا في منازل القرآن على وجوه مختلفة؛ فبعض المنازل ظهر فيها ملك واحدء نحو 'اص» ولاق؟» وان [لا5/أ] ومئازل ظهر فيها اثئان. مثل «طس» عد مربي بن معارب اك ل 100 114 د «إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يظن أن تبلغ

ما بلغت يهوي بها سبعين خريفاً في الناره ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يمر جاه .

القواعد الكشقية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية ل

وايس» ولحم" وهكذاء وصورها مع التكرار تسعة وسبعون ملكاء بيد كل ملك شعبة كما وردء والبضع من الواحد إلى تسعة؛ فقد استوفى غاية البضع .

وأطال الشيخ في ذلك ثم قال: فمن نظر إلى هذه الحروف بالباب الذي فتحته له؛ رأى عجائب عظيمة:؛ منها أن هذه الأرواحَ الملائكةٌ التي هذه الحروف». كأجسامهاء تكون تحت تسخيره إذا نطق بهاء فتمذه بما بيدها من شعب الإيمان. وتحمظ غليه إيمانة إلى الممات +

فإن قلت: فهل لمقام تلاوة رسول الله يه للقرآن بعده وارث أم لا؟

فالجواب: نعم له وارث. وكذلك القول في كل مقام» ما لم يرد لنا شرع يخالقه .

والفرق بين تلاوة الوارث وغير الوارث: أنْ الوارث يتلو القرآن عارفاً بمعاني ما يقرؤهء وغير الوارث يتلو أحرقاً نزلت من الخيال - الذي هو في مقدم الدماغ - إلى اللسان» فترجم بها من غير أن يجاوز حنجرته إلى القلب الذي في صدرهء فلم يصل إلى قلبه منه شيء.

وإيضاح ل أن القارئ إذا لم يكن فارنا لمقام رسول الله ييه في التلاوة» إنما يتلو حروفاً ممثئلة فى خياله»ء حصلت له من الألفاظ» معلمة إن كان أخد القران عن تلقين ؛ أو عن لحروت كتابة إن كان أخذه من كتاب». فإذا أحضر تلك الحروف في -خياله» ونظر إليها بعين خياله؛ ترجم اللسان عنهاء فتلاها من غير تدبر ولا فهمء بل لبقاء تلك الحروف في حخياله .

فإن قيل: فهل لهذا القارئ أجرة تلاوة القرآن أم لد

فالجواب: الذي دل عليه الكشف الصحيح أن لهذا التالي من الأجر مثل آجر الترجمة. لا مثل أجر القرآن: وذلك لأنه ما تلى المعاني» وإنما تلى الحروف» وقد قال يتةِ في الذين يقرؤون القرآن؛ لا يجاوز حناجرهم: «إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية”'2. اتتهى» أي: يمرقون من الجزاء على قراءتهم. إن كانوا مسلمين. يعني الجزاء الكامل الحاصل للوارثء فاقهم ونزّه سماغٌ جبريل و صلى الله عليهما وسلم كلام الله عن صورة سماع الخلق كلام بعضهم [1١8/ب]‏ بعضاء والحمد لله رب العالمين .

.)1١587( أخرجه البخاري (414؟) و(44١4)» ومسلم‎ )1١(

7 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

جواب من يتوهم أن المراد دآيات الصفات ما يتصوره العوام مننها

ومما أجبت به من يتوهم من آيات الصفات وأخبارها: أن المراد بها مايتعقله العوام منها .

والجواب: أن أهل الله قاطبة أجمعوا على أنه يجب الإيمان بآيات الصفات وأخبارهاء لكن على حد ما يعلمه الله تعالىء وعلى حد ما تقبله ذاته المقدسة. وما ل" يليق بجلاله» ولا يجوز لنا رد شيء من ذلك» ولا تكييفه» ولا نسبة ذلك إلى الحق جل وعلا على حد ما ننسيه إليناء وذلك لأننا جاهلون بذاته تعالى في هذه الدار وفي الآخرة؛ لا ندري كيف يكون الحال.

وكل من رد شيئاً أثبته الحق تعالى لنفسه على ألسنة رسله؛ فقد كفر بما جاء من عند الله. وكل من آمن ببعض ذلك وكفر ببعض؛ فقد كفر كذلك.

وكل من آمن بذلك» ولكن شبهه في نسبة ذلك إليه مثل تسبته إليناء أو توهم ذلك» أو خطر على باله ذلك» أو تصورهء أو جعل ذلك ممكنا وجه لا يشالف الإجماع”"»: أو ما يُعلم له. أو لمثله من الدين في الصورة؛ فقد جهل وما كفر.

وذكر في الباب السادس من «الفتوحات» ما نصه: اعلم أن جميع ما وصف الحق تعالى به نفسه؛ من خلق وإحياء وإماتة؛ء [58/أ] ومنع وعطاء. ومكر واستهزاء وكيدء وفرح وتعجب وتبشش. وقدم ويدٍ ويدين» وأيد وأعين وإصيع»ء ومعية وضحك. وإتيان ومجيءء وسخرياً وهرولة» واستواء ونزول؛ وبصر وعلمء وكلام وصوت». وحدّ ومقدار» ورضئ وغضب وذراعء ونحو ذلك» كله نعتٌ لرينا صحيح. فإننا ما وصفناه به من عند أنفسناء وإنما هو تعالى الصادق» وهم الصادقون بالأدلة العقلية .

وكان سيدي علي المرصفي رحمه الله تعالى يقول: جميع الصفات الواردة في

2 كذا في النسختين» ولعل الصواب ما يليق بجلاله» بدون (0ا) ‏ (؟) فوله: (وجه لا يخالف الإجماع) هكدا في السختين» ولعل قي العبارة سقطأ أو تحريفاً.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 1

كتاب الله والسنةء مما يقرب من التشبيهء كلها معقولة المعنى لناء مجهولة النسية إلى الله تعالى» يجب الإيمان بها؛ لأنه كع حَكم به الحق سبحانه وتعالى على نفسهء وهو أولى مما حكم به العقل.

فإن قلت: فمن أين دخل الضلال على المتشبهة؟

فالجواب: دخل الضلال عليهم من التأويل؟ وحمل ما جاء من الآيات والأخبار على غير وجههاء من غير رد علم ذلك إلى الله عز وجل؛ ولو أنهم بحثوا عما يجب لله تعالى؛ من التنزيه في آيات الصفات وأخبارهاء وترك القول بما يسبق منها إلى الأفهام ووكلوا علم ذلك إلى الله ورسوله لأفلحواء وكان يكفيهم ظلَيْسَ كي ك4 :[العورى: 11]:

فمتى جاءهم حديث فيه تشبيه قالوا: إن الله تعالى قد نفى التشبيه عن نفسه؛ فما بقي إلا أن هذا الخبر له وجه من وجوه التنزيهء وجيء بذلك لوجه الفهم العربي» الذي نزل القرآن بلسانهء [3]”''إنك لا تجد قط لفظةً؛ في آية أو حديث؛ إلا وهي تحتمل عند العرب وجوهاء منها ما يؤدي التشبيهء ومنها ما يؤدي إلى التنزيه .

فلا يوجد لديا آية ولا حديث يكون نصاً في التشبيه أبدأء فحمل المتأول ذلك اللفظ على الوجه الذي يؤدي إلى التشبيهء ثم يأخذ في تأويله أجور” على ذلك اللفظ؛ إذ لم يوفه حقه بما يعطيهء ووصفه في اللسان» مع ما في ذلك من التعدي على حدود الله عز وجل؛ بحمل صفاته على ما لا يليق بجلاله.

وقد حبّبتَ لي أن أذكر لك تأويل بعض صفات لتقيس عليها ما لم نذكره:

فمن ذلك حديث: «قلب المؤ ؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن" ' نظر العقل بما يقتضيه الوضع من الحقيقة والمجازء فوجد الأصبع لفظأ مشتركاء يطلق على الجارحة: وعلى النعمة» تقول العرب: ما أحسن أصبع فلان» يعني مالهء فإذا كان الأصيع يحتمل الجارحة والنعمة والثناء والحسنء فبأي وجه يحمل الأصبع على الجارحة في جانب الح تعالى؛ ويترك وجه التنزيل. فق كذا في النسختين 2000 : جورٌ. قرف ل ل فظ : «إن قلوب بني آدم كلها بين أصيعين. ١‏

54 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

ومن ذلك القيضة واليمينء نظر العقل بما يقتضيه الوضعء فعرف من وضع اللسان العربيى أن معنى ذلك: أن الوجود كله في قبضته. وتحت حكمه» كما يقال: فلان في قبضة يدي» يريد أنه تحت حكمي وتصريفي فيه؛ فإنه ليس في يده المحسوسة منه شيء؛ فلما استحالت الجارحة على الله تعالى» عدل العقل إلى روح القبضة ومعتاها وفائدتهاء قال تعالى: وَالْأَرْسُ جَمِيًا قَيِضَكُهُ يَوْمْ الْقيدَمَةِ وَأَلسَسَوتُ مَطوستٌ بِنَسِيْه:» [الزمر: 17] فما ذكر اليمين إلا لكونها محل القوةء والتصريف المطلق عندناء وفي ذلك 811/ ب] إشارة إلى تمكن القدرة من الفعل» [14/أ] فوصل المعنى إلى أفهام العرب». في ألفاظ تعرفهاء وتسارع بالتلقي إليها.

ومن ذلك النسيان» ومعلوم أن الع هاه وكعااد تيمر ري السياةة لكن لما عذبهم الحق تعالى عذاب الأآبادء ولم تنلهم رحمتهء فتدفع عنهم ما هم فيهء صاروا كأنهم كالمنسيين عنده.

ومن ذلك الغضب على العبدء وبغض الله له؛ يجب حمله على أن ذلك إنما هو لما سبق به العلم الإلهيء. وإلا فهو تعالى الخالق للذات المغضوب عليها والمبغوضة ولصفاتهما”'': فلا يجوز حمله على صفة غضب الخلق» ويغضهم لبعضهم بعضا؛ فإن مثل ذلك لا يصدر إلا من الخلق؛ لعجزهم عن رد ما يغضبون لأجلهء بخلاف الحق جل وعلا؛ فإنه خالق لجميع الأقوال والأفعال. ومعلوم أن الخالق لا يغضب من فعل نفسه فافهم .

ومن ذلك النَفْسُ في نحو حديث: «إن نفس الرحمن يأتيتي قبل اللي ومعلوم أنه تعالى متزه عن التنفس» الذي هو الهواء الخارج من الجسم المتنفس .

والجواب: كما قاله الشيخ محي الدين في الباب الثامن والتسعين وماثة من «الفتوحات المكية»: أنْ المراد بتنفس الحق تعالى هو العماءء وليس المراد به الهواءء ولهذا قال ينئةٍ في بعض طرق حديث صفة العماء» الذي كان الحق تعالى فيه قبل خلق الخلق من غير حلول: "تحته هواء وفوقه هواء»” "' بمعنى أنْ له صفة الفوق والتحتء. أما الفوق فمن كون الحق تعالى نسب إلى نفسه أنه فيه؛ وأما )١(‏ في (ب): لصفاتها. (؟) تقدم تخريجه (ص97١2.‏ 0) أخرجه الترمذي (4)5103 وابن ماجه (185): وأحمد .)١١/14(‏

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية ١‏

التحت فلما تقدمت الإشارة إليه في حديث: الأقرب ما يكون العبد من ربه و ا 20

وليس التفس الذي هو عندنا العماء كما تقدم مخلوقاًء إذ لو كان العماء مخلوقاً لما كان للجواب فائدة ‏ انتهى.

آي: فيجب الإيمان بهذا العماء» ويجب حمله على ما يليى بجلال الحق تعالىء على علم الله فيهف فليتأمل مع ما تقدم في هذا الجواب قريباً» أن نمس الرحمن هو تنفيسه تعالى عنه يف بالأنصار حين أتوه من اليمين-

وذكر الشيخ محي الدين في كتابه «لواقح الأتوار» ما نصه: اعلم أنه ليس عندنا في كلام العرب 0 أصلاًء إنما هو حقيقة» وذلك لأنهم وضعوا ألقاظهم حقيقة لما وضعوها لهء فوضعوا يد القدرة للقدرة» ويد الحاجة للحاجة» ويد المعروف للمعروف»ء وهكذاء من عن أتهم تجاوزوا في ذلك فعليه الدليل؛ ولا سبيل له إليه. ولما قالوا: قلان أسدء وضعوا هذا الإطلاق حقيقة لا مجارا.

قال: ومن هذا تعلم يا أخي أن كل ما جاز''' في الكتاب والسنة» من ذكر العين واليد والهرولةء ونحو ذلك» لا يقتضي التشبيه في شيء؟ إذ التشبيه إنما يكون بلقل المكل "أو حاف الشفه ه رومااعدا عذين الآمرين إنينا هو القاظظ التخر اك فسكتها حينئذٍ متى جاءت إلى كل ذات بما يناسبها ويعطيه'" حقيقتهاء ولو أن تلك الصفات التي جاءت بها الرسلء صلوات الله وسلامه عليهم» لا يصح إطلاقها على الله تعالى؛ لكان الصدق كذباء وما بعث رسولا إلا بلسان قومه؛ ليبين لهم.

فوجب علينا الإيمان بجميع آيات الصفات وأخبارهاء على حد علم الله فيهاء وجهلنا يكيفية ذلك التشبيه لا يقدح في إيماننا . انتهى .

خاتمة ذكر الشيخ محي الدين في الباب الثالث والستين وثلاثمائة من «الفتوحات؟ ما نصه [١7/أ]‏ : اعلم أن من عدم الإنصاف إيمان الناس بما جاءهم من أخبار الصفات 3 ألسنة 0 0 وعدم اند إذا

)00 تقدم تخريجه (ص2514,.

)22 قوله: (جاز) كذا في النسختين؛ ولعل الصواب - (جام). والله أعلم . ضف كذا في النسختين» ولعلها (يعطيها) .

كدل القواعد الكشفية الموضحة لمعاتى الصفات الإلهية

وكما جاءت الرسل بما تحيله العقول من الصفات» ووجب الإيمان بهء» كذلك يجب الإيمان بما جاء به الأولياء المحفوظون من التلبيسء وكما سلمنا ما جاء به الأصل. كذلك نسلم ما جاء به الفرع بجامع الموافقة .

وياليت الناس إذا لم يآمنوا بما جاء به الأولياء؛ جعلوهم كأهل الكتاب؛ لا يصدقونهم ولا يكذيونهم . انتهى .

فاعلم ذلك» وانسب آيات الصفات وأخيارها إلى الله عز وجل على علم الله فيهاء أو بتأويل يقبله لسان العرب فيهاء لكن لا يخفى نقص إيمان المؤول؛ من حيث إن الله تعالى أمره أن يؤمن بما أتزل الله تعالى» لا مما أوله بعقله؛ فقد لا يكون ذلك الأمر الذي أوله يرضاه الله تعالى.

وما أول [811/ ب] العلماء بالله تعالى إلا عند الضرورة؛ كخوفهم على العامة الذين لم يصلوا إلى فهم التنزيل'''ء من محظور كتشبيه وتمثيل .

ودليلهم في ذلك قول الحق تعالى في حديث مسلم وغيره: لجعت فلم تطعمني ومرضت فلم تعدني! إلى آخر النسق» فإن الحق تعالى لما رأى عبده توقف وقال: «كيف أطعمك وأعودك وأنت رب العالمين؛ أوَّل له ذلك: «أما علمت أن عبدي قلان جاعء أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي» وقال في المرض «أما لو

أنك عدته لوجدتنى عنده»”" .

41 في (ب) التنزيه. )22 أسشرجه مسلم (1554) يلظ : الاستطعمتك قلم تطعمني»» وليس فيه (جعت»)؛ والشيخ إنما يرويه

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 1

جواب ما ينوهم من حديث القدمين من التجسيم

ومما أجبت به من يتوهم من حديث القدمين''' اللتين تدلتا من العرش الكريم أنهما كقدمي الآدميء كما بلغني عن بعضهمء وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

والجواب : أن المراد بالقدمين هنا بإجماع أهل الكشف كلهم هما قدما الأمر والنهي» ويعبر عنهما أيضاً بالخير والشرء الذين هما من أثر الأمر والنهيء وكلاهما صححيح ١‏ » خلاف ما توهمه المجسمة.

وإيضاح ذلك: أن الكرسي تحت العرشء كالسلم تحت الغرفة في العادة والعرش محل أحدية الكلمة ؛ لغلبة الرحمة فيه على الرحمة التي ف في الكرسي» بقرينة قوله تعالى : ##اليَّحَنْ عَلّ العمرش أستوق > [طه: 2] فما ذكر الاستواء إلا بالاسم الرحمن .

وأما الكرسي فقد انقسمت الكلمة فيه إلى أمرين؛ ليخلق تعالى من كل زوجين اثنين» فظهرت الشفيعة في الكرسي بالفعل» فكانت في العرش بالقوة» فإن قدمي الأمر والنهي لما دلتا إلى الكرسي؛ انقسمت فيه الكلمة الرحمانية إلى قسمين: أهل جنة وأهل نارء وقال تعالى فيهم: «هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي:”'* فاستقرت كل قدم في مكان غير مكان القدم الأخرى» وهو منتهى استقرارهما فسمي أحدهما الجنة» والآخر جهنمء وليس بعدهما مكان آخر ينتقل أهل القبضتين إليه .

فإن قال قائل: فهل يتجاوز الكرسيٌ عملء أم الأعمال كلها إذا ف قت فيه لا تتجاوزهء من حيث إن نهاية كل أمر يرجع إلى ما منه بدأء وقد يُدئت الأوامر والنواهي من الكرسي [١//أ]؟‏ )١(‏ أخرجه الطبراني في الكبير» )١١504(‏ موقوفاً على ابن عياسء قال وسع كرسيه السماوات

و١‏ رض + قال؛ موضع القدمين ولا يقدر قدر عرشه. فلعل هذا ما يشير إليه الشيخء والله أعلم. 222 أخرجه الحاكم في فى "المستدرك» /١(‏ مم4 والبزار في «مسنده؟ (7*171) .

14 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

فالجواب: إن أراد هذا القاتل عَالّم الخلق والأمر فصحيح؛ لأن هؤلاء لا يتفذون الكرسي أبدا .

وإن أراد التكليف قلاء وذلك لما قاله أهل الكشف. من أن التكليف انقسم من السدرة. فقطع أربع مراتب قبل السدرة [ل]'''أنَ السدرة هي المرتية الخامسة؛ فإنّ التكليف ينزل من قلم إلى لوح إلى عرش إلى كرسي إلى سدرة» فإذا صعدت أعمال بني آدم كلهم» قلا تتجاوز سدرة المنتهى أبدا .

فإن قال قائل: هل نزلت الأحكام الخمسة من محل واحدء أو من أماكن مختلفة؟

فالجواب: نزلت من أماكن مختلفة» فظهر الواجب من القلمء والمندوب من اللوح؛ والمحظور من العرشء والمكروه من الكرسيء والمباح من السدرة؛ لأن المباح قسم النفس .

وإلى هذه السدرة تنتهي نفوس عالم السعادة» وإلى أصولها - وهي الزقوم - تنتهي نفوس عالم الشقاء؛: فإذا صعدت أحكام الدين الخمسة المذكورة. كان غايتها إلى الموضع الذي منه ظهرت:. ذكره الشيخ في الباب الثاني والخمسين مر «القتوحات؟.

فإن قال قائل: فما كيفية صعود الأعمال مع أنها أعراضص؟

فالجواب: ما قاله الشيخ في الباب السابع والتسعين وثلاثمائة من «الفتوحات؟: إنها تتطور ملائكةء ثم تصعد على شاكلة فاعلها وعمله. حسناً وقبيحاء فتخرج من الهيكل إلى محالها على مركبهاء الذي هو روح الحضور قيهاء فيقع طرف قدمه على منتهى بصره؛: حتى يصل إلى محل نهايته .

وقال في الباب الثامن والخمسين من «الفتوحات»: يكون من القلم نظر الأعمال الواجية؛: فيمدها بحسب ما يراه فيها.

ويكون من العرش نظر إلى المحظورات» فلا يمدها إلا بالرحمة؛ لأنه مستوى الاسم الرحمان» ولهذا يكون مال عصاة الموحدين إلى الرحمة.

ويكون من الكرسي نظر إلى الأعمال المكروهة؛ فيمدها ببحسب ما يرى فيها

)١(‏ زيادة من المحقق.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ككل

ولا يخفى أن رحمة الكرسي دون رحمة العرش؛ إذ الرحمة تعظم بحسب عظمة الذنب» وتصعر بصغره عادةٌ .

فالكرسي نحت حيطة العرشء» كما أن المكروه تحت حيطة الحرامء والمستحب تحت حيطة الواجب؛ كاندراج الوضوء فى الغسل؟؛ 8 ب] عتدما يجتمع على المكلف الحدث الأصغر مع الأكبر.

فليس فوق رحمة العرش رحمة؛ لأن رحمته عمت العالم كله بإذن الله تعالى» إما رحمة دوام» وإما رحمة إمهال. وإما رحمة تخفيف عذاب. أو عدم مؤاخذة بالكلية:

واعلم أن الكرسي لما كان محل بروز الأمر والنهي كما قررناء وكان فيه رحمة ماء عفى الله تعالى عن أَغل حضرته في جميع ما فعلوه من المكروه» وحصل الأجر في تركه فيثاب تاركهء ولا يؤاخل فاعله. انتهى

فاعلم ذلكء وإياك أن تعتقد في الله تعالى شيئاً من صفات خلقه؛ فإن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق». والحمد لله رب العالمين [1/!5].

فين القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية

جواب من يتوهم أن عذاب أهل الثار غير دائم وأنه سينقضي آخر الأمر

ومما أجبت به من يتوهم من قول الله عز وجل للقلم في الحديث القدسي: «اكتب علمي في خلقي إلى يوم القيامة'' أن الشقاء ينقصني لأنه من جملة ما كتبه القلمء كأن هذا المتوهم قال: جميع ما كتبه خاص بالأمور الواقعة في الدنيا فقط لتناهيهاء وأما الآخرة فلا يكتب القلم علمه فيها؛ لعدم تناهيهاء وما لا يتناهى آمده لا يحويه الوجودء والكتابة وجود. انتهى.

والجواب: أنه يجب قطعاً اعتقاد تأبيد الخلود في النار لأهل النار الذين هم أهلهاء وهم أربع طوائف: المشركون بالله» والمتكبرون على اللهء والمنافقون» والمعطلون؛ فإنَ الخلود في الدارين لأهلهما قد ثبت بالنصوص القاطعة. وذلك لا ينافي دخوله في الكتابة المغيّات بقوله تعالى: «اكتب علمي في خلقي إلى يوم القيامة» لأن المراد اكتب علمي في خلقيء الذي من جملته تخليد الكافرين في النا .

أو المراد اكتب أعمالهم وأقوالهم. التى يجازون عليها إلى يوم القيامة» وأما الجزاء الآأبدي فلا تدحله الغاية» إلا لكونه أبدياء وأما غيره فتكتب غايتهء فهو نظير قول الإنسان لغلامه: إن فعلت كذا في اليوم الفلاني حيستك سنة؛» أو لا أطلقك حتى أموت .

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله تعالى يقول: قد غلط قوم من المتصوفة فقالوا: إن مدة الشقاء تنقضى» فضايقوا بذلك التصوص القطعية»: ولو أنهم تأملوا؛ لوجدوا التأبيد لأهل ار فيا من توابع تلك الأحكام, التي كتبها القلم عليهم؛ لتجزى كل نفس بما نوت وعزمت» وقد كان أهل النار عازمين على الدوام أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيرءة (5"31/5).: وأبو الشيخ في «العظمة؟ (؟/ 584) عن اين عباس

موقوقا.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ىل

على كفرهم ما داموا أحياء ولو أبداّء فجازاهم الله تعالى بالتأبيد في العذاب؛ لعزمهم على التأبيد في الكفرء ومخالفة الرسل .

واعلم يا أخي أن الله تعالى خلق القلم الأعلىء واللوح المحفوظ. ثم خلق تحته ثمانية وستين قلماً أخرى» وثلاثمائة وستين لوحاء فما في اللوح المحفوظ لا يدخله محوءى وما فى هذه الألواح يدخله المحو.

فإن قيل: فلم سمي اللوح الأعلى محفوظا؟

فالجواب: سمي بذلك لحفظ ما فيه من المحوء وأما ألواح المحو والإثبات فهي المشار إليها بقوله تعالى : يبحرا لد ما يننا ودبت وعندة: أ لصحتب > [الرعد: 4"] أي اللوح المحفوظ .

قال الشيخ محي الدين: ومن هذه الألواح تنزلت الكتب الإلهية والصحف على الرسل عليهم الصلاة والسلامء ولذلك دخلها النسخ. بل دخل في الشرع الواحد؛ فإن النسخ: عيارة انتهاء مدة الحكم لا على البَّدَاء”'' فإن ذلك يستحيل على الله تعالى؛ فكأنه تعالى يقول لعباده: افعلوا كذا شهراً مثلاً» فإذا مضى الشهر قاتركوا ذلك» واعملوا بكذاء فقال [ل9/أ] العباد: السعداء سمعاً وطاعة.

وأطال الشيخ رضي الله عنه في ذلك ثم قال: فاعلم أن القلم الأعلى أثبت في لوحه كل شيء» مما تحويه ألواح المحو والإثبات. ففي اللوح المحفوظ إثبات المحو فى هذه الألواح» وإثبات الإثيات» ومحو الإثبات عنده وقوعٌ حكم وإنشاء أمر آخر كالقيلة» أو زوال صفة ودخول أخرى كالنسخ» فهو لوح مقدس عن المحو

وسمعت سيدي علياً المرصفى رحمه الله تعالى يقول: المحو خاص بالأعمال والأحوال؛ دون الذوات؛ إِذ الذات لا يتوجه إليها محو؛ بخلاف الأعمال والأحوال» كما أشار إليه حديث: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة الحديث»”"' . انه

فإن قال قائل: فهل أحاط أحد من أهل الكشف بشيء مما في اللوح [85/ ب] (1) البداء: هو أن يظهر له - أي للشخص - ما كان حتقياً عليه. فق تقدم تخريجه (ص19) .

ا القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

المحفوظ؟ كما هو مشهور بين الأولياء» فيقول أحدهم: رأيت في اللوح المحفوظ كذا وكذا.

فالحواب: لعم كما ذكره الشيخ في الياب الثامن والتسعين وماثة من «الفتوحات"» فقال: اعلم يا أخي أن جميع ما سُطر في اللوح المحفوظ من آيات الكتب الإلهية مائتا ألف آية؛ وتسع وتسعون ألف آيةء وماتتا آية.

قال: وهذا ما أطلعنا الله عليه في اللوح من الأحكام المتعلقة بالخلق إلى يوم القيامة .

وقال في الباب الثالث عشر منها: اعلم أن القلم الأعلى هو رأس ملائكة التدوين والتسطير» وأما اللوح فهو مستق من القلم» وله تالاثمائة وستونت ست كل سن يغترف من ثلاثماتة وستين صنفاً من العلوم الإلهية الإجمالية. فيفصلها في اللوح. فإذا ضربت علوم التفصيل الثلاثمائة وستين صنفاً في مثلهاء فالخارج هو مقدار أمهات فروع العلوم الإلهية» المتعلقة بالخلق إلى يوم القيامة خاصة. لا تزيد علماً واحداً من الأمهات ولا تنقص.

فإن قال قائل : قما عدد علوم الإمام المبين» الذي أحصى الله عر وجل فيه كل شيء؟

فالحواب كما قاله الشيخ محي الدين : إن عدد علومه مائة ألف نوع وتسعة وعشرون ألف نوعء وستمائة نوع. لا د علنا زاحدا ولا تنقص .

فإن قال قائل: فمن أين عرفوا الأولياء”'' هذه العلوم وليسوا يأنبياء؟

فالجواب: أنهم يعرفون ذلك بالكشف الصحيحء فيكشف الله تعالى عن قلوبهم الحجاب. ويصفي باطنهم من الكدورات» فيرتسم في قلب أحدهم جميع ما يقابله من الوجود العلوي والسفلي؛ كالمرآة المصقولة الكرة» إذا علقت بين السماء والأرض؛ نحكي كلما قايلها من الجهات الست»ء ويصير صحيح البصر يحكي الوجود كله على التفصيل . 2 قوله: (عرفوا الأولياء) كذا في ال: للسحتين ١‏ وهو على لغة أكلوني البراغيث» وهي لَعْة ه ضعيقة كمأ هو

محروف.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 0/١‏

أطلعه الله تعالى على كل نطفة نزلت في رحمء أو ورق أو ثمرة خرجت من عودء أو نبات خرج من الأرض؟ فيقولون: لا ندري» فيقول: ايكوا على قلوب محجوبة عن الملك والملكوت.

وقد كان سيدي إسماعيل الأتبابي''' يقول: رأيت في اللوح المحفوظ كذا وكذاء فأفتى يعض العلماء المالكية بقتله [5ا/أ]. فقال: ومما رأيته أن هذا المفتي يموت غريقاء فغرق في بحر الفرات.

وكان أفضل الدين رحمه الله يقول: أنا أعرف ما تكتبه الملائكة في حقي الآن في الألواح السماوية. فقلت له كيف؟ فقال: لأن بين العالم العلوي والسفلي ارتباطاً برقائق ممتدة ء وأقلام الألواح تكتب كلما يفعله العالم العلوي والسفلي أو يقوله. وكذلك يقولون: كلما يخطر على بال أحدهمء فكل فعل يفعلهء أو قول يقوله؛ أو خاطر يخطر له ثم يضّر عليه. فهو الذي تكتبه الملائكة في حقه ذلك الوقت. انتهى .

وقد بسطنا الكلام على كيفية تنزل الأمر من السماء إلى الأرضء وكيفية عروج الملائكة» وهبوطهم بالأمر والنهي. في مبيحث خلق اللوح والقلمء في كتاب «اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر» فراجعه. واعتقد أن الله تعالى قد يخرق العادة لبعض أوليائهء فيرى ملكوت السماوات والأرض.

وإنما منع بعض العلماء وقوع ذلك لغير الأنبياء؛ سداً لما يتطرق إليه من تصديق الأولياء في مثل ذلك. مع عدم عصمتهم ؛ فربما لبس الشيطان على أحدهمء ومثل له ذلك لوحا محفوظاء وسطر له فيه شيئاً يخالف ماجاءت به الشريعة» فيحصل بذلك فساد في الدينء ولكن المرجع لميزان الشرعء فكل شيء أف نه الولي موافق للشرع قبلناه. وكلما يخالف ذلك رددثاه»ء وإن جوزنا العصمة لغير الأنبياء» فنعم ما قعل العلماء؛: والحمد لله رب العالمين.

14 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب ما يتونهم من كتابة الله الأشياء في الأزل

ومما أجبت به من يتوهم من كتابة الله تعالى شيئاً في الأزل: أن ذلك في زمان مخلوق؛ سابق على الكتابة ككتابة الخلق .

والجواب: أنه يجب جزماً اعتقاد أن كتابة الحق جل وعلا حيث أطلقت؛ قالمراد بها تعلق العلم بذلك المكتوب في العلم الإلهي. الذي لا افتتاح له قما ذكر الله تعالى الكتابة إلا ليتعقل عباده من حيث وجودهم.ء لا من حيث الكتابة.

وقد ستل الشيخ محي الدين رضي [80/ ب] الله عنه عن الأزل ما المراد به؟

فقال: المراد به القدم؛ إذ ليس بين وحدانيته تعالى وبين إخراجه الخلق من العدم إلى الوجود”''» وذلك زمان لا يتعقل. وأما الزمان المعقول فهو الزمان الذي امتدء وخلق الله فيه ما يراه”'' من الخلقء أي أيرزهم من العدم الإضافي. وهو الذي أخذ الله تعالى قيه العهد الأول على بني آدم؛ إذ الزمان لا يتعقل إلا بوجود العقل؛. ووجوده مشروط بوجود آدمء وقبل آدم لا عقل لنا فافهم .

فإن قال قائل: قد ورد في «الصحيح' افناللة سمالي كعنن العورلة و وكتابته تعالى قديمة» وإذا كانت قديمة فكيف وقع فيها التبديل والتغيير الذي هو من علامة المحدثات؟

فالجواب: أن التوراة في نفسها ما تغيرت؛ فإن فيها إعلاماً برسالة محمد طلةِ: وحيث كان كذلك؛ ففي ضمنه الإعلام بإثبات شرعه ويه وإنما كتابتهم إياهاء وتلفظهم بها هو الذي لحقه التغيير» فنسب مثل ذلك إلى كلام الله تعالى بحكم المجاز لا الحقيقة [5/ أ]ء قال تعالى: مُحَرَُوئَةُ من يَنْدٍ ما عَمَلُوهُ وَهْْ يتكئوت » [البقرة: 6لا]. )١(‏ هكذا العبارة في النسختين: ولعل فيها سقطاء والله أعلم. (؟) هكذا في التسختينء» ولعلها: (يُرى). لنف أخرجه مسلم (5787).

القواعد الكثفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية نفل

فهم يعلمون أن كلام الله تعالى معقول عندهمء ولكنهم أبدوا في الترجمة عنه خلاف ما فى صدورهم» وفي مصحقهم المنزل عليهم؛ فإنهم ما حرفوا إلا عند نسخهم من الأصل» وأيقوا الأصل على ما هو عليه؛ ليبقى لهم ولعلمائهم بعدهم العلمُْ .

فإن قال قائل: إن آدم عليه الصلاة والسلام» قد خلقه الله تعالى بيديه» وما حفظه من التغيير حين أكل ناسياً من الشجرةء وأين رتبة اليد من اليدين» اللذين هما كناية عن شلة الاعتناء به؟

فالجواب: أن كلام الله تعالى ما عُصم من التغيير» إلا من حيث كونه حُكماً لله عز وجلء ومعلوم أن أحكامه تعالى قديمة» والقديم لا يلحقه تغيير.

وأما آدم فليس هو من آحكام الله عز وجل. فلذلك لم يحفظه من التغيير الصُوري» بجريان الأقدار فيه. بل هو المحل الأعظم لظهور ما ظهر منه كذلك .

فإن قال قائل: إذا قلتم: إن خلق آدم باليدين؛ إشارة إلى شدة الاعتناء به أكثر من غيرهء فإذاً الأنعام أشد اعتناءً من الحق تعالى لها من آدم» من حيث إنه تعالى جمع في خلقها الأيدي بقوله تعالى: لتنا عَعِلَتَ أَيبَا أنعتمّا» [يس: .]7١‏

فالجواب: أن توجه اليدين على آدم أقوى من توجه الأيدي [على الأنعام]”'' ؛ لأن التثنية برزخ بين المفرد والجمع» فلها القوة والتمكين»؛ من حيث إنه لا يوصل إلى مرتبة الجمع إلا بهاء ولا ينتقل عن المفرد إلا إليها.

فعلم أيضاً أن كل من فسر اليد بالقدرة؛ ينتقض ذلك عليه باليدين والأيدي». فإن قدرة الله تعالى لا تثنى» ولا تجمع .

فإن قال قائل: فلم سمى الحق تعالى نفسه بالدهرء ومعلوم أن الدهر لا يتعقل إلا أنه زمان؟

فالجواب: أن المراد به هنا الأزل والأبد» اللذين هما الأول والآخر حقيقة وهما من نعوت الله تعالى بلا شك؛ فإنه سمى نفسه بالأولء ولكن لا بأولية تحكم عليه؛ كالأوليات المسبوقة بالعدم؛ فإن ذلك منت في حق الحق بلا شك؛ إذ لو

لفق من زيادة المحقق ‏

فل القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

كانت أوليته تعالى كأولية المخلوقات؛ لم يصف نفسه بالآخرء إذ الآخر: عبارة عن وجوه اتعالى بعد انتهاء الموحوداة المخدنة كلها:

فهو تعالى آخر لا بآخرية تحكم عليه؛ نظير ما قلنا في اسمه الأول. فما كفر الدهرية إلا من ظنهم أن الدهر هو الزمان الفلكيء. الذي لا حقيقة له في زمان الله تعالى» الذي لا يعقل» ولو أنهم اعتقدوا في الدهر أنه الأول والآخر ما كفرواء ولا توجهت عليهم مؤاخذة؛ على أن بعضهم هرب من لفظ الزمان في حق الحق مطلقاً ولو لم يتعلقء قاعلم ذلك فإنه نفيس» والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية يفن

جواب من ينوهم في قول شيء من أحوال القدرة الإلهية

ومما أجبت به من يتوهم عقله في قول شيء من أحوال القدرة الإلهية؛ كإدخال الحق تعالى السماوات والأرض مثلاً من خرم إبرةء من غير أن يوسم ذلك الخرم.

[والجواب]”''2: اعلم يا أخي أن الله تعالى على كل شيء قديرء ومن شك في القدرة الإلهية كفرء ولما استيعدت عقول المعتزلة [77/أ] وقوع أخذ العهد على بتي ادمء وهم في ظهر [485/ب] آدم؛ أنكروا هذا العهد. لتحكيمهم العقل» وتقديمه على الشرع

وزعموا أن معنى أخد العهد على بني آدم - وهم في ظهره - أنه أخذ بعضهم من ظهور بعض؛ بالتناسل في الدنيا إلى يوم القيامة» وليس هناك عهدء ولا ميثاق حقيقة. .وإنناالديد والتكاق:إرينال الرسل» واستكمال العقل والنظن» واستزلال توجيه الخطاب إلى العهد.

وكيف يصح للمعتزلة ذلكء ومعظم الاعتقاد في إثبات الحشر والنشر مبني على هذه المسألة؟ فالذي يظهر لي أنهم ما أنكروا ذلك؛ ٠‏ إلا فراراً من غموض مسائل هذا المبحثء ودقة معانيه. والرضى بالجهل عند غالب الناس أمر سهل عندهم .

0

وقد ذكر العلماء في قوله تعالى: #وَإِه أَحَدَ رَيّكَ من بق عَادَمْ من ظهورهر

دري [الأعراف: ١‏ ]. الآية اقبي متوسوالكء وتحن نوردها عليك مع الجواب عنها بما فتح الله تعالى به.

الأول: أين موضع أخذ الله تعالى هذا العهد؟

والجواب: أن الله تعالى أخذ ذلك ببطن نعمان» وهو واد بجانب عرفة» قاله ابن عباس وغيره””" . 00 من زيادة ١‏ 0

11 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

220)

وكال بعضهم: أخذه سرتديب من أرض الهند. وهو الموضع الذي هبط آدم وقال الكلبى”'؟: كان أخذ العهد بين مكة والطائف وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه: كان أخذ العهد فى الجنة. وكل هذه الأمور محتملةء ولا يضرنا الجهل بالمكان يعد صحة الاعتقاد يأخذ

العهد. الثاني : كيف استخر جهم من ظهره؟ والحواب كما فى الصحيح : أن الله تعالى مسح ظهر أدمء وأخرج ذريته متنه

ند رج

كلهم؛ كهيئة الذر ثم اختلف الناس هل شق ظهره واستخرجه منه أو استخرجهم من بعض

ثقوب راس وكلا الوجهين بعيدء والأقرب كما قيل: إنه استخرجهم من مسام

شعرات ظهره؛؟ إذ تحت كل شعرة ثقبة دقيقة» يمال لها: سمء مثل سم الخياط في التنفوذ. له فى السعة. فتخرج الذرة الصغيرة مثهاء كما تحرج من العرق المنتصب والصيبان» وهذا غير بعيد في العقل؛ فيجب اعتقاد إخراجها من ظهر آدمء كما شاء اللهء ولا يجوز اعتقاد أن الله تعالى مسح ظهر آدم على وجه المماسة؛ إذ لا

اتصال بين الحديث والقديم . الثالثك: كيف أجابوه تعالى بيلى؟ هل كانوا أحياء عقلاء أم أجابوه بلسان

الحال؟ والجواب: أنهم أجابوه بالنطق» وهم أحياء عقلاء؛ إذ لا يستحيل فى العقل

وأبو الشيخ عن ابن عباس في الآنة؛ قال: مسح الله ظهر آدم وهو ببطن نعمان - واد إلى جانب عرفة - فأخرج منه كل لسمة شو و خالقها.

)1١(‏ سرئديب ابم مسد ترح كو لد للد ان ا ل رق ريا كذلك» دعي جزيرة شرح إلى بحر هركند. ويجر الأعباب. . اأمعجم اليلدان» ١5/589‏ 2)5.

(؟)4 محمد بن السائب بن يشر بن عمرو ابن الحارث الكلبي أيو النضر نسابة راوية عالم بالتفسير والأخبار وأيام العرب . ولد وتوفي بالكوقة وشهد وقعةه دير الجماجم مع ابن الأشعث من مؤلفاته : «اتفسير للقرآن الكريمة وكتاب «الأصنام». توفي سنة (147ه).

(61 أخرجه الطبراني بسنده قي تفسيره (9/ ؟١١)غ‏ وابن حاتم في تفسيره أيضاً (17177/0),

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية أشن

أن الله تعالى يعطيهم الحياة ول ل و فإن بحار قدرته تعالى واسعةء وغاية وسعنا في كل مسألة أن يثبت الجوازه ونكل علم كيفها إلى الله تعالى .

الرابع : فإذا قال الجميع: بلى»ء فلم قبل تعالى قوماً ورد آخرين؟

والجواب كما قاله الحكيم الترمذي: أن الله تعالى تجلى للكقار بالهيية» فقالوا: بلى مخافة منهء فلم يكن يتفعهم إيمانهم؛ كإيمان المنافقين؛ وتجلى للمؤمنين بالرحمةء فقالوا: بلى مطيعين مختارين» قنفعهم إيمانهم .

وقال الشيخ أبو طاهر القزويني: الصحيح عندي أن قول أصحاب الشمال: بلى» كان على وَفق السؤالء [/ا/أ] وذلك أن الله تعالى سألهم عن مربّيهم» ولم يسألهم عن إلههمء ولم يكونوا يومئذٍ في زمان تكليف. وإنما كانوا في حالة التخليق والتربية. وهي الفطرة فقال لهم: #أَلسَتُ يرد ميم » [الأعراف : ]١‏ فقالوا: بلى؛ لأن تربيتهم إذ ذاك كانت مشهودة لهمء ليا لال يه

ثم لما انتهوا إلى زمان التكليف» وظهور ما قضى الله تعالى فى سابق علمه لكل أحد» من السعادة والشقاوة» كان منهم من وافق اعتقاذه في قبوله الإلهية إقرازه الأولء ومنهم من خالف. ولو أنه تعالى كان قال لهم: آلست بواحد؛ لقالوا كلهم: نعمء ولم يشرك به أحدء فليتأمل ولا يخفى ما فيه من فوات صورة الاحتجاج بالآيات؛ كما سيأتي قريباً.

الخامس : إذا سيق لنا عهد وميثاق مثل هذاء فلأي شيء لا نتذكره اليوم؟

والجواب: أننا إنما لم نتذكر هذا العهد؛ لأن تلك البنية قد انقضتء» وتغيرت أحوالها بمرور الزمان عليها في أصلاب الآباء. وأرحام الأمهات» ثم استحالت تصريفها في الأطوار الواردة عليها؛ من العلقة والمضغة واللحم والعظمء وهذا كله مما يوجب النسيات.

وكان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: إني لأتذكر العهد الذي عهد إلي ربيء وكذلك كان يقول سهل بن عبد الله رحمه الله تعالى» وزاد بأنه يعرف تلامذته من ذلك اليوم» وأنه لم يزل يربيهم في الأصلاب حتى وصلوا م

(1) لا أظن هذا إلا مدسوساً على هذا العارف بالله ‏

١‏ القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

وإنما أخبر تعالى بأنه أخذ الميثاق منا إلزاماً للحجة عليناء وتذكرة لناء فهذا هو [لاهارب] فائدة ذكر العهد.

السادس: هل كانت تلك الذراة متصورة بصورة الإنسان أم لا؟

والجواب: لم يبلغنا في ذلك دليلء إلا أن الأقرب من العقول عدم الاحتياج

لى كونها بصورة الإنسان؛ إذ السمع والنطق لا يفتقران إلى الصورة» بل يقتضيان عدا الا ره لاع ل ري جاز أن يتعلق بها السمع والمنطق» وإ كانت القدرة على اذلك الا تقد بسورة الأآثيان؟ إذ البشة 'عتدنا ليست تشرط: وإنما اشترطها المعتزلة» ويحتمل أن يكونوا متصورين بصورة الإنسان؛ لقوله تعالى: اين ظهورهر دري # [الأعراف: ]١75‏ ولم يقل ذرّاتهمء ولفظ الذرية يقع على المصورين .

السابع: متى تعلقت الأرواح بالذرات التي من الذرية» أقبل خروجها من ظهرهء أم بعد خروجها؟

والجواب: قال بعضهم: إن الظاهر أنه تعالى استخرجهم أحياء؛ لأنه سماهم ذرية» والذرية هم الأحياء لقوله تمان : ويه كّ نا حملا دُيِيتَُمْ في الْمُلْكِ الْمَمْحُونٍ 4*9 آيس : ١‏ فيحتمل أن الله تعالى خلق الأرواح فيهم: وهم في ظلمات ظهر أبيهم»؛ ثم أدخلها مرة أخرى» وهم في ظلمات بطون الأرض. هكذا جرت سنة الله» فسمي ذلك خلقا.

قال ولا يرد قوله الى َب هَبْ لي ين لَدُنلك دري [آل عمران: 18] بأن قصده أحياء فليتأمل .

الثامن: ما الحكمة من أخذ الميثاق منهم؟

والجواب: [1/7/8] أن الحكمة في ذلك إقامة الله الحجة على من لم يوف بذلك العهد؛ كما تقدمت الإشارة إليهء وكما وقع نظير ذلك أيام التكليف على ألسنة الرسل» وسائر الدعاة إلى الله تعالى

التاسع : هل أعادهم إلى ظهر 1 ا 8 '* استرذ أرواحهم. ثم أعادهم إليه أهوانل

)١(‏ قوله: (ثم) ساقطة من (ب).

القواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ما

والجواب: أن الظاهر أنه لما ردهم إلى ظهره قيض أرواحهم؛ قياساً على ما يفعله بهمء إذا ردهم إلى الأرض بعد الموت» فإنه قبض أرواحهم؛ ويعيدهم فيها.

العاشر: أين رجعت الأرواح بعد رد الذرات إلى ظهره؟

والحواب: أن هذه مسألة غامضة. لا يتطرق إليها النظر العقلى عندي بأكثر من أن يقال: رجعت لما كانت عليه من مثل الذرات؛ كما 25 الجواب 522 فمن رأى في ذلك شيئاًء فليلحقه بهذا الموضع

الحادي عشر: قوله: مد 2 ريك سس 36 عدم م ين لهورهر دَريكهُم # [الآعراف: 1١79”‏ والناس يقولون: إن الذرية أخذت من ظهر آدم.

والحواب: أن الله تعالى أخرج من ظهر آدم بئيه لصلبه؛ ثم أخرج بني بنيه من ظهور بنيه فاستغنى. عن ذكر إخراج بني آدم من آدمء بقوله: #أبَنَ ءادم» إذ من المعلوم أن بنيه لا يخرجون إلا بنيه.

ومثال ذلك مثال من أودع جوهرة في صدفةء ثم أودع الصدفة في خرقة» ثم أودع الخرقة مع الجوهرة فى حقةء ثم أودع الحقة في درج» ثم أودع الدرج في صندوق» ثم أدخل يده في الصندوق. فأخرج منه تلك الأشياء بعضها من بعضض» ثم أخرج الجميع من الصندوق. فهذا لا تناقض فيه.

الثاني عشر: في أي مكان أودع كتاب العهد والميثاق؟

والجواب: قد جاء في الحديث أنه أودع في باطن الحجر الأسودء وأن للحجر

الأضيورة عينين وقما ا

فإن قال قائل: هذا غير متصور في العقل .

فالجواب: أن كل ما عسر على العقل تصوره يكفينا فيه الإيمان به. ورد معناه إلى الله تعالى؛ وقد ذكر الشيخ محي الدين في الباب الخامس عشر وثلاثماثة : ما يؤيد الإيمان بمثل ذلك». وهو ما رواه الترمذي وغيره أن رسول الله وي: «خرج يومأ على أصحابهء وفي يده كتابان مطويان» وهو قابض بكل يد على كتاب. فقَال لأصحابه: أتدرون ما هذان الكتابان؟ فأخبرهم أن في الكتاب الذي في يده 9

#8

أسماة أهل الجنةء سحا آبائهم؟ ؟ وقبائلهم وعشائرهم إلى وم القيامة . وان لنى

-

)502 /8( انظر "الدر المشور»‎ )١(

141 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

في يده اليسرى قيه أسماءً أهل النارء وأسماء آبائهم وقباتلهم وعشائرهم إلى يوم القنافةة ".انوي ادي

فلو أن الإنسان أراد أن يكتب هذه الأسماء على ما هي عليه في هذين الكتابين» لما قام بذلك ورق الدنياء ومن هنا تعرف كتابة الله [848/ ب] تعالى من كتابة المخلوقين .

قال الشيخ محي الدين: وهذا علم غريب عجيب. وقد ذقناه وشاهدناه: 1 أ] وحكي أن فقيراً كان طائفاً بالبيت». فقال له إنسان: هل نزلت لك ورقة من السماء يعتقك من النار؟ فقال: لا وهل ينزل للناس أوراق؟ فقال له الحاضرون: نعم وهم يمزحونء فلا يزال يطوف» ويسأل الله أن ينزل له براءة من النارء فنزلت عليه ورقة من ناحية الميزان» فيها مكتوب عتقه من النارء ففرح بها وأطلع الناس عليهاء وكان من شأن تلك الكتابة» أنها تقرأ على كل ناحية على السواءء لا تتغير: كلما قلبت الورقة انقلبت الكتابة لاتقلابهاء فعلم الناس أن ذلك من عند ربه بلا

قال الشيخ محي الدين: واتفق في زماننا أن امرآة رأت في المنام؛ كأن القيامة قد قامت. وأعطاها الله ورقة من شجرة» فيها مكتوب عتقها من النار» فمسكتها في يدهاء ثم استيقظت والورقة قد انقبضت يدها عليهاء فلم يقدروا على فتح يدها بحيلة: فأرسلوها إلي» فألهمني الله تعالى أن قلت لها: انوي بقلبك مع الله تعالى: أنك تبتلعي الورقة إذا فتح كفك. فقربت يدها إلى فمهاء ونوت ذلك فابتلعتهاء وذلك لأن الله تعالى أراد منها أنها لا تطلع عليها أحداً. انتهى.

فاعلم ذلك يا أخيء وآمن بأن الله على كل شيء قديرء والحمد لله رب

220 أخرجه أحمد ,)١51//5(‏ والترمذي (5141): وفال في آخره: وهذا حديث حسن قريب صحيح . قال الحافظ في افتح الباري؟ : إستاده حسن .

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 14

جواب من توهم أن النشأة الإنسانية لا تنكون إلا عن سبب واحد

ومما أجبت به ضعيف العقل الذي يتوهم أن القوة الإلهية أو الحقاتق» تعطي أن هذه النشأة الإنسانية لا تكون إلا عن سبب واحدء يعطي بذاته هذه النشأة.

والجواب: أن الله تعالى قد رد هذه الشبهة فى وجه صاحبها بقوله تعالى: #إّ مَثَلّ عسى عند ألو كْمَكَلٍ ادم عَلَتَمُ ين ثاب [آل عمران: ].

وإيضاح ذلك كما قاله الشيخ محي الدين رضي الله عنه: أن ابتداء الجسوم الإنسانية على أريعة أنواع : آدمء را وعيسى؛ وبئو آدم» وكل جسم من هذه الأربعة يخالف نشأة الآخر في السببية: والاجتماع في الصورة؟ لثلا يتوهم ضعيف العقل أن الجسوم كلها وجدت بسبب واحد.

فلذلك أظهر الله هذا النشأ الإنساني في آدم بطريق لم يظهر به جسم حواءء وأظهر جسم حواء بطريق لم يظهر به جسم ولد آدمء وأظهر جسم ولد آدم بطريق لم يظهر به جسم عيسى عليه السلام .

وقد جمع الله تعالى هذه الأنواع في آية من القرآنء وهي قوله تعالى: #يتابا أَلتّاس إِنَا حَلْقَيَوٌ ء ين دك وأَنق4 [الحجرات: ]١7‏ الآيةء فقوله: لاعَلَقْسَخٌ » يريد آدم ٠ 0‏ لمن 58 يريد حواءء لوأدق» يريد عيسىء ومن المجموع من ذكر وأنئى معاً بطريق النكاحء يريد بني آدمء فهذه الآية من جوامع الكلم: و الخطاب . انتهى.

فإن قيل: فهل يوصف آدم بكونه لم يولد؟ أم ذلك من خصائص الحق تعالى» ويكون خلقه من تراب كتكوينه في بطن أمهء وظهور صورته كالولادة.

فالجواب: نعم. يوصف بكونه لم يولد؛ لأن الله تعالى ما نفى أنه تعالى لم تولب إلا تندلاً للعقول النن يلعب بها إبليس ؟ كالعقول الضعيفة [80/أ] التي يقول لواكمن له م درن 1 كوس يمول نا من خلق الله؟ وإلا فآدم عليه الصلاة والسلام لم يولدء فافهم.

)١(‏ قوله: خلقء سقطت من (أ)ء وأثبتها من (ب).

1 القواعد الكشفبية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

فإن قال قائل: فلأي شيء كانت حواء مخلوقة من ضلع آدم القصير؟

فالجواب: أنه تعالى إنما استخرج حواء من ضلع آدم القصير؛ إشارة لقصورها عن درجة الرجل» فما تلحق به أبدا.

فإن قيل: فلِمَ لَمْ يكن تعالى خلق أولاد ادم كلهم من ضلعه؛ كما فعل في حواء؛ ولم يحوج التاس إلى نكاح؟

فالحواب: إنما فعل ذلك لما سبى في علمه تعالى؛ من عدم وجود شهوة في جسم آدمء إلا بوجود زوجة يميل إليهاء ولولا حواء ما كان في الوجود تناسل .

فإن قيل: فما حكمة تخصيص خلق السيدة حواء من الضلع دون غيره؟

فالجواب: الحكمة في ذلك كونها تصير تحنو على ولدها وزوجها؛ لما في الضلع من الانحناءء ولذلك كان حنو الرجل على المرأة» إتما هو حنو على نفسه؛ لأنها في الحقيقة جزء منهء وأمًا حئو المرأة على الرجل؛ فإنما لكونها خلقت من ضلعهء والضلع من شأته الانحناء والانعطاف .

ثم إن حواء لما خرجت من ضلع آدم؛ عمّر الله تعالى ذلك الموضع من آدم بالشهوةء وذلك حتى لا يبقى في الوجود خلاء» فلمًا عمّره الله تعالى بالهواء؛ حنّ إليها حنيئه إلى نفسه كما مرّء وكما حنت حواء الأخرى إليه؛ لكونه موطنها الذي نشأت فيه [65/ ب].

قكان حب حواء حب الموطن» وحب آدم حب نفسه» ولذلك كان حب الرجل للمرأة يظهر إذ كانتت عينه» بخلاف حب المرأة تلزوجها؛ فإنه يخفى لما أعطيته المرأة من القوة» المعبر عنها بالحياءء فقويت يذلك على الإخفاء؛ إذ الموطن لا يتحد بها اتحاد آدم بها وإن كان الحق تعالى» قد صور في ذلك الضلع جميع ما صورهء وخلقه في جسم آدم على اختلاف الوضعء فإن نشء آدم في صورته كنشأة الفاخوري فيما ينشئه من الطين والطبخ؛ وأمًا نشء جسم حواء فكان كنشء النجار فيما ينحته من الصور في الخشب.

ثم إنه تعالى لما نحتها في الضلعء وأقام صورتها وسواها؛ تفخ فيها من روحهء فقامت حية ناطقة أنثى ؛ ليجعلها محلا للزراعة والحرث والإنبات» الذي هو التتاسل .

مه

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية مما

فإن قلث: فما سبب تسمية عيسى عليه الصلاة والسلام روحاً من الله تعالى دود غيره؟ بع أَنّْ أرواح الخلق كلها من الله تعالى . 1 من جلقه وتقديره .

فالجواب: كما قاله الشيخ أبو طاهر القزويني: أن الله تعالى لما خلق الأرواح قبل الأجساد بالف عام خبأها فى مكنون علمةه» ثم لما خلق الأجساد؛ أدخل في كل ذرة الروح التي كان خبأها في غيبهء مشاكلة لسعادتها أو شقاوتهاء فكانت تلك الذرات أزواجاً لأزواجهاء كما قال سبحاته وتعالى: طحَلَقَ ادوج كُنَهَاةُ [يس: 5*] أي: خلقها مقرونة بما يشاكلهاء ثم إن الله تعالى لما أراد أخذ الميثاق منهم؛ أهبط بقدرته الأرواح من أماكنها على تلك الذرات» على وَفق علمه وحكمته تعالى» ثم إنه سبحانه وتعائى لما أخذ منهم الميثاق؛ [41/أ] حل عقال الأزواجء فطارت إلى أمأكنها التى كانت كامئة فيها للملكوت إلى وقت التحاق ما تخلق النطف لقبولها”''» فهناك يكون اتصالها بالأجنة فى الأرحام .

وأما روح عيسى فلم تتوقف على حصول نطفة.

وقيل: لأن الله تعالى قال لروحه: ادخلي فيه بغير واسطة ملك .

وقيل غير ذلك .

ثم إن الله تعالى لما رفعه إلى السماءء فكان مكثه فيها يقدر ما فيه من الروحانية» وكان مكثه في الأرضض قبل الرفع بقدر ما فيه من جزء الطين.

قال الشيخ أبو طاهر القزوينى: وقول الله تعالى عنه حكاية وهو في مهده: #وَجَعَلق مسارم 0 حكنت 4 [مريم: 5] إشارة منه إلى هذه الجملةٌ» يعني أينما كحت دن المتميلة الا رفن نويد نا اكلناة فول أن بق كي خلق الله تعالى أرواح بني آدم لما أخذ عليهم الميثاق» ثم ردها إلى الملكوت». )١(‏ قوئه: لقبولهاء ساقطة من (أ) وأثبتها من (ب). فق أبي بن كعب بن قيس بن عبيد من بني النجار من الخزرج أبو المنذر الصحابي الجليل» كان قبل

الإسلام حبراً من أحبار اليهود مطلعاً على الكتب القديمة يكتب ويقرأ ولما أسلم كان من كتاب

الوحي؛ وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله يلق وفي الحديث أقرأ أمتي أبي بن كعبء توفي في المديئة سنة (١1ه).‏

رضي الله عنه:

14 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

ويني آدم إلى صلب آدمء وأمسك عنده روح عيسى عليه الصلاة والسلام» فلما أراد خلقه أرسل تلك الروح إلى مريم عليها السلام» فكان منه عيسى عليه الصلاة والسلام فلهذا قال: #وَرُوحٌ مَنَة4 [النساء: ]11١‏ انتهى7 .

فإن قال قائل: فمن هؤلاء الملائكة الموكلون بنفخ الأرواح في الأجنة وتصوير الأجسام .

فالجواب: هم أعوان إسرافيل عليه السلام» فإنه هو الموكل بالصورء فلم يزل ناظراً إلى صور الخليقة المصورة تحت العرش. فإن في الحديث: «إن لكل ما خلق الله تعالى صورةً مخصوصة في ساق العرشء أظهرها الله تعالى لإسرافيل قبل تكووة النلة 7" .انوي

ولكل صور يني آدم تشابه وتشاكل في الخلقة؛ لأن أصلهم آدمء وإلى ذلك الإشارة بقوله #ِ: «إن الله تعالى خلق آدم على صورته»”" أي: التي نقشت في ساق العرش» أو اللوح قبل خلق آدم» فإن الحق تعالى لا صورة له تُعقل؟ لمخالفته تعالى لسائر الحقائق فاقهمء قاله ابن منبه.

فإسرافيل داتماً ناظر إلى الصور المنقوشة في ساق العرشء وإلى الأرحام عند تصوير الأجنة» فإذا أراد الله سيحانه وتعالى تفخ الروح في جنين؛ أخذ إسرافيل تلك الصورة المختصة بذلك الجنين» ويلقيها إلى ملك الأرحامء فيلقيها ملك الأرحام إلى الجنين» فيصور في الرحم على شاكلة تلك الصورة» المنقوشة في ساق العرش لها.

قال الشيخ أبو طاهر: وإلقاء الصورة في الحقيقة» إنما هو إلقاء لنسخها التي تليق بك قال سالى؟ كر الى متنك دى القتار كنك 5ق44 [آل عهران :]ا وأضاف التصوير إلى نفسه تعالى دون [40/ ب] غيرهء قهو تعالى مصور للصورء ومصور لمصوريهاء لا خالق سواه. ولا مصور إلا هوء ولذلك شدد في الوعيد (1) ذكره القرطبي في "تفسيره (807/5).

220 تعدم تخريجه (ص؟١6),‏ زفرف تقدم تحخريعجه (ص؟55).

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية /ا1

للمصورين» ويقال لهم يوم القيامة: «أحيوا ما خلقتم»'''» ثم يكون مآلهم إلى الجنة بالشقاعة إن كانوا مسلمين .

أما من يصور الأجسام التي تعبد من دون الله؛ فهو في النارء كما ورد أنه يخرج عنى من التارء فيلتقط المصورين»: ثم يدخل بهم إلى النارء فاعلم ذلك وتأمل فيه؛ فإنك لا تجده فى كتاب» واعتقد أن الله تعالى على كل شيء قديرء 1 والحمد لله رب العالمية: 1

.2ش أحقرجه البخاري (حكقدف ومسلم 1١١‏ 5).

0 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من توهم أن رؤية الله في الآخرة تقتضي تحيزه سبحانه وتعالى

ومما أجبت به: من يتوهم أن رؤية الله تعالى المؤمنين في الدار الآخرة لحقيقة الذاتء من غرو صعاف أو تون متحيزة في جهةء تعالى الله عن ذلك عَلوا 00

والجواب: هو أن تعلم يا أخي أن رؤية الله عز وجل؛ إذا وقعت تكون منزهة عن المقابلة والجهة والمكان؛ إذ الرؤية نوع من الكشفء يدرك بها الرائي العلم بالمرئي. ويخلق الله تعالى ذلك له عند مقابلة الحاسة له بإبعاده. فجاز أن يخلق هذا القدر بعينهء من غير أن ينقص منه قدر من الإدراك» من غير مقابلة بهذه اللحاسة أصنلا: كما كان كله يرانا من وراء علي" وكمنا أن السيق تعالى يرانا من غمن مقايلة ولا جهة. باتفاقنا؛ إذ الرؤية نسبة خاصة بين طرفى راء ومرئى. فإن اقتضت عقلاً كون أحدهما في جهة؛ اقتضت كون الآخر كذلك؛ فإذا ثبت عدم لزوم ذلك في أحدهماء ثبت مثله في الآخر.

هذا ما عليه جمهور المتكلمين والأصوليين» قالوا: وتكون رؤية الله تعالى للمؤمتين في الدنيا بالقلوب؛ وفي الآخرة بالأبصار: بلا كيف في الاثنين» وذلك مخصهن. بقوله تعالى + تُدَركهُ الأبْصَرُ4 [الأنعام : .]1١7‏

وكان الشيخ أبو طاهر القزويني رحمه الله يقول: العقل معزول هنا عن إدراك كيفية رؤية الله تعالى في الدار الآخرة» فلا يدرك في هذه الدارء إلا أن يمد الله تعالى أحد الخواص بقوة زائدة على العقل» 52207 أحاط بذلك علماً وذوقاء نعمة معجلة من الله تعالى لذلك العبد في هذه الدار. انتهى .

وكان رضي الله عنه يقول أيضاً: إذا وقعت رؤية الله تعالى للمؤمتين في الدار الآخرة. فتكون بواسطة مثال يليق به تعالى» منزه عن الشكل والصورة: ويكون

)١(‏ أخرجه البخاري (187) ولفظه: «أقيموا صفوقكم تأني أراكم خلف ظهري»: ومثله عند مسلم (45).

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 144

تجليه تعالى من ذلك المثال؛ ليفهم عباده كلامه القديم - المنئزه عن الصوت والحرف - بواسطة الحروف والأصوات.

فكما أن الكلام الأزلي منزه عن الصوت والحرف الحادثين؛ ويفهم بواسطتهما كلامه القديم. كذلك يجوز أن تكون ذاته الأزلية المنزه''' عن الصورة والشكل» ترى بواسطة مثالٍ يناسبها بأدنى معنى. فيكون كالمثل المذكور في القرآن في: سل وْروء صِفْكَوْقَ [النور: ه] بفتحتين: لا كالمثل - بكسر الميم وسكون المثلثة - التي توجب الممائثلة من كل وجه.

أما إذا رآه في صورة لا تناسب جلالة الصمدية في معنئ ما؛ فالرائي ممن عبث به الشيطان.

فإن قال قائل: إن رؤية الله تعالى في ذاته غير ممكنة لعدم صحة المثل والمثال في نفس الأمر.

فالجواب: أن الله تعالى إذا تجلى لعباده المؤمنين بذاته المقدسة. فالروح تعرف بالفطرة الأزلية أنه هو الإله الحق.

وإيضاح ذلك : أن التفس بآلاتها الخيالية لا تستطيع رؤية ما لا صورة لهء ولكن تتصوره بوسائط وأمثلة. ثم تذهب الأمثلة كأنها جقاءء وتبقى معها رؤية الله حقأء كما أن كلام الله تعالى القديم» 871/أ] يُتعلم بواسطة الحروف الممثلة في اللوحء ثم يُمحى اللوحء ويبقى القرآن في الذهن.

ومن هنا قالوا: إن الحق تعالى يصح أن يُرى في صورة المنام في دار الدنياء ولا يوجب ذلك التشبيه ولا التمثيل» بدليل رؤية المعاني المتجردة في صورة؛ كالإيمان والقرآنء والكفرء والشرف؛ والهدى والضلالء» والحياة مع أن الإيمان لا شكل له ولا صورة» وكذلك ما بعده.

ولكن قد أول النبي يمل قميص عمر لما رآه في المنام يجره عمر بالإيمان”". بجعل القميص له مثالأء وكذلك الكفر يمثل فيراه الناس ظلمةء وكذلك يرى الكفر )١(‏ كذافي التسختين؛ ولعل الصواب : المنزهة. (1) أعخرجه البخاري (77): ومسلم (7780) لكتن الذي فيهما وفي غيرهما أنه ين أوله بالدين.

3 القواعد الكشفية الموضحة لمعائي الصفات الإلهية

والشرف بواسطة ركوب الفرسء وكذلك القرآن في صورة اللؤلؤء ويرى الهدى في صورة النورء كالضلال يرى برؤية العماء وهكذا.

ولعل من منع رؤية الله تعالى [41/ ب] في المنام في صورةء ظن أن المَثّل - بفتحتين - هو المثل - بكسر الميم» وسكون المثلثة - الذي هو العدل.

وتأمل قوله تعالى: 8إِنّمَا مكل الْحَيَوةَ لديا كنك أَنرْلئَهُ مِنّ ألتّمَلِ» [يونس : 14؟] الآيةء مع أن الحياة لا صورة لها ولا شكلء والماء ذو شكل وصورة.ء لكنه لا لون له في نفسهء وإنما لونه يكون بحسب ظرفه؛ لسر لا يذكر إلا مشافهة لأهله. فعلم أنه لا يشترط المساواة بالتشبيه من كل وجه فافهم» هذا أحسن ما وجدته من كلام المتكلمين في هذه المسألة.

وأما كلام الصوفية فقد قال الشيخ محي الدين في علوم الباب التاسع والستين وثلاثمائة: اعلم أنه لا يصح لإنسان أن يعبر عما طريقه الذوق بعبارة أبداء ولكن لما صح أن العقل يدرك الحق تعالى؛ مع أن العقل محدث؛ جاز أن يدركه بالبصر أيضاً في الدار الآخرة» من غير إحاطة؛ إذ لا فضل لمحدث على محدثء. إلا من حيث الصفاتث: ومن قال: إن الحق تعالى يدرك عقلاء ولا يدرك بصراأً فكالمتلاعب» لا علم له بما هو العقل» ولا يما هو البصرء ولا بالحقائق على ما هي عليه.

قال: وهذا شأن المعتزلة فإنهم لا يفرقون بين الأمور العادية والأمور الطبيعية» فلا ينبغي لعاقل الكلام مع من هذا شأنه.

وأطال في ذلك» ثم قال: ولولا أن موسى عليه الصلاة والسلام فهم من الأمر أن كلّمّه ربه بارتفاع الوسائط ؛ ما أجرأه على طلب الرؤية ما فعل؛ فإِنّ سماع كلام الله تعالى بارتفاع الوسائط هو عين الفهم عند فلا يفتقر إلى فكر ولا تأويل» فما”'' كان عين السمع في هذا المقام عين الفهم كذلك؛ سأل موسى عليه الصلاة والسلام ربه الرؤية؛ ليعلم أتباعهء ومن ليس له”"' هذه المرتبة من الله تعالى أنَّ رؤية الله تعالى ليست بمحال. انتهى .

وقال الباب التسعين من الفتوحات [1/85]: اعلم أن رؤية الحق تعالى أعظم 1 كذا في اللسختين» ولعل الصواب : قلماء يدل عليه سياق الكلام . (؟) قوله: (له) ساقطة من (أ) وأثبتها من (ب).

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية وا

نعيم يكون للمؤمنينء لكن هنا دقيقة» وهي أن ما ورد في الحديثء من أن رؤية الله تعالى لا نعيم فوقها لأهل الجنة. يقتضي شدة الالتذاذ بالرؤية» ومعلوم أن الالتذاذ بالرؤية لا يكون إلا برؤية من بيننا وبينه مناسبة» ولا مناسبة بيننا وبين الحق - تعالى في غلا ذاته - بوجه من الوجوهء قلا يصح لأحد تعقل ذاته حتى يلتذ بها؛ فربما أقام له مثالاً يتخيله في عقله. يحكم [عليه]”'' بالمطابقة» فيقع له الالتذاذ بذلك المثال» أو الأمر الضروري من الله ونعمه؛ وتعالى الله في علا ذاته عن المثال والأمر الاعتباري وعن الالتذاذء: ولعل هذا مراد العلماء يقولهم: يراه عباده المؤمنون من غير إحاطة ولا كيف . انتهى.

وقال أيضاً ذ في الباب الثامن والتسعين وماتة: إذا أراد الحق جل وعلا أن يري نفسه لعبد من عبيده؛ أفناه بالتجلي عن شهود نفسه وعن الأكوان» وجرد روحه عنهاء فرأت الر لروح ريها كما تراه الملائكةء وإن أراد أن ينعم عبده بالتلذذ برؤيته؛ أرسل الحجب بينه وبين عبدهء فوقع التلدذ للعبد برؤية ذلك المظهر الحجابي.

قال: وهذه المسألة من علوم الأسرارء وما أظهرتها باختياري» وإنما حكم به الجبر الإلهي علي إيثاراً؛ لإظهار التنزيه لله تعالى» والعلم اليقيني في هذه الدار قبل كشف الحجاب . انتهى .

ويؤيد قوله رحمه الله تعالى في كتاب «لواقح الأنوار؛: 0 المشاهدة يعنى رؤية الياري جرد متي عر سه زم لم إذ التفس الذات» 5050-6 أن تتفتل «بمحاهدة هدو" ' بأمرين في أن واحدء إلا إن أمدها الله تعالى بالقوة قوق طور البشرء فإذا لم يمدها الله تعالى بالقوة؛ كانت متوجهة بكليتها لإدراك الرؤية أو قبولها.

فعُلم أن الحق لا يشهدك نفسه إلا إن أفناك عنك؛ وحينئذ فلا يجد الخطاب محلا يتوجه عليه؛ فإذاً أكملك أو وجدك. ولم يفتيك. وذلك لأنه لابد لقبول الخطاب منك» فإذا فنيت فمن يتوجه الخطاب له فافهم. (0) هذه: من (ب)ء وسقطت من (0

145 القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية

وقد كان الإمام أبو العباس السياري”'' أحد رجال رسالة القشيري رحمه الله تعالى يقول: ما التذ عاقل بمشاهدة الحقء وذلك لأنها فناء. والفناء ليس فيه لذة.

وفى مواقف محمد بن عبد الجبار التفري”'2 رحمه الله: إذا أقامك الحق تعالى في مشهدٍ ماء وأشهدك نفسك معه؛ قاعلم أنك من أبعد الأبعدين منه؛ لأن نفسك كونء وأين الترب من رب الأرباب؟! لكن لك حينئذ مع الحق تعالى المجاورة المعنوية» وهى أنه ليس بينك وبين الله تعالى أمر زائدء كما أنه ليون بين الجوهرين المتجاورين جير ثالث١‏ ولله المثل الأعلى .

ثم إن هذه المجاورة مع قربهاء لا بد أن يكون بينها وبين صاحبها [85/أ] وبين الحق تعالى سبعون ألف حجاب من نور [47/ب] وظلمةء فما من نفس تسمع شيئاً من حس تلك الحجب إلا بانت لوقتها. انتهى .

وقال في باب الأسرار من «الفتوحات»: اعلم أن الحق تعالى إذا عوين؛ فلا يعاين إلا من حيث العلم أو المعتقدء والله أجل وأعظم من أن تعلم ذاته. انتهى .

وقال في باب الوصايا من «الفتوحات:: اعلم أن للأولياء في هذه الدار المشاهدة للحق تعالى بقلوبهمء لا الرؤية ببصرهم. فإذا ادعى إنسان مقام المشاهدة للحق تعالى بقلبه امتحناهء وذلك بأن نأمره أن يعكس مرآة قلبه إلى الكون؛ ثم ينظرء فإن رأيناه يعرف ما في ضمائر جميع الخلق من طريق الكشفء وصذقه الناس على ذلك الذي في ضمائرهم؛ فهو صادق في أنه يشاهد الحق تعالى يقظةء وإن لم يعرف ذلك؛ فهو في حجاب النفس .

فإن قال قائل: فما الفرق بين الشهود الذي تقول به الطائغة وبين الرؤية؟

فالحواب: ما قاله الشيخ محي الدين في الباب السادس والستين ومائتين من «الفتوحات»: إن من الفرق بينهما أن الرؤية لا يتقدمها علم بالمرئي» والشهود يتقدمه علم بالمشهود. وهو المسمى بالعقاتد. ولهذا يقع الإقرار والإنكار فى الرؤية

عالماً. قال القشيري: كان شيخ وقته: من كلامه: عطاؤه تعالى على نوعين: كرامة واستدراجء فما

أبقاه عليك فهو كرامةء وما آزاله عنك فهو استدراج: قفل أنا مؤمن إن شاء الله + توفي سنة (05117. (؟) محمذ بن عيد الجبار ين الحسن التغري الصوفي العالم ١‏ من كتبه: «المسخاطبات» والمواقفف

كلاهما في التصوف» وكتابه «المواقف» شرحه عفيف الدين التلمساني .

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ف

يوم القيامة من قوم كما 0 ولا يكون في الشهود إلا الإقرار فقطء وما سمي الشاهد شاهداً إلا لكون مار أه يشهد له بصحة ما اعتقده.

20007 57

فكل مشاهدة رؤية ولا عكسء قال تعالى: #أفمن كن عل ينه عن رب ويتلوه شَاهِدٌ مَنْهُ» [هود: ]١7‏ أي يشهد له يصحة ما اعتقده.

ومن هنا سأل موسى عليه الصلاة والسلام الرؤية بقوله : أرق أَنظر إِلَتِلك» [الأعراف : 20000 : لي لأنه عا 0 0 ما غاب عن الخاص 0 8 كما في ا ا وأ الله ال اك انتهى .

فإن قال قائل: كيف يصح من معصوم طلب ما لم يعلم وقوعه في دار الدنياء وذلك لا يلية؟

فالجواب: إنما طلب ذلك؛ لأن مقامه الشريف أعطي ذلك كما سيأتي بسطه في هذا المبحث إن شاء الله تعالى؛ وأما شهوده للحق جل وعلا كما يقع للأولياء؛ فذللك كير ودينه مو اسك الاين

ومن الفرق أيضاً بين الرؤية والمشاهدة: أن المشاهدة هو ما يمسكه العبد في نفسه من شاهد الحق المشار إليه بقوله ب : «اعبد الله كأنك تراهه'"' فقولك”": كأنك ثراهء هو شاهد الحى الذي أقمته فى نفسك كأنك تراه.

وكال الشيخ محي الدين: وهذه درجة التعليم للعامة؛ ثم إنك ترتقي منها إلى درجة الخصوصء وهي علمك بأن الله تعالى يراك ولا تراهء وذلك أبلغ في ١‏

وإيضاح ذلك أنك إذا ضبطت شهوده تعالى في قلبك؛ عند صلاتك مثلاً في جهة القيلة؛ [45/أ] فقد أخليت شهودك عن بقية الوجود المحيط بكنء فإذا تحققت بذلك؛ علمت عجزك عن رؤيته تعالى على وجه الإدراك الحقيقي العلميء وكفكا يرق المقتد الحطلى؟ ! (1) كذافي (أ) وقي (ب): خيره. (؟1) تقدم تخريجه (ص7١١1).‏ (*) قوله: (فقولك) كذا في النسختين.

19 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

فإذا شهدت يا آخي هذا المشهد. بقيت مع نظره تعالى المحقق إليك. لا مع نظر لك أنت المقيد المحدودء وهو تعالى المنزه عن القيود والحدود.

فإذاً الشهود له المعرفة»: والرؤية لها الكشف التامء فتعلم يا أخي الحقائق» والفرق بينهما'''. والحمد لله رب العالمين

وكان سيدي علي بن وفا رضي الله عنه يقول: لا يخرج أحد عن القول بالجهة حالة رؤيته لله تعالى في الدار الآخرةء إلا أن أعطاه في الدنيا تصور البصر حتى نفذ من أقطار السموات والأرض» وصار يرى الوجود العلوي والسفلي؛ كأنه قنديل صغير في جوء لا سماء ولا أرضء فإن نزل أبد الأبدين؛ أو صعد أبد الآبدين؛ لم يجد له مركزاء ولا رفعا ولا خفضص.

قمن شهد ذلك فهو الذي له اعتقاد أن يرى الحق تعالى في غير جهة مخصوصة. كما كان في دار الدنياء وأما من كان متقيداً في السموات والأرض في دار الدنياء فلا يتعقل رؤية الله في جهةء وذلك لأن كل عبد لا يجني هناك إلا ثمرة علمه وعمله هنا. انتهي .

ور اي حي احور في "لواقح الأنواره: : ماراى عيد ريه قط ا ايكهداك" "1 كوه وصها وضيقا وسعةه بواقي ذللقة 0 فإذاً م9

ى الحق العيد. إلا وسعه من علم نفسه في مرآة معرفة الحق تعالى» وما رأى 0 نظير تلك المرآة إذا رأيت المصورٌ فيها لا تراهاء وما ثم مثال أقرب ول4*11/ ب] أشبه بالرؤية والتجلي من هذاء وأجهد في نفسك عند ذلك كما ترى الصورة في المرآةء أن ترى جرم المرأة لا تراه أبداً البتة.

فلا تطمع يا أخي في أن ترقى إلى أعلى من هذا المرقىء فما ثم أصلا”؟)» وما بعده إلا العدم المحضي . انتهى .

فإن قال قائل: كيف صح تفاضل الناس في الرؤية» مع أن الحق تعالى حيث هوء لا تقبل ذاته الزيادة والتقصان؟ (؟) في (ب): استعداده.

الى ب فنا 2 هكذا العبارة ولعل قيها سقط أء و تحريفاء ٠‏ والله أعلم .

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ا

فالجواب: أن الناس ما تفاوتوا في الرؤية» إلا لكونهم إذا أرادوا أن يشهدوا الحق تعالى في مرآة معرفته؛ سبقت صور حقائقهم في مرأة معرفة الحق تعالى.

فمن هنا تفاوتوا فى حضرة التجليء ولو أنهم كانوا يشهدون عين الذات» التي هي حقيقة الحقائق عند القوم في الوجود؛ لتساووا كلهم في الرؤية» ولم يصح بينهم تفاضل . انتهى .

وقال فى الباب الحادي والثلاثين وثلاثمائة: اعلم أن رؤية المؤمنين لربهم ا إنما تفاضلت في الآخرةء من حيث تفاضلهم في مشاهلته بقلوبهم [81/أ] في الدنياء فكانت رؤيتهم لربهم على قدر علمهم بالله تعالى» وعلى قدر ما فهموه ممن قلدوهء وكان تفاضلهم في نعيم الرؤية تبعا لتفاضلهم في المعرفة» لا يخرجون عن ذلك .

فقمنهم من ألقى إليه عالمه ما عنده من العلم بالله تعالى بحسب مقام ذلك العالم .

ومنهم من ألقى إليه عالمه على قدر ما علم من قبول عقل ذلك المتعلم وهكذا.

ومنهم طائفة يرون ربهم في مرآة معرفتهم المقتبسة من مرأة معرفة نبيهم محمد لة. وهي أكمل المرائي؛ لأنها حاوية على جميع مرائي الأنبياء والأولياء.

فهذا سبب تفاوتهم في كمال الرؤية؛ وتفاوتهم في اللذة في النظر.

فمنهم من حظه في النظر إلى ربه لذة عقلية .

ومنهم من حظه في ذلك لذة نهسية .

ومنهم من حظه من ذلك لذة حسية .

ومنهم من حظه في ذلك لذة خيالية .

ومنهم من حظه من ذلك ل

ومنهم من حظه من ذلك لذة ينقال”'' تكييقها.

ومنهم من حظه لذة لا" ينقال تكييقها. انتهى ‏ (؟) هكذا العبارة فى النسختين .

(*) فى (ب»): حظه أن لا ينقال.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

فإن قيل: فهل حجاب الكفار عن رؤية الله تعالى يوم القيامة وما بعده حجاب حقيقي؟ أو المراد أنهم يرونهء ولكن لا يعرفون أنه هو.

فالحواب: أن المعتمد عدم رؤيتهم له تعالى؛ لقوله تعالى مكلا إِنبْمَ عن مم يومد لخجووة (2)* [المطففين: .]١6‏

وقيل: إنهم يرونهء ولا يعرفون أنه هو المتجلي في تلك المظاهره ففاتهم لذة النظر التى هي أعظم نعيم يكون في الجنة؛ فحجابهم هو حجابه. صرح بذلك الشيخ محي الدين بن العربي وغيره -

فإن قيل: فهل رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة تكون بجميع أجسادهم. أو بجميع وجوههم كما قيل؟ لأنها دار تخرق العوائد فيهاء أم يكون بباصر العين كما

0

هو الأمر في رؤية الأشياء في الدنيا؟

فالجواب: قد صرح الشيخ تقي الدين ابن بي المنصور في عقيدته؛ بأن الرؤية تكون بجميع أجسادهم؛ لكمال النعيم» فكل أجسادهم أيصار في الآخرة.

فإن قيل: فهل يلزم من شهود العبد ربه بقلبه أن يكون المطلوب هو ما تجلى لقلبه. إلا أن يكون ذلك بإعلام من بعالل بخلقه العلم الضروري في نفس العيدء مثا ل ما يجد النائم في نومهء فيجد' '' في نفسه علماً ضرورياً - من غير سيب ظاهم 0 الحق تعالى» وذلك لوجدانه حقاً في نفسه. مطابقاً لما هو الأمر عليه فيما رآهء هكذا يدرك العبد العلم الله تعالى» أما بالنظر الفكري فلا يدرك . انتهى .

وقال في الباب الثاني والأربعين وأربعمائة من "الفتوحات»: اعلم أن رؤية العرم كه لله به» ويعلم الرائي أمراً ماء وقد أحاط علماً بما رأى بوجهء ورأينا الذي يرى الحق تعالى لا ينضبط له رؤية؛ [88/]] لمخالفة حقيقته تعالى لسائر الحقائق» ولسائر الصفات» ولعدم مكث التجلي آنين؛ لأنه كلمحة بارق. ومعلوم أن ما لا ينضيط لا يقال فيه: إن الذي رآه عرف أنه راه؛ إذ لو رآه حقيقة لعلمه؛ 0 00 ل 0

فعلى هذا لم تعالى حقيقة؛ وإنما يعلم يعلمه الذي علم أنه ما رآ

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 1

قال موسى عليه الصلاة والسلام: أرق أنظرٌْ إِلَيْكَيْه [الأعراق: 1١5‏ ققال ربه له: لإآن نيه [الأعراف: 87 1].

قال الشيخ محي الدين: والنكتة في ذلك قوله: لأف أَظرْ اليك بالهمزة في انظرء ولو أنه قالها بالئون أو التاء؛ لربما لم يكن الجواب: لن تراتي» مع أن السؤال مجمل في قوله: انظرء والجواب مجمل في قوله: أن تَرتي» .

وإيضاح ذلك : أن الرؤية بأداة النفى إلى [1/45] رؤية العين» أي: لوتراني بعينك . والمقصود بالرؤية حصول الج اد لاي ومعلوم أنك لا تزال ترى في كل رؤية خلاف ما تراه في المرائي التي تقدمت. فلا يحصل لك علم بالمرئي في رؤيتك له تعالى أبداء فصح قوله تعالى : #أن ره ني فكأن لسان حال 0 يقول: ##أن ترس # ؛ لأني لا أقبل من حيث ما أنا عليه في ذاته التنوع: وأنك ابيا العيد المتطلب لرؤيتي من موسى وغيرهء لا ترى ربك إلا منوعاً بالنظر إليك لا إليه؛ وأنت ما تنوعت أيضاء فما رأيتني ولا رأيت نفسك وقد رأيت» قلا بد أن تقول: رأيت الحق وأنت ما رأيتني حقيقة» وإن قلت: رأيت نفسيء» فما رأيت تامدك سا ونا قي إلا البق كبالى :انهه وللزواهدا من الخى تجاى الحو رأيت؛. وأنت تعلم أنك رأيت» فما هذا الذي رأيت» فلن تراني بعينك إلا إن قويتك على ذلك . انتهى

وهذا من مشاهدة الحيرة في الله تعالى.

وكان سيدي علي بن وقا رحمه الله يقول: من أعجب الأمور قوله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام: ##آن رَْتي» أي: مع كونك تراني على الدوام ولا

0-5-7

تشعر . انتهى ‏

اذا وفعت للخلق يوم القيامة» قلا تكون إلا بعدر استعدادهم» والحق تعالى على ما هو عليه - من وراء جميع معقولاتهم - لا يقبل الزيادة ولا التقصانء ألا ترى إلى موسى عليه الصلاة والسلام ما أصعقه إلا ما كان عنده من العلم بالله تعالى»: ولم ا 21 و برك ا ا كر ارج امورل ع لد 500 + أذ

١‏ القواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

1

لمُؤِيِيت4 [الأعراف: ]١57‏ بقولك: #أن ترق » لأنك ما قلت ذلك إلا لي وهو خيرن ل

ولو أنه عليه الصلاة والسلام آراد مطلق الإيمان الذي هو أعم من الإيمان بقوله: لن نرتقي ما صحت له الأوليةء فإن المؤمئين كانوا قبله كثيراً بيقين. ولكن بهذا الخير - الذي هو أول من سمعه - لم يكن سبقه مؤمن» فكل من أمن يعد الصعق؛ فقد آمن على بصيرة: وهو صاحب علم في إيمان؛. وهو مشهد عزيزء قليل من ذاقه [64/أ] ب بمعنى الإيمان مع العلم؛ فإنه لما انتقل إلى العلم الذي هو أوضح.ء فقد انتقل على إيمان إلى الشهودء فالكامل هو من يؤمن بما هو به عالى وذلك ليحوز أجر الإيمان مع أجر العلم معاء كما بسط الشيخ الكلام على ذلك في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة فراجعه.

وقال في الباب الأحد وأربعمائة: إنما قال الله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام: #إلن تَرِتي# لأن كل مرثي لا يصح للرائي أن يرى منه إلا على قدر منزلته ورتبته في العلم به لا غيرء ولو كان الرائي للحق تعالى يحيط به؛ ما اختلفت الرؤية» وذلك أن الرائي لما شغل برؤية نفسه في حال تجلي الحق تعالى له؛ حجبه ذلك عن كمال رؤية الح تعالى» فما حجبنا عنه تعالى إلا بأنفسناء ولو أننا زلنا عنا ها رانف اف لأنه لم يبق ثم من يراه إذا زلناء وإذا لم نزل نحن فما رأينا في المرآة الصقالية إلا أنفستاء وقد يتوسع في العبارة فيقول: إنا رأيناه. انتهى.

فإن قال قائل: فلم أحال الله تعالى موسى على نظره للجيل حين سأل ربه الرؤية؟

فالجواب: إنما أحاله على ذلك لأن من صفات الجيل الثبوت؛ كأنه تعالى يقول له: إن ثبت الجبل عندما تجليت له فستراني» من حيث ما في ذلك من صفة ثبوت الجبال» يقال : فللان جيل من الجبالء إذا كان يشت عند الشدائد والأمور العظام .

فإن قال قائل: لم رجع مو سى إلى صورته بعد الصعق؟ بخلاف الجيل ؛ فإنه لم يرجع بعد الدك إلى صورته.

)١(‏ في (ب): ولو أننا أيضاً زلنا عنا ما رأيناه.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 14

فالحواب: إنما زالت عين الجبل بالكلية؛ لخلوه عن الروح المدبر له؛ يخللاف موسى فإنه بقي بعد الصعق؛ لكونه كان ذا روح» فروحه هي التي أمسكت بإذن الله تعالى صورته على ما هي عليه؛ يخلاف الجبل.

وقال في الباب الخمسين وأربعماثة: اعلم انه لا طاقة للمحدث على رؤية القديمء إلا إن كان الحى تعالى مؤيداً له 5 ذلك. كما أشار إليه حديث: "كنت سمعه الذي يسمع به" إلى آخره.

ألا ترى إلى موسى عليه الصلاة والسلام» كيف ثبت لسماع كلام الله تعالى؛ حين كان الحق تعالى سمعه الذي يليق أن يسمع كلامه به عند التجليء [45/ب] ثم لما وقع التجلي ثانياً - ولم يكن الحق تعالى بصره الذي يليق أن يبصر به؛ كما كان سمعه - صعق ولم يثبت» ولو أنه تعالى كان أيده بالقوة المذكورة في بصرهء كما أيده في سمعه لثبت.

فإن قلت: قد ورد: الا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبهء فإذا أحببته كنك اطع الذى مسيم نه وبضيرة الدى يبر ه***. :ولا شلك أن موسى عليه الصلاة والسلام ربما هو أحب لشيء من يعض من تقرب بالنوافل» حتى أحبه الله تعالى» فما الجواب عن كون الحق سبحانه وتعالى لم يكن بصر موسى؟

فالجواب: أنه تعالى لم يقل : كنت بصره الذي يبصر به إلى المبصرات العادية؛ المنصرف إليهاء المراد عند الإطلاق. ونحن ما نفينا القوة التى يبصر بها العبد ربه سبحاته وتعالى» فليتأمل [1/40].

فإن قلت: اندكاك الجبل يؤذن بحياة الجبل؟ لأنه لولا حياته ومعرفته بعظمة الله تعالى ما اندكء وقد نفى بعضهم حياة الجماد.

فالجواب: أن الله تعالى قد قال: #أوَإدَّ ين أَيْْجَارَةَ لَمَا يَكَنَكَّدْ ينه الأَنهار وَإِنَّ هنا لما يَكَقَنُ مرح مِنْهُ لم وَِنَّ متها لَمَا يجْيظ من حَشيّةَ ألَِّ4ُ [البقرة: 4 7] ومعلوم أنه لا يوصف بالخشية إلا حي درّاك؛ وقد آحذ الله تعالى بأبصار غالب الجن والإنس عن إدراك حياة كثير من الجماد» إلا من شاء الله تعالى من الأولياء؛ فإنهم

.)١51ص( تقدم تخريجه‎ )١( هذا طرف من الحديث السابق الذي تقدم تخريجه.‎ 4)7(

0 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

لا يحتاجون إلى دئيل سمعي في ذلك؛ لأن الله تعالى قد كشف لهم عن حياة الجماد. وأسمعهم تسبيحه وتطقه.

فعلم أنه لولا معرفة الجبل بعظمة الله ما اندك» فإن الدذوات لا تؤثر في أمثالهاء وإنما يؤثر فيها معرفتها بعظمة من تجلى لا غيرء فالعلم بالعظمة هو الذي أثر لا الذات.

فإن قال قائل: فلم قال موسى دون سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: #رَتَ أرق أَنَظرٌ إِليلكَ؛ [الأعراف: ]١87‏ مع أن رسول الله يي كان أشوق إلى ربه عز وجل من موسى عليه السلام يما لا يتقارب؟

فالجواب: أن موسى عليه الصلاة والسلام ما قال ذلك إلا لما علمه بجوازه لمثلهء ولما قأم عنده من شدة التقريب الإلهي. وسماع كلام الباري من غير واسطة . فاستغرقته اللذة فطمع في الرؤيةء وسأل ما يجوز له السؤال فيهء ذوقاأ ونقلا لا عقلاء لأن ذلك من محيّرات العقول.

ولو أنه صبر ولم يسأل الرؤية؛ لما تميز محمد يل عنه في مقام الأدب» فإنه كان أشوق إلى رؤية ربه من موسىء ولكن لما سلك الأدب وصير؛ جازاه الحق تجا نيان ذؤغاء الع سيحانة وال إل فته عن غير منواله»

وقد يكون موسى عليه الصلاة والسلام إنما قصد بقوله: #أَيق أنظر إِلتِكَْ) [الأعراف: ]١47‏ بعد اطلاعه على ما تقع به إجابة الحق تعالى لهء. من طريق لوحي أو الكشف بقوله: أن تََكنِ» لبيان”' اتحطاط مقامه عن مقام محمد ففلة؛ إذ الأنبياء معصومون من الحسد لأحد من الخلق» وهم دائرون مع الحقء فإذا قرب الحق تعالى عبداً وميزه عليهم؛ كانوا من أول ما يتظاهر بإظهار عظمة ذلك العبد؛ طلباً لمرضات الله تعالى» وبما يجوز فيه السؤال وما لا يجوز . انتهى.

قال الشيخ محي الدين: ثم إن الحق تعالى لما أجاب موسى عليه الصلاة والسلام بقوله: #لن تن » بحكمة الإلهية؛ استدرك تعالى استدراكاً لطيفاً بقوله: اولي أنظرٌ إِلَ الْجَبَلٍ» [الأعراف: 147] فأحاله إلى الجبل فى استقراره عند

. في (ب): ببيان. وصوايد: بيان» إذ هو مفعول لقوله: (قصد) السابق؛ واه أعلم‎ )١(

القواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ١‏

التجلي؛ إذ الجبل من جملة الممكنات» فلما تجلى تعالى له وتدكدك؛ حصل له من ذلك أن الجبل رأى ربه» وأن رؤيته هي التي أوجبت له التدكدك .

وإذا ثبت أن الجبل الذي هو محدث راهء فما المائع أن يكون موسى عليه الصلاة والسلام رأى ربه حال تدكدك الجبل» ووقعم النفي على الاستقبال؛. أو على نفي الرؤية على وجه الإحاطة بالكنه؛: 411/أ] والاية محتملة. وقد قام الدليل على رؤية الله تعالى في الآخرة؛ وما ثبت وقوعه هناك جاز تعجيله هنا لمن شاء الله تعالى: فكان الصعق لموسى كالتدكدك للجبلء ويحمل قوله: وأا وَل النؤيييت» [الأعراف: ]١57‏ أي: بوقوع هذا الجائز؛. كما حمل قوله فيما مضى قبل وقوع الرؤية على قوله: #وآتأ ول لْمُْيت4 بكونك لا ترى» أي من حيث حقيقتك. اي

وقال في باب الأسرار: من أعجب الأمور أن الحق تعالى يُعلم بالعقل ولا يرى بهء ويرى بالكشف ولا يعلم به.

قال: وهل ثم لنا مقام بجميع الرؤية والعلم؟ لآ أدري . انتهى .

فإن قلت: فما المراد بقوله تعالى: «لَّا تُدَرِكُهُ الأَبْسرٌ4 [الأنعام: ]٠١‏ وهو نفي مطلقء وقد ثبتت رؤية المؤمنين لربهم في الدار الآخرة.

فالجواب: أن المراد بقوله: 8لا تُدْرِكُهُ الأَبَصسَرٌ 4 [الأنعام: ]١٠١‏ أي: أبصار الكون الخلية عن النور المدرك له بفضلهء فكثر وجمعء ولذلك لم يقل: لا يدركه البصر؛ إذ الحقى تعالى أحدي الوصف. فهو وإن تعددت ذوات الناظرين» فالبصر”'' واحد من الجميع. وهو بالأصالة نور الحق تعالى الذي أودعه في تلك الآحداق» لا تراه بيه.

وقد قام الدليل البرهائي على منع المناسبة بين العالم [43/ ب] وبين 0 الحق جل وعلاء ومعلوم أنه لا يصح رؤية تكشف الحقائق من راءٍ إلا بمناسبة تكون

بينه وبين المرئي .

2

(1) في (ب): والبصرء والصواب: عا أثبته. (؟») الهوية: والماهية يبمعنى واحدء والمراد يهما حقيقة الشيء.

"١‏ القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

فصاحب هذا العلم في حال شهوده ورؤيته لربهء يحكم بأن ما رآه ورؤيته صحيحة ؛ لأنه ما رأى الحق تعالى إلا بنور الحق» وهي أكمل المرائي .

فصح قول أهل السنة والجماعة: إن الحق تعالى يدرك بالبصر المنسوب إلى العبد على هذا الشرط» وهو عدم الإحاطة بحقيقة الكنه. فتفطن يا أخي لهذه النكتة فإنها نافعة جداً ذكرها اعد لات نات الخامس والعشرين وأربعمائة .

0 الحادي عشر ومائتين: اعلم أن قوله تعالى: للا تُدْرِحُهُ لْْبْصرٌ 4 [الأنعام : ]١١7‏ يحتمل معنيين.

5 أنه نفى أن تدركه الأبصار على طريق التشبيه على الحقائق» أي على معتى أن المدرك له تعالى ليس هو الأبصارء وإئما الإدراك يكون للميصرين بالأيصار ‏

المعنى الثاني: أن يكون المعنى لا تدركه الأبصار المقيدة بالجارحة؛ لضعفها عن مقابلة النور الإلهي .

فعلم أن الأبصار إذا لم تتقيد بالجارحة؛ أبصرته تعالى بنوره الذي وقع فيه التشبيه بالمصباح. لا بنورها المقيد الذي يقبل التشبيه.

وقال في شرح «ترجمان الأشواق»: إذا كان الحى تعالى قد تنزه عن إدراك الوهم لهء الذي هو آلطف من الإدراك الحسىء فكيف لا يتنزه عن إدراك اليصر الذئ هو الأكب» واللةدلقد اعابت موتقان كلما خط يالك فاله تلوف ذلك

فإن قال قائل: فنا اك كن رار الحب جل وعلا مع شدة قريه المشار إليها بقوله تعالى [81/أ]: ومن يب إِلّهِ بن حَبلٍ الْورِيد 6 [ق: 15] ويقوله تعالى:

ل له مك تلك ل ريط جه [الواقعة: 86].

فالجواب: أن شدة هذا القرب هى المانعة من الرؤية؛ لأن شدة القرب حجاب» ولذلك كان الهواء لا يرى سال ببياض العين» وكذلك الماء إذا فتح الإنسان عينيه فيه لا يراهء فقوله تعالى للحجب السبعين آلفاء التي بيننا وبينكم مع شدة هذا القرب» فنحن أيها المؤمنون خلف الحجب على الدوام» ويسمى ذلك حجاب العظمة الذي لا يصح رفعه في الدنيا والآخرة؛ لأنه لو رفع لأدرك الخلق الذات». وذلك لا يصح بإجماع المحققين ‏

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 0

وقال في الباب العشرين وأربعمائة من «الفتوحات' في قوله تعالى: «لّا تُدْرركة البمدد » [الأنعام : ]٠7‏ يعني : من كل غيق من أعيق الو جوف وأعين القلوب؛ فإن القلوب لا ترى إلا بالبصرء والوجوه لا ترى أيضا إلا بالبصرء فالبصر حيث كان هو الذي يقع به الإدراك. لكن يسمى البصر في القلب عين البصيرة» ويسمى في الظاهر يصر العين» والعين في الظاهر محل البصرء والبصيرة في الباطن محل العين الذي هو بصر في عين الوجوه. فاختلف الاسم عليه» وما اختلف هو في نفسهء فكما لا تدركه العيون بأبصارهاء كذلك لا تدركه البصائر بأعينها.

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: إذا كانت الرسل والملائكة مؤمنين بالله تعالى من خلف حجاب» كما أشار إليه قوله تعالى : #دَامَنَ لول يمآ أل لَه من ريو دَالْؤْميون كل حامَنَ بأ وَمكيكه وَكُيْء رسيو 4 [البقرة : 5 فكيف بآحاد المؤمنين . انتهى .

قلت: ولعل المراد بهذا الحجاب هو حجاب العظمة الذي يكون في جنة عدن كما وردء والله أعلم.

وقد بسطنا الكلام على هذا المبحث في كتاب «اليواقيت والجواهر'.

والحاصل أن الجامع بين من أنكر رؤية الحق تعالى» وبين من أثبتها أن يقال: إن الرؤية تكون على قدر استعداد العبد لا غيرء فلا يصح نقيها مطلقاء ولا إثباتها على وجه الإحاطة ومعرفة الكنه.

ووجه من أنكرها قوله: إن حجاب العظمة لا يصح رفعهء فلا يصح لأحد إدراك حقيقة الذات» وإذا لم تدرك حقيقة الذات؛ فما أحاط به. وإذا لم يحط به فكأنه ما رآه مع أنه رآه.

فاعلم ذلك ونزه ربك في اعتقادك صحة رؤيته عن صفات رؤيتك» والحمد لله

رب العالمين.

4 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

ها

جواب من ينفي رؤية الله تعالى في المنام

ومما أجبت به من ينفي وقوع رؤية الحق تعالى في المنام. [والجواب]27 اعلم يا أخحى أن جمهور العلماء ذكروا وقوعها فى المنام لكتدن من العلماء والأولياء» كالامام جيعد بين حتبل ١»‏ 00000 الزيات» والإمام ايه حنيفة) وأبي يزيد البسطامي. وغيرهم. وقرء حمزة على الحق جل وعلا سورة يس فلما بلغ: تيل امير ايحم حك [يس: 5] بضم اللامء رد عليه الحق جلا وعلا [/91/ ب] تنزيل بفتح اللامء وقال: إني نزلته تنزيلا وقرء عليه أيضا سورة طهء فلما بلغ إلى قوله تعالى: #وَأنا َمْتيْكَ» [طه: ]١‏ [4/أ] قال له: «وأنا اخترناك» فهى قراءة برزخية”"'. وعلى 5 ع شاه () . ٠.‏ والحق ما عليه جمهور علماء السلف من أنه يجوز رؤية الله تعالى في المنام ؛ لقوله يَيثةِ «خير الرؤيا أن يرى العبد ربه في متامهء أو يرى نبيهء أو يرى أبويه إن كانا مسلمين2”*': ولقوله يَنةِ: «رأيت ربي في أحسن صورة»”''. )١(‏ من زيادة المحقق ‏ (*) حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات» أحد القراء السبعة» كان من موالي التيم فنسب إليهم؛ وإنما لقب بالزيات لأنه كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان» أخد عن الأعمش وعنه أخذ الكسائي القراءة؛ توفي سنة (1053ه) زفرق فوله: (فهي قراءة برزخية) هذا كلام غريب» فقد قال سفيان الثوري: ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر ‏ (8) ابن الصلاح : عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري الكردي الشرخاني»ء أبو عمروء ثقي الدين» المعروف بابن الصلاح المغسر المحدث الفقيه؛ من كبار علماء الام ورجالاتف ولد في شرخان: وانتقل إلى الموصل ثم إلى خراسان: فبيت المقدس حيث ولي التدريس في الصلاحية ثم انتغل إلى دمشق» فولي تدريس دار الحديث.» عن كثبه: امحرقة أنواع علم الحديثة المعرورف بمقدمة ام الصلاح» و*الفتاوي؟ واشرح الوسيطك. توفى ظية ( كه )22 تقدم تخريحجه (ص09). (7) أخرجه الطيراني في الكبير (357584): وفي مسند الشاميين (/591). وأبو يعلى في المستد -

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية م

ومما احتج به المانعون للرؤية أن الرائى لا يرق إلا صورة» وتعالى الحق عن الصورة. والجواب: أن ذلك لا يمنع وقوع الرؤية؛ فإن الخيال أوسع الأكوان؛ فإنه يحكم بحقيقته على كل ) شيءء وعلى ما ليس ب بشيءح ود تصور العدم من المحضص والمحال والواجب» ويجعل الوجود عدماء والعدم وجوداء ويريك العلم لبئاء والإسلام قبية» ويريك الحق تعالى في صورة م أنه تعالى لا يقبل الصورة؛ ولا وفي حديث الطبراني مرفوعاً: «رأيت ربي الليلة في صورة شاب أمرد له وفرة شعر وعلى وجهه فراش , اللؤلؤ وفي رجليه نعلان من ذهب" وقد اختلف الناس في تأويله ومنهم من نقاء. وقال الشيخ محي الدين: هذه الرؤية وقعت في عالم الخيالء ومن شأن الحيال أن تحسد ها لسن مد جاه التجسد ؛ لأن حضرته تعطى ذلك» وتعطى مجرد المعانى في الصور المحسوسة» فما ثم أقوى من الخيال ولا أوسع. قال: ومن حضرته أيضاً ظهر المحال؛ فيريك الحق تعالى في صورة؛ مع أنه تعالى يك يشبل الصورة؟ ققد قبل المحال الوجود الوجود ف هذه الحضرة . وكذلك من قوة الخيال أنه يريك الجسم الواحد في مكانين» كما رأى آدم عليه الصلاة والسلام تفسيك في حديثث القيضة » الذي راوه الترمذدي من قوله: لاقلما بسط الحق تعالى يدها أي كما يليق بجلاله. «فإذا فيها أدم فآدم فى هذا الحديث في القيضةء وهو عينه خارجها. ع الؤمءكل)ن قال في *مجمع الزوائد؛ (57297/1): رواه الطبراتي في الكبير وقيه عبد الله بن إبراهيم بن الحسين عن أبيه» ولم أر من تر جمهما. )١(‏ أخرجه الطيراني في الكبير (745) ولفظه: د و وه و عليه تعلان من ذهب وعلى وجهه فراش من ذهبكء اللآلىء المصنوعة /١(‏ 059 : موضوع.. وسثل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال : فمتكرء وانظر الموضوعات :)861١/1(‏ ه ونتزيه الشريعة

ز(ثثرهة 12 ). (؟) أسخرجه الترمذي (7834). والحاكم في المستدرك (1777/1): واين حيان (51319).

3 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

فيا من يُحيل كون الجسم في مكانه» فما تقول في هذا الحديث؟

ونظير ذلك صلاته 8# بالأنبياء ليلة الإسراء في السماء» مع كونهم في قبورهم في الأرض .

ونظير ذلك أيضاً رؤية الإنسان نفسه في المنام في بلد أخرى. يخالف حاله الذي هو عليه في الموضع الذي نام فيهء وهو عينه لا غيره» ولولا ذلك لما قدر العقل على فرض المحال؛ فإنه لولا صوره في نفسه ما قدر على تعقله.

ونظير ذلك أيضاً الشهيد المقتول في سبيل اللهء يُرى مقتولاً في المعركة وفي القبرء وهو حي عند الله؛ يرزق في حواصل طيور خضرء تسرح في الجنة كما”" كي

وإيضاح ذلك كما قاله الشيخ في الباب الرابع والستين وأربعمائة من «الفتوحات؛ أن المواطن تحكم بنفسها على كل من ظهر فيهاء فكل من مرّ على موطن اتصبغ به.

قال: والدليل على ذلك [45/أ] رؤية العبيد للحق تعالى في المنامء الذي هو موطن الخيال؛ فإنك لا ترى الحق تعالى فيه إلا فى صوره؛ مع كونه تعالى منزها عن الصورة؛ فإذا كان حكم الموطن؛ قد حكم عليك في الحق تعالى بما هو منزه عنهء ولا ثراه إلا كذلك. فكيف يغيره؟

ثم إنك إذا خرجت من حضرة الخيال إلى موطن النظر العقلي؟ لم تر الحق تعالى إلا منزهاً عن الصورة التي أدركتها في موطن الخيال؛ وإذا كان الحكم للمواطن؛ فأنت تعرف إذا رأيت الحق تعالى ما رأيتء وأثبت ذلك الحكم للمؤطن» حتى يبقى الحق تعالى لك مجهولا أبداً. فلا يحصل لك به علم أبداً؛ إذ لا يخلو من موطن تكون فيهء يحكم عليك بحاله. وما عندك من معرفته في موطن ينعدم منك في موطن آخرء فما عندك من العلم به تعالى ينعدم: وما عنده تعالى من علم نفسه لا يتغيرء ولا يتبدل ولا يتنوع.

.)1881/( أخرجه مسلم‎ )١(

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ا

قإن قال قائل: فما محل النوم من الآماكن؟

فالجواب: محله ما تحت مقعر فلك القمر خاصة؛ هذا في الدنياء وأما في الآخرة فمحله ما تحت مقعر فلك الكواكب الثابتةء وما دون فلك القمر لا نومء وقد بسطنا الكلام على ذلك في مبحث الرؤيا في كتاب "«الجواهر واليواقيت»' فراجعهء والحمد لله رب العالمين.

ا القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من توهم أنه لا يصح إضافة الفعل للعبد مطلقا

ومما أجبت به من يتوهم أن الفعل في الوجود لله تعالى وحده. وأنه لا يصح إضافته إلى العبد بوجه من الوجوهء كما هو مذهب الجيرية .

والجواب : أن هذا المذهب ياطل بالإجماع؛ لهدمه جميع أركان [48/ ب] الشريعة. وجميع أحكامهاء وقد قال الشيخ محي الدين: من قال: لا فعل لي الله فقد كذب القرآن! لأنه من أوله إلى آخره: يفعلون. يعملونء 0 يقولون. يصنعونء يفقهون. يتقونء وكذلك يكذب جميع الكتب الإلهية؛ لأنها كلها نزلت بإضافة الأفعال إلى العياد.

وقال في باب الأسرار من «الفتوحات»: ما في الوجود إلا الله تعالى وأفعالف مع أنه خرم الفواحش. فسلم ولا تناقش .

وقال في الباب الثامن والتسعين وماثة في قوله تعالى : #وَاّهُ خَلَفَيٌ وما تلن * [الصافات: 45] ابتدء تعالى الفعل للعبد بالضميرء ونقاه بالفعل الذي هو خلقء كما انتفى أبو بكرء فلم يظهر له اسم في العُمَرانْء وأثبت ضمير التثنية في العمران. انتهى .

وقال في «لواقح الأنوار»: اعلم أنه لا يجوز تعرية العبد من الفعل؛ لأن الحق تعالى قد أضاف الفعل إليه؛ والحق تعالى لا يخبر إلا بالواقع» ولولا صحة نسبة الفعل للعيد؛ لكان ذلك قدحاً فى الخطاب والتكليف. ومباهتة للحسء وكان لا يوئق بالحس في شيء» وكأنه تعالى خقه مقرل للعه رسن امش يا مقعدء أو افعل يا من لا يفعل» [45/أ] وتعالى الله عن مثل ذلك كما بسط الشيخ الكلام عليه في الباب السادس والثمانين ومائتين فراجعه.

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله يقول: لا ينبغي أن يقال: إن العبد مجبور في ععبين اختياره؛ لما لا يخفى في ذلك من سوء الأدب. وسلب الأفعال عن العباد» وذلك مخالف لسائر الكتب الإلهية .

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية الكل

وكان الشيخ تو القاسم الجنيد رضي الله عنه يقول: إياك أن تقف في حضرة شهود الفعل لله وحده دون خلقهء فتقع في مهواة من التلفا. ولا تصير ترى لك ذنبا تنوب منهء وفي ذلك هدم للشرائع كلها. انتهى .

وسمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله يقول أيضاً: ما طلب الحق تعالى من عباده الاتمعانة في بحو قولة تعالن : «إِيّاكَ نعبد وَإِيّاكَ فََيِينٌ »> [الفائسة: 5] في قوله: #أسْتَهِيئوا بش [الأعراف: ]١58‏ إلا لينبه العباد على أنهم لا يجوز لهم أن يعروا نفوسهم من الأفعال جملة.

وقال في الباب الثامن والستين في الكلام على الوضوء: اعلم أن منشأ الخلاف بين أهل النظر في مسألة الكسب كونهم لم يدروا لماذا يرجع ذلك التمكن الذي أعطاه الله تعالى للعيدء ووجده في نفسه حال الفعل» هل يرجع إلى أن يكون للقدرة الحادثة فينا أثر فى تلك العين الموجودة عن تمكتناء أو عن الإرادة المخلرقة فينا؟ فيكون التمكين أثر الإرادة: لا أثر القدرة الحادثة .

فعلى ذلك ينبغي كون الإنسان مكلف لعين التمكين الذي يجده في نفسه. ولا يحقق تعقله لماذا يرجع ذلك التمكين» هل لكونه قادرآء أو لكونه مختاراً؟ فبذلك القدر من التمكن الذي يجده من نفسه صح أن يكون مكلفاًء ولهذا قال تعالى: لا تكَنِتٌ مد كننا إلا مآ عَائها# [الطلاق: 7] ققد أغطاها أمرا وجودياء ولا يقال: أعطاها لا شيء. انتهى.

وقال في الباب الخمسين من «الفتوحات»:

إن قال قاكل: إن الله تعالى هو الخالق والموجد لأعمالنا وحده» فمن أين جاءنا التكليف» وليس لنا معه فعل ولا اختيار؟

فالجواب: أنه تعالى ما كلفنا إلا بعد أن جعل لنا قدرة يعجز العلماء بالله تعالى عن الإفصاح عنها بعبارة؛ مع كون العبد يشهدها من نفسهء ولا يتكرهاء قلم يكلفنا إلا بعد وجود هذه القدرة» وإذا فقدت لم يكلغناء وتأمل الزّمِن كيف لم يكلفه الحق تعالى بالصلاة قائماًء ولا بالجهادء ولا غير ذلك من الأمور التي كلف الله تعالى بها السليم:

قال: وهذه القدرة التي أظهرها النفخ الإلهي في الإنسان بواسطة الملك». فلولا

5 القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

هذه القدرة ما توجه علينا التكليف. ولا قيل لأحدنا قل: وإياك نستعين؛ فإن فى الأنكانة إنات عو نالفل للد ْ

فصدقت المعتزلة في إضافتها الفعل للعيد من جانب واحد بدليل شرعي» وصدقت الجبرية كذلك [1/47] في إضافتها الفعل لله بحكم الأصل . 1

وأخطات المعتزلة في إضاقتها الفعل للعبد بحكم الاستقلال دون الله تعالى» كما أخطأت الجيرية أيضاً في عدم إضافتها الفعل للعبد جملة [44/ ب].

وصدقت الأشعر ية الذين هم الفرقة الناجية في إضافتهم الأفعال إلى الله تعالى خلقاً. وإلى العبد كسباً من الجانبين. بدليل عقلي شرعي. انتهى .

وقال في الباب الثاني والتسعين من «الفتوحات»: اتفى النظار كلهم على أن خلق القدرة المقارتة للفعل من العبد لله وحدهء وأنها ليست من كسب العبد ولا من خلقه بالأصالة» وإنما الكسب إسناد الفعل إليه لا غيرء فمن نفى إسناد الفعل إليه أخطأ؛ لأنه لا دليل له في العقل يخرج الفعل عن العبدء فهو موافق للشارع في صحة إضافة الفعل إليه.

وجميع النصوص التي جاءت تخرج العبد عن إضافة الفعل إليه تحتمل التأويل» نحو قوله تعالى: أنه َيِقُ كي شَنَءِ4 [الرعد: ]١7‏ فإن أفعال المخلوقين مقدرة من الله تعالى» ووجود أسبابها بالأصالة أيضاً من الله تعالى» وليس للعبد فيها مدخل إلا من حيث إنه مظهر لها على يديه؛ إذ الأفعال أعراضء والأعراض لا اظهر )!21 لي جسم

وأطال الشيخ في ذلك» ثم قال: فالحق تعالى يقول لك: اعمل. وهو العامل بك لا أنت. ثم ينسب العمل إليك من حيث كونك مستخلفاً في الأرض» أو امتحاناً لكء لينظر - وهو أعلم - أدبك معه بالفعل: هل تدعي ما أضافه إليك لنفسكء» أو ترد الأمر إليه أدبا معه؟

ولولا أن العمل ليس بمحل الجزاء من نعيم أو ألم؛ لكان الحقيق بالجزاء العمل''' لا العبد» فلما لم يكن العمل”” أهلاً للتنعيم والتألم - ولا بد للجزاء من )١(‏ في (ب): الفعل. (؟) في (ب): الفعل.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للق

قائم يقوم به - جعل الله تعالى محله من نسب الفعل إليه حساء وهو المكلف لأنه كالالة للفعل. انتهى

وقال في باب الأسرار: ما أجهل من يقول: أن الله تعالى لا يخلق بالآلة وهو يقبل قوله تعالى: ##قَتَلُوهُمَ يُحَذْبَهُمٌ أنَّهُ ِأَتَدِيكُمَ» [التوبة: ]١5‏ كما أن من يجعل الفعل للعيد جاهل أيضاً؛ ل تعالى: #قلم تَسسَلُوهُم 0 متا إِذْ رَمَْتَ وكريج أنه رَمْ» [الأنفال: ]١‏ فترى هذا يكفر بما هو به مؤمن» هذا هو العجب العجاب,. فالسيف آلة لكء وأنت والسيف آلة له . انتهى .

وأطال الشيخ في تفسير هذه الآية في الباب الأحد والتسعين وثلاثمائة» والخامس والخمسين وخمسمائة في الكلام على الاسم الخالق من «الفتوحات» فراجعها ترى العجب .

وقال في باب الأسرار منها: ما أمر الله تعالى بنصره إلا وأعطاهم من الاشتراك في أمرهء فمن قال: لا قدرة لي - ويعني الاقتدار - فقد رد الآيات والأخبارء وكان ممن يكب على وجهه في النار؛ فإنه ممن نكث وألحق تكليف الشارع بالعيث. التي

وسمعت سيدي علياً الخواص يقول [9إ4/أ]: ليس العجز من صفة العبد حقيقةء وإنما هو كناية عن عدم إرادة الحى خلق ذلك الفعلء فإطلاق العجر على العبد مجاز . انتهى فليتأمل .

وقال فى الباب الثامن والتسعين ومائة: إذا نزهت الحى تعالى عن الشريك؛ فقيده بالشترعة في :انملك درة القع ؟ لأجل صحة التكليف؛ فإنه لولا أن للعبد ار كالمل بها امي كاله ا كن ترك اب اموه بكرت يحانم الاس قي مر نزه ربه عن شركة الفعل أخطأ الشرائع

وقال في «لواقح الأنوار»: محال من الحكيم العليم أن يقول: امش يا مقعدء وافعل يا من لا يفعل؛ فإن الحكمة لا تقتضي ذلكء فبقي نسبة الفعل إلى الفاعل ينبغي أن تعرف /٠٠١[‏ ب]. انتهى

وقال في باب الوصايا من «الفتوحات؛: اعلم أن الحق تعالى جعلك محلا لظهور العمل ووجوده. ولولاك لما ظهر للعمل صورة» فلك حكم الإيجاد لكل عمل يبرز على يديك لا أثر فيه

1" القواعف الكشغية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

وأورد.فى آلبات الثالث والعشرين وكلاقماثة فقال: أكثر التاس لا يفرقون في الأثر والحكمء بل يظنون أن الأثر هو الحكمء وليس كذلك» وإن الله تعالى إذا أراد إيجاد حركة. أو معنى من الأمور التي لا يصح وجودهاء إلا في محل يقوم؛ فلا بد من محل يظهر فيه تكوين هذا الأمرء الذي لا يقوم بنفسهء فللمحل حكم في إيجاد هذا الممكن: وما له أثر قيه.

فهذا الفرق بين الأثئر والحكم» من تحققه عرف وجه نسية الفعل إلى الله تعالى. ووجه نسيته إلى العبيدء وقام بالأدب مع الله؛ ومع شرعه.

وقال في الباب الحادي والستين وثلاثمائة: من قال: إن العبد مجبور في عين اختياره؛ فما قام بالأدب مع الشريعة. وقد أنف أهل الله أن يصرحوا بمثل ذلك؛ بما يترتب عليه من حيث اللفظ. وإنما قالوا: إن الفعل لله تعالى خلقا وللعيد إستاداً .

وقال في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة: اعلم أنه لولا حكم النُسب - بكسر النون - وتحقيق النسب بفتحها؛ ما كان للأسباب عينء ولا ظهر عندها أثرء ومعلوم أن استناد العالم أكثر إلى الأسباب». فما شاهد المؤمنون أثراً إلا منهاء وما عقلوه إلا عندها.

فمن التاس من قال: وجدت الأثار فيها ولا بد.

ومن الناس من قال عندها ولا بد.

وأما نحن وأمثالنا من أهل الكشف والتحقيق فنقول وُجدت الآثار بها وعندهاء أي عندها عقلاء وبها شهوداً وحساً.

فما طلب الحق تعالى من عباده إلا ما لهم فيه تَعَمُلٌ”'': فلا بد من حقيقة تكون هناء تعطي الإضافة في العمل إليك؛ مع كونه خلقٌ لله تعالى لا لك هوَآنَّهُ فك ويا سملوة © [الصافات: 435] العمل للعبد» والخلق كله تعالى » وبين العمل والخلق فرقان في المعنى واللفظ .

وقد يكون للأمر الواحد وجوه كثيرة فمن حيث ما هو عمل هو لك وتجازى

)00 هكذا كتيت وضيطت في (أ): وفي (ب): فعل .

القواعد الكشغية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية يل

بهء ومن حيث ما هو خلقٌ هو لله تعالى» [1/48] فلا تغفل عن هذا؛ فإنه معنى

وهذا قريب مما قررناه مراراً في معنى: لأأَرَكحَمْ ألبّمِرت4 [الأعراف: ]١6١‏ وهو أن جميع ما ظهر من الرحمة في الدنيا والآخرة؛ إنما ظهر على يد الأسباب. وبقية رحمة أرحم الراحمين القائمة بذاته لم يبد لنا منها شيء» فمن تأمل وجد ما ظهر من الرحمة بالنسبة لما يظهر كذرة فى أرض فلاة» والله أعلمء ومن تحقق بذلك صح له جعل أقعل الس ا ا

وقال في الباب التاسع والسبعين وماثئتين: لولا الرابطة بين الرب والمربوب؛ ما كان تعالى مكلفاً عباده بالأمر والنهي. ولا جازاهم على أقعالهمء ولا كان المربوب قبل التخلق بأخلاقه؛ ولا كان مما يدل على الله تعالى ويعرّف عياده بالأدب معه.

فتفطن يا أخي لما نبهناك عليه؛ فإني أظن أنه ما طرق سمعك قطء ومن لم يعرف ذلك فاته علم كثيرء وذكر نحوه أيضاً في الباب الحادي والستين.

وقال في الياب الثاني والعشرين من «الفتوحات»: صورة مسألة خلق الأفعال وكسيها صورة (لا) في حروف الهجاء؛ لأن الرائي لا يدري ببادىء الرأي أي الفخذين هو اللام: حتى يكون الآخر هو الألف. ويسمى هذا الحرف - الذي 31 ي] هو لام ألف - حرف الالتياس في الأقعال» فلم يتخلص القعل الظاهر على يد المخلوق لمن هو.

فإن قلت: هو لله صدقت»ء وإن قلت : هو للمخلوق صدقت .

قال: ولولا ذلك ما صح خطاب العبد بالتكليف. ولا أضاف الحق تعالى الفعل إليه فى نحو قوله تعالى: ##أعَمَلُواْ ما يِنَتُّم4 [فصلت: .]5٠‏ انتهى .

وقال في الباب الثاني والعشرين وأريعمائة: إنما أضاف الحق تعالى إلينا الأعمال؛ لكوننا محلا لحرت والعقاب» وهي لله تعالى خلقاء ولنا كسباء فهو تعالى الفاعل فينا بناء وأطال في ذلك .

وقال في الباب الأحد والعشرين ومائة: اعلم أن مسألة خلق الأفعال» وتعقل وجه الكسب فيهاء من أصعب المسائل .

قال: وقد مكثئت عمري الماضي كله استشكلهاء ولم يفتح لي الحق تعالى

51 القواعد الكشفية الموضحة لمعاتى الصفات الإلهية

فيهاء وبالعلم بما هو الأمر عليه» إلا ليلة تقييدي لهذا الباب في سنة ثلاث وثلاثين وشعمانة :

قلت: وذلك قبل موت الشيخ بخمس سنينء والله أعلم.

قال الشيخ: وكنت قبل أن يفتح لي بعلمهاء يعسر علي تصور الفعل بين الكسب الذي يقول به قومء وبين الخلق الذي يقول به آخرين» والآن فقد عرفت تحقيق هذه المسألة على القطع الذي لا شك فيه.

وقد قال الإمام أبو حامد الغزالي: هذه المسألة من مسائل سر القدرء لا يصح كشف علمها لأحد في هذه الدارء وهو معذور في ذلك.

قال الشيخ محي الدين: وصورة هذا الفتح: أن الحق تعالى أوقفني بين يديه في المنام: بكشف بصيرتي على المخلوق الأولء الذي لم يتقدمه مخلوق؛ إذ لم يكن ثم إلا الله تعالى وحده.

وقال: انظر هل ههنا أمر يورث اللبس والحيرة؟ قلت: لاا يا رب» قال لي: وهكذا جميع ما تراه من المحدثات» ما لأحد فيه ولا شيءٌ من الخلقء [1/44] فأنا الذي أخلق الأشياء عند الأسباب» لا بالأسباب. فتكون عن أمري» خلقت النفخ في عيسى» وخلقت التكوين”'' في الطائر.

فقلت له: يا رب فنفسك إن خاطبت”'' بقولك: افعل ولا تفعل؟ فقال لي: إذا أطلعتك بشيء من علمي فالزم الأدب ولا تحاقق؛ فإن الحضرة لا تحتمل المحاققة .

فقلت له: يا رب وهذا عين ما نحن فيهء ومن يحاقق ومن يتأدب؟ وأنت خالق المحاققة والآدبء فإن خلقت المحاققة فلا بد من حكمهاء وإن خلقت الأدب فلا بد من حكمهء فقال: هو ذاك فاسمع وأنصت.

قلت له: يا رب ذلك لكء اخلق السمع حتى أسمع» والإنصات حتى أنصت» وما يخاطبك الآن سوى ما خلقت”"» فقال لي: ما خلقت إلا ما علمتء وما (0) في (ب): أحاطت.

زفر4 سوء الأدب هذا مع رب ألعرَة لا يصدر عن العامي قضلاً عن الشيخ ابن العربي فلا بد أنه من المدسوس عليه .

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 1

علمت إلا ما هو المعلوم عليه في الأزل. حين يتعلق علمي به فيَ لا في زمانء ولي

الحجة البالغة. انتهى . قلت: ومع هذا الكسشف العظيم ‏ فلا بد من تسبة الفعل إلى العيد؛ لتجري عليه

الأحكاف وتقام عليه الحدود» والله اعلم . فإن قلت: قد أضاف الله تعالى الخلق إلى الخلقء فى قوله تعالى فى عيسى:

لو تلق بِنّ الطلين كَهَيَتَهَ لير بإِذْفِ؛ [المائدة: .]1٠١‏ فالجواب: أن قوله: #بإذني» رد إلى التكليف والعبوديةء وغايته أنه خرج عن

الوثم الذي يلحق المصورين» فكأنه نجار أو فاخوري لا غير. وقد ذكر الشيخ ف الياب السابع والثلاثين وثادثماثة من ا الفتوحات1: فى معتى

قوله تعالى: لأأَردَيُمْ ما تَدَعُوت ين دون أله أرْوفٍ مَانَا حَلَتُواْ من الدرْضٍِ) [الأجقاف: 14:

اعلم أن خلق عيسى 71١٠/ب]‏ للطير إنما كان بإذن من الله تعالى» فكأن خلقه

للطير عيادة يتقرب بها إلى الله تعالى؛ فإن الله تعالى ما أضاف الخلق حقيقة إلا

لإذن اللهء فإن عيسى بالإجماع عبدء والعبد لا يكون خالقاً. قال: وإنما جئنا بهذه المسألة لعموم كلمة (ما)؛ فإنها لفظة تطلق على كل

شيء ممن يعقل + وممن لا يعقل» هكذا قال 0 وهو المرجوع إليه في علم

اللسان؛ فإن بعضى المنتحلين لهذا الفن يقولون: إن لفظة (ما) تختص بما لا يعقل»

و(من) تختص بمن يعقل. وهو قول غير محرر؛ فقد رأينا في كلام العرب جمع ما

لا يعقل جمع من يعقل”'': وإطلاق ما على ما يعقل. وأطال في ذلك ثم قال: فغلم أنه لا يقال في لفظة (ما) من قوله:

تَدَعْورتَ من دون لَه # : إن المراد بها من لا يعقّل؛ فإن عيسى يعمل مع أنه لا

يدخل في هذا الخطاب جزماء فما قاله سيبويه أولى بالاجتهاد من حيث إن

القاعدة أغلبية . انتهى .

220 عمرو ين عثمان سس قتبر الحارثي بالولاء أبو بشر الملقب يسببو يه إمام التحأةٌ. وأول من بسط علم النحوء ولد في شيراز وقدم البصرة ورحل إلى بغداد فناظر الكسائي وأجازه الرشيف بعشره أللاف درهم وصنف كتابه #كتاب سيبويه» في النصو لم يصنع قبله ولا بعده مثلى توفي سلة زعماه)

(7) كذا العبارة في النسختين وفيه تحريفء ولعل العيارة هكذ!ا: إطلاق (من) على جمع ما لا يعقل.

حلفا القواعد الكشقية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

فإن قيل: فإذا أعطى الله تعالى عبداً حرف (كن) وتصرف بهاء فهل يؤاخذ بالمعاصي التي كونها.

قالجواب: نعم قال تعالى: #ألَها مَا كسَيتْ وَعَلهَا ما اكُتسبَتُ 4 [البقرة: 85؟] يكذ رالوس سبل كنيو كما كد يعطاى مسد لطر للد ره [الأنعام: ]١44‏ مع أن تصرف العيد ا ادف شع الله تعالى؛ لأنه قد يكون استدراجاً واحتباراً له [١٠7٠/أ]‏ حين ادعى الأدب مع ربه تعالى.

وكان الشيخ محي الدين رضي الله عنه يقول: الأدب لمن أعطاه الله حرف (كن) أن لا يتصرف بها كما بسط الكلام على ذلك في الباب السابع والسبعين ومائة من «الفتوحات؟.

ثم لما تركوا التصرف بها أدباً؛ لكون الحق تعالى جعلها بالأصالة خاصة به؛ أعطاهم بدلها لفظ : #بسم الله الرحمن الرحيم" فيكونون بها ما شاؤوا؛ من مشي على الماء والهواء ونحو ذلك فكان التكوين ببسم الله راجعاً”'' إلى الله تعالى ظاهراء وا مد سنكي 0 وإنما استعملها رسول الله ييل في غزوة جردي اراد قال «كب كن أبا ذر»” 5 وقال لعسيب من النخّل: *كن

اد ال

فإن قيل: فإذا خلق عبد بإذن الله تعالى إنساناً لو مُرض» فهل هو إنسان» أو حيوان في صورة ظاهر جسم إنسان؟

فالجواب: الظاهر الثاني؛ لأنا لم نسمع إطلاق إنسان إلا على بني آدمء وهذا ليبس :من بثي آدم+ ولا شك أن الله تعالى قد أعجز الخلق كلهم أن يخلقوا ذباباً» فضلاً عن صورة الإنسان التي هي أكمل الصور .

ولكن ذكر الشيخ في الباب الخامس والثلائين وثلاثماثة: أنه رأى في كتاب

فكان 000 وفي ذلك إعلام لبعض خواص أصحابه ببعض أسرار الله

)١(‏ في النسختين: راجعء وهو من تحريف النساخ.

(؟) أخرجه ل

(6)9 أخرجه عبد الرزاق في المصتف )7١578(‏ ولقظه: «أن عبد الله بن جحش جاء إلى النبي يل يوم أحد وقد ذهب سيفه فأعطاه التبي يل عسيباً من نخل فرجع في يده سيفأ».

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية ين

«الفلاحة النيطية» أن بعض العلماء بعلم الطبيعة كون من المني الإنساني» بتعفين خاصض غلن وزن مخصوض» واعتبار مقدر من الزما والمكان» إتسانا بالصورة الآدمية» وأقام سنة يفتح عينيه ويغلقهاء ولا يتكلم ولا يزيد على ما يتغذى به شيثأء فماث بيعل سنة.

قال الشيخ محي الدين: فلا يدرى أكان إنساناً حكمه حكم أخرسء أو كان حيواناً آخر في صورة إنسان؟ انتهى.

ومين العنك كوانة تن الدني:.

فإن قلت: إن الله تعالى قد أضاف فعل السيئة إلى العبد دون الحسنة في قوله

عمل بج | صملمرسر الس 8< 0

تعالى: لتَا أَصَابِكَ مِنَ حَنَدَ فِنْ الله وَمَآ أصَلْكَ ين مَيْمَرَ فن نَفْسِك* [7١٠/ب]‏ [النساء: 9/4].

نالجواب: إنما قال تعالى: #أقِن نفيك ليعلمه يي الأدب» فيضيف الفعل القبيح إلى نفسه إسناداً لا إيجادء والفعل الحسن إلى سيده» وإلا فقد قال تعالى قبل ذلك لكل 15 من عِنْدٍ 0 [النساء: 8/] ولم برله ال كاين فيه أهل الأدب يضيفون الفعل الموؤف. أي: القبيح إلى أنفسهمء إسنادا لا إيجادا.

قال السيد إبراهيم الخليل عليه السلام: لوَإن مدت فَهْرَ كنف 46 [الشعراء: ]8١‏ لم يقل: وإذا أمرضني”''؛ بل أضاف المرض إلى نفسه. حيث كان مكرهاً للتفوسء وأضاف الشفاء إلى ربه لكونه محيوياً لها.

وكذلك قال السيد آيوب عليه السلام: #أَنْ صَمَقَ لص وَانتَ يكم اليّصِرت» [الأنبياء: “87] لم يقل : رب مسستني بالضر فارحمني» بل حفظ أدب الخطاب.

ونظير ذلك قول الخضر عليه السلام: #ممَرْدت أن أيًا» [الكهف: ول] فأضاف العيب إلى نقسه لما كان العيب تكره النفوس إضافته إليهاء ]]1/٠١١[‏ ثم قال: #تاراد ريك أن يَلْمَا أَشّْدَّهْمَا وَيَسْتَحَيَا كَنرَهْمَاك [الكهف: 87] حيث كان ذلك محبوباً إلى التفوس .

وأطال الشيخ محي الدين في الباب الحادي والثلاثين من "الفتوحات»: في

. في هامش (أ0: نسخة: أمرضتني‎ )١(

11 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

معنى قوله يلِ: «بئس الخطيب أنت»'' لمن جمع بين الله ورسوله في ضمير واحدء وفي قوله [تعالى]: طمَردئاً أن يبَِلَهُمَا وَهْنمَا حا مَنةُ مَكَوه ورب يتما © [الكهف: ]8١‏ وآن رسول الله يلي جمع نفسه مع ربه في قوله: «ومن يطع الله ووشوله فقن ذكه ون تحصهما فق غرف ؟'" قراجعة نادف الأنناء لا يقاوم أدنيه:

فإن قلت: هل أطلع الله أحداأً من الأولياء على ما يجريه الله تعالى على يديه من الأفعال المستقبلة إلى أن يموت.

فالجواب: نعم أطلع الله على ذلك جماعة من الأولياء؛ كأبي يزيد البسطامي» وسهل بن عبد الله الستري » وغيرهما.

وقال الشيخ محي الدين في الباب الحادي والثلاثين وخمسماتة» في مسألة خلق الأعمال أو كسبها: قد عملت على قوله تعالى: #ول”" تَمَمَلوْنَ ين عَمَلٍ إِلّا حكن علبي شُبُودًا إذ نُقِيصُونَ فيه [يونس: ]1١‏ قصرت رقيباً على نفسي نيابة عن الحق تعالىء ولم أزل أراقب آثار ربي التي يوردها على قلبي؛ في جميع حركاتي وسكناتيء وأقيم الوزن بين أمره ونهيه وبين إرادتي» لأرى مواقع الخلاف والوفاق» وما جعلني كذلك إلا قوله تعالى لمحمد يَل: لافَأسْتَقِمَ كنآ أُمِرَتَ4 [هود: ؟١١]‏ فكان يجتهد أن تكون أفعاله كلها تحت الأمر الإلهيء لا يخالفه في شيء حتى أنه قال: «شيبتني هود و

قال الشيخ: ولم أزل أراقب أنا ربيى ختى عرفت الأمر الإلهيء الذي لا بعصى»؛ ومن هو المخاطب بذلك؛ وما هو الأمر الإلهي الذي يعصى في وقت ما؛ وذلك في الأوامر التي تكون بالواسطة؛ فإنها هي التي يصح أن تعصى ؛ لغلية الإرادة على الأمرء وهو على الحقيقة أمر لفظي صوريء وهو صيغة أمر لا حقيقة الأمرء وعلمت أيضاً يتلك المراقية أن المأمور بالأمر الإلهيء الذي لا يعصىء إنما هو اللكط م هين الجمفي" الذو يال لالس :كو كار زد لاك سو الاير الاين )١(‏ أخرجه عسلم (0ام). والنساني (5/ ٠ة)»‏ وأبو داود .)١١99(‏ (؟) أخرجه أبو داود )١٠١41/(‏ بلفظ : «ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شينياً».

زفرة في السختين: (وماة وهو من سهو القلم . (5) أخرجه الترمذي (46275437 والحاكم في المستدرك (5430/5).

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 14”ذ

لا يعصيه المخاطب أبدأء وغاية المكلف أنه محل ظهور هذا المكون؛ كما أن المكون هو محل التكوين.

قال: وقد أطلعنى الله تعالى على مشاهدة تكوين الأشياء فى ذاتى: وفى ذات غيري» أعيانا قائمة ذاكرة مسبحة بحمد ربهاء مع كونها يطلق عليها اسم معصية وطاعة . ولا على علم لها بما على المكلف بسييها.

فطلبت من الله تعالى أن يطلعني» هل لمسمى المعصية عين وجودية» أو لا عين لذلك؟ وهل بينه وبين مسمى الطاعة فرقان”''. أم الحكم في ذلك سواءء فإن الله [١٠/س]‏ تعالى لا يأمر بالفحشاءء ومع ذلك فلا يتكون شىء إلا بإرادته وأمرهء فهل للمعصية تكوين أم ل

فأطلعنى الله تعالى على أن مسمى المعصية [”5١٠/أ]‏ إنما هو ترك. والترك لا شىء ١ه‏ ولا عين لهء فوجدتاها مثل مسمى العدم؛ إذ العدم اسم ليس تحته شىءع» ولا عين وجودية. والشأن محصور في أمرين : فعل » وقو” لا :

وأما اعصوا فلم يأت بها كتاب» فغير هذين الأمرين ما هو ثم””“ء فإذا قيل لنا: أقيموا الصلاة» ولم تقعل عصيتاء وخالفنا أمر ريئاء فليس تحت عصينئا وخالفنا ولم نفعل إلا أمر عدمىء لا وجود لهء وكذلك القول فى النهى؛ إذا قيل لنا: لا تفعلوا كذاء مثل قوله: #َلَا يَنَْ يسك بَنَسّاك [الحجرات: ؟١١]‏ فلم نمتثل نهيه؛ فإن مدلول لم نمتثل عدم لا وجود لهء ونظير ذلك احفظوا فروجكمء وغضوا أبصاركمء ولا ين يَمْسْكُّمْ بَعضّا» هو لا عين له لأنه نفي» فإذا اغتبنا ظهر في محلنا عين موجودةء أوجدها الحق سبحانه وتعالى بالأمر التكوينى» والقول الموجود فى لساننا على طريق خاصة هو الغيبة؛ فامتثل ذلك القول [فى لساننا]”؟' أمر الحق الموجد له ولم يضف إلينا منه إلا كوتنا لم تمتثل تهيه» فانتفى عن محلنا الامتثال. فلم )1١(‏ قوله: (فرقان) كذا في اللسختينء ولعل الصواب: فرق. 3043 جار ماكر رين افطل من لت

ليف القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

يؤاخذنا الحق تعالى في الوجهين إلا بأمر عدمي. هو ترك الأمر والنهي. ولا بد لتنا في كل نفس أن يكون في شآنء» وذلك الشأن ليس لنا؛ إذ الشأن الظاهر في وجود ماء إنما هو الله تعالى.

وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: إنما كان الحق تعالى لا ينتقم لنفسه؛ لأنه خالق لأفعال عباده: وإنما يؤاخذهم بظلم بعضهم بعضاً.

وقال في الباب السادس والتسعين ومائتين من "الفتوحات»: كنت لا أزال أنفي التجلي في الفعل تارةء وأثيته أخرى بوجه يقتضيهء ويطلب التكليف إذا كان كنب وهل سن حكن ع ولا يصح من الحكيم أن يقول لمن يعلم أنه لا يفعل: افعل؛ إذ لا قدرة له على الفعلء: وقد ثبت الأمر الإلهي بالعمل للعبد مثل: #وَأَقِيمُوا ألصّلَرة» [البقرة: 47].

فلا بد أن يكون له في المتفعل عنه تعلق؛ من حيث الفعل به يسمى فاعلاء وإذا كان هذا واقعا صح وقوع التجلي في الفعل بهذا القدر من التسبةء ولهذا الطريق كنت أثبته» وهو طريق في غاية الوضوحء يدل على أن القدرة الحادثة» لها نسبة صحيحة يفعل بها ما كلفت به لا بد من ذلك .

وأطال في ذلك ثم قال: وحاصله أن العبد ما صحت له نسبة الفعل» إلا من كون الحق تعالى جعله خليفة في الأرضء. ولو أنه تعالى جرّد عنه الفعل؛ لما صح أن يكون خليفة» ولما قبل التخلق بالأسماء.

قال: وهذه الفائدة مما تبهني عليها تلميذي بدر الحبشي» وفي نسخة أخرى تلميذي إسماعيل .

قال فلما آفادها لي فلم يعلم مقدار ما دخل علي من السرور إلا الله تعالى [١٠/أ]‏ انتهى .

فاعلم ذلك وتأمل في هذا المحل؛ فإنك ريما لا تجده عند أحد من أقرانك الآنء وأضف الأفعال إلى ربك خلقاً: وإليك إسناداً كما قال سيدي الشيخ أبو العيين الشائلي رضي الاله عنه في قوله تعالى: امآ أَصَابَِكَ مِنْ حَسَكمَ قِنَ الل » [النساء: 74] إيجاداً لا إسناداً ونا أُصَبْكَ من مَك فِن َفيك [النساء: 09] أي إسناداً لا إيجاداء والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية فق

جواب من يتوهم أن الحكمة موجبة لأفعاله تعالى

ومما أجبت به: من يتوهم أن أفعاله تعالى بالحكمة» ويجعل الحكمة موجبة لهء فيكون محكوماً عليه تعالى بهاء وتعالى الله عن ذلك .

[والجواب]”'': !علم أن اعتقاد الطائفة العالية من أهل الله تعالى: أن أفعال الحق تعالى كلها عين الحكمة [3١٠/ب]ء‏ ولا يقال: إنها بالحكمة؛ لثلا تكون الحكمة لنن فيكوان محكوماً عليه بأمر ماء وذلك محال فإنه تعالى أحكم الحاكمين» قلا ينبغي أن تعلل أحكامه بالحكمة.

وقد قال في الباب الثامن والستين وثلاثمائة من «الفتوحات» في قوله تعالى: توما خَلَقَنا ألسَمْوَبٍ وَالْأَيْسَ وَمَا يتما إِلَّا لمق » [الحجر: 85]: الباء في قوله: #بالحق» بمعنى اللامء أي للحقء نظير قوله تعالى: #وَّمَا حَلتَتُ لَلْنّ والإنى إِلَا يدوت © [الذاريات: 57] فإنَ الله تعالى لا يخلق شيئاً بشيء: وإنما يخلق شيئاً عند شيء! طلباً لستر القدرة الإلهية.

ولذلك كان يلي إذا أراد نبع الماء من بين أصابعه يضع كفه في ماء قليل ستراء وأدباً مع الله تعالى: واقتداء به تعالى في السترء وإلا فالمخلوق الأول الذي لم تتقدمه مادةء مخلوق بلا شيء يتعين؛ ولم يزّل الحى تعالى يخلق على هذه الصغة»ء ولكدانيا عق بكتامة الأسياب البولدات طن انان إن الله عهال بشلق: نينا يشيع ء

ومن هنا قالوا: لله تعالى الفعل بلا آلة» والفعل بالآلة مشياً على ما توطأ الناس على اعتياده”"": وإلا فاللائق بقدرة الله تعالى أن يخلق الأشياء بلا آلةء ولو أثبتنا الآلة فهي مخلوقة لا تتحركء إلا إن حركها محرك. وهو الله تعالى كشفاً وإيماناًء )١(‏ من زيادة المحقى. (؟) في (ب): اعتباره.

فق القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

والمخلوق شهوداً» قال تعالى: ظاالَيِى حَلَفَحْ وَآلَذِينَ من قَبَلِكُ:» [البقرة: ]1١‏ ففيها نفي ألوهية الأسباب .

قال الشيخ محي الدين: وكل باء تقتضي الاستعانة أو السببية فهي لام فإذا أخبرنا الحق تعالى بأنه خلق شيئاً بشيء؛ فتلك الباء لام» فعين خلقه هو عين الحكمة» ولا ينبغي أن يعلل بالحكمة كما مرّ؛ لثلا يكون معلولا عنهاء فاعلم ذلك فإنه نفيس ٠‏ والحمد لله رب العالمين.

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ينف

جواب من توهم أن الله تعالى حلق الخلق ثم تركهم ولم يبال بهم

ومما أجبتث به من يتوهم من قوله تعالى في الحديث القدسي : «هؤلاء للجنة ولا أبالى وهؤلاء للنار ولا أبالي:”2 خلاف المراد ويقول: إن الله تعالى من حين خلق الخلق تركهمء ولم يبال بهم.

والجحواب: أنه لو كان المراد يذلك ما فهمه هذا المحجوبء لما وقعت المؤاخذة بالجرائم؛: ولا وصف الحق تعالى نفسه بالغضب على قومء ولا قال: #إنَّ بطش رَيْكَ لتَدِيدٌ )4 [البروج: ؟١]‏ ولا كانت الرحمة محرمة على أهل النار» فهذا للمحكه””'. ]1/7١5[‏ فللأمور والأحكام مواطن» إذا عرفها أهلها لم يتعدوا بكل حكم موطنه ؛ فلم تتناقض عليهم الأمورغ وأما عدم مبالاته بأهل الحنة وأهل النارء فهو لكون رحمته سبقت غضبه. وتنزل إلهي لطيفء وأما الثار فهى دار جلالٍ وجبروت وقهرء ولذلك خلقها الله بالجمال الصرفء» ولأهل الدنيا بالجلال الممزوج بالجمال» فإنه تعالى لو تجلى لأهل الدنيا بالجلال الصرف؛ لذابوا كأهل النارء فاعلم ذلك فإنه نفيس» والحمد لله رب العالمين.

نيفق القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

جواب من يتوهم أن حكم الإلهام في التقوى والفجور واحد

ومماأجيت به من يتوهم من قوله تعالى: لديا ريخا توه يج 4 [الشمس: 4] أن حكم الإلهام في التقوى والفجور وعد صلى جد هرات

والخؤات > قد قال تعالى : :+ إرك أله لا يام بالتخكاو» [الأعراف: 148] ففرق

بين الخير والشرء [7١١/ب]‏ ومعنى الآية: قألهمها فجورها لتعلم به فتجتنبه» ولا

ويه والرضاة تقواها تتعلمه فتلازمهء ولا تترك العمل به. انتهى .

وهنا دقيقة لطيقة: وهي أن الله تعالى كما لم يأمر بالفحشاء؛ كذلك لا يريدها.

بيان كونه لا يريدها: أن كونها ا فاحشة ما هو عيتهاء وإنما هو حكم الله فيهاء وحكم الله في الأشياء غير مخلوق» وما لم يجر عليه الخلق لا يكون مراداً للحق تعالى؛ لأن فلك الإرادة لا يتوجه على القديم» ومن هنا كان القرآن العظيم قديماً؛ لأنه كله أحكام الله تعالى» فيقال: إن الله تعالى يريد إدخال الذكر في فرج الزانية؛ ولا يقال: أراد ذلك من حيث كونه فاحشة وحراماً؛ لأنهما حكمان لله تعالى فافهم .

وقد طلب مني الشيخ ناصر الدين اللقاني المالكي”') رضي الله عنه كتابة هذا الكلام: وقال: هذا كلام يكتب بنور الأحداق. انتهى» والحمد لله رب العالمين.

مصير ١‏ ارت © ا تخضع له ل ؛ الدولف ل اما اش والشريعةء من كتيه: #عون المريد" و#تلخيصص التجريد لعمدة المريدء واهداية المريد لجوهرة التوحيد كلها في شرح منظومته المشهورة #جوهرة التوحيداء توفي سنة .)١١1١4(‏

جواب من يتوهم أن عذاب أهل النار سينتهي ثم يدخلوخ الجنة

ومما أجبت به من يتوهم من قوله تعالى في الحديث القدسي: «إن رحمتي سبقت عذابي) 7 وفي رواية: ؛غلبت غضبي”"' أنْ معنى السبق والغلبة انتهاء مدة الغضب على أهل النار. ودخولهم في الجنة بعد ذلك.

والجواب: أن هذا أمر لا يجوز اعتقاده بإجماع المسلمين في حق أهل الخلود في النارء وقد قال الشيخ محي الدين رحمه الله تعالى في «الفتوحات»: إياك أن تفهم يا أخي من قول بعضهم: إن أهل النار لا بد أن تنالهم رحمة الله تعالى» ثم يخرجون متها إلى الجنة؛ أن مرادهم بأهل النار الذين هم أهلها؛ فإن ذلك لا يقوله عاقل» وإنما مرادهم بذلك عصاة الموحدين فقطء وإياك والغلط.

ولذلك قال الشيخ عيد الكريم الجيلي”" في شرحه «لباب الأسرار» من «الفتوحات المكية" فقال: إياك أن تظن بالشيخ محي الدين أو غيره بأنهم يقولون بإخراج الكفار من النارء فإن ذلك ظن فاسدء وقد قال في عقيدته الصغرى أول «الفتوحات»: ]1/١٠١5[‏ ونعتقد تخليد الكافرين في الجذاف: الميوح أبذ الأمدين + ودهر الداهرين.

كما صرح يتخليد فرعون في النار» وأنه لا يخرج منها أبدأ. خلاف ما أشاعوه عنهء وإن وجد ذلك في كتاب «الفصوص» أو غيره فهو مدسوس عليه» دسه بعض الملاحدة؛ ليروج أمره بإضافته إلى الشيخ» واعتقاد الناس فيه» وفي غزارة علمهء أو لينفر الناس عن مطالعة كلامه. )١(‏ أخرجه البخاري (0)39847 ومسلم (70751): والذي فيهما اغضبي؛ لا اعذابي. (5) أحخرجه البخاري »)5١55(‏ ومسلم (061؟). () عبد الكريم بن إبراهيم بن عيد الكريم الجيلي ابن سيط الشيخ عبد القادر الجيلاني» من رجالاات

الطريق؛ وعلماء الصوفية في عصره» له كتب كثيرة منها: «الإنسان الكامل في معرفة الأواتل

والأواخره في اصطلاح الصوفية؛ و:الكهف الرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم»؛ و؛المتاظر الإلهية"؛ توفي سنة (455ه) ,

ف القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

كما هو الغالب من الحسدةٌء فإذا رأوا مؤلفاً لبعضص أقرانهم مل جه الناس وتلقوه بالقبول؟ ريما غليهم الحسد ودسوا فيه أموراً تخالف ظاهر الشريعة.

كما فعلوا ذلك في كتابي المسمى ب«البحر المورود في المواثيق والعهود» ووقع بذلك فتنة عظيمة في جامع الأزهر وغيره» ولولا أني أرسلت لهم النسخة الصحيحة السالمة من الدس» التي عليها خطوط مشايخ الإسلام ما سكنت الفتنة» ولكن جزاهم الله تعالى عني خيراً في إنكارهم علي» بتقدير صحة نسبة ذلك إلي» فلهم ثواب قصدهم ونيتهم هذا أمر وقع لي.

وقد رأيت كتاباً كاملاً صنفه بعض الملاحدة؛ ونسبه إلى أبي حامد الغزالي؛ ليروج بذلك بدعته فظغر به الشيخ عز الدين بن جماعة”"؟» وكتب على ظهر الكتاب: كَذْبٍ والله وافترى من أضاف هذا الكتاب [/ا١٠/‏ ب] إلى حجة الإسلام رضى الله عته .

فيحتمل أن تكون هذه المواضع التي انتقدت على الشيخ محي الدين في كتاب «الفتوحات! و#الفصوص» دسها عليه بعص الحسدة» فإياك أن تضيف إلى الشيخ محى الدين ما يخالف ظاهر الشريعة؛ فإته إمام المحققين .

وقد قال في “"الفتوحات:»: اعلم أن أهل الجنة وأهل النار مخلدون فيها أبد الآبدين» ودهر الداهرين. لا يخرج أحد منهم من داره أبداء وأما عصاة الموحدين فيخرجون من النار بالنصوص المتواترة؛ إذ النار بطبعها لا تقبل خلود موحد فيها أبداء كما أنها بطبعها لا تقبل خروج أحد من أهلها منها أبداً؛ لأنها خلقت من الغضب السرمدي» هذا اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة. انتهى قاعلم ذلك .

وقد ذكر الشيح فى اليباب الرابع والأربعين وثلاثمائة ف حديث: #ورحمتى سبقت غضبي»””'» وفي حديث الترمذي وغيره: «أمتي أمة مرحومة ليس عليها في (1) عر الدين ين محمد بن ابراهيم اين جساعة الكناني الحموي الأصل الدمشقي المولد ثم المصري عز

الدين الحافظ قاضى القضاة ولى قضضاء الديار المصرية ستة (78/اهم) وجاور بالحجاز فمات بمكة

من مصنقاته: «هداية السالك إلى المذاهب الأريعة في المناسك؟؛ و«#المناسك الصغرى»؛ و#تخريج

أحاديث الراقعي»؛ و«التساعيات0: و«آنس المحاضرة بما يستحسن في المذاكرة». توقي سنة

(لاكلاه)ء (؟) تقدم تخريجه 0595

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية يفف

الآخرة عذاب» وإنّ عذايها فى الدنيا الزلازل والفتئن2'”2+ وفى رواية: اعذاب أمتى في دنياها الزلازل والفتن»”"“': وفي حديث الطيراني مرفوعاً: «الحمى حظ كل مؤمن من النار”" ما نصه: اعلم أن مراد الشارع بهذه الرحمة الرحمة الخاصة بالموحدين» ومعنى ليس عليها في الآخرة عذاب: أي سرمد عليهم» بدليل الآيات والأخبار الواردة فى دخول طائفة من عصاة الموحدين الثار .]1/١١3[‏

وقال فى البياب الحادي والسبعين وثلاثمائة: فى حديث «ينادي المنادي حين يدخل أهل الجنة الجنة؛ وأهل النار النار: يا أهل الجئة خلود يلا موتء ويا أهل النار خلود يلا موت»”*' ما نصه: اعلم أنه إذا وقع هذا النداءء ارتفع الإمكان من الثار. مع توقع خروجهم ملهاء فيا لها من حسرة ما أعظمها.

قال : وتغلق أبوات الثار حيتئل غلتاً لا فتح بعذهة أبد الأبدين» ويصير الخلق فى النار كقنطع اللحم التي جعلت في الماء في قدرء ثم أججت تحتها نار عظيمة ؛ حتى صارت صاعدة هابطة » والحمد لله رب العالمين .

وقد بسطنا الكلام على أهل الجنة والنارء وعلى أحوالهم في الدارين: أواخر كتاب "اليواقيت والجواهر فى بيان عقائد الأكابر؛؛: والحمد لله رب العالمين .

)١(‏ أعفرجه أبو داود (1/9/8؟): والحاكم في المستدرك (4587/1: وتم أجدها في الترمذي؛ والله أعلم .

(1) أسخرجه الحاكم /١(‏ 4١١)ء‏ وكذلك غيره بلفظ *عذاب أمتي في دئياهاه بدوت الزيادة المذكورة»

() أخرجه الطبراني في الأوسط (07840)ء وفال الهيئمي في #مجمع الزوائد؛: رواه البزار وإسناده لحي ا -

(4) أخرجه البخاري (5421)؛ ومسلم (5849).

ورف القواعد الكثفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

جواب من توهم أن قاتل نفسه غلبت إرادته إرادة الله تعالى

0 . أ , فيمن قثل نمسه ان

ومما أجبت به من يتوهم من حديث: «بادرني عبدي' المراد: أن الله تعالى أراد حياته. وأراد هو موت نفسهء فغلب قاتل نفسه الإرادة الإلهية .

والجواب : أن من اعتقد مثل ذلك فهو أجهل الجاهلين بالله تعالى» وذلك بآأنه ما بادر بقتل نفسه إلا بإرادة الله تعالى السابقة في الأزل؛ بأن يقتل هذا نفسه. ثم يدخله الله تعالى النارء إن شاء الله تعالى. ولا يجوز أن يفهم أحد أنه يادر بقعل نفسه مستقلا يذلك» دون إرادة الله تعالى ذلك» فافهم .

ومعلوم أن غالب الأحكام الشرعية دائرة مع حكم الأمرء وأما الإرادة فهي تحصيل حاصل ؛ إذ لا تتحرك ذرة في الوجود ولا تسكنء إلا بإرادة الله تعالى .

ومن هنا قالوا: نؤمن بالقدر ولا نحتج بهء فإن الإرادة لها التفوذ على الدوامء بما يخالف الأمر الإلهي» أو بما يوافقه.

فعلم أنه لا يموت أحد إلا بأجله حين انتهائه؛ /١١8[‏ ب] لقوله تعالى: لفَإدًا ج23 لبت لا رُم سَعَةٌ ولا تتقررت4 [الأعراف: +7].

فإن قال قائل: فإذا كان أحد لا يموت إلا بأجله: سواء قثله أحد من الخلق» أو مات حتف أنفه بمرض أو فجأة: فكيف تقتلون من قتله؟

فالجواب: أن ذلك من حكم الله أيضاً لا من حكمناء فكأنه تعالى قال لنا: من قتل أحدا بغير طريق شرعي فاقتلوه. قلنا: سمعاً وطاعة.

فكما أن انتهاء أجل ذلك المقتول بقثل القاتل ؛ كذلك انتهاء أجل هذا القاتل بقتلنا لهء ولا لوم على من امتثل لأمر ربهء فاعلم ذلك؛ فإنه نفيس كما بسطنا الكلام عليه أواخر كتاب «الجواهر واليواقيت؛؛ والحمد لله رب العالمين.

,)7709/7( أخرجه اليخاري‎ )١(

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية لشف

جواب من يتوهم من 2 ملق فاق الو ١‏ ياي د قوله تعالى: أ#فلٍ الروح من أمرٍ رَقَ؟ أن الروح قديمة

ومما أجبت به من يتوهم من قوله تعالى: طقُلٍ أَلرّوحٌ ين أَمْرٍ رق [الإسراء: 5 أن الروح قديمة .

والجواب: أنه لا يلزم من كونها من أمر ربنا أن تكون قديمة» وقد أجمع أهل الكشف على أن المراد يكونها من أمر الله: أنها وجدت عن خطاب الحق تعالى بغير واسطة. كما فيل فى عيسى عليه الصلاة والسلام : أنه روح الله تعالى؛ 73 ]| قفإنه وجد عن نفخ الحى تعالى؛ كما يليق بجلاله بلا واسطة؛ بخلاف غيره من الخلق .

وذهب الإمام الغزالي إلى أن معنى قوله تعالى: ظثُلٍ أَلرّحٌ مِنْ أمرٍ رق أي من عالم غيبة ؟؛ فإن عالم الأمر عنده هو عالم الغيباء وغال 7 الخلق عنده هو عالم الشهادة .

حكى ذلك عنه الشيخ محي الدين في «الفتوحات"» ثم قال: والأمر عندنا هو بخلاف ما قال الغزالي: وهو كلما أوجده الحق تعالى بلا واسطة؛ فهو من عالم الأمرء قال له الحى تعالى: «كن" فكان» وكلما أوجده الح تعالى بواسطة؛ فهو من عالم الخلق. سواء كان من عالم الشهادة»؛ أو من عالم الغيب.

وذكر الشيخ في الياب الرابع والستين ومائتين ما نصه: اعلم أن اليهود ما سألوا النبي ا عن الروح ؛ إلا ليعرفوا من أين ظهرء ولم يسألوه عن الماهية كما قهمه كثير من الناس؛ فإنهم لو سألوه عن الماهية لكانوا قالوا له: ما الروح؟ فإن «ما» هي التي يسأل بها عن الماهية؛ كما قال فرعون لموسى: #ومًا رب السَلّمِيت4 [الشعراء: ”1 وإن كان السؤال بما أيضاً محتملء. لكن قوى الوجه الذي ذهبنا إليه ما جاء في الجواب من قوله: #ينْ أَمَرٍ رق [الإسراء: 40] ولم يقل: هو كذاء وقد سمى الله تعالى الوحي: روحاً: فيحتمل أن يكون مرادهم بالروح الوحي . انتهى.

)١(‏ كذامي (ب) وفي (أ) غالب؛ ولعل الصواب ما في (ب) والله أعلم.

3 القواعد الكشفية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهبة

وقد صرح الحديث الصحيح بخلق الأرواح بقوله ييِةِ: «إن الله تعالى خلق الأرواح قبل الآجساد بألفي عام"”'' انتهى. والمراد بالخلق هنا ظهور التقدير بعد خفائه .

وقال في الباب الثاني والسبعين من «الفتوحات»: لا يصح لأحد أن يطلع على كته الروح؛ لأن الحق تعالى جعل معرفتها مرتبة؛ تعجيزاً للخلق عن معرفة كنه ذاته تعالى +

وقال في الباب الثامن والستين ومائتين: إنما قال تعالى لادم: 3 وَنْفَحْتٌ فيه من يوج » [الحجر: 194؟] بياء الإضافة إلى نفسه تعالى» .ايض :على معام التشريف: لآدم عليه الصلاة والسلام» كأنه تعالى يقول: من كان شريف الأصل. فلا ينبغي أن يخالف قعل أهل 0 ويفعل فعل الأرذال . اتتهى

فإن قال قائل: فمن أين جاء تفاضل الأرواح؛ مع أنها من حيث النفخ الإلهي نينا ويةا

فالجواب: إنما تفاضلت الأرواح من حيث القوابل؛ فإن لها وجها إلى الطبيعة» ووجهاً إلى الروحية المحضة؛ ولذلك كانت عند العلماء بالله من عالم [94١٠/ب]‏ البرزخ”"2» كالأفعال المذمومة سواء؛ فإنها با أي الأفعال المذعوعة ع صيف كيت العبد لها ناقصةء ومن حيث كون الحق تعالى خالق لها كاملة.

قإن قال قائل: ل

فالجواب: كما قاله الشيخ محي الدين في الباب الثامن والسبعين ومائتين من «الفتوحات»: أنه لا رئاسة عند الأرواح بوجه من الوجوهء ولا تذوق لها طعماء بل هي ذليلة خاضعة لبارتها على الدوام. انتهى

فإن قيل: فهل للروح كميةء حتى إنها تقبل الزيادة من حيث جوهْر ذاتها؟

فالجواب: أنه ليس للروح كمية - كما صرح به الشيخ في الباب قبله - فلا يقبل الزيادة فى جوهر ذاتهء وإنما هو فرد لا يجوز عليه التركيب؛ إذ لو قبل (1) قال السيوطي في اللآلىء المصتوعة :)714/١(‏ موضوعء عبد الله وأبوه كذايان. واتظر

العر توعان * ب ن الجوزي ١/1١(‏ 0

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية لق

التركيب لجاز أن يقوم بجزء منه علم بأمر ماء [8١٠7/أ]‏ وبالجزء الآخر جهل بذلك الأمر عينه فيكون الإنسان عالماً بما هو جاهل وذلك محال؛ فتركيبه في جوهر ذاته محالء وإذا كان هكذا فهو لا يقبل الزيادة ولا النقصان» كما هو شأن المركيات فإنها تقبل ذلك» ولولا ما هو عاقل بذاته ما أقَرَ بربوبية خالقه عند أخذ الميثاق. ولا يخاطب الحق تعالى إلا من يعقل عنه خطابه: وهذا هو حقيقة الإنسان في نفسه.

وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن الله تعالى خلق الروح كاملا بالغ عاقلاء عارقاً بتوحيد الله تعالى» مقراً بربوبيته. وهي الفطرة التي فطر النامن عليها ع1 المكاد إليها بخير: "«كل مولوه يولد على الفطرة راآبواة يهوداله أو يعرانة أو يمجنات 7 , انتهى .

فاعلم ذلك» وتأمل فيه فإنه نفيس» ولا تنس قوله تعالى: 00 مَيْءٍ مَالِكُ إلا ة 4 [التظه :111 ودر لد ل ل 2 يها فو و »* [الرحمن: 7؟] وفي كلام الحكماء الأوائل كل ما له ابتداء فله انتهاء. والحمد لله رب ا

جواب من يتوهم من نحو قوله تعالى: ْمَيبْقَ مَْهُ رَيَكَْ أن ذلك الوجه كوجه المخلوقات تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا

ومما أجبت به من يتوهم من كن قله تمان شا سيو امالك الك تي » [القصص : 188]ء وقوله: ##وَبَض وَبَهُ رَيِقَ» [الرحمن: /ا١]‏ أنْ ذلك الوجه كوجه المخلوقات وذواتهاء تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

والجواب: قد أجمع أهل الكشف على أن الضمير في قوله: كل سَيْءٍ مَالِكُ إلا َّا مَمْهَمْ؛ راجع إلى وجه ذلك الشيء؛ لا إلى وجه الحق جل وعلاء والمراد أن حقيقة كل شيء لا يصح فناؤهاء لأنها معلوم علم الله تعالى» فإن الحقائق الثابتة في العلم لا يصح فناقها وهلاكهاء وإنما تنتقل من طور إلى طورء من غير هلاك ولا

وقال في الباب الثالث والسبعين من "الفتوحات*: في قوله تعالى: ##وَي وه ريك ذو لكلل والإكرام © [الرحمن: 77] المراد بوجه الرّب هنا ما أضيف إليه تعالى بحكم الاختصاصء كالعمل الصالح الذي أريد به وجه الله تعالى ؛ فإنه باق عند الله لا يفنىء بخلاف ما دخله الرياء وب السمعة . انتهى.

وكان الأستاذ سيدي علي بن وفا رضي الله عنه يقول: حيث ما جاء ذكر الوجه في الصفات الإلهية الواردة في الكتاب والسنة؛ فالمراد به من كان واسطة بينك وبين الحق تعالى. في الاستمداد من الحق تعالى من شيخ أو غيره؛ فإن منه يحصل الإفاضة من الحق تعالى عليك وتنوع الإمدادء فكل من يلغك عن الحق تعالى حكماً أو أدباً؛ فهو وجه الله [١١٠١/ب]‏ تعالى الذي تعرف إليك ‏

قال: ووجه الحق تعالى الأعظم هو وجه شريعة محمد ييِّ؛ لكونها حاوية ا

القواعد الكشقية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية ينرق

قاعلم ذلك» ونزه ريك عن صفة الأجسام؛ فإن المجسمة كفأرٌ على أحدٍ القولين» المبني على أنَ لازم المذهب مذهبء. وذلك لأن المجسّمة عبدوا جسماً تخيلوه في نفوسهم» وهو غير الله بيقين» ومن عَبّدْ غير الله كفّر كما هو مقرر في كتاب الردة من أبوب الفقهء وَمِنْ هُنَا أيضاً كفروا المعتزلة» حيث أنكروا الصفات؛ فإنه يلزم من إنكار الصفات إنكار أحكامهاء وذلك كقر.

قال الشيخ كمال الدين بن أبي شريف: والصحيح أن لازم المذهب» ليس بمذهب ولا كفر بمجرّد اللزوم؛ فإِنَ اللزوم غير الالتزام ‏

ووقع في «المواقف» ما يقتضي تقييده بما إذا لم يعلم ذو المذهب اللزوم»؛ [ 5 أو أن اللازم كفرء فإنه قال: من يلزمه الكفر ولا يعلم» فليس بكافر. 5

قال: ومقهومه أنه إِنْ علم ذلك - أي أنه كر عر لاد لالتزامه إياه والله أعلم.

وقد بسطنا الكلام على تكفير أهل الأهواء والبدع في مبحث قولنا ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب مِنْ كتاب «اليواقيت والجواهر»؛ وذكرنا أن الإمام أبا ' الحسن الأشعري رجع عن تكفير أهل البدع والأهواء» وقال عند موته: اشهدوا علي أن لم أكفر أحداً من أهل القبلة بذنب. وذلك لأني رأيتهم كلهم يشيرون إلى معبود واحد. والإسلام يشملهم ويعمهم.

وفي رواية أنه قال: لا أكفر أحداً من أهل القبلة؛ لأنْ الجهل بالصفات ليس جهلاً بالموصوف. انتهى .

وتبعه أكثر الأئمة على ذلك. وقالوا: إِنَ التكفير أمر هائل عظيم الخطرء ومن كمّر إنسانا فكآنه أخبر عنه بأنّ عاقبته في الآخرة العقوبة الدائمة أبد الآبدين» وأنّه في الدنيا مباح الدّم والمالٍء لا يمكن من نكاح مسلمة» ولا تجري عليه أحكام أهل الإسلام في حياته. ولا بعد مماته.

وقالوا: الخطأ في ترك ألف كافرء أهون من الخطأ في سفك قدر محجمة من

حالسل

وق القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

وسُئل شيخ الإسلام السبكي”' رحمه الله تعالى عن تكفير أهل الأهواء

والبدعء فقال: إن تكفير هؤلاء يحتاج إلى أمرين عزيزين. أحدهما: تحرير المعتقّدء وهو صعب من جهة صعويبة علم الكلام» وموطن

الاستنياطء وتمييز الحق فيه من غيره. الثاني : عدر ور با اللا وتخليصه مما يشوبهء وإذا كان الإتسان

يعجز عن تحرير معتقده في عبارة»: فكيف بتحريره اعتقاد غيره في عبارة؟ وإنما يحصل هذان الشرطان لرجل ججمع صحة الذهن» ورياضة النفس» وخرج

عن الميل إلى الهوى والتعصّب» بعد امتلائه من علوم الشريعة؛ فإن المسائل التي

يكفر بها المبتدعة في غاية الذقة والغموض لكثرة تشعبهاء ودقة مداركها واختلاف قرائنها ودواعيهاء ومعرفة الألفاظ المحتملة التأويل» وغير المحتملةء وذلك يستدعي معرفة جميع طرق أهل اللسان» من سائر قبائل العرب في مجازاتها

وَاستعاراتهاء /١١١[‏ ب] وهذا عسر جذاً على العلماء. فضلاً عن آحاد الناس. فتأمل يا أخي في جميع ما ذكرته لك في هذه الأجوبة؛ وإن تجد عيبا فسد

الخلل؛ فإن كل عبد إنمًا يجيب في الأحكام المسكوت في الشرع عن الإفصاح بهاء

بقدر وسعه ودائرة علمهء وقد يكون ما أجاب به عن أحد الأكابر قريباً من مقام

الهجو له؛ لبعده عن ذوق مقامه؛ فكيف يرب الأرباب جل وعلا؟ وما حملني على التورّط في مثل ذلك؛ إلا الغيرة الإيمانية على جانب الحق

تعالى؛ مِنْ أن يُقَّرْ أحد من الملحدين في أسمائه وصفاته على ما قاله فيهاء فضلاً

عن كلامه في الذات المقدس . فاعلم ذلك يا أخي. وإن فتح الله عليك بجواب أوضح من جوابي في هذا

الكتاب فألحقه بهء نصيحة لله ولرسولهء واللة يتولى هدانا وهداك وهو يتولئ

السالحيى: والحمد الله رت العالمية.

)1١(‏ علي بن عبد الكافي بن علي بن ثمام السبكي الأتصاري الخزرجيء أبو الحسن» تقي الدين. شيخ الإسلام في عصره؛ وأحد الحقاظ المفسرين المناظرين» ولد في سبك قرية في مصر وانتقل إلى القاهرة ثم إلى الشام قولي قضاءها سنة (4الا) واعتل فعاد إلى القاهرة؛ فتوفي فيهاء من كتيه: الدر النظيم» في التفسير لم يكملهء و«مختصر طبقات الققهاء»» توفي سنة (09957.

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية 0

وليكن ذلك آخر كتاب «القواعد الكشفيّة الموضحة لمعانى الصفات الإلهية». ١ 1‏ الله على سيدنا محمد خير اليرية» وعلى آله وأصحابه الصحبّة الخراضية طلم ليم قير |1 .

نم١١6٠ شهر ربيع أول سنة‎ ١1 جاء في نهاية (أ): وكان الفراغ من نقله صبح يوم الخميس‎ )١( الهجرة على صاحيها أفضل الصلاة والسلام بعلم العاجر أحمد محمد غفر الله له ولوالديه‎ ولمشايشه ولاخوانه المسلمين أجمعين امين والحمد لله رب العالمين.‎ من |! جرة النيوية على‎ )١578( شهر شهوال سنة‎ ١1 وجاء فى تهاية (ب): وكات الفراغ من تقلها‎ صاحبها أفضل الصلاة والسلام.‎

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية يفف

أحب الكلام إلى الله <اعبا اااي للم جعي رقف قرأ لاا عقن لاطو لدو ع عه و ال لبا ع ا ل 4 أحيوا ما خلقتم 050111ظ عا ب ل لا ل ا ور روصا اا ا ع لأا إذا ذكر العّدر فأمسكوا مقا الك سان سف ساسم 1 أشقي أم سعيد اااي 1[ [1[1[ذ1[1[1[ [ [ [ [ 100000( اعبد الله كأنك تراه 0010001 0 0 ااا أقرب ما يكون العيد من ربه ع الس دم ١‏ أقيموا صفوفكم فإني أراكم خلف ظهري و ا امايو ا عا خا اكتب علمي في -خلقي إلى يوم القيامة ل الو ا او ا و ألا هل بلغت 00000 أما الركوع فعظموا فيه الرب اا وما اخ السرم امو اا الله اشاو ام لبج ل أما لو أنك عدته لوجدتني عنده ا مق وو اا ا ا 3 أمتي أمة مرحومة ليس عليها 00 إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا ا ا يش 11/168 إن أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر اممو ل م اا ا 1 إن العيد ليتكلم بالكلمة ا رق ال ده ولت خط يده والال سا تامام وى لبط و 10 إن الله احتجب عن الأبصار ذا ا ا 0 إن الله تعالى خلق آدم من قبضة سج كةو ونان ةل ملو اسع وو وو م لج يقر إن الله تعالى خلق الأرواح قبل 1

إن الله تعالى كتب التوراة بيده مطا طم هم اطق لقم ناح قرو لا مومه ألم رن الل ا 117

1 القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية

إن الله تعالى ليضحك يوم القيامة 00 اا إن الله تعالى مسح ظهر ادم ملع بس موا م 1 ا لات قر لق 11 إن الله خلق أدم على صورة الرحمن الم كد وقة ون وتوا أده ممع على و لق 1 ا ب ا اي 1 إن الله خلى ّ على صورته 1 ااا إن رحمتي سيقت عذابي ل مم لالحنا ا اد ا و لد لوم ا 170 إن رحمتي غلبت غضبي تسوه لمن اد مر و ملع عطقمو حا داف ال لوق جع اتاد لاه يا 1 1119/1 إن للحجر الأسود عينين وفماً ولساناً ا إن من عبادي من لا يصلح له م تدطقن ا اي ا م بن ا م و الو د عد و و 11 112 إن نفس الرحمان يأنيتي ا 1 إنما هي أعمالكم بب-00 0 ا إنهم يمرقون من الدين كما يمرق مسا مكطة 1 لجار ود ون ابو ع ل ا 11 أول النبي بيك قميص عمر في المتام بالإيمان موا ا بئس الخطيب أنت اال لقي ادر ل ا لايل بجو نوا ع 3 ب وال لق الوا ب و الا ج11 بادرني عبدي 10 1 0 جفت الأقلام تق ا ع دو عاو ورمشامع جوالرواف ال و اموت اجام نعف وود لوو 47 عاط سوج ونا مسا و ا 11 الحمى حظ كل مؤمن من التا خا و و الم مس لا اما ام ا ل ل خرج يومأ على أصحابه وفي يده كتابات مطويان بببب 0002‏ ا ااا حخير الرؤيا للعبد المؤمن 1 1 1 1 ااا ل رأيت ربي الليلة في صورة شاب أمرد 0000 1 0 رأيت ربي في أحسن صورة 1 1[ 1[ ا 0 الشقي من شقي في يطن ااا اا 000 ااا

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية كرف

عذاب أمني في دتياها الزلازل والفتن 000001 0 ا 00 كإذا |١حييته‏ كنت سمعه او ا ا لان اع ا ا ا 15 فحججع آدم موسى ع ا 1 ال الا ل 3 لل لاو لو 1 فلما بسط الحق تعالى يده فإذا وما 1 اوور ا 1 قلي المؤمن بين أصيعين من موه وز 1 17وج ماو ابو ملت ابه خا ل كل شىء خلق من الماء لطاع اماج مس ل نه و مق ل و2 ع و ورا ال 1 كل مولود يولد على الفطرة ةو ل أ م 0 ا ككلم حمقى في ذات الله ماد ا وده الا قات د اسيك ا لخو 50 كن أيا ذر اا كن سيفاً 10000000000 كنت كتزاً لم أعرف حوور رج أذ الوق لوقه تمان اطاط عاق قفرا لوو امقس اانا 1لا لخلوف قم الصائم امف سس نوي دتميو الم يا لكل ما خلى الله تعالى صورة مخصوصة في ساف العرش ااا ا اللهم أنت الصاحب في السقر لاو اس ل لق اماو مسو 1 لو دليتم بحيل لهبط ابا موقط ماح وز د87 اناد افوا وس سي اد ما طاو اوقا ا لك لاما ليس بين العباد وبين أن يروا ربهم إلا 0 مثل المؤمنير في توادهم وتراحمهم ا 2 2 2 2 1 1 1 1 1 1 1 1 ا ا مر: عرف نقسهة عرف ربه ااا 0 ا 0 من لم يهتم يأمر المسلمين فليس منهم جود ال ااال مقاط جا وس و1 ولد لب ري ا نور أنى أراه ا 000000 هؤلاء للجنة ولا أبالي ذا ااا

هذا فداؤك يا مسلم من الثار 111011 اطع م لوقع لان الا و ال 2/0217

لين

ومن يطع الله ورسوله ققد تارمم ممم يا موسى يكلم وجدت الله 2 ينادي المنادي حين يدخل أهل 3-06

ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء مه

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

ا و الام الل ل السو ل ا 1

امه ا ا و ااه وا

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية

"4١

فههرس الأشعار

ألقاه في اليم مكتوقاً وقال له مستتحكن وائييث الخد راتحا قظاهرالأمر كان قول فت ا تنبت اللشحيط فؤلة ري فالعدمالمحض ليس فيه تباي شيء قبلت منته فد ليحك أن كمر الآأن اشرق إن الملوك وإنت جلت مراتيها ونئس تكال التداك في عير عطهر قطعت الورى من نفس ذاتك قطعة وقد نفذت من الأقطار أجمعها العرش والله بالرحمن محمول وأي حول لمخ لوق ومقدره جسم وروح وأقوال ومرتبة وهم ثمانيةولله يعلمهم محمد ورضواإن وخازئهم العو بيسكان العافي الجن فنا هذاهوالعرش إن حققت صورته كحي ين فال كن لبمس عه كيان بعلت ميا الج فكيفٌ للعقل دليل والذي

إنناك" إيتاك أن تممتيل الحا علمت مامنه قد خلقتا"؟١‏ وناطن الأمر أنت :كفخها ؟؟١‏ لولمتكن نمماوجدتا؟١‏ تعحوث عسي عير ري إذ كنال كن لم تكن تحتفف 6 الكون أو كون أنت أنتا"؟١‏ هوالمعنى المسمى باتحاظم١٠١‏ لها مع السوقة الأسرار والسمر ولو هلك الإنسان من شدة الحرص 47 ولا أنت مقطوع ولا أنت قاطع ١ه‏ وقد تجاوزت حد الخقفضي والرفع 21 وحاملوه وهذاالقول معقول لاه لولاه جاء به الشرع وتنزيل 07

ثم غير الذي رتيت تفصيل لاه واليوم أربعة ما فيه تأويل لاه وآدم وخليل ئم جبريل لاه سوى ثمانيةغر بهاليل 07 والمستوى به الرحمن مأمول لاه والحدق كي لت يف 2 111 ايكون والكون ماالايتقيت 118 ذل ب اتغفل علبفا ريخف ١8‏ كذ كام العم الس د 1

557

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهبة

فتجاة الشفس فى الشتم فنلا واعتَصمَ بالشرع في الكشف فقد أمتعم المشكه ولا ييا اث وإذا خالفك العقل فقل وتبكيهم عيني وهم في سوادها

كك الستحاكا راي أ ا 1 فار بالخير عُبيدٌ قذغصغه7:١‏ واتركنة مثل لحم ووضم ١1”‏ عوو الع فينة فلع فين 11 طورّك الرَمْ ما لكمُ فيه قدْمْ ١45‏ خط فيه الحىٌ مِن علم القَلمْ ١5‏ نحن روحان + ١ ١‏ ا بدناة؟١‏ وأسأل عنهم دائماً وهم معي ١١15‏ وتشتاقهم روحي وهم بين أضلعي ١١7‏

القواعد الكشفية الموضحة لمعانى الصفات الإلهية يدق

مقدمة المحقق و اوقا لجاب اا فحكة ا تعاب ف ل ات ان لدم ام لو 0 عملي في هذا الكتاب لمي #ااتووية ‏ مله أ لجو لام اس اتوت امو بومماة تقد كس لا ترجمة المد 001001 ا ا 0 وصف النسخ الخطية تخ ني وباب سوبو ارابك و و سما 7 وفج مده ماوا تقات ود و تم م شروع في مقصود الكتاب مخ ووو الوط اماه البو اط ملأو مخمس مع و ا الجواب عن توهم أن تقوذ الأقدار الإلهية متوقف على وجود الخلق ا لبو 1 517 جواب من توهم أن محبة الله لشيء كمحبتنا له اك جواب من توهم أن أحداً يعلم الله علم إحاطة ابا سنواوا كلو لقف وا اس قا وش ف جواب من توهم نسبة الجهل إلى الله بالعائم قبل إيجاده “مق رع قم ايه اما ارو مايا2 جواب من يتوهم أن النسيان ونحوه في حق الله كالتسيان في حقنا م لالط ا جواب من يتوهم أن أحداً من الخلق يساوي علمه بالله تعالى علم الله بذاته 0 0100000000 جواب من يتوهم أن من علم ربه صار يعرقه يلا حجاب علم مالفا اوماق امام روا اج لط ولا و8163 جواب من يتوهم أن مراقبة ذات الله غير ممكئة 0 1 1700 جوابٍ من يئوهم صحة الإنس بالله تعالي لأحد ا 0010 000 جواب من يتوهم أن لله تعالى صورة يمكن أن تعقل لأحد 5 جواب من توهم اتحاد الخالق بالمخلوقات تعالى الله عن ذلك علو كبيراً او و 01 جواب من يتوهم أن نزوله تعالى إلى السماء الدنيا نزول بذاته 1 جواب من توهم أن العالم قديم من حيث إنه معلوم لله تعالى 111 1 21011117111 جواب من توهم حلول العالم في ذاته تعالى لاطا متكا واللسااار دما عا ع و ا 11

جواب من توهم أنه لولا توحيدنا لله تعالى لما عرقت وحداتيته اماما ااال لسو اا

145 القواعد الكشفية الموضحة لمعاتى الصفات الإلهية

جواب من توهم جهة الفوقية لله تعالى اا وو ا ساف اموساسوو ا اح ل جواب ما قد يتوهم من قوله تعالى: #ولو مِتَنَا لَأينَا كل فين هُدَسهَا4 ا جواب من يتوهم أن غضب الله تعالى كغضب الخلق ال اا لمم بطر د عو ل وه ا اا جواب من يتوهم أنه يمكن أن يكلفنا الله يما لا طاقة لنا يه ز ز[ز[ز[ز[ ز[ز[ز ز ز ز ز ‏ 0 0000 جواب ما قد يتوهم من قوله تعالى: «قل يِيْ كَلْيْمَهُ لَه » 1 00000011 جواب من يتوهم أن الظلم الواقع في الكون من غير إرادة الله تعالى 010000000 جواب من يتوهم أن الله قد يستفيد علماً لم يكن عنده تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً 1 جواب من يتوهم أن عموم البلاء ليس يعدل وأنه ينبغي نزوله على العاصي فقط 0000 جواب ما يتوهم من حديث من عرف نفسه عرف ربه» ما اا ا 1311 جواب من توهم أن في التسبيح لحوق صفات النقص له سبحانه وتعالى :00000 جواب من توهم أن الحق تعالى إذا وعد يشيء لم يجز له الرجوع عنه لاس ا ادا الجواب عمن يقول إن الله تعالى غنى عن إيجاد الخلق لا عن وجودهم م 1 جواب من يتوهم حلولا أو اتحاداً فى حق الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً 0 مطلب مهم جد نفي الشيخ ابن العربي للحلول والاتحاد في (الفتوحات؟ في مئة موضع 1 جواب من توهم الأينية لله تعالى 0 جوابٍ من توهم أن معية الله تعالى معنا معية تحيز و و اراد الما 11 جواب من ينوهم أن المولى عز وجل يمكن أن يضبطه اصطلاح 0[ 000001 جواب من يتوهم أن أسماء الحق وصفاته غير مطلقة والددو د الس مس ماو جواب من يتوهم أن الله تعالى أوجد العالم من عدم مطلق ارو لل ا ا 11 جواب من ينوهم أن الله خلق العالم على مثال سايق ود حرا ال وف الع ا ا م ١11‏ جواب من يتوهم أن صفات الله تعالى عينه أو غيره #الوسس ل فده مدان طاو مامالا ا 0 116 جواب من يتوهم أنه ليس لله تعالى إيلام الدواب والأطفال ما 1

جواب من يتوهم أن قرب الله إلينا ويعده عنا كقريتا ويعدنا من بعضص 1

القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية 1

جواب من يتوهم أن كلامه تعالى مسبوق بصمت ما ادو بو سالا ا و اام وه ل ل وي 11 10 جواب من يتوهم أن كلام الله تعالى ككلام المخلوقات لوا ا اك ل ل 118 جواب من يتوهم أن المراد يآيات الصغات ما يتصوره العوام منها 0 جواب ما يتوهم من حديث القدمين من التتجسيم اسن العامة ا 11 جواب من يتوهم أن عذاب أهل التار غير دائم وأنه سينقضي آخر الأمر 000000 جواب ما يتوهم من كتابة الله الأشياء في الأزل مجو لع اال انالا ل شا 1/4 جواب من يتوهم في قول شيء من أحوال القدرة الإلهية اعم انا مد لا شتا قد طق فم لاا جواب من توهم أن التشأة الإنسانية لا تكون إلا عن سبب واحد رن جواب من توهم أن رؤية الله في الأخرة تقتضي تحيزه سبحانه وتعالى 11111101010( جواب لا شيء ينفي رؤية الله تعالى في المنام و ا جواب من توهم أنه لا يصح إضافة الفعل للعبد مطلقاً 0 جواب من يتوهم أن الحكمة موجية لأفعاله تعالى ااي طن 1 1 دن انوا لس اش ا 711 جواب من توهم أن الله تعالى خلق الخلق ثم تركهم ولم يبال بهم الو لس اس ا 11 جواب من يتوهم أن حكم الإلهام في التقوى والفجور واحد م ال لمق ا 1 جواب من يتوهم أن عذاب أهل النار سيتتهي ثم يدخلون الجنة 0[ 1 1[ 1 0 جواب من توهم أن قاتل نفسه غلبت إرادته إرادة الله تعالى ممق سحاد ام 1 جواب من يتوهم من قوله تعالى: هقْلٍ أَلرّحٌ بن أَمَرٍ رق أن الروح قديمة م 113 جواب من يتوهم من نحو قوله تعالى : ##وَيْقّنَ وه رَيِكَ4 أن ذلك الوجه. . مل 71 فهرس الأحاديث اد ومن اواج سسا ومس اا سك اقوط امو ةا 11